"اولاً و قبل كل شيئ ، هل أنتِ حقاً من قامت برسم اللوحة ؟"

على الحائط الذي أشار اليه الكاهن ، لقد كان هناكَ اللوحة التي رسمتها آستر .

"نعم ، إنها لوحتي ."

"رائع ، لقد اعتقدتُ أن من قام برسمها رجل كبير بسبب تلكَ القدرة المذهلة على الرسم ."

"هل يُمثل العمر مشكلة ؟"

"لا ، أنا لا اهتم بالعمر . إن كنتَ لا تريد أن يتم استجوابكَ فمن المرجح أن تكون شاباً ."

تناول السيد رشفة من الشاي .

بعد أن شرب توقف لبعض الوقت .

انتظرت آستر بصمت . بالنظر إلى هذا الموقف قرر الكاهن التحدث اخيراً .

"السبب في أنني كنتُ ابحث عنكِ هو أنني اريد أن ترسمي لي شخصاً ما ."

"من يكون ؟"

بدأت قلب آستر التي لم تكن مهتمة بأى شيئ قي النبض الآن .

اعتقدت أنه قد يكون شيئاً عادياً ، ولقد كان لديه طلب ايضاً .

"هذا ..."

أخذ السيد شين ألمه و حفظ كلماته ، على الرغم من وجودهما فقط في المكان لقد كان حذراً جداً .

"هذا شيئ لا ينبغي تسريبه ابداً ، حسناً ؟"

بعد أن تلقى تأكيداً من آستر عدة مرات استغرق الكاهن وقتاً في الحديث .

"هي الشخص الأقرب إلى الآلهة ."

"ربما ....؟"

اهتزت عينا آستر للمرة الأولى .

"نعم ، إنها القديسة ."

سرعان ما وضعت آستر الكوب على الصحن .

ربما بسبب يدي المرتجفة ، أصبحت صوته مرتفعاً نوعاً ما .

"يبدو أنكِ مُتفاجأة ، بما أنها القديسة و ليست شخصاً آخر ."

"قليلاً ."

لقد كانت مفاجأة كبيرة و لكنها لم تكن بسبب ما يُفكر فيه الكاهن .

لم تكن تُفكر بأنها قادرة على مقابلة سيسبيا شخصياً لذا كان هناكَ وميض في رأسها .

'نعم ، مازالت على قيد الحياة ، لماذا لم أفكر في مقابلتها ؟'

بعد عودتها لم تفكر مطلقاً في مقابلة القديسة لأنه قد مضى وقت طويل منذُ مشاركتها في الأحداث . ولقد كانت في عجلة من أمرها للخروج من المعبد .

لكن الآن يُمكنها مقابلة القديسة ! لقد كانت فرصة عليها اغتنامها .

وافقت آستر على القيام بذلكَ على الفور .

"سأفعل ذلك ."

"تفكير جيد . إن حافظتِ على السر يُمكنني الدفع لكِ في النهاية ."

لكنها اعتقدت أن ذلكَ كان غريباً .

ضغطت آستر على حماسها لثانية مُحدقة في الكاهن .

"ولكن ، بغض النظر عن مدى إعجابكَ باللوحة ، هل تترك رسم القديسة لرسامة شوارع مثلي ؟"

"أنتِ ذكية جداً بالمقارنة بعمركِ . نعم ، وليس من المنطقي أن يكون الأمر رسمياً ."

بدا السيد شين بشعر بالمرارة و هو يبتسم .

"إنها صورة غير رسمية ، لا يُمكنني إخباركِ بالتفاصيل .. لكن تم إختيارها من قبل القديسة نفسها ."

يبدوا أن هناكَ شيئاً معقداً .

اومأت آستر .

"كلما كان الوقت أبكر كلما كان ذلكَ أفضل ، لكن متى ستكونين مستعدة ؟"

"بعد يومين ."

قطعت آستر وعداً وهي تعلم أنها بحاجة إلى اذن من دي هين .

'هل سيسمح لي ؟'

لا تعرف أى مكان آخر سوى المعبد ، بمجرد أن فكرت في أنه المعبد ظهر في عقلها صورة دي هين .

إعتقدت أنه ربما لن يسمح بالأمر .

***

بمجرد أن عادت آستر إلى القصر ذهبت لتعثر على دي هين .

بمعرفتها أنه ذهبَ إلى مكان تدريب الفرسان ليشاهظ التدريب الأسبوعي لهم ، طلبت آستر من الخادم الذهاب إلى هناك .

لقد جائت بشجاعة الآن و لكن عندما سمعت الصوت العالي داخل غرفة التدريب تراجعت .

"ماذا إن لم يعجبه الأمر لو أتيتُ فجأة ؟"

"جلالته ؟ مستحيل ."

لقد كانت آستر قلقة وابتسمت لها دوروثي قائلة أن هذا لن يحدث ابداً .

"هل يُمكنني مساعدتكِ ؟"

ربما لأنها كانت تحوم حول مقر التدريب ، اقترب منها الفارس الذي كان يحرس المكان .

"اوه ، أنا آسفة إن كنتُ ازعجتك ."

"لا لا ."

لوح الفارس بيده و احمرّ خجلاً ، لقد كان هذا بسبب أن آستر كانت لطيفة أكثر مما سمع عنها .

"تريدين الدخول و المشاهدة ؟"

"لكنه مايزال في التدريب ..."

"لا بأس في المشاهدة من بعيد ."

تم دفع آستر إلى ساحة التدريب من قِبل الفارس .

لقد كان التدريب على قدم و ساق و لقد كانت الساحة كبيرة جداً لدرجة أن الفرسان لم يكونو يعلمون أن آستر كانت موجودة حتى .

'واو ، يبدو كـشخص مختلف تماماً .'

كان دي هين الذي يوجه التدريب في المقدمة ييدو أكثر اخافة عما كان عليه في المرة الأولى .

كان الجو المحيط به بارداً جداً ، ولقد بدى أنه لن ينزف حتى لو تم طعنه .

بعد رؤية ذلكَ ، شعرت بمدى لطف دي هين تجاهها .

'لقد كنتُ محظوظة حقاً .'

لقد كانت مشاهدة التدريب أكثر متعة مما كانت تعتقد . ولقد اندهشت من مظهره الرائع .

على الرغم من أنه لم يكن مضطراً لفعل ذلكَ .

"تصفيق ."

صفقت آستر بدون أن تدرك .

نظرَ دي هين إلى الوراء إلى صوت التصفيق اثناء التدريب .

"بعض الفئران في ساحة التدريب ..."

عيونه التي حاولت التحديق بشراسة لقد كانت تسأل من الذي كان يختبئ ، اختفى الثلج وكأنه ذاب عندما رأى آستر .

"آستر ؟"

لقد كان حدثاً نادراً ، لم يتوقف التدريب ابداً في المنتصف .. لكن ليس اليوم .

سلم دي هين الأمر لقائد الفرسان .

"جلالتك ؟"

"ستكمل أنتَ التدريب ."

"إلى اين تذهب ؟"

"لقد اتت ابنتي ."

في عيون دي هين لقد كان فقط يرى آستر . لقد كانت آستر أهم بكثير من التدريب .

قائد الفرسان الذي تولى التدريب بشكل غير متوقع ، لقد كان مرتبكاً لأنه كان أمراً من دي هين .

"هاي ، لنأخذ استراحة !"

لم يتم تعليق التدريب ابداً من قبل بسبب وجود دي هين .

بدأ الجميع في الارتباك بسبب هذا الحادث الغير عادي .

"ايها القائد ، هل هناك حرب ؟"

"ماهو الأمر الكبير ؟"

عندما سأله الفرسان ، ابتسم القائد و هز رأسه .

"الآنسة هنا ."

بمجرد ان قال قائد الفرسان هذا ، انجذبت كل العيون إلى آستر التي كانت واقفة بجانب الشجرة .

«أنت تقول آنسة ؟»

«صحيح ، جلالته تبنى طفلة .»

«آه ، إنها اكثر لطافة مما سمعت . أنظر إلى هذا الوجه الباسم .»

لم تدم نظرتهم الفضولية نحو آستر طويلاً .

كان ذلكَ لأن دي هين حدق في الفرسان بعيون مخيفة للغاية .

جفل العديد من الفرسان و أدارو أعينهم في الهواء متجنبين نظرتهم .

تجمد الجميع و لم يتمكنو تحويل نظراتهم نحو آستر .

"ما الأمر ؟"

سأل دي هين وحجب آستر عن رؤية الفرسان تماماً .

"لدىّ شيئ لأخبركَ به ."

رفعت آستر يدها وأعطته الباقة التي صنعتها .

"قبل ذلكَ ، صنعتُ هذه ."

كانت باقة من الفريزيا الصفراء صنعتها اثناء التفكير في شيئ تريد احضاره له .

قد تُعجب دي هين ، لقد اعتقدت أن الأشياء المشرقة مناسبة له .

"هل صنعتِ الباقة بنفسكِ ؟"

حدق دي هين في حزمة الفريزيا بتعبير مشوش .

لقد كانت تلكَ هي المرة الأولى التي يحصل فيها على مثل هذه الهدية الرائعة من الزهور .

لقد كان محرجاً من رؤية الأزهار ولكن آستر هي من صنعتها بنفسها ، واعتقد أنه لا يمكنه تجاهل صدقها .

اثناء التفكير في الأمر أخذ باقة الأزهار ووضعها في مكان فارغ في الدرع .

"شكراً لكِ ."

ضحكت آستر عندما رأت ذلك .

«ملاحظة بس : باقة الزهور اللي آستر عملتها كانت وردة واحدة ف سووو .. هو حط الوردة دي ف الدرع بس مش موضح اوي ف الترجمة .»

'أنه لطيف .'

لم يكن عليه فعل ذلك ، لكنه وضع الزهرة في الدرع لأجل آستر .

كانت الطريقة التي كان ينظر بها دي هين إلى آستر مختلفة تماماً عن نظرته عندما كان يتدرب .

نظرت آستر إلى الزهرة و أعجبت بالأمر ، ثم تذكرت السبب الذي دفعها إلى المجئ إلى هنا لأنها كانت تريد الحصول على إذن دي هين .

عندما لم تستطع آستر طرح الأمر بسهولة شجعها دي هين .

"أخبريني ، لا بأس ."

"أبي ."

كانت آستر حذرة للغاية .

"أريد الذهاب للمعبد المركزي ."

ولكن هذه المرة عبس جبين دي هين بشدة ، لم يتمكن من السيطرة على تعبيراته .

"لماذا لهناك ؟"

لم تخفِ آستر شيئاً عنه و أخبرته عن زيارة هيرا للمعبد .

"ما إسم هذه الخادمة ؟"

"لقد قلتُ أنني لن اثير المشاكل . لذا أرجوكَ فلتغض النظر عنها ."

"كيف يُمكنني تركها تذهب ؟ كيف تجرؤ على بيع لوحتكِ ؟ علىّ وضعها في السجن و تعذيبها ..." م/ريلاكس

وعيناه مفتوحتان على مصرعيها صر دي هين على أسنانه و حركها بقوة .

أمسكت آستر بيده و حدقت فيه لتبعد غضبه .

"شكراً لكَ ، لكني أتيحت لي الفرصة لمقابلة القديسة ."

"لقد أردتُ مغادرة المعبد و غادرت بالقوة ."

دي هين الذي كان يحاول كبح غضبه نظر إلى عين آستر و تنهد .

"بصراحة ، أنا أكره ذلك ... لا أريد اعادتكِ لهناك."

تذكر دي هين الكهنة .

كان دي هين مستاءاً من فكرة من لهم الحرية في الكشف عن القائمة و أخذ الأموال و ازالة آستر من القائمة .

"لكن لا يسعني إلى أن أرسلكِ لأي مكان تريدينه بسبب هذه العيون ."

نظر دي هين إلى عين آستر الناعمة .

اليوم الذي إلتقى فيه بها للمرة الأولى كان مختلفاً تماماً عن اليوم الذي طلبت منه قتلها .

أدركَ دي هين أنه سقط لها من المرة الأول عنظم رأى هذه العيون ، الآن تلكَ العيون ممتلئة بالإيمان .

"أعتقد أنني كان يجبُ أن آخذكِ منذ وقت طويل ."

ضغط دي هين على يد آستر ، لقد كان هناك اختلاف كبير في حجم اليد لذا دخلت يد آستر في يده .

"لكنني لا أعتقد ذلك . في ذلكَ اليوم ، لم أكن أعرف ما إن كنتَ ستأخذني حقاً ."

"أبي ..."

ملأت الدموع عين آستر عندما تذكرت أن دي هين هو من أنقذها من هناك .

"هل ستعودين ؟"

بمجرد أن سمعت سؤاله اللطيف اختفت الدموع .

لقد كان هناك شخص ينتظر عودتها الآن .

"بالطبع ، فهذا منزلي ."

يتبع ...

2021/05/27 · 907 مشاهدة · 1575 كلمة
نادي الروايات - 2025