تمسكت آستر بڤيكتور على أمل أن تتمكن من الهروب من هذا الموقف .

"لماذا ؟"

"انتظر لحظة ، إمشِ هكذا ."

بناء على طلب آستر قام ڤيكتور بطي ذراعه أكثر .

لحسن الحظ ، تحاوزت آستر الباب بسهولة .

على عكس الدخول ، لقد كانت المغادرة سريعة لأنه لم يكن هناكَ نقطة تفتيش .

شعرت بالإطمئنان لأنها تمكنت من الخروج ، في تلكَ اللحظة ، سرعان ما تفوق شخص ما على آستر .

"داينا ؟"

لقد كانت مجرد لمسة بسيطة ، لم تكن تعرف كيف عرفها ... لكن عيناه كانت مليئة بالقناعة .

عضت آستر شفتها و تجنبت عين كاليد قدر الإمكان .

بعد راڤيان التقت بكاليد ، لقد كان اسوأ موقف على الإطلاق .

"داينا ، صحيح ؟"

"لقد اخطأتَ في الشخص ."

لاحظَ ڤيكتور أن آستر غير مرتاحة و وقفَ في الطريق .

اضاءت عين كاليد ببرودة عندما اختفت آستر من أما عينه .

"ابتعد عن الطريق ، لدىّ السلطة قي التحقق من الشخص الذي يمر عبر الباب . إن رفضتَ ، سيأتي الحراس ."

ادركت آستر أنه لن يستمع لها لذا قررت الأمر .

"أوبا ، ابتعد عن الطريق ."

ڤيكتور الذي كان عليه أن يتبع أوامر آستر تماماً ابتعد على الفور .

بمجرد أن سمع صوت آستر ذابت عيون كاليد على الفور ، اقترب منها وحدق بهدوء .

"حقاً ؟"

"نعم ، لذا من فضلكَ دعني أذهب بهدوء ."

بمجرد أن أكدت آستر الأمر اقترب منها كما لو أنه يريد عناقها . لقد كانت عيونه تنقل مشاعره بالكامل . «هو كان مغسول دماغه ولا ايه 😂😂 , كدا كدا لن نسامحك بردو 🌞»

"ماذا حدث ! هل تعلمين كم اشتقتُ لكِ ؟؟ لقد اخفيتِ بدون النطق ببنس شفة !"

أمسكت آستر بكاليد و ابعدته .

"لا أريد أن أُحدثَ ضجة ، دعني أذهب ."

ومع ذلكَ ، لم يكن لدى كاليد أى نية لترك آستر تذهب بسهولة .

"هل عدتِ إلى المعبد ؟"

"لا ، كان علىّ القيام بشيئ ما ."

"فهمت . كيف حالكِ ؟ لماذا غادرتِ المعبد فجأة ، هل أنتِ مريضة ؟"

قال كاليد وهو يتمتم بسرور أنه تذكر شيئ ما فجأة .

"هاه ، بالتفكير في الأمر ... أنتِ لديكِ شعر بني رمادي ايضاً ."

"لماذا ؟"

سألت آستر للمرة الأولى بدون تفويت الفرصة .

"آه ... في الواقع ، راڤيان تصطاد الأشخاص ذوي الشعر البني الرمادي من المعبد . هذا الأمر سري للغاية ، لذا أنتِ فقط من تعرفين الآن ."

تفاجأت آستر بكلما كاليد . لقد قالت سيسبيا أنها ستخفي الأمر لكن كيف حدث هذا ؟

فقط الآن فهمت لماذا نظرت راڤيان لها بهذه الطريقة و لقد كانت حذرة للغاية .

يبدو أنهم كانو ينتظرون داخل المعبد فقط ، لذا لحسن الحظ قررت أن تكون حذرة .

في غضون ذلكَ ، لقد كان الناس يلقون نظرات خاطفة .

لقد كان مشهداً مثالياً لسوء الفهم حيثُ كان هناك فتاة بملابس مدنية و متدرب يتحدثان معاً .

"أنا ذاهبة الآن حقاً ، إعتني بنفسكَ ."

عندما حاولت آستر التي شعرت بالأسف على نفسها المغادرة أمسكَ كاليد بها مرة أخرى .

"هل أنتِ متأكدة أنكِ ستذهبين هكذا فقط ؟ إن كنتِ ستبقين في الجوار لبعض الوقت ، فتناولي الشاي معي ."

"ليس لدىّ وقت ."

رفضت آستر ببرود و صُدمت عيون كاليد .

لم يستطع التحدث لفترة من الوقت وسرعان ما أمسكَ بذراع آستر مرة أخرى .

"إذاً ، سأذهب أنا لرؤيتكِ . أين يُمكنني رؤيتكِ ؟"

"لا يُمكنني التحدث ."

كاليد الذي كان منزعجاً عبر أخيراً عن مشاعره .

"كيف غادرتِ بدون أن تقولي لي كلمة واحدة ؟ ألا تشعرين بالأسف لإنفصالكِ عني ؟"

تراجعت آستر ببطء و نظرت إلى كاليد الذي كان يتحدث مثل رجل مجروح .

لم تكن تفهم سبب غضبه و لم تكن تريد ذلك .

ابعدت يد كاليد الذي كان يمسك بها و تحدثت ببرود .

"نعم ، لا أشعر بالأسف . لم أقل لكَ لأنه لم تكن هناكَ حاجة لذلكَ . هل كنا حتى بهذا القرب ؟"

"هذا كثير ."

ماذا بحق الجحيم ؟

أظلمت عيون آستر .

كان كاليد هو من أبعد نفسه و أصبح بجانب راڤيان في كل مرة و ليس لمرة واحدة .

مازالت تتذكر أنها تعرضت للطعن بسيقه . بالطبع لم يحدث هذا الآن ، لكنه كان شخصاً من الممكن أن يهاجمها إن سنحت له الفرصة .

هز كاليد رأسه كما لو كان مُحبطاً بينما كانت آستر تحدث فيه بدون أن تنطق ببنس كلمة .

"داينا . أنا ... أنتِ ..."

ولكن قبل أن ينهي حديثه تدخلت آستر .

"ربما سنرى بعضنا البعض مرة أخرى ."

لتدمير المعبد ، كان عليها أن تجتمع مع كاليد الذي سوق يصبح فارس مقدس في المستقبل .

لمعت عيون كاليد على الرغم من نبرتها الباردة التي لم تكن تحمل أى مشاعر .

"حقاً ؟ متى ؟"

"حسناً ، ربما يكون الشهر القادم أو بعد عشر سنوات من الآن ... لا أعرف ."

أراد كاليد إمساك آستر و طرح بعض الاسألة عليها . لم يستطع تركها بمجرد وعد كهذا .

لكن شعر أن آستر ترفضه تماماً .

"حسناً . سأنتظر ، لنلتقي مجدداً ونتحدث بهدوء ."

اومأت آستر .

متجاهلة كلمات كاليد الحزينة إلى حد ما استدارت بسرعة .

"إذا ، وداعاً ."

"وداعاً ."

حدق كاليد فيها بوضوح بينما كانت تبتعد .

لقد كان لدى آستر نفس الوجه لكن الجو المحيط بها كان مختلفاً تماماً .

بدا و كأنها لم تكن نفس الشخص الذي يعرفه ، لذا لم يستطع التمسك بها بعد الآن .

خرجت آستر من الباب الأمامي و لم تنظر إلى الوراء حتى انحرفت في الاتجاه .

"آه ."

بعد أن هربت بالكاد من أنظار كاليد التي كانت تتبعها بلا هوادة ، أمسكت بالجدار و اتكأت عليه كما لو كانت ستسقط .

مع تخفيف التوتر ، تم تخفيف قوة الساقين ايضاً . لم تعد تمتلك قوة للمشي .

"آنستي !"

كان ڤيكتور مذهولاً و انحنى بقرب آستر .

"هل استدعي طبيباً ؟"

"لا ، أعتقد أن هذا بسبب دهشتي الشديدة ."

هزت آستر رأسها و طمأنت ڤيكتور .

"ثم ، سأحملكِ على ظهري ."

استدار ڤيكتور و أظهر ظهره . لقد كان مختلفاً عن ظهر چو-دي حيث كان كبيراً وواسعاً .

"لكن....!"

"تبدين متعبة للغاية ."

ابتسم ڤيكتور و ربت على ظهره ليحكل آستر التي كانت نصف حجمه .

'ماذا أفعل ؟'

تضخم خد آستر التي كانت في ورطة .

لم يكن لديها أى نية في جعله يحملها ، لكن بدا أن الأمر سيكون جيداً بدلاً من اضاعة الوقت و المشي بشكل غير صحيح .

"شكراً ."

بعد اتخاذ القرار ، حركت آستر جسدها و اتكأت على جسد ڤيكتور . لقد كان ظهرها عريضاً لدرجة أنه رفعها مرة واحدة .

"إن سمحتِ لي ، يُمكنني حملكِ طوال الطريق إلى تريزيا ."

تحرك ڤيكتور بمهارة ، حتى مع وجود آستر فهو لم يهتز .

"لكن ڤيكتور ، هل الإخوة الأكبر سناً يعتنون بأخواتهم الصغار دائماً ؟"

على رأس ڤيكتور الذي سلم لها ظهره عن طيب خاطر ، تداخل معها چو-دي الذي حملها للمرة الأولى .

"هذا طبيعي . هناك مثل هذا الاتجاه مع زيادة الفجوة العمرية ."

اومأت آستر برأسها .

"ومع ذلكَ ، فإن القضة مختلفة قليلاً مع الآنسة ."

"لأنني ابنة الدوق ؟"

"لا ، ليس كذلك ..."

توقف ڤيكتور للحظا و نظف حلقه و سأله بصرامة .

"ماذا سوف تفعلين إن وجدتِ قطة ضالة ."

أجابت آستر بجدية كما لو أنها وجدت قطة ضالة بالفعل .

"سوف اساعدها !"

"هذا بالضبط ."

".....؟"

"أنتِ جميلة و لطيفة ، لذا فأى شخص سيراكِ تمرين بوقت صعب سيرغب في حملكِ ."

تحول وجه آستر إلى اللون الأحمر .

"أنا لطيفة ؟ كاذب ."

"أنا آسف . ولكن عندما قيل لي أنني سوف أخدم الآنسة لقد كان زملائي حسودين للغاية ."

بحرج ، دفنت آستر وجهها في كتف ڤيكتور . ووضعت كلتا يديها على أذنيها .

رقع ڤيكتور صوته متعمداً وهي يُثني على آستر التي كانت ترتجف خلف ظهره ، لقد كانت لطيفة للغاية .

ثم توقف فجأة عن المشي .

"أن رأيتِ كل تلكَ الأشياء المفاجأة فهل نأخذ استراحة ؟"

"اتمنى هذا ."

اومأت آستر ببطء .

كان من غير المعقول الذهاب إلى تريزيا في هذه الحالة وهو يحملها .

من الصعب أن يحاول العودة على عجل و يسقط بذا قرر الإستراحة لنصف يوم .

"هناكَ فندق أعرفه قريب من هنا . أنه ليس الأفضل بكنه قريب بما يكفي لبضع ساعات من النوم ."

"لا يهم المكان ."

"إذا سآخذكِ إلى هناك ، سيستغرق الأمر عشر دقائق فقط ، لذا نامي قليلاً ."

"نعم ."

آستر التي كانت في أمس الحاجة للراحة أغمضت عينها معتقدة أن الأمر كان بخير .

لقد كان يوماً صعباً فيه الكثير من الذكريات المؤلمة لدرجة أنها اضطرت لمقابلة أشخاص لم تكن ترغب في مقابلتهم .

ثم سمعت همهمة ڤيكتور ، بسبب هذا الصوت الجميل فتحت عينها مرة أخرى .

"ما هذه الأغنية ؟"

"إنها التهويدة التي كانت أمي تغنيها لي ."

"رائع . لم أسمع تهويدة من قبل ."

لكن فجأة ، شعرت بإحساس الديچاڤو ، كما لو أنها قد سمعت مثل هذا الطنين على ظهر شخص ما .

'هاه ؟'

في لحظة ما ، خطر ببالها مظهر امرأة و هي تغني لها بشكل واضح . «باين كانت أمها واه ؟؟؟؟»

كانت تركز على تذكر الذكريات بالتفصيل ، لكن فجأة بدأت البيئة المحيطة تصبح صاخبة .

لأنهم دخلو إلى السوق المركزي بعدما مروا بمنطقة وسط المدينة .

"انتظري لحظة ."

عبس ڤيكتور و هو يعبر السوق الذي كان يعج بالتجار و المتفرجين .

لو كان بمفرده لإستطاع عبور السوق بسرعة ، لكنه لم يستطع ذلكَ لأنه كان يحمل آستر .

هرع الأطفال من الجانب الآخر كما لو كان على وشكِ وقوع كارثة .

"أمسكو باللص ! أوقفوه !"

"آه .... إن كنتم تريدون ألا يتأذى أحد فإبتعدو عن الطريق !"

كما لو أنه قد سرق متجراً من الأحذية ، كان لدين زوج من الأحذية في إحدى يديه و في اليد الأخرى كام يحمل سكيناً .

صاحب المتجر يكافح من أجل اللحاق به ، لكن يبدو انه كان من الصعب فعل ذلك لأن المسافة كانت كبيرة جداً .

يتبع ...

2021/06/06 · 846 مشاهدة · 1599 كلمة
نادي الروايات - 2025