"ثلاثة فقط سيكون كافياً . سأرسل لكِ التغيير إن أقمنا تقييماً ."

"لا ، لا تغيير ."

هزت آستر رأسها .

كان ذلكَ لأنها اعتقدت أن الأمر سيكون معقداً إستخراج المزيد من الماس و تبادله لاحقاً .

"أليست عائلة هذه الطفلة أصبحت غنية بسبب منجم الماس ؟"

"لا أعرف لماذا تفعل هذا بينما لديها الكثير من المال ، هذا مُحير جداً ."

تحدثن الزوجات اللاتي رأين آستر بحرج عندما وجدوا أنها كانت تشتري فستاناً .

فحصت آستر وجوههم مرة أخرى بحذر شديد ، ستمرر الأمر هذه المرة لكنها ستتذكر وجوههم .

بعد فترة ، إرتدت آستر إحدى الملابس التي إختاراتها و التقط ڤيكتور الملابس المُمزقة ووضعها بعيداً .

في غضون ذلكَ ، قامت الخادمات بتعبئة بقية الملابس بعناية .

ومع ذلكَ ، كان هناكَ الكثير من الصناديق المعباة بحيث كان من الصعب أخذها .

"...هل سيتم تحميلها كلها في العربة ؟"

"أعتقد انه سيكون صعباً ."

كانت مساحة العربة ممتلئة لدرجة انه لم يعد هناكَ مكان للجلوس .

نظرت آستر إلى الصناديق بإحراج ثم تدخلت دولوريس أنه لا داعي للقلق .

"إن أخبرتني بالعنوان سأرسلهم لكم . هناكَ الكثير لا يُمكن حملهم ."

"إن المكان ليس قريباً من هنا ."

"لا تقلقي. يُمكن الذهاب إلى أي مكان ."

الملابس التي تم حزمها بالفعل لفتت إنتباه آستر و لم تستطع الرفض .

وافقت آستر على خدمة دولوريس و اومأت رأسها .

"إذاً ... من فضلكِ أرسليهم إلى منزل الدوق الأكبر ."

توقفت دولوريس التي كانت على وشكِ تدوين العنوان على ورقة و تصلبت .

"الدوق الأكبر ؟ لماذا هناك ...؟"

خفضت آستر صوتها عندما نظرت إلى دولوريس التي كانت تبدو مرتبكة .

"لأنني اعيش هناكَ ."

"تعيشين هناك ..."

"نعم ، لأنه أبي ."

كانت هذه هي المرة الأولى التي قدمت فيها آستر والدها لأحد ، لذا كانت محرجة بعض الشيئ و إهتزت كتفها .

'هل الشائعات صحيحة ؟'

في هذه اللحظة ، تذكرت دولوريس بعض الثرثرات التي سمعتها مؤخراً .

تقول الشائعات أن الدوق الأكبب دي هين قد تبنى فتاة . الجميع كان يعتقد أنها مزيفة ، لكن يبدو أنها حقيقية .

كان من غير المُعتاد ان تمتلك فتاة صغيرة منجم ، لكنها كانت إبنة الدوق الأكبر دي هين ، لقد كان عليها أن تكون حذرة ....!

"يا إلهي ! لقد إرتكبتُ خطأ فادح ، لو كنتُ أعلم أنكِ كنتٌ ضيفة مميزة لأهتممتُ بالأمر أكثر ."

شعرت دولوريس بقشعريرة في ظهرها وحاولت تصحيح الوضع .

ماذا لو تم نقل الأشياء التي تمتمت بها الزوجات إلى دي هين ؟

'سيتم إغلاق المتجر .'

إذا كان الامر يتعلق بالبارد و القاسي دي هين ، فلابد أنه سيقوم بمحو خزانة الملابس على الفور .

"أنا آسفة جداً إن شعرتِ بعدم الراحة في خزانة الملابس ، لا تترددي في العودة ."

"لا يوجد شيئ من هذا القبيل ."

هزت آستر رأسها بشدة و لقد كانت دولوريس قي أمس الحاجة إلى هذا .

"هل تحتاجين لشيئ آخر ؟"

"لا ، سوف أذهب الآن ."

"سوف آخذكِ إلى الخارج ."

"لا بأس ..."

قادت دولوريس التي أصبحت أكثر تهذيباً آستر إلى الخارج و لقد تتبعها الخادمات الواحدة تلو الأخرى .

ليس هذا فحسب ، بل ايضاً قامت بإعارتها عربة خاصة بالصالون ، لذلكَ كان من السهل الوصول إلر المكان الذي تم حجز فيه العربة للعودة .

"لقد كانت شخصاً لطيفاً، صحيح ؟"

"نعم ، لقد كانت نواياها مختلفة قليلاً ... لكن لديها حس جيد في اختيار الملابس ."

شعرت آستر أن موقف دولوريس قد تغير بعد سماع هويتها .

ومع ذلكَ ، لقد كان لديها نوايا حسنة و لقد ساعدتها في المقام الأول . الاهم من ذلكَ كله ، لقد كان من الجيد شراء ملابس جميلة .

'إذاً ، لقد كان هذا هو شعور التسوق .'

لقد شعرت آستر ببهجة لأنها كانت أول مرة تشتري فيه شيئاً لنفسها .

إلى جانب القوة المالية لشراء اى شيئ تريده بأى ثمن . لقد كان الأمر اكثر إثارة مما كانت تتخيل .

"إذن ، هل نرحل ؟"

"نعم ، دعنا نذهب ."

نظرت آستر من النافذة و إبتسمت ، لقد حان وقت العودة إلى المنزل مرة أخرى .

***

حالما وصلت آستر إلى البوابة الرئيسية لمنزل الدوق الأكبر ونزلت من العربة ، كان كبير الخدم مضطرباً و إستقبلها .

"آه ، لماذا تأخرتِ ؟"

هزت آستر رأسها منزعجة من موقفه .

"لقد استغرق الأمر نصف يوم فقط ..."

"خلال النصف يوم هذا ، جلالة الدوق كان ... على أى حال ، عليكِ الدخول بسرعة ."

"هل هذا صحيح ؟ سأذهب إلى غرفتي و أغيؤ ملابسي ."

"لا ، عليكِ الذهاب على الفور ."

بدا ديلبرت مستعجلاً للغاية . كما لو انه كان مستيقظاً لعدة ليالٍ كان عيون حمراء و منتفخة للغاية .

"شكراً لكَ ڤيكتور ، سأذهب اولاً ."

"إذهبي ."

حتى بدون ان يكون لديها الوقت لتقوم بتحية ڤيكتور لقد كان تمشي بسرعة مع ديلبرت .

"أين أبي ؟"

"لديه إجتماع في غرفة الإجتماعات ."

"ماذا ؟ ولكن هل يُمكنني الدخول ؟"

توقفت آستر وعيناها مفتوحتان على مصرعيهما . لقد كانت قلقة من أنها قد تقاطع الإجتماع إن دخلت إلى هناك .

"نعم ، يجب أن تذهبي ."

لكن موقف ديلبرت كان عنيداً . كان وجهه متعباً و أشار بإصبعه إلى شعره .

"هل يُمكنكِ رؤية شعري الابيض ؟"

"نعم ."

"لقد تغير تماماً بسبب الضغط الذي كنتُ أعاني منه لمدة يومين ."

"أممم ... ألم يكن أبيضاً في الأصل ؟"

"لا ."

هزت آستر رأسها .

إنها متأكدة أنه كان هكذا في الأصل .... على أى حال ، بدى ديلبرت متعباً أكثر من المعتاد لذا إتبعته .

"صاحب السمو كان قلقاً للغاية ."

"علىّ ؟"

فُتح فم آستر قليلاً . إهتز قلبها لأنها كانت تفكر في أن هناكَ أحد ينتظرها .

"نعم ، لم يستطع النوم جيداً . وفي نفس الوقت ، لم أستطع النوم ايضاً ..."

تمتم ديلبرت بشكل قاتم بشأن الكمية التي تراكمت عليه في خلال هذه الأيام ، عند رؤية هذا ابتسمت آستر .

وصل الإثنان بسرعة إلى غرفة الإجتماعات .

كان التوتر واضحاً على وجوه الخادمات و العاملين اللذين يقفون خلف الباب .

في هذه اللحظة ،

تحطيم !!!

كان هناكَ صوت لكسر شيئ ما في غرفة الإجتماعات . لكن لم يتفاجئ أحد لأن الوضع كان مألوفاً .

بينما كانت آستر مذهولة ووقفت بهدوء ، طرق ديلبرت الباب بسرعة .

"من هناك ؟"

صرخ دي هين من الداخل . متفاجئة من الصوت العنيف ، تراجعت آستر إلى الخلف .

"لقد وصلت الآنسة ."

لم يُصب ديلبرت بالذعر و سرعان ما أعلن خبر وصول آستر .

بعد ذلكَ ، إختفى تعبير دي هين المليئ بالغضب في لحظة . لقد كان تغيراً مفاجئاً مثل ذوبان الثلج من الشمس .

"آستر ؟"

وقف دي هين الذي كان جالساً على الكرسي فجأة .

كان مشغولاً بالإجتماع طوال الوقت . استمر الإجتماع لفترة أطول حيث لم يتم الموافقة على أى شيئ .

لكن في اللحظة التي سمع فيها خبر وصول آستر قام بالتوقيع على كل المستندات المعلقة و أنهى الإجتماع .

"إنتهى الإجتماع ، إخرجوا جميعاً ."

"ماذا؟ حقاً ؟"

"حسناً ، لنذهب !"

اضاءت وجوه التابعين اللذين كانو على وشكِ الموت . بدوا جميعاً منهكين من التواجد مع الدوق الأكبر لفترة طويلة في نفس الغرفة .

خرج الواحد تلو الآخر .

"آنستي ، أنا سعيد أنكِ عدتي بأمان !"

"شكراً جزيلاً لكِ !"

شعرت آستر بالحرج من التابعين اللذين خرجو و ألقو عليها التحية .

'لماذا ؟'

نظروا إليها جميعاً بنظرة أنها كانت منقذتهم .

هزت رأسها و دخلت إلى غرفة الإجتماعات في لحظة .

"هل أنتِ هنا ؟"

ارتجف صوت دي هين المنخفض بهدوء .

لم يكن لدى آستر أى فكرة حتى بعد فترة قصيرة . لقد كانت تعتقد أنه سيكون جيد حتى لو غادرت لمدة يومين .

ومع ذلكَ ، بمجرد أن قابلت عيون دي هين ، غمرتها العاطفة . لقد كان شعوراً بالأمان بالعودة إلى حيث ما كانت تنتمي .

"نعم ، أنا هنا .... يا أبي ."

ابتسم دي هين على نطاق واسع بسبب كلمات آستر ، والتي كانت تقولها بعناية و يصعب قولها .

لقد كان بارداً جداً منذُ فترة قصيرة لدرجة أن لا أحد يستطيع أن يُفكر أن هذه الإبتسامة الناعمة قد تخرج منه .

"تعالي إلى هنا ."

فتح دي هين ذراعيه على مصرعيهما . تحركت أقدام آستر بسبب نبرة صوته الهادئة .

ببطء ، ولكن بشكل أسرع قليلاً ... بينما كانت تتقدم إلى الأمام رفع دي هين آستر .

"مرحباً بعودتكِ ."

كافحت آستر و أمسكت بذراع دي هين . شعرت بالإرتياح من الشعور بالأمان الذي مده لها دي هين .

"هل تتألمين ؟ هل سقطتِ ؟"

"نعم . أنا بصحة جيدة ."

اومأت آستر بقوة ولفت ذراعها لتوضح أنها قوية .

بدون أن يدرك ، ارتسمت ابتسامة على جانب فم دي هين وهو ينظر إلى هذا الشكل الجميل ، لقد كان العسل يقطر من عينيه .

كان حجم دي هين كبيراً جداً لدرجة أن آستؤ جلست في حجره و إنزلقت بين ذراعيه .

أجلس دي هين آستر على قدمه و نظر إليها بعناية .

عندما رأى الملابس الجديدة التي لم يرها من قبل هز رأسه لفترة ، لكنه لم يسأل آستر . كان من المهم أن تعود سالمة فقط أكثر من ملابسها .

"أنا سعيد أنكِ قد عدتِ بأمان ، هل أزعجكِ أحد ؟"

بمجرد أن سمعت آستر ذلك ، خطر على بالها النساء من غرفة الملابس ، لكن بالتفكير في دولوريس اللطيفة هزت آستر رأسها .

"لا."

أثناء المحادثة ، كانت حلويات آستر المفضولة موضوعة على الطاولة .

"إذن ، دعيني أسمع ما حدث اليوم ."

بدأت آستر تتحدث عن زيارتها للمعبد و في يدها خبز تمسكه بكلتا يديها وفي المنتصف أعطاها دي هين عصير الفراولة .

أعطى بن و ديلبرت كفك «هاي فايف 🙏» وهم يشاهدون الإثنان يتحدثان .

"سأكون قادراً على النوم بشكل مريح الليلة ."

"نعم ، أنا سعيد أنها عادت ."

كان دي هين حساساً جداً بسبب غياب آستر . لقد كان الرجلان يُحاولان مواكبة هذا خلال اليومين السابقين.

ملاحظة : آستر غابت بس لنص يوم تمام ؟ بس دي هين كان قلقان عليها من ساعة ما قالتله انها رايحة المعبد و بيطلعها على المساكين دول 😂😂😂

"هاااام."

أخرجت آستر تثاؤباً طويلاً بدلاً من الكلام . لقد كانت عيونها نصف مغلقة لأنها تعبت من المسافة بالعربة .

تجمعت الدموع على طرف عين آستر و ربت دي هين على خدها بأصابعه الطويلة مُبعداً الدموع .

"تبدين متعبة ، إذهبي و إرتاحي الآن ."

"نعم ."

فركت آستر عينها و نزلت من حضن دي هين .

في تلكَ اللحظة ، وجدَ دي هين الكريمة المخفوقة على ذقن آستر و أصبحت عين دي هين متألقة .

"لحظة ."

كان من الممكن أن يمسحه لها بمنديل ، لكنه تجرأ على مسحه لها بيده و ابتسم .

'إنها لا تزال طفلة ، لذا هي بحاجة إلى لمستي .'

التوأم الأولاد تركهم يكبرون وحدهم ، لكن آستر كانت صغيرة جداً وهشة لدرجة أنه أراد دائماً الإهتمام بها .

يتبع ...

2021/06/15 · 830 مشاهدة · 1731 كلمة
نادي الروايات - 2025