"هذا صحيح . أنتَ فتى لعوب صحيح ؟ صديقتي المسؤولة عن التنظيف تعرضت للهجر !"

نقرت دوروثي على صدرها قائلة أنها تموت من الإحباط .

"إنه ليس ڤيكتور ."

"لا يُمكنكِ الإعتراف بذلك . عليكِ أن تكوني حذرة ."

حدقت آستر و أرسلت إلى ڤيكتور نظرة شك .

قم قدم ڤيكتور الكثير من الأعذار للتعبير عن ظلم حقيقي .

"لا يُمكنني فعل شيئ حيال كوني وسيماً وأن تتبعني إمرأة . كيف يُمكنني خداعها عندما تقول لي أنها معجبة بي بنفسها ؟"

"أنا متأكدة من أنكَ كنتَ تغازلها !"

"لم أفعل هذا ابداً !"

نظرت آستر إلى دوروثي و ڤيكتور بالتناوب اللذان كانا في حرب وعلى أعصابهما منذ أيام وابتسمت .

"سنرى بعضنا البعض دائماً ، لذا كونا على وفاق ."

بمجرد أن أصبح ڤيكتور مرافق آستر ، إنفجرت دوروثي و بدأت تجمع الشائعات حول ڤيكتور .

على ما يبدوا أن صديقة دوروثي قد تعرضت للخداع بشدة من قِبل ڤيكتور .

"آنستي ، أنا محرج حقاً ."

"هل تشعر بالأسف ؟ لقد سمعتُ أن هناكَ العديد من الضحايا بجانب صديقتي !"

كانت آستر تشعر أن الجو مليئ بالضوضاء في الأيام الأخيرة السابقة ، لكنها اعتقدت أن هذه الضوضاء لم تكن سيئة .

"آه ، تحتاج بام بام لتناول الطعام ."

نظرت آستر التي لم تلاحظ مرور الوقت لهما و أخرجت الطعام من الدرج .

كانت بام بام نائمة وذيلها يلف الوسادة . كان من الغريب قليلاً أن تنام بدون ان تستيقظ للأيام القليلة الماضية .

"هل هي مريضة ؟"

قال آستر بقلق بينما كانت تملأ طعام بام بام أمامها .

"قيل أن وقت وضع البيض قد إنتهى بالفعل ."

سألت آستر خبيراً في الثعابين ، لكنه قال إن لم تضع البيض حتى الآن سيكون الطفل قد مات بالفعل .

إلى جانب ذلك ، في الماضي عندما كانت تنظر إلى بام بام شعرت بما تفكر فيه ، لكن الآن لا يُمكنها هذا حتى .

كان هناكَ خطأ ما بالتأكيد ، شعرت بالإحباط لأنها لم تكن تستطيع أن تعرف ما الخطب .

الشخص الوحيد الذي جاء بدون أن يطرق الباب كان چو-دي .

"آستر ، هل أنتِ مشغولة ؟"

كانت ملابس چو-دي لاتزال مغطاة بالتراب من المكان الذي كان يركض فيه .

هزت آستر رأسها .

"لقد كنتُ أُطعم بام بام ."

"إذن ، ألقي نظرة على هذا ."

سلم چو-دي ظرفاً ذهبي اللون لآستر . كان الورق الأبيض في يد چو-دي مختلفاً .

"ماهذا ؟"

"سوف تكتشفين عندما تفتحينه ."

فتحت آستر الظرف بعناية .

كان هناكَ بطاقة في الداخل ، وعندما قرأتها تقريباً كان الأمر يتعلق بدعوة آستر وچو-دي لتناول العشاء .

إسم الشخص الذي أرسل هذا هو ...

"....سيباستيان ؟"

"نعم . ألا تتذكرينه ؟"

ظنت أنها لا تعرفه لذلكَ نظرت في ذكرياتها و خطر على بالها .

"آه ، تذكرت !"

كان سيباستيان هو إسم الصبي الذي كان يشتمها في الحديقة .

ظل تعبير آستر داكناً عندما تذكرت آخر الكلمات التي سمعتها منه في الحديقة .

"هل هو صديق أوبا ؟"

"صحيح . ألم يخطئ معكِ بشكل كبير ؟ يريد أن يعتذر منكِ ."

"فجأة ؟"

"في الواقع لقد دعاكِ منذُ وقت طويل ، لكنني نسيت ."

ابتسم چو-دي و حك جبينه .

لقد كان وعداً بعد أن ضرب سيباستيان بعد تدريب المعسكر ، لكن الوقت قد مضى ونسي الأمر .

سيباستيان الذي كان متوتراً لأن جو-دي لم يأتِ بعد إثارة كل هذه الجلبة وجه دعوة رسمية و أرسلها بنفسه .

"ما رأيكِ ؟ هل تريدين الذهاب معي ؟"

عرف چو-دي أن آستر لم يعجبها الأمر عندما لم تُجب وهز يده فقط .

"إذا كنتِ لا تريدين الذهاب فلا داعي للذهاب ."

كان السبب الأكبر للذهاب إلى سيباستيان هو جعله يعتذر إلى آستر بشكل مباشر ، لكن أن لم يكن الشخص المعني يريد الذهاب فلا داع لذلك .

"هم ."

كانت آستر ستقول لا حقاً .

عندما فكرت في سيباستيان الذي تباهى بسلالته و أهانها بالطبع لن تريد الذهاب .

ومع ذلكَ ، فإن عائلة سيباستيان المكتوبة في الدعوة قد لفتت إنتباهها .

كان الدوق بيسيل أحد أكبر العائلات التي دعمت الإمبراطور .

ألهذا كان يعلق أهمية كبيرة على الدم ؟

يجب أن يكون قد رآه كثيراً منذ أن كان صغيراً ، لذا كان من المنطقي أن يكون صديقاً لچو-دي ، مع الأخذ في الإعتبار عن خلفية عائلته .

بالنظر إلى مستقبل محاربة المعبد ، اعتقدت أنها سيكون من الأفضل أن تمتلك علاقة وثيقة مع سيباستيان .

"هل قلتَ أنه سيعتذر حقاً ؟"

"نعم . أنه يشعر بالأسف جداً من أجلكِ ."

قد تكون كذبة ، لكنها غير مؤذية . أعادت آستر التي أنهت الحسابات في رأسها الدعوة إلى چو-دي .

"سأذهب ."

"حقاً ؟ ياي ! جيد جداً !"

كان چو-دي سعيداً و قام بالقفز . كان سيقوم بسحق أنف سيباستيان مرة أخرى الذي تفاخر بإمتلاكه أختاً صغرى عندما يذهب إلى الدوق بيسيل.

"لنتحدث إلى والدي و نغادر بعد غد ."

يستغرق الذهاب إلى هناكَ حوالي النصف يوم بالنقل السريع .

نظراً لأن العشاء كان بعد ثلاثة أيام ، كان عليهم المغادرة بعد غد عند الفجر للوفاء بالوعد .

"آنستي ، لا أعتقد أنه سيكون هناك وقت لشراء فستان ، لذا إن لم تمانعي ..."

"يُمكنني إرتداء الذي إشتريته آخر مرة ."

تذكرت آستر الفستان الأخضر الذي اختارته لها دولوريس و كانت عيناها تتألقان .

***

"آستر ، أمسكِ بيدي ."

نزل چو-دي من العربة أولاً و تواصل مع آستر . لقد كان مرافقها بنفسه .

ابتسمت آستر و أمسكت بيد چو-دي . لقد كان الإثنين أخ و أخت يتطابقان بشكل جيد .

"سيد چو-دي ! من فضلكَ تفضل ."

عرف كبير الخدم الذي كان يقف أمام الباب چو-دي وحياه بسرور . لقد كانا يعرفان وجوه بعضهما لأنه كان يذهب إلى هناكَ كثيراً .

"هل هذه الآنسة آستر ؟"

"هذا صحيح ."

"مرحباً بكِ في بيسيل ."

ابتسم كبير الخدم بلطف و قادهما إلى الحديقة .

كانت وجبة اليوم هادئة للغاية ، ربما بسبب دعوتهما فقط و أصدقاء سيباستيان .

"دعينا نتناول العشاء هنا في وقت لاحق ."

أشار چو-دي إلى الطاولة المليئة بالتجهيزات على العشب .

"الحديقة جميلة جداً ."

نظرت آستر حولها بفضول إلى منزل الدوق الرائع والذي كان مختلفاً تماماً عن منزل الدوق الأكبر .

ربما كانوا أكثر قلقاً بشأن قدومهما ، لكن الحديقة كانت بحالة جيدة بشكل خاص .

بينما كانت آستر مشغولة بالنظر حولها ، سمع سيباستيان خبر وصولهما و خرج من القصر .

كان سيباستيان يرتدي بذلة سوداء و ربطة عنق حمراء و لقد كان مرفوعاً عالياً .

ولكن لأنه كان ممتلئ الجسم بدت جميع الأزرار الموجودة على قميصه و كأنها ستنفجر .

إلى جانب ذلك ، لم يستطع مقاولة حرارة جسده واستمر العرق في التدفق من جبهته . لقد كان يعرف ذلك لذا أمسكَ بالمنديل بإحكام .

"هاه ؟ إنه سيباستيان ."

رصدَ چو-دي سيباستيان و لوح بيده .

"هنا . تعال !"

أدارت آستر رأسها نحو سيباستيان ثم بالطبع قست تعابيرها .

كان سيباستيان محرجاً ايضاً من رؤية آستر . كان محرجاً جداً بالتفكير أنه مضطر للإعتذار .

'آششش.'

مشى سيباستيان اليهما بتعبير مستاء على وجهه .

ومع ذلكَ ، لقد كان ظهور آستر بجانب چو-دي مختلفاً تماماً عن المرة الأولى التي رآها فيها .

"هل هي نفس الشخص ؟"

تمتم سيباستيان بدون أن يدرك ذلك .

عندما رآها لأول مرة لقد كانت نحيفة للغاية ، لم يشعر ابداً أنها كانت فتاة نبيلة .

لكنها الآن نبيلة بكل المقاييس . لم يكن الشخص المجاور لچو-دي محرجاً على الإطلاق .

إلى جانب ذلك ، بدت جميلة جداً في الفستان . ظهر وجهها اللطيف في عيون سيباستيان .

'ماخطب قلبي ؟'

وقف سيباستيان أمام الإثنان وهو مرتبك ، لم يكن يتحمل النظر إلى آستر و نظر إلى چو-دي .

"شكراً لقدومكَ ."

"نعم ، ولكن لماذا تفعل هذا ؟"

انفجر چو-دي من الضحك عنده رآى سيباستيان الذي أصبح قاسياً .

"لا شيئ ."

"على أى حال ، هذا غريب . قُل مرحباً لآستر ايضاً. "

سيباستيان استدار لآستر بعيداً ليقول مرحباً .

"أهلاً ."

"مرحباً ."

شعرت آستر بالإهانة لفهمها سيباستيان بشكل خاطئ أنه يتجاهلها .

لم يكن هناكَ غطرسة كما إلتقيا للمرة الأولى ، لكن الكراهية التي كانت في ذلك اليوم لاتزال حية .

"إذاً ، سأبقي خارج الأمر ."

تراجع چو-دي جانباً ليترك الإثنان يتحدثان بشكل مريح . بالطبع لقد كان هناكَ تحذير لسيباستيان «إن تحدثتَ بالهراء سوف تموت .»

"حسناً ...."

قرر سيباستيان أن يعتذر بسرعة ويغادر ، و نظر إلى آستر .

لكن في اللحظة التي رآى فيها عيون آستر الوردية تجمد سيباستيان . ولقد كان الخدين المنتفخين لطيفين للغاية .

"أنا من قال ..... يا رجل . سأصاب بالجنون ."

انتظرت آستر و شاهدت وجه سيباستيان يتغير كل دقيقة .

'أعتقد أنه إن لمسته سوف ينفجر .'

بدا أكثر إحمراراً أكثر من أى شيئ ، و الآن يحترق مثل جذور الشمندر .

"هل يُمكنكِ النظر إلى مكان آخر لثانية ؟"

"ماذا ؟ نعم ."

لم تكن تعرف لماذا ، لكن سيباستيان سأل على عجل لدرجة أنها أدارت رأسها إلى الجانب .

تنهد سيباستيان بإرتياح و ابتلع لعابه . ثم سرعان ما ألقى كلمات الإعتذار التي أعدها لآستر .

"في ذلكَ اليوم ، كلماتي كانت قاسية للغاية . في ذلكَ اليوم كان لدىّ بعض الأشياء التي يجب أن أفعلها مع چو-دي لذلكَ أخرجتها عليكِ بدون قصد ."

مع الصوت الصادق ، استرخي قلب آستر .

"أنا آسف حقاً ، هل تقبلين اعتذاري ؟"

أخرجَ سيباستيان تفاحة حمراء ، لقد أعدها ليقدمها لها عند الاعتذار .

تمسكَ بها لآستر و لقد كان طرف يده يرتجف مت التفاحة .

اتسعت عينا آستر بسبب الهدية الغير متوقعة . لم تتوقع اعتذاراً حقيقياً .

"هذه تفاحة حقيقية .. بفف ."

في النهاية ضحكت آستر بصوت عال .

كان خطأ سيباستيان لا يُغتفر ، لكنها قررت أن تغفر له بهذا القدر من الاعتذار .

"اخترتُ الأكبر و الأمتن ."

حك سيباستيان مرخرة رأسه في حرج .

يتبع ....

الفصل 55 على موقع ملوك الروايات

2021/06/20 · 841 مشاهدة · 1571 كلمة
نادي الروايات - 2025