"سوف آكلها جيداً ."

"هل تقبلين اعتذاري الآن ؟"

"نعم ."

"شكراً لكِ . و أنا حقاً آسف ."

سلم سيباستيان التفاحة إلى آستر و لمس يد آستر بخفة .

في تلكَ اللحظة ، شعر سيباستيان بخفقان في رأسه و تراجع قليلاً إلى الوراء .

"أ- أ- أراكِ لاحقاً ."

على هذا الطريق بدون حتى أن ينظر إلى الوراء ركض . لقد كان قلبه ينبض بشدة بالفعل .

"ما خطبه ؟'

ابتسمت آستر بتكلف عندما رأت ظهره وهو يركض ، ثم أخذت التفاحة و ذهبت في نزهة حول المنطقة .

بينما كان يسير ليجد چو-دي الذي اختفى في مكان ما ، تحدث لها شخص ما من الخلف .

"هل أنتِ آستر ؟"

تبعت آستر الصوت و استدارت ، لقد كان هناكَ امرأة تبدوا و كأنه في منتصف العمر و تبدوا غير عادية للوهلة الأولى تبتسم .

لا تعرف من تكون ، ولكنها أحنت رأسها .

"هذا صحيح . مرحباً ."

"بطريقة ما ، أنتِ مُهذبة جداً . أنا والدة سيباستيان ، الجميع يناديني روز ."

فُتح فم آستر قليلاً .

لقد كانت فضولية ، لكن جسد روز النحيف و سيباستيان السمين لم يكونا متطابقين على الإطلاق .

"شكراً على حضوركِ اليوم . سمعتُ أن سيباستيان اخطأ في حقكِ ؟"

"لقد تحدثنا منذ قليل و قمنا بحل الأمر ."

"حقاً ؟ هذا جيد ."

لمعت عيون روز من الفرح .

"سيباستيان خاصتنا أخرق بعض الشيئ في التعبير . مع ذلكَ ، هو ليس طفل سيئ . أرجوكِ استمري في التماشي معه ."

"حسناً سيدتي ."

فجأة أمسكت روز بيد آستر . ابتسمت آستر بحرج و هي تمسك بيدها .

"بالتفكير في الأكر ، فأنتِ تُشبهين ايرين كثيراً . لقد كانت هكذا عندما كانت صغيرة ، كيف يُمكن أن يكون هذا ؟"

لم تعرف آستر من هي ايرين ولكن اتسعت عيناها .

"لأنني كنتُ صديقة طفولة ايرين . مازلتُ أشعر بالحزن عندما أفكر في الأمر ."

وصلت روز وربتت على خد آستر ، لقد كانت يديها باردة لذا شعرت آستر بالقشعريرة .

"ولكن ، من هي ايرين ؟"

"اوه ... ألا تعرفين ؟ إنها زوجة الدوق الأكبر المتوفاة ."

بدون علم آستر ، أدركت روز أنها قالت شيئ عديم الفائدة وسرعان ما أغلقت فمها .

"لا تهتمي بما قلته ، استمتعي ."

ابتسمت روز في حرج .

بعد ذلك ، ذهبت الخادمة من القصر و همست في أذن السيدة روز . ركضت روز إلى الداخل .

اومأت آستر و فكرت في كلمات روز .

'هل اشبهها ؟'

في تلكَ اللحظة ، تسلل چو-دي و ظهر فجأة أمام آستر .

"تادا ! إنه أنا . ماذا تفعلين لما أنتِ واقفة هنا ؟"

"أوبا ."

لم تتفاجئ آستر و سألت بصراحة .

"هل أُشبه والدتكَ المتوفاة ؟"

"لماذا أمي فجأة ؟"

تصلب تعبير چو-دي الذي كان يبتسم على نطاق واسع .

"هذا ما قالته السيدة ، قالت أنني أُشبه والدتكَ المتوفاة ."

"هل تتشابهون ؟ حسناً ، لا أعرف لقد رأيتها في الصور لقط لكن عيناكِ و شعركِ متطابقان بالتأكيد ."

"فهمت ."

ابتسمت آستر و مزاجها كان كئيباً .

فكرة أن دي هين قد اختارها لأنه تُشبه زوجته المتوفاة قد سيطرت عليها .

لم يكن الأمر مهماً على أى حال ، لكنها شعرت أنها ليست بحاجة لمعرفة أى شيئ .

"الآن ، دعينا نذهب إلى الطاولة ."

أخذ چو-دي يد آستر و ذهب إلى المقعد الذي كان على العشب ، كان المقعد الفارغ منذُ قليل الآن نصف ممتلئ .

لكن عندما استدارو حول المنزل فجأة سمعت آستر بكاء طفل من الأعلى .

"واااا . وااااا . وااااا ."

وقفت آستر مرتعبة و متصلبة .

"أوبا ، هل سمعت هذا للتو ؟ اعتقد أن هناك طفل يبكي ."

"لم أسمع ذلك ."

تساءلت آستر عما إن كانت قد سمعت بالأمر عن طريق الخطأ وبدأت في المشي مرة أخرى . ولكن بعد المشي عدة خطوات توقف چو-دي هذه المرة .

"صحيح . لقد سمعتُ ذلكَ للتو ، هناكَ طفل يبكي ، هل تظنين أنها لازالت تبكي ؟"

"ماذا نفعل ؟"

كان صوت البكاء خطيراً جداً ولا يُمكن تجاهله . سمعوه مباشرة قبل نفاذ أنفاسها .

"هل ترغبين في الدخول ؟"

"لكن الحفلة ...."

"ركض سيباستيان ايضاً في وقتٍ سابق . أظن أن هناكَ شيئ ما قد حدث ."

دخل چو-دي و آستر إلى القصر بحذر و هم يُمسكون بعضهم بإحكام .

"واااااا . واااااااا ."

منذُ اللحظة التي دخلا فيها ، بدأ صراخ الطفي في الإرتفاع وكانت الخادمات يركضن إلى الردهة بتعبير جاد .

"لنتبعهم ."

أمسكَ چو-دي يد آستر و تبعوا الخادمات ، كلما تعمقوا في القصر كلما زاد صوت بكاء الطفل .

و لقد وصلا إلى غرفة صغيرة ، لقد كان الباب مفتوح على مصرعيه و إنطلقت صرخة شديدة من الداخل .

"هاه ؟ هل هذا سيباستيان ."

تمتم چو-دي وهو ينظر إلى الداخل .

"وهذه الدوقة ايضاً ."

كان سيباستيان و روز بداخة الغرفة ، و الغرقة مليئة بالأطباء و الخادمات .

"ألم تُخبرني أن سيباستيان لديه أخت ؟"

"هذا صحيح . هل كان اسمها چيني ....؟"

لاحظت آستر وچو-دي هوية الطفلة في نفس الوقت .

"يا إلهي !"

"أعتقد ذلك ."

لم يكن هناكَ سبب لتجمع الكثير من الناس حول شقيقة سيباستيان الرضيعة .

"لكن ، هذا غريب . لم أسمع أن شقيقته مريضة ."

كان سيباستيان يتفاخر دائماً أمام چو-دي بشقيقته ، ولم يقل ابداً أنها لم تكن على ما يرام .

عندما تحدثوا في الحديقة في وقت سابق لم يتحدث ابداً عن أخته الصغرى .

نظرا إلى الغرقة و اعتقدا أن الأمر كان غريباً ، وبدأت الطفلة في البكاء مرة أخرى .

"وااااااااا ."

"ششس . عزيزتي . لا بأس . أمكِ هنا ، أنا هنا . هاه ؟ من فضلكِ توقفي عن البكاء ."

استمرت السيدة روز في تحريك الطفلة خشية من أن تفقد قدرتها على التحمل ، لكن كان هذا بلا فائدة .

"هالبرت ، هل ستقف ساكناً ؟ أيرع و احضر لي الحبة التالية !!"

"سيدتي ، لقد استخدما معظم الأدوية و من الخطر استخدام أى دواء آخر لأن عمر الآنسة صغير ."

الطبيب المُسمى هالبرت تلعثم و أحنى رأسه .

"إذن ، ما الذي يفترض بي فعله ؟ الحمى لا تنخفض ! إنها بالفعل مريضة منء ثلاثة أيام . و إذا حدث شيئ كبير مرة أخرى ... ها ."

رفعت السيدة روز صوتها بشكل حساس جداً وشعرت بالدوار و أمسكت الحائط .

"أمي !"

مندهشاً ، أمسكَ سيباستيان بذراع أمه و صرخ .

"أنا آسفة ... لقد بحثنا في كل مكان ... هذا مرض نادر لدرجة أن ...."

لليوم الثالث على التوالي ، اتصلوا بالطبيب مرات لا تحصى و لقد كانوا يقولون نفس الشيئ : أنا لا أعرف اسم المرض .

"حسناً ، أخرج من هنا ...."

شدت السيدة روز على شفتيها و لوحت بيدها ، لم تكن ترغب في رؤية المزيد من الأطباء الغير اكفاء .

بمجرد ان خرج هالبرت ، تنهدت و جلست على الكرسي .

"سيدتي ، سيدي ... لماذا لا ترسلين أحداً إلى المعبد الآن ؟"

تردد كبير الخدم و قال رأيه .

"لماذا المعبد ؟"

"يبدوا أن الأطباء لا يعرفون السبب ... يُمكن أن يتم معرفة السبب بالقوة المقدسة ."

في الواقع ، لقد كان دوق بيسيل مثل دوق تريزيا . علاقته سيئة مع المعبد .

لقد مرت فترة منذُ أن أبعد نفسه عن المعبد ، لذلكَ تردد في طلب المساعدة .

ولكن بعد التفكير في الأمر بهدوء ، لقد كان كبير الخدم على حق . لعقت روز شفتيها ثم اماءت .

"حسناً ، أرسل شخصاً ما هناك ."

"فهمت ."

الخادم الذي تولى الأمر أخذ الخادمات إلى الخارج .

جفل عندما رأى آستر و چو-دي يقفان أمامه ، لكنه تردد و تجاوز الأمر لأنهم كانوا ضيوفاً على أى حال .

چو-دي الذي كان يراقب كل شيئ بهدوء خفض صوته وهمس .

"لا . لابدَ أنها مريضة جداً ."

"نعم . من الأفضل أن نرحل ."

اومأت آستر و استعدت للذهاب . لكن في هذا الوقت ، رفع سيباستيان رأسه ووجدهما .

"اوه ؟"

ترنح سيباستيان و ركض إلى الباب الأمامي .

"كيف عرفتم هذا المكان ؟"

"لقد سمعنا صوت الطفلة تبكي ."

"أنا آسف . لقد تفاجأت بإختفاء أمي فجأة ."

"لا .... ولكن هل أختكَ مريضة ؟"

"نعم . من أول أمس ، أُصيبت بالحمى فجأة . لقد قال الطبيب أنه لا يعرف ما هو المرض . ولا يجب أن تتناول أى دواء ."

لم يكن هناكَ قوة في صوت سيباستيان . كانت الدموع تنهمر من عينه لأنه كان قلقاً على أخته .

نظرَ چو-دي إلى چيني التي لازالت تبكي ووضع يده على كتف سيباستيان .

"كان من المفترض أن تخبرني على الفور ، لو كنتُ أعرف لأجلتُ الموعد ."

"لقد مرضت فجأة ... ظننتُ أنها ستكون بخير قريباً ."

بغص النظر عن قتالهما كل يوم و هو يعتبر نفسه أقل منه ، فإن سيباستيان الوحيد الذي يعتبره چو-دي صديقاً .

لم يكن من الغريب أن تمرض شقيقة سيباستيان الصغرى ، خاصة و أنه ايضاً أصبح له أخت صغرى ايضاً .

استمعت آستر إلى حديثهما و سارت نحو چيني .

كانت چيني المستلقية في المهد صغيرة جداً . كان وجهها حار جداً و جسدها أحمر اللون .

ومع ذلكَ ، بدى أن هناكَ كدمان في عيون چيني . كان هناكَ بقعة سوداء مثل الكتلة في منتصف عينها .

في ذهول ، ركضت آستر نحو المهد ثم نظرت إلى چيني عن كثب .

'....مرض إيكاتو ؟'

مرض نادر جداً يُصيب الأطفال ذوي العام الواحد .

سبب المرض غير معروف و يتميز بظهور بقع سوداء على بؤبؤ العين بسبب الحرارة .

كام العلاج الوحيد هو الخلاص بالقوة المقدسة من خلال الصلاة النقية . يجب أن يكون في غضون ثلاثة أيام من بداية الأمر .

نتيجة لذلكَ ، مات معظم الأطفال بسبب الجهل بحقيقة وجود المرض . كان هذا هو السبب أن يكون مرض إيكاتو غير معروف بين العامة .

كانت آستر تتذكر ما تعلمته في آخر صف للقديسين .

ومع ذلك ، لم يكن الأطباء على دراية بمرض إيكاتو لأنهم لم يصادفوا ابداً مرضاً لا يُمكن علاجه إلا بالقوة المقدسة .

"ماذا هناك ؟"

سألت روز بصوت مرهق .

"لا ، لا شيئ ."

هزت آستر رأسها و خطت خطوة مبتعدة عن المهد .

بالنظر إلى حالة جيني التي كانت ظاهرة بالفعل على وجهها ، يبدوا أنها لم يعد لديها الكثير من الوقت .

لقد كانت هذه بالفعل نقطة التحديد ، لذلكَ لقد كانت تعرف أنه لو تأخر الأمر كثيراً قد يفوتها العلاج و تموت .

'ماذا أفعل ؟'

بالنسبة لها ، يُمكنها أن تعالج چيني على الفور بدون صعوبة .

ومع ذلكَ ، لقد كان من المستحيل استخدام القوة المقدسة في مثل هذا المكان المليئ بالعيون .

"وواا ... واااااا ."

بينما كانت آستر تفكر ، بدأت في البكاء مرة أخرى و هي تكافح ألمها .

يتبع ...

الفصل ٥٦ على موقع ملوك الروايات ☘️💜

2021/06/23 · 754 مشاهدة · 1716 كلمة
نادي الروايات - 2025