"من المفترض أن تكون في الملجأ ، صحيح ؟"

"هذا .."

كما لو كان نواه يحاول إخبارها بسر ما ، قام بإخبارها بالأمر في أذنها عن قرب .

مدت آستر أذنها وهمس نواه بصوت خفيف لا تسمعه إلا آستر .

"في المرة الأخيرة ، أعطيتني قدراً كبيراً من القوة . الشكر لكِ ، الآن لا يُهم إن كنتُ خارج الملجأ لفترة من الوقت ."

"لماذا تهمس ؟"

لقد كان يهمس ووجهه غريب من وجهها . أرجعت آستر وجهها إلى الوراء بحرج .

"إن همستُ في أذنكِ يُمكنكِ سماعي جيداً ."

هز نواه كتفيه و ابتسم .

"لكن أنتَ لم تنتقل إلى هنا بسببي صحيح ؟"

"آه ، لا . منزل أحد أقاربي موجود على ضفاف النهر ."

لقد قال لا ، لكن لماذا أنا مُستاءة للغاية ؟ أظلم تعبير آستر عندما كانت تستمع إلى نواه .

'لم أرغب في تحديد موعد خوفاً من ذلكَ ...'

فكرت آستر في نواه من حين لآخر ، لكنها لم تستطع التفكير في زيارته بسبب إنشغالها بالدراسة و المعبد .

شعرت بالذنب لسببٍ ما و الأسف عندما نظرت إلى نواه .

"أنا آسفة لأنني لم أستطع المجيئ ."

"لا بأس . لقد إلتقينا بهذه الطريقة ، اليس كذلكَ ؟ إنه لأمرٌ مدهش أن نلتقي بالصدفة حتى لو كنا في نفس المنطقة ."

لكن نواه لم يكن يشعر بخيبة أمل على الإطلاق ، بدى أنه في غاية السعادة بأنه استطاع مقابلة آستر .

"هل أنتَ بخير ؟ هل يُمكنكَ التجول في الأرجاء ؟"

"ليس بعد ؟ أنا أشعر بالدوار قليلاً فقط ."

فجأة وضع نواه يده على جبهته قائلاً أنه أُصيب بالدوار . ثم عبس و تظاهر أنه مريض .

"إذاً ، هل يُمكنني أن أُمسكَ يدكِ ؟"

"...نعم ، أمسكها الآن ."

شعرت أنه يُبالغ ، لكنها قررت تجاهل هذا .

بمجرد أن سمعها نواه ، مد يده الرفيعة و الطويلة .

كانت آستر متوترة إلى حدٍ ما و تراجعت عدة مرات ووضعت يدها على يد نواه .

"سيدتي !"

"يا إلهي !"

صرخ ڤيكتور و دوروثي في نفس الوقت متفاجئين من المشهد .

"آه ، إنتظرا لحظة ."

ركزت آستر على كف يدها وقالت لهما هدوءاً .

شعرت أن قوتها المقدسو تنتقل إلى نواه عبر راحة يده .

"هذا يكفي ."

لكن نواه رفع يده بسرعة . إنحنت آستر قليلاً و اهتزّ رأسها .

"هل هذا يكفي ؟"

"إن حصلتُ على الكثير دفعة واحدة أخسى أنني لن أراكِ لفترة طويلة ."

شعرت آستر بالأسف مرة أخرى و تجنبت عيون نواه و أحنت رأسها قليلاً .

عندما بقت آستر ونواه صامتين ، نظر ڤيكتور بإنتباه و سأل .

"آنستي ، هل هو حبيبكِ ؟"

"لا ، ليس كذلك !"

هزت آستر رأسها متفاجئة و قائلة لا .

"إذاً لماذا يُمسك يدكِ ...؟"

القوة المقدسة المنقولة عبر راحة اليد غير مرئية . لذلكَ ، بالنسبة لڤيكتور بدا أنهما يمسكان بأيدي بعضهما البعض و يتجادلان .

لم يكن يعرف ماذا يحدث ، ولكن لم يكن من الجيد مغازلة آستر ، لذلكَ أصبح ڤيكتور حذراً .

رأى نواه ڤيكتور يُحدق به و بدأ يُحدق فيه هو الآخر و كأنه لن يخسر .

جفل ڤيكتور عندكا شعر بالبرودة التي كانت في عين نواه بعكس عينه اللطيفة عندما كان يتحدث مع آستر .

"هل أنتِ متأكدة من هوية صديقكِ ؟"

"ربما ؟"

هزت آستر رأسها . لم تكن تعرف على وجه اليقين من يكون ، لكنه كان شخصاً قدمه لها والدها لذا كان موثوقاً به .

"لكن آستر ، ماذا كنتِ تفعلين هنا ؟"

قاطع نواه المحادثة و وجه نظرته نحو آستر .

"ستُقام حفلة عيد ميلاد إخوتي الشهر المقبل ، خرجتُ لأحضرَ لهم هدايا ."

إذا كان نواه ، فلقد كان في نفس العمر ، لذلكَ إعتقدت أن الأمر سيكون على ما يُرام ، وسألته آستر بعيون مشرقة .

"ما الذي ترغب في تلقيه ؟"

"بالنسبة لي ، رسالة فقط ستكون كافية ."

أجاب نواه بسرعة في أقل من الثانية و بلا قلق .

"لا تفعل ذلكَ !"

"حقاً . لا أعتقد أن هناكَ هدية أكبر من ذلكَ ."

هزت آستر رأسها التي كانت تريد أن تُقدم هدية خلصة لإخوتها .

"اوه ، وماذا عن الرسم ؟ أنتِ جيدة في الرسم ."

"لقد رسمتهم بالفعل ."

"لماذا لا ترسمينهم مرة أخرى ؟ أعتقد أنهما سيكونان أكثر سعادة من الهدايا المادية ."

كأمير ، تلقى نواه جميع أنواع الهدايا التي لا حصر لها في كل حفلة عيد ميلاد .

لكنه لم يكن سعيداً بها ، كانت كل تلكَ الهدايا بلا عاطفة .

"حسناً ، سأفكر في الأمر أكثر ."

ذهبت آستر إلى المتجر المجاول وهي تُفكر ملياً في الأمر . كان متجراً يجمع المرايا و يبيعها .

عندما كانت آستر تنظر إلى المرايا تبعها نواه .

"آستر ، هل ستُفكرين في هدية عيد ميلادي لاحقاً ؟"

"لقد قلتَ ان رسالة فقط ستكون كافية ."

تعمدت آستر الرد البارد لتُبعد نفسها عن نواه .

"هذا صحيح . لكن تخيلكِ تفكرين في هديتي بهذه الطريقة يجعلني سعيداً ... سوف تستمرين في التفكير بي بهذه الأوقات ."

في الوقت المناسب ، إنعكس تعبير نواه على المرآة المعلقة على الحائط ، لقد كان يبدوا. و كأن هناكَ شيئ جيد جداً يحدث .

نظرت آستر له بهدوء ، ثم أجريا إتصالاً بصرياً وهو ينظر إلى نفسه في المرآة .

إبتسم نواه مرة أخرى .

"...كيف تبتسم طوال الوقت ؟"

"أنتِ تجعلينني أبتسم ."

مسح نواه تحت أنفه قائلاً هذا . شعرت آستر بالحرج و أدارت رأسها لأنها كانت محرجة .

"أنتَ تبتسم كثيراً ، صحيح ؟"

"ماذا ؟ لا . في الماضي إعتاد الناس على مناداتي بالأمير البارد .... لا ، أنا لا أضحك كثيراً على أى حال ، حتى الآن ."

في الماضي ، لقد كان لقب نواه هو الأمير البارد .

نظراً لأن جميع الأمراء كان يتم دعمهم منذ صغرهم ، لم يضحكوا على معظم الأشياء و لقد ضرب غرورهم السماء .

عندما كان نواه في القصر الإمبراطوري لقد كان طفلاً صغيراً يعتقد أن العالم كله تحت قدميه .

لكن الكثير قد تغير في الملجأ . لم تكن آستر تعرف كيف كان شكل نواه في الماضي .

"سأتظاهر أنني أصدق ذلك."

"إنها الحقيقة ."

عقد نواه ذراعيه قائلاً أنه بشعر بالظلم .

"يجب علىّ أن أذهب ."

شعرت آستر أن السماء باهتة و قالت أن عليها الذهاب للقصر قبل العشاء .

"نعم ، هذا هو عنواني . تعالي لرؤيتي في أى وقت ."

كتب نواه عنوانه على عجل و أعطاه لآستر .

"أراكَ بعد أيام قليلة . أنا آسفة ، سأصنع الماء المقدس و أحضره لك ."

"شكراً لكِ ."

ابتسمت آستر لإبتسامة نواه الجميلة و كانت على وشكِ الإستدارة .

ثم فجأة ، تذكرت كلام بن عما إن كان هناكَ أحد ترغب في دعوته .

"هل تريد أن تأتي إلى الحفلة ؟"

كان نواه الوحيد الذي أصبح صديقاً لآستر ، حتى لو لم تكن هذه نيته . سيكون مم الممتع لو حضر إلى الحفلة .

لكن نواه الذي بدى و كأنه قد قَبِلَ ، هن رأسه في حيرة .

"لا أستطيع ."

شعرت آستر بالأسف لرفض نواه ، تظاهرت أنها بخير عن قصد لأنها لم تكن تعرف ماهية هذه المشاعر .

"نعم ، لقد سألتكَ فقط لأنني تذكرت ."

"هل تشعرين بالسوء ؟"

"أنا ؟ لا ، لماذا ؟ إنه لا شيئ ."

استدارت آستر بعد أن شعرت بالحرج لإكتشافه ما في قلبها .

كانت تعتقد أنه لن يقولها ، لكن منذُ اللحظة التي قال بها نواه لا ، كانت آستر عابسة .

في العربة في طريق الذهاب إلى المنزل ،

"آنستي ، لم أكن أعرف أن لديكِ مثل هذا الصديق المقرب ."

كانت عيون دوروثي تلمع بنظرة من الفضول .

"نواه و أنا ؟ لا ، نحنُ لسنا بهذا القرب ."

"ماذا ؟ لكنكما بدوتما لطيفان جداً معاً ."

ابتسمت دوروثي بسعادة و تذكرت آستر مع نواه .

منذُ أن جاءت إلى تريزيا لأول مرة كانت آستر ناضجة لدرجة أنها اعتقدت أنها لم تكن طفلة .

لكن آستر التي كانت تلعب مع نواه بإرتياح السوم لقد كانت تبدوا كالأطفال في عمرها لأول مرة .

لقد كانت قادرة على صنع هذه التعابير مع أصدقائها ، لقد فوجئت و لم تستطع الحركة .

"بغض النظر عن مدى قربهما ، ماذا إن كانا يتشابكان الأيادي ولديه قلب مختلف تجاه الآنسة الشابة ؟"

كان لڤيكتور رأى مختلف عن دوروثي و بدأ في الغمغمة .

"إذاً ماذا عن ذلك ؟ سيدتي جميلة جداً لا يوجد شيئ يُمكننا القيام به إن أُعجبَ بها ."

ضحكت آستر عندما رأت ڤيكتور و دوروثي يتشاجران مرة أخرى . ثم فتحت الورقة التي كانت في يديه .

كانت الورقة المجعدة تشير إلى المكان الذي يعيش فيه نواه .

في نفس الوقت .

نواه الذي تُرك وحده في السوق لم يستطع المغادرة بعد عودة آستر .

"لطيفة ."

نظرَ إلى كفه و كأن شيئ جيد قد حدث و هو يبتسم .

"أخيراً التقيت بها ، هل أعجبكَ الأمر كثيراً ؟"

ظهر بالين بعد مغادرة آستر و هز رأسه ناظراً لنواه .

لم تكن شخصية الأمير السابع الذي يخدمه بالين كما هو الآن .

عندما كان مع آستر ، لقد كان من المدهش أن يتغير بريق نواه و كأنه شخص آخر تماماً .

"هل كان الإجتماع مصادفة حقاً ."

"إنها صدفة ."

حدق نواه في بالين حتى يتوقف عن التفوه بالهراء .

"يالها من مصادفة متعمدة ... لكنني سعيد . الآن سوف ينتهي تجوالك اليومي بالقرب من مقر الدوق الأكبر ."

بعد الإنتقال ، تجول نواه حول منزل تريزيا كل يوم في إنتظار خروج آستر

لم تكن مصادفة ، بل كانت فرصة إنتهزها نواه .

"هاه ؟ لكنني سأفعل هذا مرة أخرى ."

"ماذا ؟ لكن ألم تقل أن الآنسة ستأتي لزيارتك ؟"

"لايزال . أنا أحب الإنتظار ."

ربما لأنه تذكر آستر ، إمتلأ وجه نواه بالإبتسامة مرة أخرى .

تبع بالين نواه بنظرة عدم الفهم .

***

"هذا صحيح ، عودي إلى هناك !"

فتح چيمس عينيه و تبع حركات آستر .

"ضعي يدكِ اليمُنى على الجانب أكثر قليلاً ،أحسنتِ !"

كان جيمس يُدرب آستر على الرقص حتى اليوم .

بالفعل منذ شهر .

لذلكَ ، عندما كان يُفكر في اليوم الأول من دروس الرقص التي بدأت قبل شهرين من الحفلة ، يشعر بالدوار .

'أنتِ موهوبة في كل شيئ لكن ليس الرقص .'

تتعلم آستر بسرعة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالدراسة ، لكن الرقص كان مختلفاً لأنها لم تستخدم جسدها من قبل .

مع ذلكَ ، بفضل التعليمات الأساسية خطوة بخطوة لمدة شهر لم يكن مثل المرة الأولى لها .

"مُعلمي ، ألم أفعل شيئاً خاطئاً هذه المرة ؟"

عندما انتهت الموسيقي و الرقص ركضت آستر إلى چبمس بإبتسامة مشرقة على وجهها .

يتبع ...

2021/07/01 · 744 مشاهدة · 1685 كلمة
نادي الروايات - 2025