"أنا أحذركَ مسبقاً . ولا تقلق ، لأنها سترقص معي ."

تذمر چو-دي و فك ذراعيه ليطلق سراح سيباستيان . لقد كان لا يُهم من يكون لكن سيباستيان لم يكن مناسباً .

"لمعلوماتكَ ، آستر لا تُحب الأطفال اللذين يتحدثون بالهراء و الأطفال السمينة أكثر ."

نظرَ چو-دي إلى سيباستيان من أعلى إلى أسفل ثم استدار و ركب العربة .

"سمين ....؟"

نظرَ سيباستيان الذي تُرك بمفرده إلى العربة و هي تتحرك بعيداً بنظرة فارغة على وجهه .

نظرَ ببطء إلى الأسفل و كل ما إستطاع رؤيته لم يكن الأرض بل بطنه المنتفخة .

'هل أنا سمين جداً ؟'

نظر سيباستيان إلى بطنه المنتفخ ثلاث مرات .

***

داخل العربة العائدة إلى تريزيا .

نظرت آستر إلى الخارج عبر النافذة ، لقد كان العالم الخارجي رائعاً للغاية . ربما لأنها كانت في المعبد لفترة طويلة .

"هذا لذيذ ."

چو-دي الذي كان يتناول الدونات من علبة مليئة بالوجبات الخفيقة قدم كعكة لآستر .

جعلتها الرائحة الحلوة تشعر بالتحسن . نظرت آستر من النافذة و هي تأكل الكعك .

لكن الطرق التي رأتها عدة مرات كانت غريبة اليوم .

"هذا غريب ."

ما وجدته آستر غريباً هو عرض نهر لامبس على طول الطريق الرئيسي .

"هل كان النهر دائماً بهذا الضيق ؟"

"لماذا ؟"

سمع چو-دي آستر تتحدث إلى نفسها ، وضع الدونات جانباً و نظر بجانبها .

"هاه ؟ النهر جاف ."

كان النهر ضيقاً لدرجة أن عيني چو-دي كان بإمكانها رؤية أن هناكَ إختلاف واضح .

"سمعت أن هناكَ جفافاً شديداً هذه الأيام ، ربما يكون هذا هو السبب ."

يُعد نهر لامبس الذي يتصل ايضاً بقلب تريزيا من أحد أكبر الأنهار في الإمبراطورية .

إن كانت أحد هذه الأنهار قد جفت بشكل واضح بالفعل فقد تكون الأنهار الأصغر قد جفت تماماً بالفعل .

'ماذا يفعل المعبد ؟'

في الأصل ، كان من الممكن منع الكوارث الطبيعية مثل الجفاف و هبوط الأمطار بطريقة ما من خلال صلاة القديسين للآلهة .

وظيفة القديسة هي تعزيز الإستقرار في الإمبراطورية . وقد تم الإعتراف بقدراتها و ارتفعت إلى مكانتها الحالية .

لم يكن من الغريب أن القديسة سيسبيا الحالية لم تكن تذبل قصارى جهدها ، لذلك كان هناكَ جفاف كبير .

ومع ذلكَ ، في مثل هذه الأوقات كان من المفترض إرسال كهنة من المعبد لحماية النهر . ليس من المنطقي ترك النهر يجف بهذه الطريقة .

"رجاءاً ساعدونا ... أخي الأصغر يتضور جوعاً في المنزل ... لا يُمكنني حتى الزراعة لأنه لا يوجد ماء ... شهق ."

لم يتقرب من العربة ، لكنهما قد سمعا طفلاً يتوسل و أضلاعه مكشوفة .

ليس هذا الطفل فحسب ، بل هناكَ الكثير من واجهوا صعوبة في كسب لقمة العيش بسبب الجفاف .

نظرت آستر إلى يديها ، لم تكن تعرف ما إن كانت صلاتها يُمكنها أن تـنهي الجفاف .

لكن لم يحن الوقت بعد لإظهار قدراتها ، لأنها لم تكن مستعدة لمحاربة المعبد بعد .

كما لو كان يقرأ أفكارها ، وقف چو-دي بجانبها وقال بصوت حيوي .

"آستر ، هل يُمكنكِ إستدعاء المياه ؟"

"ماذا ؟"

ضاقت عيون آستر و تراجعت ببطء .

"آه ، لا . تظاهري أنكِ لم تسمعي شيئاً ."

غطا چو-دي فمه على عجل كما لو أنه قد قال هذا عن طريق الخطأ .

فكرت آستر في الموقف عندما كانت تعالج چيني .

كان چو-دي يُمسك بسيباستيان و يؤخره ولقد كان هذا غريباً ايضاً ، ولقد كان من الغريب القول أنها كانت مصادفة .

"أوبا ، أنتَ تعرف شيئاً ما ؟"

لحسن الحظ ، كان چو-دي سيئ جداً في الكذب .

"اوه ، لا ."

"كاذب ."

عندما ثنو آستر ذراعيها و تظاهرت بالإستياء ، تمتم چو-دي و أخبرها في النهاية .

"آه ، لقد أخبرني دينيس أن اتظاهر أنني لا أعرف شيئاً الآن ."

عندما اكتشفت ما كان چو-دي يحاول اخفائه ، شعر بالحرج و حك رأسه .

"في الواقع ، لقد رأيتُ كل شيئ . رأيتكَ و أنتِ تضعين المياه في النافورة ، لقد كنتُ اتبعكِ لأفاجئكِ ."

"لم أكن أعلم ابداً ."

تمتمت آستر و قالت «يا إلهي .» و أمسكت شعرها .

عندما استيقظت في اليوم التالي ظنت أنه كان من الغريب وجودها في غرفتها ... لكن دينيس و چو-دي قد أخفيا الأمر .

"هذا صحيح ، لقد كنتُ أعتقد أن الأمر غريب ."

لقد تم الإجابة عن السؤال المبهم في ذلك اليوم .

"لقد كنتُ أشعر بالفصول حقاً ، هل أنتِ حقاً القديسة ؟"

كانت آستر عابسة و بالكاد استطاعت الكلام .

"إنتظر ، ماذا تعني بقديسة ؟"

"لقد قال دينيس أنه من الممكن أن تكوني القديسة ."

سألها جو-دي .

'إذاً ، لقد كان دينيس أوبا .'

لقد كانت تعلم أن دينيس كان سريع البديهة و ذكياً . لكنها لم تتخيل ابداً أنه سيعرف بالفعل من تكون .

عضت آستر شفتيها و لقد كانت غاضبة من نفسها لأنها لم تستطع إخفاء الأمر بشكل جيد .

خفق قلبها من فكرة أنها لن تستطيع العيش كما اعتادت . لا تريد أن تخسر هذه العلاقات .

"آستر ، هل أنتِ بخير ؟"

عندما أظلم تعبير آستر كان چو-دي في حيرة من أمره و قلق .

"إذا كان هذا صحيحاً ... ماذا ستفعل ؟"

"ماذا علىّ أن أفعل ؟"

وضع چو-دي جبينه على جبين آستر و ابتسم .

ثم ركز عيناه الخضراوتان على عيناها .

"أختي الصغيرة رائعة ، هذا كل شيئ ، أنتِ أختي الصغيرة ."

لاحظ چو-دي أن عيون آستر كانت ترتجف ، وأرجع خصلاتها إلى الخلف .

"لا يُهم من تكونين ، طالما لن تتركينا ."

همس چو-دي دون أن يرفع جبينه حتى توقفت عيون آستر عن الإرتجاف .

"لا أحد يستطيع أن يأخذكِ منا ."

في لحظة تغيرت عيون چو-دي ، لقد كانت عيون تقشعر بسببها الأبدان .

'إنه يبدوا كوالدي .'

على الرغم من أنه لايزال صغيراً ، إلا أن عيونه قد بدت تماماً مثل دي هين .

"إن كنتِ حقاً قديسة سنأتي لأخذكِ من المعبد ."

تصلبت زوايا شقاه چو-دي ، لم تكن تعرف ما إن كان يبتسم أو غاضب .

"سأحارب المعبد . نحنُ عائلة ، لذا يجبُ أن نبقى معاً ."

ابتسمت آستر و اومأت برأسها .

حتى الآن ، لقد كانت تعتقد أنه لا يجب عليها الكشف بهويتها لأي أحد حتى عائلتها .

عندما يكتشفون أنها القديسة ، اعتقدت أن الطريقة التي سينظرون بها نحوها سوف تتغير . لكن بفضل چو-دي أصبحت تشعر الآن براحة أكبر .

اختفى القلب القلق وذاب الثلج ، وبسرعة فُتح الباب الذي كان مغلقاً في القلب .

***

بعد أيام قليلة ،

أخذت آستر نفساً عميقاً وسارت في أرجاء الغرفة .

كانت تفكر بشكل عميق و خديها مليئان بالهواء .

'ماذا سأقدم لهم ؟'

كان موضوع القلق هو هدية عيد ميلاد چو-دي و دينيس .

تريد أن تقدم لهم هدية مع كامل الإمتنان .

"لديهما بالفعل كل شيئ ."

كانت المشكلة هي أنه لم يكن هناكَ شيئ تقدمه لهما . اشترى دي هين كل ما كانا يحتاجانه ، لذلكَ لم تجد شيئ ذا قيمة .

"آنستي ، ما الذي يقلقكِ ؟"

كانت آستر تقف لوحدها و سالتها دوروثي .

"نعم . لا أعرف ماذا سأقدم كهدية لعيد ميلاد إخوتي ."

"هل تفكرين في هذا بالفعل ؟"

"نعم . لم يتبقى سوى شهر ونصف ."

لم تكن تعرف ما هو نوع الهدية التي يجب أن تقدمها لهما لذا بدا أن شهر و نصف غير كافٍ للإختيار .

ضحكت دوروثي بينها و بين نفسها لأن آستر التي كانت تفكر في الهدية بجدية كانت لطيفة جداً .

"لا تقلقي . إن كانت هدية منكِ فسيحبانها حتى لو التقطتِ حجراً من الحديقة و قدمتيه لهما ."

"لكن ...."

بدأت آستر في التجول مرة أخرى بتعبير قاتم على وجهها . ثم تذكرت شيئاً ووقف طويلاً .

"أريد الخروج ."

"الآن ؟"

"نعم ، لنذهب إلى السوق ."

يبدوا أنه سيكون من الأفضل إختيار الهدية بأم عينيها بدلاً من الإنتظار و التفكير في الغرفة .

أخرجت آستر صندوقاً ثقيلاً من تحت السرير لتحصل على الماس قبل المغادرة .

لحسن الحظ ، بفضل زيارتها للمنجم الأسيوع الفائت كان لديها ما يكفي من الماس .

التقطت مجموعة من الماس كانت متوهجة بضوء مبهر ووضعتها في الحقيبة و توجهت إلى السوق .

يُمكنها التجول بالعربة التي تجرها الخيول . ولكن لإجراء نظرة فاحصة ، قررت النزول من العربة و التجول في السوق .

"هناكَ الكثير من المحلات التجارية ."

"نعم . إن ذهبتِ إلى اليسار من هنا فسيكون هناك متجر لبيع الأسلحة و من هناكَ على اليمين متاجر للتحف ."

ڤيكتور الذي كان يتمتع بأكبر قدر من الخبرة في الذهاب و العودة من السوق قاد الطريق بثقة .

تجولت آستر في المحلات التجارية التي على جانبي الطريق وهي تنظر إلى الأشياء بنفاذ صبر .

"ڤيكتور ، ماذا تعتقد أنهما يُحبان ."

"إن كان السيد چو-دي أعتقد أنه سيحب السيوف ... و السيد دينيس كتاباً ، صحيح ؟"

"هذا واضح للغاية ."

هذه الأشياء يُحبانها . لكن بالفعل لديهم الكثير منها سيكون عديم الفائدة احضار المزيد لهم .

تفحصت آستر المحال التجارية بشغف لترى ما إن كان هناك شيئ لتقدمه . حتى عندما نظرت حولها لم تجد هدية يستحقانها .

"هذه مشكلة كبيرة ."

بعد المشي لأكثر من ساعى بهدف العثور على الهدية بدأت ساقاها تؤلمانها .

لأخذ قسط من الراحة توجهوا إلى مقعد قريب .

في ذلكَ الحين ،

فجأة نادى شخص ما إسم آستر بصوت عال .

"آستر !"

استدارت آستر على عجل . لقد كان شخصاً لم تفكر به على الإطلاق .

"نواه ؟"

تجمدت آستر في مكانها .

تقدم نواه نحو آستر . لقد كان ڤيكتور يقظاً جداً ووقف أمام آستر .

"هل تعرفينه ؟"

"نعم . إنه صديقي ."

بعد تهدئة ڤيكتور اليقظ تقدمت آستر نحو نواه .

'لا يزال .'

على الرغم من أنه كان يرتدي قبعة إلا أن مظهر نواه لم يكن مخفياً على الإطلاق . كان أكثر إشراقاً عند مشاهدته في الخارج في وضح النهار .

وقف نواه أمام آستر بإبتسامة عريضة و لقد كان سعيداً برؤيتها .

"لقد مر وقت طويل ، صحيح ؟"

لقد كانت الإبتسامى التي على وجهه مبهرة لدرجة أن آستر قامت بفرك عينيها .

"نعم . لماذا أنتَ هنا ؟"

"لقد خرجت للتسوق ."

لقد كان نواه محقاً . أظهر السلة التي كان يحملها في يده ولقد كان فيها فواكه و بعض البقالة .

"هل أتيتَ كل هذه المسافة إلى هنا فقط للتسوق ؟"

"نعم . لقد انتقلت للتو .

"...ماذا ؟ هل تكذب ؟"

صُدمت آستر من إجابة نواه اللامعة .

يتبع ....

2021/07/01 · 737 مشاهدة · 1654 كلمة
نادي الروايات - 2025