'أنه مبهرج للغاية .'

كان الفستان الذي اشترته في المرة السابقة جميلاً ، ولكن نظراً لأنها حفلة كانت مستوى الفساتين من التألق مختلفاً تماماً .

كان هناكَ جواهر كبيرة تتدلى من الفساتين ، لذلكَ كان من الممتع النظر .

"نظراً لأنكِ الشخصية الرئيسية في الحفلة ، لقد قمتُ بإعداد الفساتين التي ستبرز أكثر ."

كلما قدمت دولوريس فستاناً ، شرحت بالتفصيل النقاط و الميزات التي يحتوي عليها .

أصيح أمامها ما يقرب من عشرة فساتين في لحظة ، فتحت آستر فهما على مصراعيه .

"كيف هم ؟"

"كل شيء جميل ."

استيقظت آستر و انتبهت بعد سؤال دولوريس وقامت بمسح فمها .

"ما الذي تفضلينه أكثر ؟"

"هممم ."

كان سؤالاً صعباً لإختيار فستان واحد فقط من بين هذه الفساتين الجميلة .

كانت آستر تُفكر في الأمر بجدية فإبتسمت دولوريس ودعت الخادمات .

"إذاً ، لما لا نجرب واحداً في كل مرة ؟"

"كل هذا ؟"

"نعم ."

أجابت دولوريس بتعبير واثق على وجهها .

لم يكن هناكَ عدد قليل من الفتيات النبيلات اللاتي حاولن إرتداء عشرات الفساتين للعثور على الفستان المناسب .

لكن عندما فكرت آستر في تجربة الكثير من الملابس شعرت بالفعل أن خصرها يضيق .

"لحظة ."

من أجل حذف هذه العملية المرهقة ، فتحت عيونها على مصراعيها وسرعان ما أختارت الفساتين التي تعجبها .

كان هناكَ ثلاثة خيارات . الأصفر النابض بالحياة و الأزرق السماوي الصافي و فستان أحمر رائع . لم تستطع الإختيار بين هؤلاء الثلاثة .

"أوه ، يا الهي . أنهم يناسبونكِ أكثر ."

أثارت دولوريس ضجة ضجة حول إختيار آستر للفساتين قائلة أن هذا مذهل ثم أعدت خادمة .

"الأمر يكون مختلفاً عندما تنظرين له بعينيكِ و تجربيه من الأفضل أن تجربي بنفسكِ و تختاري ."

اومأت آستر برأسها لأنها اعتقدت أن ثلاثة فقط سيكون بخير .

هرعت أربع خادمات لها ولأن المحل لم يكن به العديد من الناس كان الأمر سريعاً .

بعد تجربة الواحد تلو الآخر قررت ارتداء الفستان الأزرق السماوي .

"إن هذا مؤسف أنه يبدوا الأفضل عليكِ ."

نظرت دولوريس إلى الفستان الأحمر بأسف .

"ألن تتكون الحفلة من ثلاثة أجزاء على أى حال ؟"

"سمعتُ ذلكَ ."

"هناكَ العديد من الحالات التي يُمكنكِ فيها تغيير الفستان في المنتصف ، ماذا عن تحضير إثنان ؟"

كان من المؤسف أنها لم تختر إثنان .

"آنستي ، هيا إفعليها . إنهما يناسبانكِ حقا ."

حتى دوروثي تدخلت و شجعتها . و آستر التي لم تكن ترغب حتى بشراء أكثر من واحد بدأت تشعر بالتوتر .

كان طول و تصميم الفستان مختلف تماماً ، لذلكَ سيكون من الجيد تغيير الفستان في المنتصف .

"إذن ، سآخذ كلاهما ."

لمتكن هناكَ مشكلة لأنها لم تكن تنفق المال على أى شيء آخر ، ولقد كان الماس يتراكم .

بدلاً من ذلكَ ، ابتسمت عندما فكرت في دي هين الذي سيحب الأمر حتى لو اشترت جميع الفساتين التي رأتها اليوم .

"بالمناسبة آنستي ، هل أصبحتِ أطول في خلال هذه المدة ؟ لقد فقدتِ بعض الوزن ايضاً ..."

"حقاً ؟"

اومأت آستر و نظرت إلى نفسها في المرآة .

"نعم . من الأفضل أن آخذ مقاساتك مرة أخرى ."

بمجرد إنتهاء دولوريس من الكلام اصطفت الخادمات أمام آستر بشريط القياس .

بينما كانت آستر يتم أخذ المقاسات لها ، كان أمامها طاولة مليئة بالحلويات و الكاكاو .

بمجرد الإنتهاء من القياس جلست آستر على الأريكة و تناولت الحلويات من المتجر .

كتبت دولوريس نموذج الطلب بجانب آستر و أضافت بعض الكلمات .

"أوه ، هذا الثوب الأحمر طلبته جلالة الأميرة أيضاً ."

كانت الطريقة التي تتحدث بها مليئة بالفخر ، ربما لأنها أرادت التباهي أنها كانت ودودة من الأميرة.

أغلقت آستر أذنيها عن الكلام الذي كان عن الأميرة الذي كان يتدفق بشكل طبيعي .

عندما توقفت عن المتجر لأول مرة ، تذكرت الحديث الذي قالته دولوريس عن الأميرة .

"هل ترين الأميرة كثيراً ."

"نعم . الأميرة تحب الملابس لدرجة أنها تطلب الملابس كل أسبوع ."

كان رد فعل دولوريس حماسياً بسبب كلمات آستر و بدأت في الثرثرة .

"ولكن ، هذه الأيام هي مكتئبة للغاية لذا أنا قلقة ."

"لماذا ؟"

رمشت آستر بتعبير فضولي ونظرت دولوريس حولها و خفضت صوتها .

"بالطبع هذا بسبب أخيها . الأخ الأصغر الذي كانت تحبه الأميرة كثيراً مصاب بالمرض ..."

"المرض ؟"

"أوه ، ألا تعرفين ؟ إنه يُسمى بلعنة الآلهة . الأمير السابع ، الأخ الأصغر للأميرة مصاب بهذا المرض . كان العالم الإجتماعي مليئاً بهذا الخبر منذ فترة ."

كانت دولوريس مندهشة و قالت كيف لا تعرفين ؟

لكن آستر جفلت بمعنى مختلف ووضعت البسكويت بعيداً .

'إنه مثل نواه .'

آستر لم تكن مدركة أن الأمير السابع الذي تتحدث عنه دولوريس هو نواه ، و تعجبت من كل هذه المصادفات .

وفجأة جاء في ذهنها أنه منذ فترة طويلة عندما تم تشخيص الإين الحبيب الإمبراطور بمرض جديد ، انقلب المعبد رأساً على عقب .

"هل هو الأمير الذي يعتز به جلالة الإمبراطور ؟"

"نعم . لقد كانت حالته سيئة مؤخراً ، و أخبرهم الكهنة أن يقوموا بإعداد عقلهم ."

كانت قصة نواه الذي كان مصاباً بلعنة الآلهة مشهورة للغاية لدرجة أن دولوريس لم تنتبه لما كانت تقوله .

"يجب أن تكون الأميرة حزينة للغاية ."

هزت آستر رأسها .

'لما لا أعالج الأمير ؟'

كان الأمر يستحق العناء إن كان الأمير الذي كان يحبه الإمبراطور أكثر من غيره ، و الذي كانت تشتاق له حتى الأميرة .

بفضل نواه ، أصبحت الآن تعرف العلاج . إن كان الأمر كذلك ، يُمكنها تقليل الأعرض حتى لو لم تكن تعرف طريقة العلاج .

كانت تفكر بإستمرار بكيفية تكوين علاقة مع العائلة الإمبراطورية ، لكن هذا كان مثالياً للغاية .

"هل يُمكنني مقابلة الأميرة ؟"

نظرت آستر إلى دولوريس و عيناها تلمعان .

"الأميرة ؟"

أمالت دولوريس رأسها كما لو كانت في حيرة من أمرها ثم ابتسمت .

كان من الشائع أن يلتقي أبناء النبلاء بالعائلة الإمبراطورية و يقومون بتقوية مكانتعم عندما يكونون صغاراً .

كانت آستر إبنة الدوق الأكير و بينها و بين مكانة الأميرة خطوة واحدة .

"بالطبع ، يُمكنني حجز غرفة لكِ ، لكن سيكون من الأفضل أن تذهبي مع الدوق الأكبر عندما يذهب إلى القصر الإمبراطوري ."

بعد سماع كلمات دولوريس لم يكن هناكَ حاجة للسؤال .

قررت آستر أن تتبع دي هين كلما ذهب إلى القصر الإمبراطوري ، ونقشت قصة نواه بداخل ذهنها .

"بالمناسبة ، إسم الأمير السابع ...."

في الوقت الحالي ، لقد كانت آستر على وشكِ أن تسأل عن إسم الأمير السابع ، وقدمت لها دولوريس الطلب المكتمل .

"انتهى الأمر ، سأحضر لكِ الفستان بمجرد أن أنتهي منه ."

"نعم ، من فضلكِ ."

سرعان ما تغير الموضوع و نُسيت قصة الأمير السابع .

كانت آستر ايضاً تُركز على الطلب و نسيت أن تسأل عن إسم الأمير السابع .

***

اليوم التالي .

بقيت آستر في غرفتها للرسم و كانت ترسم بقوة . لقد مرّ أسبوع منذ أن انغمست في الرسم .

كانت اللوحة القماشية من أكبر اللوحات التي رسمتها على الإطلاق . كانت أكبر من حجم آستر عدة مرات و لقد كانت كبيرة بما يكفي لتحتل مكاناً كبيراً حتى لو كانت معلقة على الحائط .

علر الرغم من أن اللوحة القماشية كانت كبيرة ، إلا أنها استغرقت وقتاً أطول من المعتاد لرسمها .

أخذت آستر فرشاتها و تحركت ، كانت عيناها تلمعان باللون الذهبي من شدة التركيز .

"هاه ؟"

خطت آستر على شيء ناعم وهي تتحرك و نظرت للأسفل في دهشة .

كان بام بام من تبعتها إلى غرفة الرسم . كانت تغادر الغرفة و تطاردها مؤخراً .

"أنتِ ! لا يُمكنكِ الإستمرار في التجول بهذه الطريقة ."

تظاهرت آستر بأنها غاضبة وداعبت رأس بام بام ، و فكرت أنه من الجيد أنها فقط بام بام .

وضعت بام بام فب مكان آمن و ركزت على الرسم مرة أخرى . هي على وشكِ الإنتهاء من الرسمة .

مشت بضع خطوات إلى الوراء لترى ما إن كان هناكَ شيء يجب عليها تعديله ، وفجأة فُتحَ باب غرفة الرسم .

"آستر !"

صرخت آستر بدهشة عندما رأت چو-دي يدخل بدون حتى أن يطرق الباب .

"انتظر !"

"هاه ؟"

صرخت آستر التي كانت نادراً ما تحدثت ضوصاء و توقفت قدمىّ چو-دي للحظة .

"ما هذا ؟"

كانت هذه هي المرة الأولى التي تصرخ فيها آستر بهذه الطريقة ، لذا بدى چو-دي مرتبكاً جداً .

في هذه اللحظة ، غطت آستر ما خلف ظهرها بقطعة قماش بيضاء ، لقد كانت كبيرة جداً .

"ماذا تخفين ؟"

"لن تراه الآن ليس بعد ."

عندما حاولت آستر أن تُخفي شيئاً ما نمى فضول چو-دي و مد يده .

ثم دفع القماش الذي كان يغطي اللوحة القماشية شيئاً فـشيئاً .

أمسكت آستر بيد چو-دي .

"أوبا ! لا يُمكنكَ حقاً !"

"سأراها مرة واحدة فقط ! لن أخبر أحد ."

بينما كان چو-دي على وشكِ إزالة القماش ، فُتح الباب مرة أخرى .

"لماذا الجو صاخب جداً ؟"

فوجئ دينيس بصوت آستر العالي أثناء مروره في الردهة .

حالما دخل وجد آستر بوجه باكي «دموع صغيرة » تكافح أثناء محاولة إيقاف چو-دي .

"ماذا تفعل ؟ آستر لا تحب هذا ."

أمسكَ دينيس علر الفور بملابس چو-دي. ، بفضل هذا نزلت يد چو-دي من على القماش .

"أنظر لهذا ، آستر لم ترد أن تُريني إياها . لقد كانت تفعل شيئاً ما لوحدها ."

"ماهذا ؟"

"هذا لأنني لا أعرف . أنا فضولي ."

كان دينيس يعرف بالفعل أن آستر كانت تحبس نفسها في غرفة الرسم لأيام قليلة بالفعل .

عندما رأى دينيس أن اللوحة الصخمة كانت مغطاة بقطعة قماش كبيرة بالفعل نمى فضوله .

"همم ."

بدا دينيس فضولياً بدأت عيون آستر تتحرك .

'ماذا أفعل ؟'

في الواقع ، كانت اللوحة التي ترسمها آستر هدية لعيد ميلاد چو-دي و دينيس .

شراء هدية بسيطة ، لكنها قررت أن تمنحهم هدية بإخلاص كما نصحها نواه ، لذا كانت تفكر في الأمر طوال الوقت .

ولكن إن تم القبض عليها الآن ، ستفسد المفاجأة .

بطريقة ما ء لم تكن ترغب في الكشف عن اللوحة عن يوم عيد ميلاد التوأم .

أعطت آستر القوة لعينيها و قررت مهاجمة دينيس ، الشخص الوحيد القادر على إيقاف چو-دي الآن هو دينيس .

يتبع ...

2021/07/19 · 687 مشاهدة · 1611 كلمة
نادي الروايات - 2025