مدخل الجبل ليس بعيداً لكنهم تحركوا بالعربة .

في العربة ، ظل نواه يُلقي نظرة سريعة على آستر متظاهراً أنه لا يفعل .

حتى لو حاولت التظاهر بأنها لا تعرف ، تنهدت آستر أخيراً .

"ما خطبكَ ؟"

"آسف . لقد كنتُ أنظر كثيراً ."

"هذا ما أريد معرفته ."

نظر نواه إلى آستر و قال وهو يهمس .

"تسريحة الشعر تلكَ ، إنها المرة الأولى التي أراكِ بها . تناسبكِ . إنها جميلة ."

ربطت دوروثي شعر آستر من الخلف و لقد كان يصل إلى خصرها و ربطته بشريطة جميلة .

"ظللت أنظر لأنني أردت أن أقول هذا ."

"اوه ، شكراً لكَ ."

لم تكن آستر معتادة على المجاملات ، لكن مجاملة نواه كانت محرجة أكثر .

'ما كان يجب أن اسأل .'

هزت آستر يديها و نظرت إلى ركبتيها . حتى لو ندمت على ذلك ، فقد فات الأوان بالفعل .

***

بمجرد ذهابهم إلى المنجم ، ذهبوا مباشرةً إلى أسفل التل حيث كان عمال المنجم .

نظراً لأنهم لم يبدءوا في جمع الماس بعد ، لقد كان هناكَ عاملان فقط يعملان .

كلاهما قد جاءا من عائلة كانت تعمل لدى تريزيا من جيل إلى جيل ، لذا كان يُمكن الثقة بهم .

"آنستي ، هل أنتِ هنا ؟"

"مرحباً ، لقد مرت فترة . لقد تم جمع الكثير من الماس بالفعل ."

ابتسم عامل المنجم على نطاق واسع و أشار إلى الأربع أكياس الموجودة في الزاوية .

آخر مرة جاءت فيها آستر لأخذ الماس كان منذ ثلاثة أسابيع ، لذلك كانت هذه كمية الماس المتراكمة على مدار الثلاث أسابيع .

"شكراً لكم في كل مرة ."

"لا داعي لقول هذا . نحن نعمل ، إذاً ماذا ؟"

مسح عمال المنجم العرق من على جبهتهم و أكملوا العمل .

دوى صوت الحفر القوي عبر الجبال .

"هذه المرة الأولى التي أزور فيها منجماً ."

كانت هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها نواه إلى المنجم بشكل مباشر بصفته أميراً .

نظرَ حوله بفضول ووجد شيئاً ما و انحنى .

سقط الماس أثناء وضعه في الكيس و كان موجوداً على الأرض .

التقط نواه الماسة و نظر إليها عبر ضوء الشمس . بعد التحديق بهدوء في هذا اللمعان أخذ نفساً عميقاً .

"آستر ، بأي فرصة هل هذا منجم ماس ؟".

"نعم ، هذا صحيح ."

قال آستر 'ألم أقل هذا من قبل ؟' و نظرت بتعبير بلا معنى .

"واو ، لقد كنت أعلم أن تريزيا منطقة غنية بالمعادن ، لكنني لم أكن أعلم حتى أنه يوجد منجم ماس ."

كان نواه معجباً تماماً بكونه أمير الإمبراطورية .

الماس هو أعلى صائغ ، لذا لم يكن هناكَ الكثير من مناجم الماس التي تملكها العائلة الإمبراطورية .

"رائع حقاً ."

فوجىء نواه بحقيقة وجود منجم للماس ، وفوجئ ايضاً بقدرة الدوق المالية الذي يجعله يمنح إبنته منجماً للماس بشكل عرضي .

"......؟"

تركت آستر نواه الذي بدى مرتبكاً و ذهبت إلى مكتب الإدارة .

هناكَ كان العديد من القمصان و قبعات الأمان .

التقطت آستر قبعة أمان ووضعتها على رأسها ، نظر لها نواه الذي جاء بعدها .

"لماذا تستخدمين هذا ؟"

"أنا استخرج الماس ."

"بنفسكِ ؟"

"نعم ، لأن البحث و كسب المال أمر ممتع ."

ابتسمت آستر وخرجت .

بالطبع لم يكن حجماً يرتديه الكبار بل كان حجماً يُمكن لآستر ارتدائه بسهولة .

"ماذا لو تأذيتِ ؟"

كان نواه قلقاً على آستؤ جداً ، لكنه قد تبعها .

ذهب لأسفل التل حيث كان عمال المناجم يعملون ، رأى دوروثي تحفر بجد .

"أوه ، إنها تعمل بجد صحيح ؟"

إلى جانب دوروثي ، كان ڤيكتور يصر على أسنانه و يحفر في الأرض .

لقد بدوا و كأنهما كانا يتنافسان مع بعضهما البعض .

"لماذا يفعلان هذا ؟"

"أخبرتهما أنهما يُمكنهما الحصول على علبتهما الخاصة ."

منذ ذلكَ الحين كانت دوروثي حريصة على حفر الماس في كل لحظة تأتي فيها إلى المنجم .

في البداية لقد كانت دوروثي فقط و لم يُظهر ڤيكتور إهتماماً بالأمر .

ثم قال أنه يريد أن يجرب و في النهاية خسر مقابل كمية الماس التي تملكها دوروثي .

منذ ذلكَ اليوم كان يفعل هذا كل مرة يأتي فيها إلى هنا لإستعادة كبريائه .

"حسناً ، دعني ابدأ ."

عندما شمرت آستر عن سواعدها التقط نواه المطرقة .«⛏️معرفش اسمها ايه بالظبط بس هي دي »

"سأشارك أيضاً ."

"هل جربت هذا من قبل ؟"

"لا ، لم أمتلك واحداً من قبل ... لكن ما الصعوبة في الأمر ؟"

بدأ نواه العمل بفضول قائلاً أنها ليست مشكلة كبيرة ، مع ذلك لم يحفر بالشكل المتوقع .

"أنتَ تواجه صعوبة صحيح ؟"

"هاه ؟ آه .. لماذا لا يعمل بشكل صحيح !"

حاول نواه الذي كان محرجاً أن يحرك ذراعيه بقوة أكبر لكن بلا فائدة تناثر التراب فقط .

إضطرت آستر لكبح ضحكتها عندما رأت أنه لا يستطيع الحفر في الأرض بشكل صحيح .

"أنتَ سيء حقاً ."

"شاهد ما سأفعله ."

دفعت آستر نواه جانباً لإخراج الماس بنفسها .

إنها ليست قوية مثل نواه لكنها جيدة بإستعمال الأدوات ، في كل مرة تضغط فيها على الأرض يخرج الماس .

توقف نواه عن الكلام عندما رأى أن آستر كانت بارعة في الحفر .

"كيف بإمكانكِ أن تكوني جيدة جداً ."

"العمل الجاد هو تخصصي ."

كانت دائماً مسؤولة عن الأعمال المنزلية و غسيل الملابس في المعبد ، لذا لم تكن تواجه صعوبة .

"بالمناسبة ، قد يؤدي الحفر العشوائي إلى إتلاف الماس لذا يجب عليك الحذر ."

حركت آستر يديها الصغيرتين مرة تلو الأخرى لتنقب عن الماس نظيف تماماً بدون خدش .

كيف يُمكن أن تأتي كل هذه القوة و المهارة من هذا الجسد الصغير ؟ كانت شفاه نواه ترتجف . «بمعنى أنو كان ماسك ضحكته .»

"أعتقد أنني أعرف شعور ڤيكتور ."

اشتعلت عيون نواه قائلاً 'لا يُمكنني أن أخسر .' عندما لم يستطع التعامل مع الحفر أكثر من آستر .

كلما حفر أكثر تدفقت رائحة التربة السميكة داخل أنفه . لقد كانت جيدة نوعاً ما ولقد كان أنفه ينبض .

"ألستَ متعباً ؟"

"نعم . إن الأمر ممتع أكثر مما كنت أعتقد ."

كانت هذه المرة الأولى التي يشعر بها نواه بمتعة العمل حتى يتعرق . شعر أنه على قيد الحياة بعد فترة طويلة بجسده كله .

العمل و التعرق ، لقد كان منسياً منذ زمن طويل عندما كان نائماً في الملجأ .

"حصلت على المساعدة مرة أخرى بعدما كنت أنا من سيقدم المساعدة ."

شعر نواه بالعواطف الغامرة و دفع الناس على الأرض .

"ماذا ؟ لم أسمعكَ ؟"

نظرت آستر التي كانت تتحرك بقوة أمامها لحديث نواه .

"لا شيء ."

هز نواه رأسه و يكل التراب على حذاء آستر .

كانت الأحذية بالفعل مليئة بالأوساخ و قذرة لذا لم يكن ملحوظاً لكن آستر نفخت خديها .

"ماذا تفعل ؟"

"فقط . أريد اللعب معكِ ."

حفر نواه التربة و سكبها على حذاء آستر . تكدست التربة و دفنت قدم آستر .

"ما الذي تفعله !"

مدت آستر قدميها للأمام وهي تنظر إلى نواه . لكنها فقدت توازنها بسبب وجود تربة أكثر مما كانت تعتقد .

عندما مال جسد آستر أمسكَ نواه بها على عجل .

إجتاحت آستر خدىّ نواه بكلتا يديها .

"هاه ؟"

سرعان ما أبعد نواه وجهه ، لكن الطين الذي كان في يد آستر كان بالفعل على خديه .

"هل فعلتِ هذا ؟"

"آسفة . سأقوم بمسحه ."

تظاهرت آستر بالأسف ووضعت يدها على خد نواه مرة أخرى . لكن بدلاً من مسحها انتشرت التربة على وجهه .

"وجهكَ .... بفت ، أنا آسفة ، لقد تلطخ ... هاهاهاها."

رأت آستر هذا وبدأت في الضحك بصوت عال ، إنفجار الضحك هذا لم يتوقف بسهولة .

كانت هذه هي المرة الأولى التي تضحك فيها آستر بصوت عال هكذا .

لم يُوقف صوت الصحك المنعش نواه فحسب بل أوقف ڤيكتور و دوروثي أيضاً .

"آنستي ؟"

للحظة فقد الجميع كلماتهم و نظروا إلى آستر . لم يستطيعوا رفع عيونهم عنها .

'أنتِ تستطيعين الضحك بهذه الطريقة ؟'

على وجه الخصوص ، صُدم نواه كما لو أن قلبه مكسور . لم يرَ من قبل آستر بمثل هذا التعبير في أحلامه .

بعد أن استعاد وعيه بصعوبة نظر نواه إلى آستر بتعبير لعوب .

"أنتِ لئيمة . هل وجهي مضحك لهذا الحد ؟"

ابتسمت آستر التي لم تستطع التوقف عن الضحك و أمسكت خصرها .

"أنا آسفة حقاً . آه . لا أستطيع التوقف عن الضحك ."

"لا يُمكنني قول شيء حقاً ... لأنكِ تضحكين بشكل جميل . لا بأس . من الأفضل أن أتخلى عن وجهي ."

قال نواه أنه يستسلم و أمسكَ بيد آستر ووضعها على وجهه وغطى وجهه بالمزيد من التربة عن عمد .

كان ضحك آستر مُعدياً و انتقل إلى نواه و دوروثي و ڤيكتور ، وحتى عمال المنجم .

إن الأمر ليس مضحكاً على الإطلاق . لكنهم ضحكوا هكذا لفترة من الوقت .

بعد فترة .

أخذت آستر نفساً عميقاً بينما ضحكها بالكاد توقف ، لقد ضحكت كثيراً لدرجة أنها شعرت كما لو أنها تختنق .

"واو ، لقد إنتهى أخيراً ."

"لكن لماذا تبكين ؟"

"أنا ؟"

آستر التي لم تكن تعرف وضعت يدها بسرعة علر زاوية عينها و لقد كانت مبللة حقاً .

"أظن أن هناكَ شيء ما في عيني ."

شعرت بالإرتباك و التردد . ثم شعرت بالأسف على نواه و فركت خده بكمها .

"ماذا أفعل ؟ أنها لا تذهب ."

"كل شيء على ما يرام طالما تضحكين كما فعلتِ للتو ، سأعطيكِ وجهي مرة أخرى ."

كلمات نواه التي انتقلت لها كانت صريحة للغاية .

ابتسمت مرة أخرى لأنها كانت ممتنة ، لكن فجأة بسبب الضحك الكثير شعرت بالتشنج في شفتيها .

"آه ، أنا متعية ."

انهارت آستر لأنها شعرت أن جسدها كله يفقد قوته .

لقد كانت الملابس متسخة في كل مكان لكنها لم تتسائل ما الذي يجب عليها فعله .

لقد أرادت فقط الشعور بالأمر لأنها كانت في مزاج جيد .

جلس نواه بجانب آستر و مد يده إلى الأمام .

"لديكَ يد كبيرة ."

نظرت آستر إلى يد نواه بدون تفكير . إنها في الحقيقة كانت ضعف حجم يد آستر .

"صحيح ؟"

مدت آستر يدها و تسلل نواه ووضع يده عليها .

"يبدو أنني عملت بجد في الحفر ، أعطني بعض القوة ."

"لا يُمكنني هذا لأنني متعبة ايضاً ."

عندما سحبت آستر يدها طوى نواه يده في أسف .

"آستر ، هل تحبين الحُلى ؟"

هزت آستر رأسها على الفور .

"هذا صحيح ."

لم تكن مهتمة بالحُلى في البداية ، لم تكن تتلقاها ولم تكن تعتقد أنها ضرورية .

"هل لديكِ خاتم ؟"

"نعم ."

قال نواه أن هذا جيد ثم أخرج الماسة من قبل من جيبه .

يتبع ...

2021/07/19 · 699 مشاهدة · 1687 كلمة
نادي الروايات - 2025