كان هذا هو الشعور الذي شعر به بن كل يوم منذ أن جاءت آستر إلى القصر .

عندما رأى أن چوردن يشعر بنفس الشعور شعر بالمتعة .

"الجميع هنا ، يُمكنكم الدخول ."

عند رؤية چوردن ، ابتعد الفرسان اللذين كانوا يحرسون غرفة الفرسان عن الطريق .

"شكراً لكَ ."

شد دي هين يده التي كانت تمسك آستر أكثر من ذلكَ بقليل .

"هل أنتِ جاهزة ؟"

"نعم ."

أومأت آستر بقوة .

أحنت رأسها لتحية چوردن الذي قادهم و دخلت إلى غرفة الإستقبال مع دي هين .

كان الإختلاف باب واحد فقط ، لكن الجو كان مختلفاً تماماً . كان فمها جافاً عند التفكير في أنها سوف ترى الإمبراطور .

'من يكون ؟'

عندما كانت في المعبد ، سمعت كثيراً عن الإمبراطور . كانت معظم القصص سيئة لأنه تربطه علاقة سيئة مع المعبد .

الإمبراطور الذي قيل أنه أناني و طاغية تخيلت آستر وجهه في رأسها .

"أوه ، دي هين ! تعال إلى هنا ."

ومع ذلكَ فإن صوت الإمبراطور الذي رحب بهما كان كافياً لجعلها تشك في أذنها .

ربما كان يقوم بعمله ، لكنه خرج و استقبلهم بنظرة لطيفة .

'إنه ليس ... مخيفاً .'

حدقت آستر في الإمبراطور الذي كان يقترب ببطء و كادت تتواصل معه بالعين و لكن سرعان ما حنت رأسها .

لكن بدلاً من الخوف شعرت بالحرج لكن الإنطباع كان جيداً جداً ، لقد كان شخصاً ينجذب له الناس بشكل طبيعي بسبب وجهه المبتسم .

عندما فكرت في اليوم الذي قابلت فيه دي هين للمرة الأولى لقد كانت مستعدة تماماً ، ولم يكن هناكَ ضغط ، فقط الدفء .

"كيف كان حالكَ ؟"

"كما ترى ، لا يُمكنني التوافق بشكل جيد بسبي العمل . أعتقد أنه يُمكنني التوافق بشكل جيد مع مساعدي ."

انعكس نواه في ظهور الإمبراطور الذي كان يمزح بشكل طبيعي .

جعلها هذا تضحك ، معتقدة أن شخصيته المبتسمة كانت مثل والده تماماً .

الإمبراطور الذي كان يجري محادثة مع دي هين حول بصره إلى آستر .

"هل هذه إبنتكَ ؟"

"آه ، مرحباً . أنا آستر دي تريزيا ."

قدمت آستر له نفسها بهدوء . كانت التحية الشجاعة لطيفة مما جعلت الإمبراطور يبتسم .

"نعم ، تشرفت بمقابلتكِ . لقد عملتِ بجد و قطعتي شوطاً طويلاً ."

اقترح الإمبراطور بطبيعة الحال أن يجلسوا على الأريكة . تحرك الجميع و جلسو معاً على الأريكة في نفس الوقت .

"في الواقع ، لقد كنت أشعر بالفضول تجاهكِ . لست متفاجئاً الدوق أن دي هين البارد حتى بالنسبة لي يتبنى طفلاً ."

نظرت آستر إلى أعلى و قابلت عيون الإمبراطور ، لقد كان لديه عيون سوداء مثل نواه .

في لحظة أصبح شعرها أبيض [خافت .] أحنت رأسها بصدمة لأنها تواصلت بالعين مع الإمبراطور .

"ليس عليكِ أن تكوني في موقف صعب جداً ."

ابتسم الإمبراطور و استمر .

"بالمناسبة ، أنتِ فتاة صغيرة و جميلة . استطيع أن أرى لماذا فقد الدوق دي هين قلبه ."

"شكراً لكَ ."

بفضل الكلمات اللطيفة ، خف توتر آستر .

علاوة على ذلكَ ، لقد كان الإمبراطور يعرف بالفعل عن آستر . لذا طرح قصة المعرض أولاً .

"هل هذه الطفلة جيدة في الرسم ؟ سمعت قصصاً عن المعرض في كل مكان أيها الدوق ."

"هل هذا صحيح ؟ أنا لا أقول هذا لأنها إبنتي ، لكنها جيدة ."

قبل دي هين ثناء الإمبراطور و لقد كان راضياً جداً . بفضل هذا شعرت آستر التي كانت في المنتصف بالحرج و لم تستطع أن تقول شيئاً .

"أخبرني عندما تفتتح معرضاً آخر المرة القادمة ، أنا فضولي للغاية ."

بشكل غير متوقع ، عندما أبدى الإمبراطور إهتماماً أرادت آستر أن تكون في هذا الوقت و تسللت إلى المحادثة .

"حتى لو لم يكن معرضاً ، إذا أتيتُ إلى القصر الإمبراطوري مرة أخرى فسأقدم لوحة لجلالتكَ ."

أرادت آستر التي تحتاج أن تكون ودودة مع العائلة الإمبراطورية إيجاد طريقة للعودة مرة أخرى .

اختفى التوتر عند الدخول لأول مرة ، اتسعت ضحكة الإمبراطور عندما رأى آستر تتحدث بجرأة .

"هل لي بهذا ؟ هاها ، إذاً سأعطيكِ هدية أيضاً ."

"لن تكون هدية من أى نوع ."

دي هين الذي كان مسروراً دفع الشراب أمام آستر و لمعت عيون الإمبراطور عندما رأها .

"بالمناسبة ، لم أفكر في الأمر من قبل لأن الدوق لم يكن لديه إبنة ."

شرب الإمبراطور قهوته .

جمد دي هين وجهه و إنتظر كلماته التالية .

"الدوق ليس لديه الكثير من الأطفال ، لماذا لا نتحدث بجدية في المرة القادمة ؟"

[بمعنى أنو عاوز آستر كعروس لأحد الأمراء .]

إنها كلمات صريحة ، لكن تعابير وجه آستر و دي هين تغيرت بشكل كبير جداً .

أغمضت آستر عينها بسرعة و فكرت في نواه . و شعرت بالحرج لأن وجنتيها تحولتا إلى اللون الأحمر بسرعة .

"ماذا تقصد ؟ مازالت صغيرة للتحدث عن هذا ."

كان دي هين متجهماً و تيبس وجهه .

"هاها ، أليس هذا محسوماً في الأصل منذ الصغر ؟ كان أحد أبنائي في السابعة من عمره ... آه لا شيء ."

غيمت عيون الإمبراطور الذي كان يتحدث بلطف مع الناس . تذكر نواه الذي عقد خطبته في السابعة من عمره ثم إنفصل .

'ماذا يعني كل هذا .'

تجمدت آستر و هي تتلاعب بكأس الشراب الذي أمامها .

تحدث دي هين الذي لاحظ إنزعاجها بحزم شديد .

"إبنتي تبدو غير مرتاحة ، لنتحث عن هذا لاحقاً ."

"أنتَ دائماً نفس الشيء أيها الدوق ، حسناً . لدىّ شيء بأتحدثَ به معكَ ، لكن سيستغرق الأمر بعض الوقت ."

نظرَ الإمبراطور إلى آستر بإبتسامة ودية .

لقد أزعجته فكرة تركها ترحل على الفور ، لكنه لا يستطيع أن يُبقيها بجانبهم بينما يناقشون أشياء مهمة .

عبث الإمبراطور بذقنه ثم ابتسم قائلاً أن لديه فكرة .

"آه . كيف هو شعوركِ عندما تقابلين راينا ؟ إنها مكتئبة قليلاً هذه الأيام ، لكن أعتقد أنها ستحب أن تقابل أطفال في مثل عمرها ، هل يُمكنني أن أطلب منكِ هذه الخدمة ؟"

[في مثل عمرها مش لازم تبقى قدها تماماً بس فرق السن بينهم مش كبير .]

عندما كانت تفكر في الذي سوف تفعله حتى تقابل الأميرة راينا فتحت عيناها على مصراعيهما .

"سـأفعل !"

أومأت آستر بقوة و عبرت عن نواياها الإجابية .

بدا دي هين غير مرتاح لأنه لا يريد أن يتركها تذهب بمفردها لكنه وجدها قد نهضت من مقعدها .

"إذاً يُمكنكما التحدث بشكل مريح ."

"سأراكِ مرة أخرى المرة القادمة ."

"شكراً لكَ ، جلالة الملك ."

انحنت آستر للإمبراطور وهي تضع يديها معاً .

"...كوني حذرة ."

"نعم يا أبي ."

ثم غادرت غرفة الإستقبال قبل أن يغير دي هين رأيه .

***

سارت آستر و أقتيدت إلى الحديقة حيث قِيل أن الأميرة راينا كانت هناك .

"هذه هي الأميرة راينا ."

"شكراً لكَ ."

لم يقترب الفارس المسؤول عن الإرشاد و سمح فقط لآستر بالدخول .

سارت آستر ببطء إلى البركة و نظرت إلى الأميرة راينا .

كانت إمرأة جميلة من بعيد ، ومع ذلك كانت عيونها حزينة جداً .

مع اقتراب المسافة ، نظرت الأميرة راينا إلى الوراء .

بالنظر إلى الأمام ، لقد شعرت بالأناقة الناعمة . لقد كانت شخصاً أنيقاً شعرت آستر أنه لا يُمكن الإقتراب منها بتهور .

حنت آستر رأسها أولاً .

مرحباً أيتها الأميرة ، أنا آستر دي تريزيا ."

"سمعت عنكِ منذ فترة . تشرفت بمقابلتكِ أنا راينا ."

مسحت راينا عينها كما لو كانت تبكي و مدت يدها لآستر .

بعد المصافحة برفق ، عادت نظرتها إلى البركة .

عندما لم تظهر الأميرة أى إهتمام بها ، اقتربت منها آستؤ للتحدث معها .

"هل أنتِ قلقة من أى شيء؟"

"نعم . الكثير ."

تنفست الأميرة الصعداء ، بمجرد وجودها بجانبها شعرت بشعور كئيب كان على وشكِ أن يغمرها .

كانت آستر تفكر فيما ستقوله ، وخطر ببالها المحادثة التي أجرتها مع دولوريس .

'هذا صحيح . إنها مكتئبة بسبب أخيها المريض .'

يجب أن يكون هذا الأخ هو نواه .

اعتقدت آستر أنها ستكون قادرة على تهدئة قلب الأميرة قليلاً لذا فكرت في أن تجرب حظها .

"هل هذا بسبب الأمير السابع ؟"

لمعت عيون راينا عندما سمعت كلمة الأمير السابع لكن سرعان ما ذهب اللمعان و هزت رأسها .

"لا أعرف من أين سمعتِ هذا ، لكن لا تحاولي أن تُريحيني بأي طريقة ."

كان هناكَ عدد من الأشخاص يقتربون منها بهذه الطريقة لذا كانت راينا حذرة قليلاً .

لم تكن ترغب في رؤية أى شخص اليوم ، لكنها لم يكن لديها خيار آخر لأنها إبنة الدوق الأكبر .

"الأمر ليس هكذا ... أنا أعرف أخبار الأمير نواه ."

ابتسمت آستر وخطت خطوة أخرى تجاه راينا .

و لمعرفة ما قالته عن نواه ما إن كان صحيحاً أم لا ن

، نهضت راينا التي كانت تجلس القرفصاء و تنظر فقط إلى البركة .

"هل هذا حقيقي ؟ كيف ؟"

تغير تعبير راينا بقوة ، عقدت آستر ذراعيها .

"التقينا بالصدفة ."

تجاهلت آستر التفاصيل و حكت لها عن أول لقاء لهما .

لم تتحسن حالته فحسب ، لكن حقيقة أنه كان يعيش في ملكية تريزيا ظلت سراً لأن نواه نفسه قد لا يريد إخبارها .

"كيف حاله ؟"

سألت راينا بعصبية و عينيها مليئة بالقلق .

بعد إصدار أمر العزل ، لم تتمكن راينا من رؤية نواه و لم تسمع عنه إلا القليل . في الآونة الأخيرة ، تم قطع الأخبار ، لذلكَ كان هناك الكثير من القلق .

"إنه أفضل مما كنت أعتقد ."

"حقاً ؟ آخر مرة سمعت عن الأخبار أخبرونا أن نُهيء قلوبنا ...."

"لم يكن يشعر بأنه في حالة جيدة منذ فترة ، لكنه الآن بصحة جيدة جداً . لا تقلق كثيراً ."

"حقاً ؟"

"نعم . لماذا سأكذب بشأن هذا ؟"

تواصلت آستر بالعين من راينا لتوضيح شكوكها ، أرادت أن تشعر بصدقها .

إذا كان الأمر كذلك ، لا يوجد هناك سبب لتكذب إبنة الدوق .

"هيك ..."

في النهاية ، لم تستطع راينا التراجع و انفجرت من البكاء .

"لم أتوقع أن أسمع شيئاً عن نواه ، أنا سعيدة جداً ."

كانت قلقة على أخيها عندما فقدت الأخبار ، لذلكَ حاولت التسلل من القصر الإمبراطوري ، ولكن كان يتم القبض على راينا في كل مرة .

بكت و بكت لأنها أرادت أن تراه ، لكن كل هذا كان بلا فائدة . قال لها الجميع أن تتوقف و تنساه لأنه الآن لا يوجد نواه .

لذا ، فإن آستر ، التي نقلت أخبار نواه إلى راينا ، التي كانت تزداد إكتئاباً ، لم تكن سوى فاعلة خير .

"هيك ، هل يُمكنكِ إخبار نواه عندما تقابليه مرة أخرى أنني قلقة عليه و أنني لم أتخلى عنه ؟"

ذرفت راينا الكثير من الدموع لدرجة مثيرة للشفقة و هي تمسك في آستر .

يتبع ...

2021/08/02 · 788 مشاهدة · 1693 كلمة
نادي الروايات - 2025