آستر التي لم تكن تعرف كيف بكت بهذه الطريقة عندما ذكرت قصة نواه كانت تشعر بالحرج .

"سأخبره عندما أراه ، لكنني لا أعرف ما إن كان بإمكاني مقابلته ..."

قالت أنها ستخبر نواه بدون مقابل لكنها تظاهرت أنها كانت في ورطة .

"أخشى أن يعتقد نواه أن عائلته قد تخلت عنه . أنا حقاً أريد أن أخبره أن الأمر ليس كذلك . هيك ."

كان عقل راينا تجاه نواه معقداً .

كانت تفتقده كثيراً ، لكنها تشعر بالألم أكثر من ذلكَ بكثير ، ولقد كانت تعاني من الشعور بالذنب .

تم نقل مشاعر راينا العزيزة كما هي ، لذا ابتلعت آستر الدموع .

"لا أستطيع أن أعدكِ ، لكنني سأخبره عندما أراه لذا لا تبكي ."

"شكراً لكِ ."

على الرغم من تهدئة آستر إلا أن راينا لم تتوقف عن البكاء .

بينما كانت راينا التي تكبرها سناً تبكي أمامها ، حركت آستر قدميها وهي عاجزة عن فعل أى شيء .

ثم اقترب ڤيكتور و أعطى آستر منديلاً و عاد .

أخذت آستر المنديل بنظرة شكر .

"حسناً ، لقد كنت لئيمة للغاية ."

يجب أن تكون عادت إلى رشدها عندما رأت المنديل و عيناها كانت مفتوحتان على مصراعيهما ولكن لحسن الحظ توقفت عن البكاء .

"لا ، أنا أفهم تماماً ."

أصبحت عينا راينا التي تنظر إلى آستر ودودة إلى أبعد الحدود و ليس فقط عيونها و لكن موقفها أيضاً .

"الأمر ليس على هذا النحو ، لما لا ندخل القصر و نشرب الشاي ؟"

"ألا تخرجين بسبب الشعور بالحزن ؟"

"شكراً لكِ ، أشعر بالقليل من التحسن . وبعد سماع أن نواه يُبلي جيداً ، أشعر بتحسن أكبر ."

أمسكت راينا يد آستر و أخذتها إلى القصر .

راينا التي بدت مكتئبة أصبحت تتمتع بشخصية أكثر إشراقاً مما كانت تعتقد . اعتقدت آستر أن هذا الأمر يسري في العائلة .

بفضل راينا التي تجيد التعامل مع الناس ، استطاعت آستر التواصل معها بدون حرج .

"دولوريس ؟ أوه ، فهمت . طلبت معظم هذه الملابس من دولوريس . إنها مدهشة ."

كما أصبح طلب الملابس من مصممة الملابس نفسها موضوعاً للمحادثة .

اقتربت آستر وراينا في الحال . استمتعت آستر التي ليس لديها أصدقاء من نفس سنها ، بوقتها مع راينا .

بعد محادثة طويلة ، مر الوقت . نهضت آستر أولاً ، معتقدة أن دي هين قد يبحث عنها .

"كان من دواعي سروري مقابلتكِ اليوم ، أيتها الأميرة ."

"أنا أيضاً . لقد كنت أبكي طوال اليوم ولكن بفضل الآنسة ، ضحكت لأول مرة منذ فترة . لنكن أصدقاء من الآن فصاعداً ."

"سأحب هذا ."

اتفق الإثنان على الإجتماع مرة أخرى و ابتسما وودعا بعضهما .

ابتسمت آستر التي خرجت من القصر بهدوء ، كما أن خطواتها كانت خفيفة .

يبدو أن الغرض من زيارة القصر اليون قد تحقق بالكامل . كان الإقتراب من الأميرة بمثابة حصاد كبير بشكل خاص .

'يجب أن أخبر نواه .'

في الأصل كانت ستقول له فقط أنهم التقيا ، لكن اعتقدت أنها يجب أن تخبره أن راينا تشعر أنها في غاية الأسف .

قررت آستر مقابلة نواه بمجرد عودتها إلى تريزيا .

ومع ذلكَ ، قيل لها بالقرب من غرفة الإستقبال أن الحديث بين الإمبراطور و دي هين لازال على قدم و ساق .

"أعقتد أن الأمر سيأخذ وقتاً أطول قليلاً ."

"حقاً ؟"

'لو كنت أن هذا سيحدث لجلست فترة أطول مع راينا .'

إستدارت آستر بأسف ، لم يكن هناكَ حاجة للإنتظار هنا ، لقد كانت تخطط لزيارة القصر الإمبراطوري .

لقد كان هناكَ الكثير من الفرسان اللذين تبعوها إلى القصر الإمبراطوري لكن آستر لم تأخذ سوى مرافقها ڤيكتور .

"هل ڤيكتور يزور القصر الإمبراطوري أيضاً لأول مرة ؟"

"نعم ، أنا متوتر الآن ."

كانت عيون للفرسان الإمبراطوريين مليئة بالحسد .

"هل ڤيكتور يريد الإنضمام إلى الفرسان الإمبراطوريين أيضاً ؟"

"لا ، أنا بخير مع الذي أنا به الآن ."

حتى مع ذلكَ ، لم يستطع ڤيكتور رفع عينيه عن الفرسان الإمبراطوريين .

سخرت آستر من ڤيكتور و سارت إلى الأمام .

"إنه مثل المتاهة هنا ، صحيح ؟"

"نعم . إن ذهبنا في طريق خاطئ ربما لن نتمكن من الخروج ؟"

بعد التفكير في الذهاب أم لا ، لم تستطع أن توقف الإغراء ووطئت قدمها الحديقة .

نظراً لوجود الكثير من الحدائق في القصر الإمبراطوري ، لم يكن هناكَ أحد يتجول .

اعتقدت أنه سيكون من الجيد أن تأخذ استراحة ، لذلك تعمقت قليلاً .

"كل الأشجار كبيرة جداً ."

كان هناكَ العديد من الأشجارة الكبيرة لتسميتها غابة بدلاً من حديقة . عابرة بين الأشجار فجأة ظهرت مساحرة فارغة .

"هاااه ..."

كان هناكَ شخص ينام وهو يشخر ، ومع ذلكَ .. لقد كان وجهه مألوفاً لدرجة أنها شكت في عيونها .

"....نواه ؟"

تراجعت آستر في مفاجأة . لا يُمكن أن يكون نواه في القصر الإمبراطوري ، وعلى الرغم من أنه كان يشبهه إلا أنه كان شخصاً مختلفاً تماماً منذ البداية .

'هذا فاجئني .'

بدت مرتبكة بسبب شعره الأسود و حضوره .

توقفت آستر عن الإقتراب من الرجل .

أخبرت ڤيكتور أن يكون هادئاً أيضاً .

[دعنا نعود .]

[نعم ، فهمت .]

حرك الإثنان أفواههما و تحركا بحذر . كانت ترغب في أن تسير الأمور على ما يرام كما هي ، لكنها داست على فرع.

تكسير –

[بصو الفرع ابن الجزمة بتاع افلام الرعب دا .]

كان صوتاً صغيراً جداً ، لكن بطريقة ما لم يكن جيداً . فقط في هذه الحالة ، نظرت إلى الوراء له مرة أخرى .

كان الشخص الذي كان ينام يستيقظ و يتمدد .

"آه ، أشعر بالنعاس ."

بينما كانت تتردد آستر ، نادى الرجل آستر و ڤيكتور أولاً .

"من أنتم ؟ ماذا هناك ؟"

قال شيء يُقال بشكل طبيعي عندما يُقابل أشخاص لم يكن يعرفهم .

بمجرد النظر إلى تلكَ العيون المتغطرسة ، خمنت أنه سيكون أرستقراطياً رفيع المستوى .

"سلكت الطريق الخطأ أثناء المشي ."

"اقتربي ."

تنهدت آستر التي لم تكن ترغب في التورط مع الرجل و سارت ببطء .

"لماذا ؟"

إذا نظرت عن كثبت استطاعت أن ترى لماذا خلطت بينه و بين نواه .

على الرغم من أنه يبدوا في مثل عمر ڤيكتور ، بإستثناء عينيه الحمراوتين ، إلا أنه يبدوا كنواه تماماً .

"أنا ديمون ."

بمجرد أن سمع إسمه ، تحدث ڤيكتور بهدوء حتى تستطيع سماعه .

"إنه الأمير الثالث ."

جفلت آستر و شبكت يديها معاً .

"المعذرة ، تشرفت بلقائكَ . أنا آستر دي تريزيا ."

كانت تحية نظيفة لا تشوبها شائبة . ما تعلمته من چيمس تم استخدامه جيداً .

"تريزيا ؟ الطفلة بالتبني ؟"

كانت طريقته للتحدث لا تهتم بالمستمع على الإطلاق . تجعد جبين آستر قليلاً .

"هل أتيتِ مع الدوق دي هين ؟"

"نعم . أبي يتحدث إلى جلالته الآن ."

"إذاً ، دعيني أسألكِ شيئاً ما ."

سأل ديمون وهو بمسك ذقنه بإهتمام .

"كيف تم تبنيكِ لهذا المنزل ؟"

لقد كان سؤالاً وقحاً حتى ڤيكتور الذي في الخلف تنهد .

ومع ذلكَ ، أجابت آستر بهدوء بدون أن يتغير تعبيرها .

"لا يجب علىّ الإجابة ، صحيح ؟"

"نعم ، لكنكِ ذكية صحيح ؟ لن تحاولي تجاهل سؤالي ."

ضحك ديمون و أمسكَ ذقنه ، لقد كانت عادته عندما يجد شيئاً مثيراً للإهتمام .

"ليس الأمر أنني أتجاهل ذلكَ ، إنه سؤال لا أعرف إجابته ."

لقد كان لديها رغبة كبيرة في تجاهله ، لكن بالنظر إلى حقيقة أنها تريد الإنسجام مع العائلة الإمبراطورية لم تستطع هذا .

"عندما أعرف الجواب في يوم ما سوف أخبرك ."

"....نعم ، لنتوقف ."

طرح السؤال عمداً لإثارة الغضب ، لكن آستر قبلته بسهولة و فقد ديمون الإهتمام .

"إلى اللقاء ."

اختفت استر على الفور من الحديقة . استلقى ديمون الذي تُركَ بمفرده مرة أخرى على الأرض .

"آستر ."

كان يشعر بالفضول من حقيقة أن دي هين قد تبنى طفلة ، لكن عندما رأها اعتقد أنه يفهم الأمر .

"حسناً ، إن الأمر ممتع ."

***

في اليوم التالي غادرت من القصر الإمبراطوري .

ذهبت آستر إلى بيت نواه .

كانت ستخبره بما طلبته منها راينا ، و على سبيل الماكافأة أحضرت له بضع زجاجات من الماء المقدس .

"ألن يخرج ؟"

في العادة كان يقفز بعد سماع صوت العربة ، لكن اليون كان غريباً ، فهو لم يخرج حتى بعد أن انتظرته .

اومأت برأسها و سارت إلى مقدمة المنزل مع ڤيكتور ممسكة بالماء المقدس .

طرقت على الباب و انتظرت ، ثم دوى دوي من الداخل و ظهر نواه و هو يلهث .

"آستر ؟ ما الخطب ؟"

"لدىّ شيء لأخبركَ به ."

نظرت آستر إلى المنزل من خلال الباب المفتوح ، لقد كان هناكَ فوضى عارمة . لقد كان هناك فوضى تامة لأنه كان يحزم أمتعته .

"فهمت ، لم يحن وقت مجيئكِ لكنني كنت متفاجئاً أنكِ هنا ."

مع العلم أنه تم القبض عليه بالفعل ابتسم نواه بحرج و فتح الباب .

"الوضع محموم قليلاً ، لكن ادخلي ."

كانت المرة الأولى التي تدخل فيها المنزل ، لقد كان صغيراً لكنه مريح .

"ولكن لماذا تحزم أمتعتك ؟ هل أنتَ ذاهب لمكان ما ؟"

"نعم ، أنا ذاهب لمكان ما ."

انتفخ خدىّ آستر عند التفكير في أنه كان سيغادر بدون أن يقول شيء .

"فهمت ."

ومع ذلك ، لم تكن مضطرة للتحدث معه حين نظرت له ، لذلكَ اخفت الأمر بدون أن تظهر خيبة أملها .

"ماذا تقصدين ، ماذا سوف تقولين ؟"

"لقد ذهبت إلى القصر أمس ."

يد نواه التي كانت تتحرك بإنشغال لصنع شيء تشربه توقفت و جفل .

"القصر ؟"

"نعم، ذهبت مع أبي و التقيت بالأميرة راينا ."

"............."

كما لو أن راينا ونواه كانا يؤلمان بعضهما البعض، فقد أصاب نواه الإكتئاب بمجرد ظهور إسم راينا .

"لقد كانت قلقة جداً عليك ، إنها تبكي كل يوم و تفكر فيك ."

"لماذا تبكي ؟ تلكَ الحمقاء ."

عندما فكر نواه في راينا غرق على الكرسي كما لو أن قلبه قد تحطم .

"أخبرتها أنكَ تبلي بلاءاً حسناً لأن أخباركَ قد انقطعت ."

"شكراً لكِ ."

"وما طلبته هو ..."

حدقت آستر في نواه للحظة .

كان من المؤلم رؤية عيون نواه التي كانت دائماً مشرقة غارقة في الظلام .

"أنا لم أتخلى عنكَ . أنا أفكر دائماً بكَ لذا يجب أن تكون بصحة جيدة ."

بعد كلام آستر غطى نواه عينيه بيديه .

"ليس هناكَ طريقة تجعلني لا اعرف هذا ."

تحولت عيون نواه إلى اللون الأحمر بعد أن مسحها بيديها و نظر إلى الأعلى .

يتبع ....

2021/08/02 · 782 مشاهدة · 1659 كلمة
نادي الروايات - 2025