"ولقد التقيت بالأمير الثالث ."

"ديمون هيونج ؟ إنه مزعج جداً صحيح ؟"

ضحكت آستر و اتفقت مع كلام نواه .

"لقد سألني فقط بعض الأسألة الوقحة ."

"أنا أكون هكذا غالباً . أنا لست قريباً من هيونج أيضاً ، لذا يُمكنني أن أعد المحادثات التي قمنا بها على يدي ."

كان نواه إبن الإمبراطورة و ديمون إبن أميرة جاءت من مملكة أخرى كرهينة ، ولقد كانا بعيدان جداً .

حاول نواه أن يكون ودوداً معه ولكنه كان يدفعه دائماً ببرود ، ولم يكن لديه فرصة للإقتراب منه .

"فهمت ."

أومأت آستر برأسها ، لكنها اعتقدت أنها قريبة جداً من نواه و سحبت نفسها جانباً .

"آه ، لقد نسيت أن أخبركِ بالجلوس لأنني كنت سعيداً جداً بمجيئكِ ، هل ترغبين في البقاء لبعض الوقت ؟"

أدركَ نواه أن آستر كانت واقفة بجانب الباب فذُهل و قادها إلى الأريكة . لقد كان على بعد أربع خطوات من الباب .

نظراً لأن المنزل تم إعداده على عجل ، لم يكن هناكَ سوى أريكة واحدة لثلاثة أشخاص في غرفة المعيشة في المنزل الصغير المكون من غرفة واحدة .

اتكأت آستر على الأريكة و جلست و نظرت حولها .

"إنه صغير قليلاً ، صحيح ؟"

كما لو أنه كان مدركاً لنظراتها ابتسم نواه و جلس بجانبها .

"لا ، إنه كافٍ ."

مقارنة بالغرفة الصغيرة التي عاشت فيها آستر في المعبد ، كان هذا فخماً للغاية . عندما فكرت آستر في الأمر شعرت بالغرابة .

"أريد أن أعطيكِ شيئاً لتشربيه لكن ليس لدىّ شيء ."

"سأكون هنا لبعض الوقت فقط لذا لا بأس ."

لوحت آستر بيدها قائلة أن الأمر بخير و هزت رأسها .

لقد كان هناكَ الكثير من المرات التي كانا فيها لوحدهما بهذه الطريقة ، لكن نواه كان شديد الوعي اليوم .

شعرت به وهو يحدق بها من الجانب لكن لم تستطع أن تدير رأسها .

ساد الصمت بينهما للحظة ، لقد كان الجوء هادئاً جداً لدرجة أن صوت البلع كان مزعجاً .

"آستر ، لدىّ ما أقوله لكِ ."

تحدث نواه بهدوء و كسر الجو الهادئ .

احمر خد آستر بسبب صوت نواه الجدي أكثر من المعتاد الذي يكون مرحاً .

'ماذا ؟ هل يحاول أن يقول أنني جميلة مرة أخرى ؟'

[ينفع كدا ؟ ركزي معانا .]

بدا الأمر ذا مغزى لضبط الحالة المزاجية بالقول أنه لديه ما يقوله فتقلصت أصابعها و خفق قلبها .

"….ماذا ؟"

"لقد كنت سأخبركِ ."

كلما كان نواه يعاني إزداد توتر آستؤ و حبست أنفاسها منتظرة الكلمات التالية .

"سأرى والدي ...."

لكن ما تبع هذا لم يكن ما تتوقع آستر على الإطلاق .

للحظة شعرت بالحرج بسبب الذي فكرت به و لكن بعدها أصبحت جادة .

"في القصر الإمبراطوري ؟"

"نعم ، الشكر لكِ أنا أفضل بكثير . سأعود و أخبره أن عليه الغاء الحظر ."

"لست بخير تماماً ."

على عكس رغبتها في التهنئة خرج صوت ضعيف .

"أعتقد أنني سأكون بخير الآن . منذ اللحظة التي أمسكتِ بها بيدي في الملجأ تحسنت و أصبحت حالتي مستقرة الآن ."

"...نعم هذا جيد ."

أخفت آستر استيائها و أجبرت نفسها على الإبتسام .

السبب الذي جعلها تقترب من نواه هو بسبي العلاج ، لذا كانت حزينة لسماع أنه لم يعد بحاجة لها .

كما لو كان يقرأ أفكارها ، ثنى نواه رأسه من الجانب .

"هل تشعرين بالأسف لأنني سأغادر ؟"

"لا أشعر بالأسف على الإطلاق ."

انكرت آستر بشدة و هزت رأسها ، بدا الأمر أكثر إيجابية ، لذلك ابتسم نواه .

"أنتِ لم تأتي لرؤيتي ."

"لأنني لا أشعر بالأسف ."

"حقاً ؟"

هز نواه كتفيه و مال تماماً نحو آستر .

تحركت للجانب لتفاديه لكن الأريكة كانت صغيرة جداً ولم يكن هناكَ مجال للهروب .

"إذا لم ترغبي في أن أذهب ، لن أفعل ."

دغدغ صوت نواه اللطيف أذن آستر . كانت عيناه مغمضتين و ابتسامته لاتزال جميلة .

عانت آستر من إحساس غريب و أغضمت عينيها للحظة و فتحتها .

'ما الذي يحدث ؟'

لحسن الحظ عاد نواه إلى مكانه .

"لماذا أقول لكَ لا تذهب ؟ هذا جيد لك ."

كانت تريد حقاً أن تهنئه على حسن سير الأمور ، لكن آستر نفسها لم تستطع فهم سبب شعورها بالحزن .

'ماهذا الشعور بحق الجحيم ؟'

كان لايزال من الصعب عليه أن يعترف بحبه لآستر التي أُصيب بجرح عميق من الناس .

"إذاً سارت الأمور على ما يرام في القصر الإمبراطوري ، هل ستصبح أميراً مرة أخرى ؟"

"ربما ؟"

"عندها سيكون من الصعب عليكَ العيش مثل الآن ."

كان نواه أول صديق لآستر منذ عودتها . شعرت أنه بعيد جداً لدرجة أنها أصبحت حزينة .

"لن يتغير الأمر حتى لو أصبحت أميراً ، أو حتى لو أصبحت شخصاً مختلفاً ."

نطق نواه بكلمات ذات معنى و مد يده نحو كومة الحطب المكدسة على جانب الأريكة .

كانت هناكَ زهرة برية كانت بين الحطب بالصدفة أخرجها و عبث بها لتشكيلها .

"أنا نواه و أنتِ آستر ، لا يهم ما يطلقه علينا الآخرون ."

تم تشكيل الزهرة بشكل دائري و صنعها بالشكل الذي يناسب أصابعها . لقد كان خاتم من الزهور .

"أنتِ أيضاً ؟"

سلم نواه خاتم الزهور الذي صنعه لآستر .

"هذا صحيح ، لكن ..."

"لا داعي لقول أى شيء آخر بعد ذلك ."

انزلق خاتم مصنوع من الزهور البرية في إصبع آستر . تحولت خدود آستر إلى اللون الأحمر بسبب الحرج .

"جميلة ."

ابتسم نواه برضا ووضع يده على اليد التي وُضع فيها الخاتم و شبكها .

"قد لا أراكِ لمدة شهر ، لذا سآخذ القليل من الطاقة ."

بمجرد أن أمسكَ بيدها شعر بالطاقة تتدفق من خلاله . على عكس ما سبق ، كان الأمر دقيقاً للغاية .

على العكس أن آستر لم تهتم بالأمر ، لقد كان من الواضح أن مرض نواه قد شُفى تماماً .

فوجئت آستر بذكاء نواه ولكن بمجرد أن رأت الزهرة قي يدها ابتسمت .

"هذه الزهرة ستذبل قريباً ."

"في المرة القادمة ، سأجعله شيء لن يذبل أبداً ."

"هل ستحفر الماس مرة أخرى من المنجم ؟"

"هذا جيد أيضاً ."

لقد كانت محادثة يُمكن أن تُجرى لأنهما كانا يتشاركان نفس الذكريات . التقت أعينهم مرة أخرى في هذا الجو المشرق .

كانت آستر داخل عيون نواه التي تنظر لها دائماً و كأنهما الوحيدان في هذا العالم .

كان قلبها ينبض . قفزت آستر معتقدة أنها إن استمرت في النظر له فستظهر كلمات لا يجب عليها قولها .

"يجب أن أذهب . أتمنى لكَ رحلة جيدة ."

لكن نواه سرعان ما أمسكَ بيد آستر التي كانت على وشكِ الهروب .

نظرت آستر إلى نواه بعيون مثل الأرنب .

"لقد مرت فترة منذ أن سألت ... كيف حالكِ هذه الأيام ؟ هل أنتِ سعيدة ؟"

سأل نواه بإبتسامة .

عندما طرح هذا السؤال ، لقد كان يبدوا ماليوم الذي قابلته فيها للمرة الأولى .

"نعم ، أنا سعيدة . سعيدة للغاية ."

كان أعلى صوت اطلقته آستر على الإطلاق . إبتسامة مشرقة بلا ظل دخلت إلى قلب نواه .

نظر نواه إلى آستر و عيناه مفتوحتان على مصرعيهما بإتساع . لقد كانت هذه اللحظة التي وقع فيها في حب آستر مرة أخرى .

"ماذا هناك ؟"

مدت آستر يدها الأخرى و لوحت أمام عيون نواه .

"لا شيء . فقط أعتقد أن الأمر جيد ."

استعاد نواه رشده و هز رأسه و ترك يد آستر .

"إذاً ، سأراكَ قريباً ."

"نعم ، وداعاً ."

بعد أن تبادلا التحيات ، فتحت آستر الباب الأمامي .

بمجرد فتح الباب الأمامي ، اقترب ڤيكتور و بالين اللذان كانا واقفان في الخارج في نفس الوقت .

"هل أجريتما محادثة جيدة ؟"

"نعم ، دعنا نذهب ."

"إذهبي بحذر ."

أومأت آستر برأسها و سارت مع ڤيكتور إلى العربة .

توقفت و نظرت إلى الوراء قبل أن تصعد مرة أخرى . كان نواه لا يزال واقفاً يراقب .

"وداعاً ، نواه ."

نظرت آستر للخلف و لوحت بيدها عدة مرات .

"كوني حذرة !"

لوح نواه بيده وصاح بصوت عال .

***

مرت أيام قليلو منذ أن قابلت نواه .

لم يحدث شيء ولم يكن هناك أخبار مما جعل آستر قلقة .

تنهدت آستر و نظرت إلى التقويم ووضعت يدها على ذقنها .

"هل القديسة سيسبيا بخير ؟ أنا أموت من الفضول ."

إنه بالفعل منتصف نوڤمبر ، لذا لم يتبقى سوى خمسة أشهر حتى وفاة القديسة مثل كل مرة .

عندما فكرت في حالة القديسة عندما رأتها في المرة الأخيرة ، لم يكن هناكَ ضمان أنها سوف تعيش إلى ذلك الحين .

لذلكَ ، مع مرور الوقت ازدادت مخاوف آستر .

أرادت أن تفعل الكثير قبل وفاتها ، لكن لم يكن هناكَ الكثير من الأشياء تستطيع أن تفعلها آستر الصغيرة لأنها لا تستطيع الكشف عن كونها قديسة .

كان الأمر الآن كما لو أنها استخدمت مكانتها كإبنة الدوق الأكبر لزيارة العائلة الإمبراطورية .

علاوة على ذلكَ ، فقد خيم عليها التصميم للإنتقام ، وكانت في حالة ارتباك لأنها لا تعرف ماذا يجب أن تفعل .

"هااه ."

في عيون آستر التي تنهدت من الإحباط تم القبض على بام بام وهي تتحرك .

'إنها لا تتحرك هذه الأيام .'

في الأيام الأخيرة ، كانت بام بام بالكاد تتحرك و تستلقي على الوسادة ولا تجيب حين يتم مناداتها .

كانت قلقة لأنها لم تضع بيضها و نامت و كأنها ميتة كل يوم .

نظرت بام بام حولها و نزلت تحت السرير . كانت تتوقع أنها سوف تخرج قريباً لكنها لم تفعل مهما انتظرت .

'ماذا ؟'

جلست آستر على الأرض بجانب السرير لتجد بام بام ثم انحنت لتنظر أسفل السرير .

في تلكَ اللحظة ،

أمسكت بام بام بشيء .

"هاه ؟ هل هذا خنجري..."

ذُهلت آستر للحظة عندما رأت ما تركته بدون رقابة .

لقد كان خنجراً احضرته آستر من المعبد .

بعد أن توقفت عن إيذاء نفسها ، لم تعد بحاجة إليه ، لذا أبقته عميقاً تحت السرير . كيف عرفت و قامت بإخراجه ؟

كانت آستر في حيرة من أمرها وكانت على وشكِ حمل الخنجر لكن بام بام فتحت فمها أولاً ثم و قامت بإبتلاعه .

كل شيء حتى الغمد !

لقد حدث هذا في لحظة و لم يكن لديها وقت لإيقافها .

"......؟؟؟"

فوجئت آستر و فتحت فمها ، ثم بمجرد أن استعادت حواسها أمسكت بام بام و فتحت فمها .

"هل أنتِ مجنونة؟ ماذا أكلتِ الآن ؟ هذا خنجر !"

مهما كان الثعبان يأكل أى شيء بالطبع لن يأكل خنجراً . حتى لو كان النصل مغطى .

شعرت آستر بالدهشة و نظرت إلى داخل فمها المفتوح لكن لم يكن هناك أثر للخنجر تم ابتلاعه بالفعل .

"ماذا أفعل ؟ بام بام ، هل أنتِ بخير ؟"

حاولت آستر التي كانت قلقة أن تفعل شيء بنفسها لذا لمست جسد بام بام أولاً .

يتبع ...

2021/08/03 · 757 مشاهدة · 1700 كلمة
نادي الروايات - 2025