ومع ذلكَ ، بغض النظر عن قوتها لم تجد أى زوايا غريبة .

طلت تراقب بجدية من الجانب لمعرفة ما إن كانت بام بام مصابة بنوبة صرع ، لكن لم يكن هذا هو الحال أيضاً .

"هل أنتِ بخير حقاً ؟"

ابتسمت آستر بتعبير غامض و أطلقت بام بام .

سواء كانت تعرف قلقها أم لا ، كانت بام بام ضعيفة و نظرت إلى آستر بهدوء .

"في المرة القادمة لا يجب أن تتناولي أشياء غريبة ، إنه أمر خطير ، حسناً ؟"

لقد عملت أنها يُمكنها استخدام القوة المقدسة على كل من البشر و الحيوانات .

اعتقدت أن الأفعى ستشفى تماماً مثل الإنسان ، فسكبت قوتها المقدسة بتهور .

"هاه . أعتقد أن هذا سيكون كافياً ."

كانت تعلم أن الخنجر ليس شيئاً يُمكن هضمه ، لكنها سحبت يدها على أمل أن البيض لايزال في حالته الأصلية .

رمشت بام بام بهدوء لترى ما إن كانت في حالة جيدة ثم عادت إلى وسادتها في الجانب .

"لقد فوجئت حقاً ."

تنهدت آستر و جلست على السرير ، كان العرق يقطر من على جبينها من المفاجأة .

شعرت و كأنها مرهقة فجأة ، ثم تنهدت و رأت ما بجوار وسادة بام بام .

"حوض ..."

خطرت لها فكرة جيدة بمجرد أن رأتها . بدلاً من مجرد القلق ، هناكَ طريقة لفعل شيء ما .

كانت تفكر في تجربة وصلة المياه المقدسة .

أخرجت آستر زجاجة مياه مقدسة قد صنعتها لإعطائها لنواه . بدا الأمر و كأنه سيكون صحيحاً تماماً لأن لديها الكثير من القوة المقدسة فيها .

بعد التأكد أن الباب مغلق ، وضعت الحوض على المنضدة وصبت الماء المقدس لملء السطح .

"أتمنى أن أراها ."

لقد جربت الأمر عدة مرات منذ أن نجحت في الحديقة ، لكنها كانت كلها اخفاقات ، لذلك لم يكن لديها توقعات عالية هذه المرة .

نظرت آستر إلى الحوض لكن بغض النظر عن مدى تركيزها لم تستطع أن ترى شيئاً .

يبدو أن أمن المعبد أصبح أقوى . من فضلكَ أرني «قالت هذا عبثاً وبدأ السطح يهتز .»

'أوه ! لقد فعلتها !'

دخلت القوة في اليد التي تمسك بها آستر الحوض ، ثم رأت غرفة مألوفة دخلت إليها آستر من قبل .

كانت غرفة القديسة سيسبيا .

بعد رؤية الإتصال بغرفة القديسة مرة أخرى ، بدى الأمر سهلاً .

"...هل هي تتحرك ؟"

عندما التقت بها لاول مرة ، بدا أنه من المستحيل حتى أن تتحرك بمفردها ، لكنها الآن تقف و تقطع الزهور .

خفضت آستر وجهها بالقرب من الحوض مندهشة . وفي تلكَ اللحظة ، نظرت سيسبيا إلى الوراء .

أخذت آستر نفساً عميقاً عندما التقت عيناهما . ابتسما سيسبيا و حركت شفتيها .

بدت و كأنها تقول شيئاً ما ، لكن السطح كان متذبذباً ولم تستطع أن تفهم . لذلك ، اصبحت مشتتة بسرعة .

حتى بعد انتهاء الاتصال لم تستطع آستر أن ترفع يدها بسهولة عن الحوض و لمعت عيناها .

"كانت تبدوا أكثر صحة ."

تبدوا بالتأكيد في حالة أفضل مما رأتها في آخر مرة .

في البداية ، مجرد معرفتها هذه الحقيقة جعلها تشعر بالراحة .

***

غرفة التدريب بالمعبد المركزي .

كانت راڤيان تأخذ دروساً للجيل القادم من القديسيين كل يوم في نفس المكان .

عندما حان الوقت لإنتهاء الوقت ، ظهر الكاهن كايل من العدم ووقف أمام غرفة التدريب بوجه قلق .

بعد قليل ،

فُتح الباب و خرجت راڤيان مع العديد من كِبار الكهنة و كان هناكَ ابتسامة على وجهها .

"آنسة راڤيان !"

أراد كايل القيام بذلكَ الآن لذا سرعان ما نادى على إسم راڤيان .

للحظة تصلب وجه راڤيان . لم تتخيل أبداً أنه سيتظاهر بمعرفتها هكذا بهذه السرعة .

كانت قلقة بشأن ما يحيط بها بسبب هذا النداء العلني ، لكنها نظرت إلى الكاهن كايل ولم تبتسم .

"الكاهن هايل ؟ ما الخطب ؟"

تظاهرت راڤيان بمعرفته ، اقترب الكاهن كايل بحماس .

"ألم تطلبي شيئاً ما مني آخر مرة ؟"

"طلب ...."

اتسعت ابتسامة راڤيان لأن الأمر كان مزعجاً التأكيد على الطلب لكنها انجرفت في الوضع بمهارة .

"أوه ، أتذكر . انتظر لحظة ."

كان رئيس الكهنة الذي في الخارج ينظر إليه بعيون مليئة بالفضول خوفاً من تصعيد الأمور قالت :

"طلبت منه تفسير الشخصيات القديمة ، فقط لأن كايل-نيم بارع في هذا المجال ... أعتقد أن علينا التحدث قليلاً ."

"هذا صحيح . سأراكِ في الفصل القادم غداً بعد ذلك ."

"نعم يا رئيس الكهنة ."

خفضت راڤيان رأسها و عضت شفتيها . لقد انزعجت من فكرة طلب لا شيء من كايل .

"إذاً ، لنذهب لمكان هادئ ونتحدث ؟"

"نعم ، سيكون هذا جيداً ."

تقرر التواجد مع كايل لم يكن جيداً ليعرفه الكثير من الناس .

تبع كايل راڤيان بتعبير سعيد .

خرجت راڤيان إلى الفناء الخلفي وسألت بعد التأكد من عدم وجود أى شخص هناك .

"لابدَ أنكَ اكتشفت شيئاً لهذا أتيتَ لرؤيتي ، صحيح ؟"

"أولاً وقبل كل شيء ، لم يتبنى الدوق الأكبر رسمياً أى طفلة من المعبد . لقد كنت أعمل بجد للتأكد ."

تنهدت راڤيان متسائلة عما إن جاء فقط لقول هذا.

"لابدَ أنها كانت شائعة كاذبة ."

"نعم . وهذا ما اكتشفته بالصدفة ...."

نظر كايل حوله و حبس انفاسه . في الوقت نفسه تومضت عيون راڤيان .

"سمعت أن هناكَ طفلة واحدة أخرجها الدوق الأكبر دي هين من المعبد بنفسه ."

لكن كان شيئاً تعرفه راڤيان بالفعل .

"هل تقصد داينا ؟"

"أوه ، هل تعلمين ؟"

بالطبع عندما تحدثت راڤيان التي كان يعتقد أنها ستندهش بلا مبالاة صرخ كايل من الدهشة .

"كانت مرحشة كـقديسة كما أنها قد أخذت بعض الدروس معي ."

"أوه ، كنت أصدقاء ."

عندما اضافت راڤيان ، أومأ كايل كما لو كان يفهم .

"إسمها داينا صحيح ؟ أليس غريباً أن الدوق الأكبر أخذ هذه الطفلة من المعبد ؟"

"أنا لا أفهم ذلكَ أيضاً ."

كم كان محرجاً عندما قابلت راڤيان داينا لأول مرة وهي تغادر .

هزت راڤيان رأسها وهي تتذكر هذه اللحظة .

"على أى حال ، لا يوجد شيء آخر ؟"

"هذا صحيح . من الصعب إيجاد العلاقة بين الطفلة التي تدعى داينا و الطفلة التي تبناها الدوق الأكبر ، لكن ... هل أكتشف المزيد ؟"

لقد وعد كايل بطبيعة الحال بما يلي . كان من أجل خلق عذر لمواصلة مقابلة راڤيان .

"لا ، هذا يكفي . لقد كان مجرد فضول ."

لكن راڤيان قاطعت كايل بإصرار . لم يكن من النوع الذي يجب أن تبقى قريبة منه .

"نعم . إذاً ، كلما احتجت إلى المساعدة مرة أخرى تعالي إلىَّ ."

"شكراً لكَ أيها الكاهن ."

استدارت راڤيان بإبتسامة ثم تغير التعبير الذي على وجهها بشكل مروع .

'إنه مثل الثعبان .'

[الطيور على أشكالها تقع .]

لقد كانت سعيدة لإنتهاء ذلك لأنه من الواضح أنه يريد اغتنام الفرصة و يظهر نفسه .

"بالمناسبة ، لم أكن أتوقع أن أهتم كثيراً بهذا ."

لم يعجبها فكرة سماع إسم داينا مرة أخرى .

وقفت راڤيان التي كانت تقضم شفتيها بتصلب فجأة .

"لحظة ، ألم يكن لديها شعر بني مائل للرمادي أيضاً ؟"

كانت طفلة ليس لديها أى إحساس بالقوة المقدسة لم يتبقى منها سوى إنطباع غير واضح . حتى مظهرها كان ضبابيباً ، لكنها تذكرت فجأة اللحظة التي ودعتها فيها .

عادت راڤيان بسرعة إلى غرفة التدريب و بحثت في الأوراق المتراكمة على المكتب .

بحثت عن المستندات التي كانت تريدها و اخرجتها . وكتبت على الأوراق أسماء حوالي عشر مرشحات .

كانت تهتم بكلمات القديسة سيسبيا فلم تكتب إلا الأشخاص ذوي الشعر البني الرمادي .

"لا يُمكن ."

تم إنشاء هذه القائمة بعد مغادرة داينا لذا إسمها لم يكن موجوداً .

جعدت راڤيان الورقة و حاولت التذكر . من الواضح في ذكرياتها أن شعرها كان بني مائل للرمادي .

"إنها صدفة سيئة ."

لقد شعرت بالتوتر و لم تستطع تجاوز الأمر .

فكرت في أنها يجب أن تُرسل شخصاً ما إلى الدوق الأكبر ، جلست على مكتبها و كتبت رسالة إلى المنزل .

***

في ساعات متأخرة من المساء .

استغل نواه الليل ليدخل إلى القصر سراً .

ارسل الإمبراطور اللذين تحت سيطرته بشكل مباشر و بفضل المرافقة تمكن من الدخول بعمق بدون أن يلاحظ أحد هذا .

حتى الآن ، لقد كان اجتماعاً غير رسمياً لأنه كان الأمير المصاب بلعنة الآلهة .

فتح–

نهض الإمبراطور الذي كان ينتظر نواه بفارغ الصبر وركض مسرعاً عندما سمع صوت فتح الباب .

"نواه!"

احمرّت عيون الإمبراطور عندما رأى أن نواه يدخل بإبتسامة مشرقة و اقدام سليمة .

"حقاً ... إن جسدكَ يتعافى ."

منذ وقت ليس ببعيد قيل له أنه فاقد للوعي و أن عليهم أن يُمهدوا قلوبهم ، لذلكَ لم يكن يصدق حالة نواه .

"جلالتك ، لم أركَ منذ وقت طويل ."

"اقترب من هنا للحظة ، أريد أن أحتضنكَ ."

على الرغم من أنه كان لطيفاً ، إلا أن الإمبراطور لم يظهر علانية مشاعره التي في وجهه .

لم يستطع التحمل و قام بمعانقة نواه ، تأثر نواه بالدفء الذي لم يشعر به منذ وقت طويل .

"كيف حالك ...؟"

"كيف يُمكن أن أكون بخير مع ترككَ هكذا ؟"

مرت حوالي عامين فقط بعد تشخيص مرض نواه و نفيه .

أثناء نشأته ، تغير نواه كثيراً في هذين العامين .

نظر الإمبراطور إلى نواه الذي أصبح أكثر ثقة و نضجاً ، وشعر بالذنب لأن كل هذا كان خطأه .

"أنا آسف . لم أستطع حمايتكَ لأنني ضعيف ."

"هذا ليس خطأ والدي . هذا لأنني مريض ."

"ومع ذلك ، كان يجب أن أحميكَ حتى النهاية ... وليس بهذه الطريقة . لقد كنت أشعر بالندم على ذلكَ كل يوم ."

اليوم الذي طُرد فيه نواه من مؤخرة المعبد ، ظهر نواه في أحلامه كل يوم و هو يتم تعذيبه .

لم ينسى نواه يوماً واحداً منذ أن ذهبَ إلى الملجأ .

"لا يسعني إلا أن أقول أنني آسف ."

"أنا بخير حقاً . الآن أنا سعيد لأنني طُردت من القصر الإمبراطوري ."

ابتسم الإمبراطور عندما رأى نواه الذي كبر و الآن يُخفف عنه .

"لقد كبرتَ كثيراً ."

هل نمى بهذا الطول ؟ امتلأت عيون الإمبراطور بالحزن وهو ينظر إلى ابنه الذي كبر بشكل لم يره من قبل .

"من فضلكَ لا تذهب حتى إذا تم طردك .. أنتَ طفل لم تنطق بأى كلمة ."

"إن فعلت ذلك ، سوف يكون والدي في مشكلة كبيرة . لم أرغب في أن تكون منزعجاً بسببي ."

"هل هناك سبب لبقائك ساكناً كل هذا الوقت والآن أتيتَ لإيجادي ؟"

لمعت عيوم الإمبراطور و هو يربت على شعر نواه برفق .

قال نواه بشجاعة كما لو كان ينتظر هذا السؤال .

"نعم. أنا الآن أريد أن أجد مكاني مرة أخرى ."

يتبع ...

2021/08/05 · 748 مشاهدة · 1684 كلمة
نادي الروايات - 2025