"هل تتحدث عن لقبكَ كأمير ؟"

"نعم . وإذا سمحتَ لي ، فأنا أريد أن أطمع في المكان الأعلى ."

اشتعل صوت نواه الذي نظرَ إلى الإمبراطور بدون تردد . لقد كانت عزيمته و العيون لم تكن طفولية .

"أنت ..."

كان الإمبراطور مرتبكاً لأنه لم يكن بهذه الجدية من قبل ، على الرغم من مرور فترة طويلة .

'لم يكن جشعاً للحصول على السلطة من قبل .'

تساءل عن تغيير نواه ، الذي كان يرفق الإجابة عندما يتم التلميح له عن مقعد ولي العهد .

"في الماضي ، قلتَ أن منصب ولي العهد كان مُرهقاً .لماذا غيرت رأيكَ فجأة ؟"

"لدىّ هدف ."

"ماهو ؟"

ابتسم نواه بعد سؤال الإمبراطور .

"لا يُمكنكَ البقاء تحت سيطرة المعبد إلى الأبد . إن الأمر ييدو كتحالف متساو ، لكن يُمكنكَ القيام بأي شيء بعيداً عن أنظار المعبد ؟"

"مستحيل ....؟"

"نعم ، أريد تدمير المعبد ."

على الرغم من وجود شخصين فقط في الغرفة نظر الإمبراطور حوله و غطى فم نواه على عجل .

"نواه ، عليكَ أن تحترس من كلماتك في أى وقت و في أى مكان . يُمكن للقديسة أن تراقب كل أقوالنا و أفعالنا ."

الإمبراطور الذي عاش كل حياته ينظر إلى المعبد لقد كان لديه خوف كبير من المعبد في رأسه .

كان هذا هو السبب في عدم تمكنه من رفض قرارات النعيد حتى لو فعل ما يشاء .

"أنا لست خائفاً ."

عرف نواه أكثر من أى شخص آخر من خلال آستر أن القديسة ليست شيئاً يخاف منه .

"صدقني ، أنتَ تدرك أن المعبد الحالي ليس عادلاً ."

ركع نواه أمام الإمبراطور ثم نظر إلى الإمبراطور كما لو كان ينتظر أمراً .

"هااه ."

نظر الإمبراطور إلى نواه بعيون معقدة و تنهد .

لم يرتجف إبنه على الإطلاق بعد تقديم هذا العرض العظيم . حتى أنه شعر بإحساس الحرية .

'متى كبر هكذا ؟'

تعمقت عيون الإمبراطور عندما نظر إلى نواه في دهشة . العيون السوداء التي تشبه بعضها البعض متشابكة في الهواء .

الإمبراطور الذي لم يفكر أبداً في مغادرة المعبد لأنه كان راضياً في الوقت الحاضر ، شعر بمشاعر معقدة عندما رأى نواه الذي كان مختلفاً تماماً عنه .

"انهض أولاً ."

نهض نواه و جلس على الأريكة ووضع الإمبراطور يده على جبهته .

"أنتَ لا تعرف العالم لأنكَ لازالتَ صغيراً . الخوف الحقيقي من المعبد ... لا يُمكننا الحفاظ على استقرار الإمبراطورية بدون القديسة لذا لا يُمكننا الذهاب ضد المعبد ."

ابتسم نواه بعد سماع كلمة قديسة .

"ماذا لو كانت القديسة إلى جانبنا ؟ لا ، ماذا عن القول أننا نحن من في جانب القديسة ، هل سيكون هذا جيداً ؟"

سقطت يد الإمبراطور التي كانت تمسك بجبهته ببطء و فتح عيناه بقوة .

"قد يكون ذلك ممكناً ، لكن يجب أن يكون منطقياً ."

"أعرف من تكون القديسة التالية وهي لن تقف بجانب المعبد ."

"حسناً ، هل أنتَ متأكد ؟ من تكون ؟"

نسى الإمبراطور كرامته و قفز و جلس و أظهر حماسته . كانت القديسة التالية على نفس القدر من الأهمية .

"لا أستطيع أن أخبركَ بعد . لكن كل هذا صحيح ."

كانت عيون نواه صافية و مستقيمة وهو ينظر إليه . حتى لو كان يكذب كان عليه أن يصدق ذلك .

تعقد عقل الإمبراطور . كان هناكَ ضجة كما لو أن حجراً كبيراً تم إلقاءه على السطح الهادئ .

كان من الصعب التصديق أن القديسة ستدير ظهرها للمعبد ، ولكن من غير المعقول أيضاً أن نواه الذي كان تحت لعنة الآلهة قد شُفي .

"هل مرضك أفضل حقاً ؟"

"نعم ، تقريباً ."

"أثناء غيابكَ تشابهكت قوى دامون مع المعبد ، إن ظهرت فجأة فسوف يزيلكَ بطريقة ما ."

"لا يجب أن أعطيه فرصة . قبل أن أُعلن عن شيء سأقوم بتقوية جانبي أولاً ."

كان تصميم نواه حازماً و حرك قلب الإمبراطور .

الإمبراطور الذي كان يشعر دائماً أنه مدين لنواه ، لم يستطع رفض أي عرض قدمه نواه .

"نعم ، إن كنت حقاً متحرراً من لعنة الآلهة فسيكون من السهل إعادتكَ إلى حيث كنت إن قمت بدفعك ، و بخصوص ولاية العهد أيضاً ."

شد الإمبراطور يديه و انحنى إلى الأمام ببطء و أصبح صوته أكثر جدية.

"لكن ليس الآن ، ليس لديكَ ما يكفي من القوة ."

"بالفعل ."

قَبِلَ نواه بخضوع تصريحات الإمبراطور .

"أعطني وقتاً لمدة عام واحد فقط .في غضون ذلك سأخلق قوة تدعمني ."

"حسناً ، لكن المعبد بالفعل يتوسل لدامون لمنحه العرش ، عليكَ أن تسرع ."

ابتسم نواه و اومأ برأسه ، كانت الإبتسامة البريئة هي نفسها قبل مغادرته القصر .

"ثم سأذهب ، لقد قضيت هنا فترة طويلة إن شك أحد ستفشل الخطة ."

غطى الإمبراطور عينه من فكرة تركه يذهب قبل أن يقوم بمحادثة و دية معه .

"إلى أين ستذهب ؟"

"في الأصل ، كنت سأعود حيث كنت ، لكنني في عجلة من أمري ، لذلكَ سأبقي بالقرب من القصر الإمبراطوري . تتجمع جميع الشخصيات الرئيسية هنا ."

لقد كان مضيعة للوقت الذهاب ذهاباً و إياباً من و إلى تريزيا . كان من الأفضل مقابلة الناس في العاصمة .

"نعم ، إن كنتَ بحاجة إلى مساعدة تواصل معي بطريقة ما ."

"نعم ، أبي ."

احنى نواه رأسه ووقف . عندما كان على وشكِ أن يقول وداعاً قام بإيقاف نواه .

"قابل والدتكَ قبل أن تذهب . لم تنم بشكل جيد منذ أن تركتكَ تذهب . إنها تشتاق لكَ كثيراً ."

احمرّت عيون نواه في لحظة عندما سمع عن والدته منذ فترة طويلة .

"ليس بعد . إنها شخص حساس ، أرجوكَ أبقي الأمرَ سراً عن والدتي و أختي حتى الوقت المناسب ."

"...فهمت ."

كان من المستحيل ألا يفتقد نواه والدته ، حتى الحديث عن عدم قدرتها على النوم قد جعل قلبه يؤلمه .

ومع ذلك ، استدار وخرج و قمع مشاعره إلى وقت لاحق ، ولكن بعد ذلك تردد الإمبراطور وقال:

"أبداً ."

نظر نواه إلى الوراء و التقت عيون الإمبراطور الحزينة بعيون نواه .

"لا تستسلم أبداً مرة أخرى تحت أى ظرف من الظروف . لن يحدث ذلك مرتين أبداً أنا آسف ."

".... لم ألُم والدي أبداً . أنا أتفهم ."

تحدث نواه بصراحة شديدة لكن دمعة واحدة قد ظهرت وهو يستدير .

جاء بالين الذي كان ينتظر نواه بفارغ الصبر راكضاً خوفاً من أن يلاحظ الإمبراطور .

"ماذا حدث ؟"

"لا ، لا شيء ."

اعتذر نواه لبالين بسرعة و قال أن شيئاً قد دخل في عينه و مسح زوايا عينه بكمه بسرعة .

لم تكن الدموع تدرك سبب خروجها لكن بعد البكاء كان تعبيره أكثر وضوحاً .

"على أى حال ، لا يُمكنني العودة إلى تريزيا ."

"ماذا ؟ إذاً إلى أين سوف تذهب ؟"

"الآن يجب أن أجدَ منزلاً ، هل تساعدني ؟"

"مرة أخرى ؟ نعم ، ماهذا ... أعتقد أنني سأصبح سيداً في البحث عن المنازل ."

"هذا مطمئن ."

ابتسم بالين لنواه و رافقه فارس تحت إمرة الإمبراطور إلى المخرج .

'كان يجب أن أراها أكثر .'

كان يتوقع ذلك ، لكن عندما عرف أنه لا يستطيع العودة ظهر وجه آستر في الهواء .

كان عليه أن يتوخى الحذر بشأن كل ما يفعله العام المقبل ، لذلك لن يستطيع رؤية آستر حتى تنجح الأمور .

كان سعيداً أن المحادثة دارت مع والده بشكل جيد لكنه لم يستطع المساعدة و شعر بالحزن .

***

لقد مر عام و شهرين .

لقد مرت المواسم عدة مرات و أصبحت آستر التي كانت تبلغ من العمر ١٢ عاماً ١٤ عاماً وقد مر ٢١ شهراً منذ مجيئها .

كانت القديسة سيسبيا التي كان يجب أن تموت بالفعل على قيد الحياة . كان فرقاً كبيراً عن الإنحدار الذي شهدته في كل مرة .

على الرغم من القلق قضت آستر حياتها اليومية بأمان ، ولقد كانت بالفعل تتكيف جيداً .

"هااه ."

آستر التي كانت تغفو تحت ضوء الشمس بجانب النافذة عضت شفتيها وهي نائمة ، سواء كانت تحلم بالطعام أو شفتاها تتحرك فقط .

خطوة ، خطوة ، خطوة .

شخص ما قطع هذا النوم الهادئ وركض في الردهة بسرعة وفتح الباب .

"آنستي ، سيصل الدوق الأكبر قريباً ، عليكِ النزول بسرعة ."

"...نعم ، لم أكن نائمة !"

في الوقت ذاته اضاءت عيون آستر و نهضت و فحصت ملابسها أمام المرآة .

منذ أنها كانت تنتظره منذ الصباح بعد الإستعداد ، لقد كانت مثالية بلا شائبة .

تغيرت آستر المنعكسة في المرآة في هذا العام .

عندما نشأت وهي تأكل الكثير من الطعام إزداد وزنها و إمتلأ خديها و لقد كانت بشرتها براقة .

كانت آستر جميلة جداً لدرجة أنها لم تعد تجد نفسها الماضية ،مشرقة و حيوية وبدون ظل واحد .

"لنذهب ."

سرعان ما تبعت آستر دوروثي إلى خارج الغرفة . كانت متحمسة جداً لفكرة مقابلة والدها بعد فترة طويلة .

"هل كنتِ نائمة ؟ سمعت أن لديكِ واجب منزلي حتى الغد ."

"الشمس دافئة جداً ."

آستر التي كانت تجري على الدرج بدت و كأنها طفلة عادية في عمرها .

لحسن الحظ لم تتأخر ، بمجرد وصولها إلى الطابق الأول رأت دي هين يدخل من الباب الأمامي .

"أبي !"

"آستر ."

حمل دي هين آستر بين ذراعيه عندما كانت تركض نحوه .

كما لو كانو معتادين على رؤية بعضهما البعض هكذا ، كانت الإبتسامة الدافئة أيضاً على وجوه الخدم .

"كيف كان حالكِ ؟"

"بخير ."

هزت آستر رأسها و نظرت إلى دي هين .

"لقد اشتقت لكَ ."

عند رؤية هذه العيون المتلألئة لم يستطيع دي هين تحملها و عانق آستر بإحكام .

"اشتقت لكِ أيضاً ."

لقد مر وقت طويل منذ أن قالت هذه الكلمات التي تدغدغ القلب ، لكن الآن هي قد تغيرت بما يكفي لتخرج منها الكلمات بدون تردد .

تم إرسال دي هين بعيداً عن المنزل لمدة شهر تقريباً ، إلى منطقة الحدود الشرقية . لقد كان طلباً خاصاً من الإمبراطور .

دفنت آستر وجهها في كتف دي هين .

بسبب طفولية آستر التي لا يراها في العادة ، ابتسم دي هين و هو يداعب شعرها .

ثم بعد ذلك أنزل آستر بعناية و نظر حوله .

"أين چو-دي ؟"

كان هناك دوي عالي في الخارج . لقد كان چو-دي هو الوحيد القادر على إحداث هذه الضجة في منزل الدوق الأكبر .

"أبي !"

فتح چو-دي الباب على مصراعيه و صرخ بصوت عال . حتى في غضون شهر زادت عضلاته بشكل واضح .

"ما مقدار التمارين البديلة التي قمت بها ؟"

"فقط القليل كل يوم ... هاها . فقط كيف كانت منطقة الحدود ، هل كان هناك وحوش حقيقية ؟"

يتبع ...

2021/08/07 · 702 مشاهدة · 1664 كلمة
نادي الروايات - 2025