مد دي هين يده نحو چو-دي الذي كان يريد عناقاً [يحمله]، وهز رأسه بشحل جدي .

"لا أستطيع فعل هذا ."

الآن جو-دي أكبر من أن يحمله دي هين .

ظن أنه سيكسر ظهره إن حمله لذا قام بالتربيت على كلا كتفيه ليلقي عليه التحية .

"نعم ، لقد كان هناك وحوش . الوضع في الحدود ليس جيداً جداً ."

"حقاً ؟ رائع ... من فضلكَ أخبرني بالتفصيل !"

"دعنا نذهب لغرفة الطعام أولاً ."

ستكون القصة طويلة لذا لا يُمكنهم الوقوف و التحدث لذا قاد دي هين الأطفال إلى غرفة الطعام .

داخل غرفة الطعام ، تم تحضير عدة أطباق بمهارة بواسطة الطاهي .

بمجرد أن جلس الثلاثة بدأ ترتيب الطعام بدءاً من المقبلات و لقد كان هناك حساء آستر المفضل أيضاً .

لمعت عيون آستر عندما بدأت الوجبة و ركزت على الأكل .

من ناحية أخرى ، لم يهتم چو-دي بالطعام و أطلق وابلاً من الأسئلة على دي هين عما كان فضولياً نحوه .

"أى نوع من الوحوش كانت موجودة هناك ؟ أريد محاربة الوحوش أيضاً ، ألا يُمكننا الذهاب معاً في المرة القادمة ؟"

"لا ، إنه أمر خطير للغاية بالنسبة لك ."

"إنه أمر خطير . لا أحد يتشاجر معي هذه الأيام ."

استمعت آستر إلى المحادثة بين الإثنين و شربت الحساء بسرور .

في الآونة الأخيرة ، دخل دينيس إلى أكاديمية قصيرة المدى قائلاً أنه يريد تعلم شيئاً ما ، ولقد مر وقت طويل منذ أن كان يعاني من هذا التعقيد .

بدا المنزل فارغاً لمدة شهر بدون شخصين . لم تكن تشعر بالملل بسبب چو-دي لكنها شعرت بالفراغ .

ومع ذلك ، فإن ملعقة آستر التي كانت تتحرك بحماس توقفت بسبب كلمات دي هين .

"...لذلكَ أبلغت المعبد . برؤية ظهور مثل هذه الوحوش ، أعتقد أن هناك صدعاً في الحدود ."

سقطت ملعقة آستر التي كانت على وشك الدخول لفمها كما هي .

على مدار العام الماضي أو نحو ذلك كانت تحاول تجاهل القلق المستمر .

ولكن لقد كان مهماً أن يقول أن هناكَ صدعاً في الحدود .

هل نفدت قوة القديسة ؟

عضت آستر شفتيها .

كان دور المعبد و القديسة هو حماية الحدود ، ولهذا السبب سلطة المعبد كانت كبيرة جداً .

إن كان هناك مشكلة لهذا الحد فإن قوة المعبد قد ضعفت .

لقد أصبح الأمر خطيراً لدرجة أن الجفاف الذي اشتد أصبحت تعتقد انه بسبب هذا .

"ما الخطب ؟ هل هو سيء ؟ هل نجعل الطاهي يعد شيئاً آخر ؟"

وجد دي هين أن آستر متجمدة و دفع الطبق بالقرب منها .

"لا ، إنه لذيذ ."

ابتسمت آستر بسرعة و قربت منها الطبق ، لم تكن ترغبة في أن يقلق دي هين الذي لم تره منذ فترة طويلة .

***

في تلكَ الليلة .

كانت آستر منزعجة مما سمعته من دي هين خلال النهار ، ولم تستطع النوم بسهولة .

حاولت الإتصال بالمعبد عن طريق سكب الماء المقدس لكن لم يُفلح و لقد كان ضبابياً .

حدقت آستر في السقف و هي مستلقية على السرير و مدت يدها اليمنى إلى الأمام .

"أخشى أن ينكسر روتيني ."

كان صوت الغمغمة الصغيرة مليئاً بالقلق . كانت تعلم أنها سعادة لن تدوم طويلاً ، لكنها كانت لطيفة جداً لدرجة أنها إنغمرت في السلام لفترة من الوقت .

يبدو أن سوء الحظ سيأتي ليدفع السعادة التي تتمتع بها بعيداً .

تنهدت آستر و نهضت ، وفتحت درج المكتب الضيق لتهدئة نفسها .

في الداخل ، كان هناك رسالة و قلادة كبيرة من الماس ، أخرجت الرسالة و فتحتها بعناية .

لم تفعل هذا كل ليلة لكن كلما تذكرته ، لقد كان الظرف لامعاً .

قرأته آستر كثيراً لدرجة أنها نثرت محتويات الرسالة .

[أرسلت لكِ خطاباً على عجل لأنني لا أستطيع العودة . أعتقد أن الأمر سيستغرق عاماً آخر ، إن عار بالفعل . آمل ألا تكوني محبطة . هل تعرفين ؟ كوني سعيدة كل يوم ، إبقي بصحة جيدة حتى نرى بعضنا البعض مرة أخرى ! أنا لست بجانبكِ لكنني سأفكر دائماً فيكِ . –نواه .]

نواه الذي ذهبَ إلى القصر الإمبراطوري منذ عام واحد ، لم يعد ، و أرسل رسالة فقط .

ومع ذلك ، لم ترد أنباء عما إن كان يعيش في القصر الإمبراطوري أم لا . لم تكن هناك رسالة منذ ذلك الحين .

"لقد مر أكثر من عام آمل أن يكون بخير ."

في اليوم الذي ينزعج فيه قلبها مثل اليوم تريد أن ترى نواه .

عندما تفكر في الذكريات التي كانا بها معاً تشعر بالتحسن قليلاً .

حثت آستر نفسها على العودة إلى رشدها ووضعت الرسالة في الدرج .

"لنذهب للنوم ."

بعد فترة وجيزة من إغلاق عينيها ، انتشر صوت تنفس آستر بهدوء في جميع أنحاء الغرفة .

سقط ضوء القمر الذي كان يتسرب عبر النافذة غير المغلقة إلى آستر ، و أصبحت السماء أغمق .

عندها بدأت آستر التي كانت نائمة بهدوء في الحركة .

"همم ."

ارتجف جفنيّ آستر المغلقين كما لو كانت تحلم . بدأت يد آستر اليمنى تتوهج بهدوء .

"القديسة سيسبيا ؟"

رأت القديسة سيسبيا في حلمها بعد فترة طويلة ووصلت إلى آستر .

شعرت أنها بحاجة إلى المساعدة ، لذا بذلت قصارى جهدها لتمسك بيدها .

ثم ، في اللحظة التي شعرت بها بالكاد أنها تمسك بيد سيسبيا ، اختفى الحلم و فتحت آستر عيناها .

"هااهه ...."

نهضت آستر و هدأت من قلبها المرتجف ، وفجأة أدركت أن ظهر يدها اليمنى كان يلمع كثيراً .

اتسعت عينا آستر .

حتى بدون أن تدرك هذا على الإطلاق. كان وعي القديسة واضحاً للناس .

"لماذا لا تختفي ؟"

حتى لو حاولت محو الوعي بالقوة ، فلا فائدة من ذلك . شعرت بشعور غريب ، أبعدت البطانية و وقفت أمام المرآة .

نظرت بحيرة إلى وجهها في المرآة أمام منضدة الزينة . حتى عيونها تحولت إلى اللون الذهبي .

'لماذا تفعل هذا ؟'

ضغطت آستر على صدرها و اقتربت من الحوض حيث كانت تصب فيه الماء المقدس قبل النوم .

ظهرت القديسة سيسبيا في حلمها ، أرادت التحقق لأنه يبدوا و كأن هناك شيء ما قد حدث في المعبد .

"أرني من فضلك ."

أمسكت الوعاء بيديها المرتجفتان .

ومع ذلك ، حتى في الحالة الحالية حيث يتم فتح الطاقة بالكامل ، لم يكن هناك إتصال بينها و بين المياه المقدسة .

بدلاً من ذلك ، تغير لون الماء المقدس فجأة إلى اللون الأحمر الفاتح . كانت المرة الأولى التي تفعل فيها هذا و لم تتعلم هذا من المعبد .

عند رؤية هذا ، ذُهلت آستر و جلست على الأرض و لم يهدأ قلبها النابض .

في النهاية ، بقت آستر هكذا طوال الليل و لم تغلق عينيها إلا قليلاً فقط بعد شروق الشمس .

***

في الصباح حين استيقظت آستر .

كانت راڤيان و سيسبيا في نفس الغرفة . على الرغم من أن راڤيان فقط هي من كانت تنظر لها .

تم إلقاء ظلال الموت بشكل كثيف على وجه سيسبيا ، التي جفت لدرجة أنه بُمكن رؤية عظامها في عضون عام .

على الرغم من أنها كانت تتنفس بصعوبة ، قال الحميع أنه من الغريب أن تكون على قيد الحياة في هذه الحالة .

حدقت راڤيان في سيسبيا بعيون مقززة .

"ليس لديكِ حتى الطاقة لفتح عيناكِ الآن ، صحيح ؟"

انتقلت عيون سيسبيا إلى راڤيان لكن لم يكن لديها طاقة حتى للإجابة .

"لقد تركتكِ لأنني اعتقدت أنكِ ستموتين قريباً ، لكن أخذ الأمر أكثر من عام ."

هزت راڤيان رأسها بغضب ، لقد كان بالفعل صماء تقريباً لذلك لم يكن هناك حاجة لتوخي الحذر من كلماتها .

ومع ذلك ، لقد انتهى الإنتظار الطويل . قبل أيام لم تستطع سيسبيا التنفس جيداً و لقد كانت تلهث .

توقع المعبد أنها سوف تموت قريباً ولقد كان يقوم المعبد بترتيب تجهيزات جنازتها .

"أى نوع من الأسف لديكِ لدرجة أنكِ غير قادرة على التخلي عن الحياة ؟ يُمكنكِ فقط ترك الأمر لي و المغادرة ، هاه ؟"

حدقت راڤيان في وجه سيسبيا و قالت الكلمات البذيئة .

'هي لم تخبرني حتى عن الوحي .'

ليس هناك طريقة لأن يكون وحي القديسة لم يظهر بعد ، لكن سيسبيا لم تقل شيئاً .

جعلت راڤيان تشعر بعدم الإرتياح طوال الوقت ، ولكن لم تكن هذه مشكلة كبيرة بالنسبة لها فقد تم اختيارها كـقديسة بالفعل .

"هذا هو الأخير فقد إشربي هذا و اشعري بالراحة ."

سكبت راڤيان الدواء إلى سيسبيا المحتضرة بالفعل .

شفتي سيسبيا ، التي رفضت تناول الدواء كانت مغلقة بإحكام لكنها فتحتها لها بالقوة .

مسحت الدواء الذي يقطر من فمها بمنشفة بمهارة ، إنه ليس شيئاً قامت به مرة أو مرتين فقط .

شعرت سيسبيا ان وعينها يتلاشى ، وركزت أنفاسها الأخيرة على راڤيان التي بلغت ستة عشر عاماً هذا العام .

'هيك . لن تحصلي أبداً على ما تريدينه في نهاية العمر ، سيتم قطع أطرافكِ ، و ستبكين بدلاً من الدموع دماً من هذه العيون الجميلة .'

قبل وفاتها بقليل استنفذت كل القوة التر تركتها و شتمت راڤيان من كل قلبها .

ظهر الوعي الذي اختفى منذ فترة طويلة على ظهر يدها و كأنها تحرك الرياح و عيناها تلمعان باللون الذهبي .

"ما ، ماذا ؟"

اعتقدت راڤيان ان سيسبيا فقدت كل قواها و قفزت من هول المفاجأة .

لكن للمرة الأخيرة لم يكن بالإمكان إغلاق عيةن سيسبيا . تحديقها في راڤيان كان قوياً للغاية .

"هل أنتِ ميتة ؟ ها ... هذا مدهش !"

في حيرة من أمرها سحبت راڤيان الجرس الذي كان بجانب السرير ، وفتح الباب بقوة .

كبار الكهنة اللذين كانوا ينتظرون خارج الغرفة دخلو بسرعة .

"كيف حالها ؟"

"لقد ... ماتت للتو ."

مثلت راڤيان تعبيراً حزيناً .

"يا إلهي ... هذا صحيح . هل كانت مرتاحة في لحظاتها الأخيرة ؟"

"نعم . قالت لي أن أعتني جيداً بالمعبد . إنها مهتمة فقط بالمعبد حتى النهاية لقد كانت إمرأة تستحق الإحترام حتى النهاية ."

بينما كانت راڤيان عيناها تسقط بشكل مثيرة للشفقة أمسكت بيد سيسبيا التي لازالت دافئة و سقطت الدموع بغزارة منها .

شعر كبار الكهنة بأسف شديد بسبب هذا التمثيل الذي لا يُمكن تصوره ، و قد حزنوا على سيسبيا معاً .

"أنا سعيد أن آنسة راڤيان اعتنت بها حتى اللحظة الأخيرة ، انا متأكد أنها سوف تكون سعيدة ."

"آمل ذلك ، هيك ."

"هدّئ قلبك ببطء. سأخبرهم بهذا الخبر وابدأ موكب الجنازة".

حتى لو استعدوا مسبقاً كان هناك الكثير من الأشياء التي يجب القيام بها . كان لابد الإتصال بمئات الأماكن خلال الليل .

بينما كان الجميع مشغولين أضاءت أضواء البرج البعيد . كان مصباحاً أحمر اللون يشير إلى وفاة القديسة .

'أخيراً .'

حنت راڤيان رأسها وهي تسمع رنين الأجراس الصافية في المعبد .

كان هذا لأنها لا تستطيع كبت الضحك الذي انفجر في معدتها .

بدا الأمر و كأنها كانت تبكي لكن راڤيان كانت تبتسم تحت هذا الرأس المنحني .

يتبع ...مد دي هين يده نحو چو-دي الذي كان يريد عناقاً [يحمله]، وهز رأسه بشحل جدي .

"لا أستطيع فعل هذا ."

الآن جو-دي أكبر من أن يحمله دي هين .

ظن أنه سيكسر ظهره إن حمله لذا قام بالتربيت على كلا كتفيه ليلقي عليه التحية .

"نعم ، لقد كان هناك وحوش . الوضع في الحدود ليس جيداً جداً ."

"حقاً ؟ رائع ... من فضلكَ أخبرني بالتفصيل !"

"دعنا نذهب لغرفة الطعام أولاً ."

ستكون القصة طويلة لذا لا يُمكنهم الوقوف و التحدث لذا قاد دي هين الأطفال إلى غرفة الطعام .

داخل غرفة الطعام ، تم تحضير عدة أطباق بمهارة بواسطة الطاهي .

بمجرد أن جلس الثلاثة بدأ ترتيب الطعام بدءاً من المقبلات و لقد كان هناك حساء آستر المفضل أيضاً .

لمعت عيون آستر عندما بدأت الوجبة و ركزت على الأكل .

من ناحية أخرى ، لم يهتم چو-دي بالطعام و أطلق وابلاً من الأسئلة على دي هين عما كان فضولياً نحوه .

"أى نوع من الوحوش كانت موجودة هناك ؟ أريد محاربة الوحوش أيضاً ، ألا يُمكننا الذهاب معاً في المرة القادمة ؟"

"لا ، إنه أمر خطير للغاية بالنسبة لك ."

"إنه أمر خطير . لا أحد يتشاجر معي هذه الأيام ."

استمعت آستر إلى المحادثة بين الإثنين و شربت الحساء بسرور .

في الآونة الأخيرة ، دخل دينيس إلى أكاديمية قصيرة المدى قائلاً أنه يريد تعلم شيئاً ما ، ولقد مر وقت طويل منذ أن كان يعاني من هذا التعقيد .

بدا المنزل فارغاً لمدة شهر بدون شخصين . لم تكن تشعر بالملل بسبب چو-دي لكنها شعرت بالفراغ .

ومع ذلك ، فإن ملعقة آستر التي كانت تتحرك بحماس توقفت بسبب كلمات دي هين .

"...لذلكَ أبلغت المعبد . برؤية ظهور مثل هذه الوحوش ، أعتقد أن هناك صدعاً في الحدود ."

سقطت ملعقة آستر التي كانت على وشك الدخول لفمها كما هي .

على مدار العام الماضي أو نحو ذلك كانت تحاول تجاهل القلق المستمر .

ولكن لقد كان مهماً أن يقول أن هناكَ صدعاً في الحدود .

هل نفدت قوة القديسة ؟

عضت آستر شفتيها .

كان دور المعبد و القديسة هو حماية الحدود ، ولهذا السبب سلطة المعبد كانت كبيرة جداً .

إن كان هناك مشكلة لهذا الحد فإن قوة المعبد قد ضعفت .

لقد أصبح الأمر خطيراً لدرجة أن الجفاف الذي اشتد أصبحت تعتقد انه بسبب هذا .

"ما الخطب ؟ هل هو سيء ؟ هل نجعل الطاهي يعد شيئاً آخر ؟"

وجد دي هين أن آستر متجمدة و دفع الطبق بالقرب منها .

"لا ، إنه لذيذ ."

ابتسمت آستر بسرعة و قربت منها الطبق ، لم تكن ترغبة في أن يقلق دي هين الذي لم تره منذ فترة طويلة .

***

في تلكَ الليلة .

كانت آستر منزعجة مما سمعته من دي هين خلال النهار ، ولم تستطع النوم بسهولة .

حاولت الإتصال بالمعبد عن طريق سكب الماء المقدس لكن لم يُفلح و لقد كان ضبابياً .

حدقت آستر في السقف و هي مستلقية على السرير و مدت يدها اليمنى إلى الأمام .

"أخشى أن ينكسر روتيني ."

كان صوت الغمغمة الصغيرة مليئاً بالقلق . كانت تعلم أنها سعادة لن تدوم طويلاً ، لكنها كانت لطيفة جداً لدرجة أنها إنغمرت في السلام لفترة من الوقت .

يبدو أن سوء الحظ سيأتي ليدفع السعادة التي تتمتع بها بعيداً .

تنهدت آستر و نهضت ، وفتحت درج المكتب الضيق لتهدئة نفسها .

في الداخل ، كان هناك رسالة و قلادة كبيرة من الماس ، أخرجت الرسالة و فتحتها بعناية .

لم تفعل هذا كل ليلة لكن كلما تذكرته ، لقد كان الظرف لامعاً .

قرأته آستر كثيراً لدرجة أنها نثرت محتويات الرسالة .

[أرسلت لكِ خطاباً على عجل لأنني لا أستطيع العودة . أعتقد أن الأمر سيستغرق عاماً آخر ، إن عار بالفعل . آمل ألا تكوني محبطة . هل تعرفين ؟ كوني سعيدة كل يوم ، إبقي بصحة جيدة حتى نرى بعضنا البعض مرة أخرى ! أنا لست بجانبكِ لكنني سأفكر دائماً فيكِ . –نواه .]

نواه الذي ذهبَ إلى القصر الإمبراطوري منذ عام واحد ، لم يعد ، و أرسل رسالة فقط .

ومع ذلك ، لم ترد أنباء عما إن كان يعيش في القصر الإمبراطوري أم لا . لم تكن هناك رسالة منذ ذلك الحين .

"لقد مر أكثر من عام آمل أن يكون بخير ."

في اليوم الذي ينزعج فيه قلبها مثل اليوم تريد أن ترى نواه .

عندما تفكر في الذكريات التي كانا بها معاً تشعر بالتحسن قليلاً .

حثت آستر نفسها على العودة إلى رشدها ووضعت الرسالة في الدرج .

"لنذهب للنوم ."

بعد فترة وجيزة من إغلاق عينيها ، انتشر صوت تنفس آستر بهدوء في جميع أنحاء الغرفة .

سقط ضوء القمر الذي كان يتسرب عبر النافذة غير المغلقة إلى آستر ، و أصبحت السماء أغمق .

عندها بدأت آستر التي كانت نائمة بهدوء في الحركة .

"همم ."

ارتجف جفنيّ آستر المغلقين كما لو كانت تحلم . بدأت يد آستر اليمنى تتوهج بهدوء .

"القديسة سيسبيا ؟"

رأت القديسة سيسبيا في حلمها بعد فترة طويلة ووصلت إلى آستر .

شعرت أنها بحاجة إلى المساعدة ، لذا بذلت قصارى جهدها لتمسك بيدها .

ثم ، في اللحظة التي شعرت بها بالكاد أنها تمسك بيد سيسبيا ، اختفى الحلم و فتحت آستر عيناها .

"هااهه ...."

نهضت آستر و هدأت من قلبها المرتجف ، وفجأة أدركت أن ظهر يدها اليمنى كان يلمع كثيراً .

اتسعت عينا آستر .

حتى بدون أن تدرك هذا على الإطلاق. كان وعي القديسة واضحاً للناس .

"لماذا لا تختفي ؟"

حتى لو حاولت محو الوعي بالقوة ، فلا فائدة من ذلك . شعرت بشعور غريب ، أبعدت البطانية و وقفت أمام المرآة .

نظرت بحيرة إلى وجهها في المرآة أمام منضدة الزينة . حتى عيونها تحولت إلى اللون الذهبي .

'لماذا تفعل هذا ؟'

ضغطت آستر على صدرها و اقتربت من الحوض حيث كانت تصب فيه الماء المقدس قبل النوم .

ظهرت القديسة سيسبيا في حلمها ، أرادت التحقق لأنه يبدوا و كأن هناك شيء ما قد حدث في المعبد .

"أرني من فضلك ."

أمسكت الوعاء بيديها المرتجفتان .

ومع ذلك ، حتى في الحالة الحالية حيث يتم فتح الطاقة بالكامل ، لم يكن هناك إتصال بينها و بين المياه المقدسة .

بدلاً من ذلك ، تغير لون الماء المقدس فجأة إلى اللون الأحمر الفاتح . كانت المرة الأولى التي تفعل فيها هذا و لم تتعلم هذا من المعبد .

عند رؤية هذا ، ذُهلت آستر و جلست على الأرض و لم يهدأ قلبها النابض .

في النهاية ، بقت آستر هكذا طوال الليل و لم تغلق عينيها إلا قليلاً فقط بعد شروق الشمس .

***

في الصباح حين استيقظت آستر .

كانت راڤيان و سيسبيا في نفس الغرفة . على الرغم من أن راڤيان فقط هي من كانت تنظر لها .

تم إلقاء ظلال الموت بشكل كثيف على وجه سيسبيا ، التي جفت لدرجة أنه بُمكن رؤية عظامها في عضون عام .

على الرغم من أنها كانت تتنفس بصعوبة ، قال الحميع أنه من الغريب أن تكون على قيد الحياة في هذه الحالة .

حدقت راڤيان في سيسبيا بعيون مقززة .

"ليس لديكِ حتى الطاقة لفتح عيناكِ الآن ، صحيح ؟"

انتقلت عيون سيسبيا إلى راڤيان لكن لم يكن لديها طاقة حتى للإجابة .

"لقد تركتكِ لأنني اعتقدت أنكِ ستموتين قريباً ، لكن أخذ الأمر أكثر من عام ."

هزت راڤيان رأسها بغضب ، لقد كان بالفعل صماء تقريباً لذلك لم يكن هناك حاجة لتوخي الحذر من كلماتها .

ومع ذلك ، لقد انتهى الإنتظار الطويل . قبل أيام لم تستطع سيسبيا التنفس جيداً و لقد كانت تلهث .

توقع المعبد أنها سوف تموت قريباً ولقد كان يقوم المعبد بترتيب تجهيزات جنازتها .

"أى نوع من الأسف لديكِ لدرجة أنكِ غير قادرة على التخلي عن الحياة ؟ يُمكنكِ فقط ترك الأمر لي و المغادرة ، هاه ؟"

حدقت راڤيان في وجه سيسبيا و قالت الكلمات البذيئة .

'هي لم تخبرني حتى عن الوحي .'

ليس هناك طريقة لأن يكون وحي القديسة لم يظهر بعد ، لكن سيسبيا لم تقل شيئاً .

جعلت راڤيان تشعر بعدم الإرتياح طوال الوقت ، ولكن لم تكن هذه مشكلة كبيرة بالنسبة لها فقد تم اختيارها كـقديسة بالفعل .

"هذا هو الأخير فقد إشربي هذا و اشعري بالراحة ."

سكبت راڤيان الدواء إلى سيسبيا المحتضرة بالفعل .

شفتي سيسبيا ، التي رفضت تناول الدواء كانت مغلقة بإحكام لكنها فتحتها لها بالقوة .

مسحت الدواء الذي يقطر من فمها بمنشفة بمهارة ، إنه ليس شيئاً قامت به مرة أو مرتين فقط .

شعرت سيسبيا ان وعينها يتلاشى ، وركزت أنفاسها الأخيرة على راڤيان التي بلغت ستة عشر عاماً هذا العام .

'هيك . لن تحصلي أبداً على ما تريدينه في نهاية العمر ، سيتم قطع أطرافكِ ، و ستبكين بدلاً من الدموع دماً من هذه العيون الجميلة .'

قبل وفاتها بقليل استنفذت كل القوة التر تركتها و شتمت راڤيان من كل قلبها .

ظهر الوعي الذي اختفى منذ فترة طويلة على ظهر يدها و كأنها تحرك الرياح و عيناها تلمعان باللون الذهبي .

"ما ، ماذا ؟"

اعتقدت راڤيان ان سيسبيا فقدت كل قواها و قفزت من هول المفاجأة .

لكن للمرة الأخيرة لم يكن بالإمكان إغلاق عيةن سيسبيا . تحديقها في راڤيان كان قوياً للغاية .

"هل أنتِ ميتة ؟ ها ... هذا مدهش !"

في حيرة من أمرها سحبت راڤيان الجرس الذي كان بجانب السرير ، وفتح الباب بقوة .

كبار الكهنة اللذين كانوا ينتظرون خارج الغرفة دخلو بسرعة .

"كيف حالها ؟"

"لقد ... ماتت للتو ."

مثلت راڤيان تعبيراً حزيناً .

"يا إلهي ... هذا صحيح . هل كانت مرتاحة في لحظاتها الأخيرة ؟"

"نعم . قالت لي أن أعتني جيداً بالمعبد . إنها مهتمة فقط بالمعبد حتى النهاية لقد كانت إمرأة تستحق الإحترام حتى النهاية ."

بينما كانت راڤيان عيناها تسقط بشكل مثيرة للشفقة أمسكت بيد سيسبيا التي لازالت دافئة و سقطت الدموع بغزارة منها .

شعر كبار الكهنة بأسف شديد بسبب هذا التمثيل الذي لا يُمكن تصوره ، و قد حزنوا على سيسبيا معاً .

"أنا سعيد أن آنسة راڤيان اعتنت بها حتى اللحظة الأخيرة ، انا متأكد أنها سوف تكون سعيدة ."

"آمل ذلك ، هيك ."

"هدّئ قلبك ببطء. سأخبرهم بهذا الخبر وابدأ موكب الجنازة".

حتى لو استعدوا مسبقاً كان هناك الكثير من الأشياء التي يجب القيام بها . كان لابد الإتصال بمئات الأماكن خلال الليل .

بينما كان الجميع مشغولين أضاءت أضواء البرج البعيد . كان مصباحاً أحمر اللون يشير إلى وفاة القديسة .

'أخيراً .'

حنت راڤيان رأسها وهي تسمع رنين الأجراس الصافية في المعبد .

كان هذا لأنها لا تستطيع كبت الضحك الذي انفجر في معدتها .

بدا الأمر و كأنها كانت تبكي لكن راڤيان كانت تبتسم تحت هذا الرأس المنحني .

يتبع ...

2021/08/09 · 771 مشاهدة · 3421 كلمة
نادي الروايات - 2025