بعد حوالي ثلاثين دقيقة ،

داينا التي كانت تسير خلف الكاهن ، أرشدها إلى المكان الفارغ أمام المبنى مباشرةً .

"هناكَ شخص ينتظركِ خلف الباب."

قام الكاهن بإخراج صوت خالي من المشاعر تماماً ودفع ظهر داينا.

"وداعـاً."

تمايل جسد داينا إلى الأمام بسبب قوة قبضته .

بعد الإنتهاء من عمله ، إستدار الكاهن بتعبير مرتاح . كيف يُمكنه التعامل مع المرشحة التي تنتمي للمعبد بهذه الطريقة ؟ لا يُمكنها أن تتعرض للضرب هكذا.

حدقت داينا و بدأت في السير نحو الأمام .

حتى الآن ، قد تم التخلي عنها من قِـبل المعبد . لقد تعرضت للخيانة و للخيانة مرة أخرى لأنها لم تستطع الهرب من القدر .

خارج الباب الجانبي ، لقد كان بن ينتظرها .

عندما رأى بن داينا تخرج إبتسم عندما رآها .

"لقد كنتُ أنتظركِ يا آنسة."

أحنى بن رأسه بطريقة مهذبة لا تشوبها شائبة .

"نعم ، مرحباً."

إنحنت داينا أكثر من بن بسبب الدهشة . لقد كان لطف بن المفرط متعباً فقط .

ثم مرة أخرى ، إنحنى بشكل أعمق من داينا .

لقد كانت داينا في حيرة من أمرها .

"آنستي ، لا يجب أن تخفضي رأسكِ بعد الآن."

"لكن ، هذا بسبب عدم إرتياحي ."

"هل يُـمكنكِ فقط أن تتذكري شيئاً واحداً ؟ لقد أصبحتِ الآن عضوة من عائلة تريزيا ، أفعالكِ هي شبف عائلتكِ."

"...."

"لا يزال الأمر صعباً في البداية ولكن ستعتادين على ذلك."

لقد كان صوت بن رقيقاً ، لكن كان فيه رسالة واضحة .

فهـمت داينا ما كان يحاول بن قوله .

إذا تم تبنيها من قِـبل عائلة الدوق الأكبر حقاً ، فعليها التصرف وفقاً لذلك . لتحفظ ماء وجه الدوق الذي قَبل أن يخرجها من هذا المعبد .

لقد كانت لحظة قد تغيرت فيها حياتي بالكامل ، حياتي التي عشتُ فيها تحت التعذيب الذي لم أستطع التخلص منه طوال حياتي .

"هل كنتِ تُـبلين جيداً مع أصدقائكُ؟"

داينا التي كانت في حالة شرود ، عادت إلى الواقع بفضل صوت بن اللطيف .

"اوه ، ليس لدىَّ أصدقاء."

"... هل هذا صحيح؟"

قام بن بالنظر إلى داينا بسرعة نظرة مندهشة . على الرغم من أنها قالت أنها لا تملك أصدقاء إلا أنها كانت قلقة .

'ما هذا الموقف؟'

لم تكن داينا طفلة كـبقية الأطفال على الإطلاق . الطفل لا يقول مثل هذه الأشياء أو يتصرف بمثل هذه الطريقة .

في نظر بن ، كانت داينا طفلة ليس لديها أي مشاعر باقية ، ليس فقط تجاه الأصدقاء .. بل تجاه العالم . كان إنطباعاً ضبابياً يتم محوه على الفور .

حتى الآن ، لقد كان بن حذراً من داينا .

بالطبع لقد كان سـيُعاملها كـسيدة ، لكنه سيُقيم سلوكها لبعض الوقت .

لكن رأيه قد تغير . كان يعتقد أنه على الأقل لا يجب أن يكون لدى الطفلة تعبير كـهذا . أراد مُـساعدتها على الضحك بشكل صحيح .

"سوف تملكين العديد من العلاقات في المُستقبل."

"أجل."

اومأت داينا برأسها ، لكن لم تستجب لكلمات بن اللطيفة .

الصداقة هي قصة قديمة ، لم تعد مُهتمة بتكوين الصداقات بعد الآن .

بعد السير قليلاً في الطريق مع بن ، لقد كانت هناكَ عربة رائعة جاهزة .

مظهرها الخارجي كان رائعاً جداً لدرجة أنه كان يؤلم العينين . كانت من أفضل العربات التي شاهدتها داينا على الإطلاق .

"جلالة الدوق ينتظركِ في الخارج."

"هل أنا ذاهبة في نفس عربة الدوق الأكبر؟"

"بالطبع."

أصبح وجه داينا شاحباً قليلاً حين أكد بن الأمر .

سيـستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إلى إقليم تريزيا ، لكنها شعرت بالإختناق أنها ستكون مع الدوق الأكبر في نفس العربة المُغلقة طوال الطريق .

لكن لا يُمكنها أن تتصرف كالطفلة .

اومأت داينا برأسها .

سرعان ما فتح بن باب العربة و رأت دي هين جالساً في العربة .

بدأ قلبُ داينا يدق بقوة . ضغطت على يدها المرتجفة و صعدت إلى العربة .

ثم قام دي هين بمد يده ليساعدها للصعود إلى العربة .

"هيا."

لقد كانت كلمة بسيطة بدون أي إضافات أخرى ، لكنه كان كافياً لتخفيف قلق داينا .

أمسكت داينا بيد دي هين .

كانت يده ، التي كانت تعتقد أنها باردة ، دافئة جداً بشكل مدهش .

"شكراً لقدومكَ لأخذي."

"لقد وعدتُ ، و يجب أن أوفي بوعدي."

لقد كان تعبير دي هين بارداً ، لكنها شعرت براحة كبيرة .

على الأقل هو ليس شخصاً متغطرساً .

كان العكس أفضل بكثير من مَـن خاف و كان يضحك أمامها .

صعدت داينا إلى العربة . لقد كانت واسعة بما يكفي لركوب عشرة أشخاص . تركت تلكَ المساحة الكبيرة و جلست بعناية في الزاوية.

في الأصل ، لقد كان جسدها صغيراً جداً ولا يأخذ مساحة على عكس دي هين الذي كان يجلس براحة على نطاق واسع .

'إنها تجلس بعيداً جداً.'

أراد دي هين أن تجلس داينا أمامه . إذا إقتربت منه بطريقة ودية أولاً فيـمكنه التظاهر أنه لا يستطيع الفوز عليها و يبدأ محادثة معها .

ولكن ، خِـلافاً لرغباته جلست داينفي في مسافة بعيدة عنه . أصبح يشعر بعدم الإرتياح بشكل واضح .

تأكد دي هين من جلوس داينا بشكل صحيح و ربط الحزام . و أعطى إشارة لأن تتحرك العربة .

"أهذا كل ما تملكينه؟"

"أجل ، ليس لدىّ أي شئ."

"يجب أن يكون هناكَ الكثير من الأشياء التي يجب عليها شراءها في المستقبل."

تمتم دي هين بدون أي يكون لديه نية .

لم تحضر شيئاً ، لذلكَ كان سيشتري كل ما تحتاج إليه في المستقبل . أراد أن يعطيها أشياء لن تستطيع الحصول عليها وهي في المعبد .

"لا ، شكراً."

لكن داينا لوحت بيدها بسرعة بالرفض .

للحظة ، ظنت أنا كانت تريد الإنتقام من راڤيان .

طالما كان الموت هو هدف داينا ، فإن الأمر لا يعني شيئاً بالنسبة لها .

لم يكن دي هين يعرق شهور داينا ، فلم يعجب رسمها للحدود .

سيكون من المريح أن يكون لديها شخص تطلب منه شراء كل شئ مثل چو-دي . لكن داينا حقاً لا تريد أي شئ .

لم يكن هناكَ الكثير .

'ما الذي يجب علىّ شرائه أولاً.'

قرر دي هين عمل قائمة دون سؤال داينا .

حالما وصلو إلى القصر ، ظن أنه يجب أن يعطيها للخادمات .

داينا ، التي لم تكن تعرف أي شئ ، قد كانت صامتة طوال الطريق في العربة .

لم تكن تريد مُعارضة دي هين ، لذلكَ ظلت صامتة .

نظر دي هين ايضاً من النافذة ، لم يكن شخصاً ثرثاراً .

كان الجو المحرج في العربة طويلاً جداً .

لقد كان دي هين يضع يده على ذقنه ، لكنه أزالها . و وجه نظرته إلى داينا .

نظرت داينا إلى أصابع قدميها عندما شعرت بنظرته و أدارت وجهها . عندما إلتقت عيناها بعينا دي هين للحظة فوجئت و تجمدت .

في لحظة ، إبتسم دي هين قليلاً و فتحه فمه .

"داينا."

توقفت نظرات داينا بالقرب من ذقن دي هين .

"هل تحبين هذا الإسم؟"

"لا."

هزت داينا رأسها فوراً بالرفض .

لم يكن شيئاً مميزاً . عندما كانت في حي فقير ، لقد كان إسماً عشوائياً أطلقته عليها المديرة لتمييزها عن الأطفال الآخرين .

بالإضافة إلى ذلك ، لقد كان لديها الكثير من الذكريات الرهيبة . لا يُـمكن أن يكون هناكَ أحد يريد أن يعلق في إسم ليس له ذكريات جيدة .

"حسناً ، إذا سوف أعطيكِ إسماً جديداً ليتم مباركتكِ في بدايتك الجديدة."

".....!"

هذه المرة بسبب المفاجأة ، رفعت داينا نظرتها .

إلتقت عيناها الودية بعيون دي هين القاتمة .

كانت هذه المرة الأولى التي إلتقت فيها عنياهما بشكل صحيح ، منذ أن ركبت العربة .

شعرت داينا أن شفتاها جافة فلعقتها .

لقد كانت تخشى من الإسم الجديد ، لكن هذا لا يهم . لم يكن يعجبها إسم داينا لذا اومأت برأسها مُعتقدة أن هذا هو الخيار الأفضل .

"من الآن فصاعداً ، سيكون أسمكِ آستر."

"آستر ..."

"نعم ، تعني الطفل المضئ كالنجم."

لقد كان هذا الإسم ممنوحاً من قِبل زوجة دي هين التي ماتت.

كانت تقول أنها إن أنجبت فتاة فسوف تعطيها إسم آستر.

حتى و إن تبناها ، لقد كان يرغب في منحها هذا الإسم لأنها كانت إبنته الأولى .

'يضئ كـالنجم .... أنا ....'

حاولت داينا نطقَ هذا الإسم بهدوء من فمها . لقد كانت قلقة إذ كان بإمكانها قبول مثل هذا الإسم الثمين .

لقد كان قلبها ينبض و كأنها قد قامت بفعل شئ سئ ، لقد شعرت أن الناس يضحكون عليها بالفعل .

"أنه لا يناسبني ."

قالت آستر ذلكَ وهي تلوح بيدها .

طفلة تلمع كالنجم . لقد كان هذا إسماً بخلافها تماماً . لم تكن حتى قادرة على التألق في الظلام .

"لا ، سوف تتألقين أكثر من أي شخصٍ آخر لأنكِ الإبنة الوحيدة لعائلة تريزيان ."

لم تكن تعرف داينا ماذا يجب أن تقول ، لذا قامت بإمساك ملابسها .

"سوف أجعلكِ تحصلين على كل شئ."

في نهاية كلام دي هين قد لمعت عينا داينا .

هي لا تؤمن بدي هين حتى الآن ، لكن لقد كانت تلكَ هي المرة الأولى التي يتعامل فيها شخصٌ ما مع داينا بتلكَ الطريقة .

لقد قَبل بها ، ولم يقم بتجاهلها وحتى أنه يعاملها بشكل جيد .

لقد أصبحت ضمن العائلة و الآن يريد منحها إسماً.

'هل يُمكنني قبول ذلك....'

في الواقع ، بالنسبة لداينا لقد كانت تريد الموت ، لم تكن بحاجة إلى النبلاء أو الأشياء عديمة القيمة .

لقد كانت تعلم جيداً أنه إن منحت قلبها لأحد سينتهي بها الحال بالخيانة . لقد كانت من الأشخاص اللذين لا يُمكنهم تصديق النبلاء من أمثال دي هين .

لكنها ... مازالت جشعة .

إسم لنفسها و ليس إسماً عشوائياً . أرادت أيضاً الحصول على إسم ذي معنى جميل .

بعد التفكير ، أخرجت داينا صوتاً مرتجفاً.

"شكراً لكَ ايها الدوق ...."

يتبع.....

2021/01/25 · 1,128 مشاهدة · 1529 كلمة
نادي الروايات - 2025