مرتدية فستاناً ارچوانياً جميلاً ، دخلت آستر إلى الحفلة مرافقة لشقيقيها .

'الآن ، بعد أن ظهرت عدة مرات أصبحت أعرف وجوه الجميع .'

النبلاء اللذين يهتمون بالتواصل الإجتماعي كانو هنا جميعاً ، وبغض النظر عن عدد الظهور لها ، ظل نفس الأشخاص يظهرون .

سرعان ما فقدت آستر التي كانت تلقي نظرة حول القاعة إهتمامها ، و بحثت عن مكان به طعام .

"آستر ، استخدمي هذا ."

غطى دينيس وجه آستر بقناع الكلب الذي أحضره سابقاً .

كان حفل اليوم حفلاً تنكرياً ، كما أعلن سيباستيان في الدعوة سابقاً .

أظهر أولئك اللذين حضروا الحفلة شخصيتهم الفردية بالأقنعة التي أحضروها .

عندما وضعت آستر قناع الكلب ، انفجر چو-دي من الضحك .

"ماذا علىّ أن أفعل؟ إنها لطيفة للغاية ."

أمسكَ چو-دي شعرها و قال أنها حقاً تُشبه الكلب و شعرها منقسم إلى نصفين .

"إن واصلت لمسها سوف تنزعج ."

"يبدوا و كأنها تريد أن ألمسها ، ماذا أفعل ؟"

على الرغم من أن آستر كانت منزعجة ، استمر چو-دي في العبث قائلاً أن شعرها كان جميلاً .

"آستر لا تحب هذا ."

كان دينيس يحاول منع چو-دي من القيام بذلك لكن في هذه اللحظة اقتربت منه فتاة بوجه خجول .

"دينيس نيم ، أنا لورا إلاسيا ، إن أردتَ يُمكنكَ الرقص معي لاحقاً ....."

"أنا آسف ."

على الرغم من أنها كانت فتاة صغيرة جميلة رفض دينيس على الفور ، لا ، هو حتى لم ينظر إلى وجهها .

حدث هذا في كل حفل ، ولم تكن الفتيات فقط من رفضهن التوأم بهذا الشكل . [بمعنى أن لما حد يطلب من استر يرقص معاها كانوا بيرفضوه بردو .]

"لماذا لا ترقصون ؟"

"لأنني مرهق ."

أجاب چو-دي و دينيس في نفس الوقت وكأن أفكارهم كانت واحدة .

بالطبع ، لقد كان هناك أشحاص أقتربوا من آستر ،

"تشرفت بلقائكِ ، كما سمعت أنتِ جميلة جداً ."

"هل لديكَ شيء لتفعله مع أختي ؟"

كان چو-دي و دينيس أول من تقدموا ووبخوهم لذا فكانوا يهربون على الفور .

بفضل هذا ، لم يقترب أحد من آستر بأي طريقة .

'لكنني مرتاحة .'

ابتسمت آستر و التقطت حلوى مزينة باللون الذهبي .

في هذه اللحظة ظهر بينهم صبي يرتدي قناع حيوان الغرير و وقف بين الثلاثة .

"هذا أنا ، سيباستيان ."

ضحك چو-دي على قناع سيباستيان .

"لماذا تتحول هنا بالفعل ؟ ألا يجب أن تظهر الشخصية الرئيسية في النهاية ؟"

"جئت لأرى آستر و ليس أنتَ ."

كما قال ، لقد تمسك للتو بجانب آستر و عبس .

"الفستان يناسبكِ حقاً . من بين الآنسات الصغيرات اللاتي هن هنا اليوم أنتِ الأجمل ."

".....؟ ملابسكَ تناسبكَ أيضاً ."

"حقاً ؟ هل يجي أن أرتدي هذا مرة أخرى ؟"

وصل فم سيباستيان إلى أذنيه ، على الرغم من أنها كانت مجرد مجاملة إلا أنه كان مستمتعاً .

"أراكِ لاحقاً. سآتِ لأخذكِ عندما يبدأ الجزء الثاني من الحفل ."

تحدث سيباستيان مرة أخرى و أختفى من القاعة للتحضير للحفلة .

"آستر ، هل يجب أن ترقصي معه حقاً ؟"

"نعم . قولي أنكِ تكرهين الأمر الآن !"

تناوب چو-دي و دينيس في رفض الأمر .

كانت آستر غير راضية تماماً عن الرقص مع شخص آخر .

"كيف أفعل هذا الآن ؟"

أخذت آستر الحلوى ووضعتها في فم الإثنان .

بعد فترة ، بدأ الحفل و قضت آستر وقتاً ممتعاً وهنئت سيباستيان بعيد ميلاده .

شعرت آستر التي كانت من إخوتها طوال الوقت بنظرة تحدق فيها ، فأدارت رأسها .

"........؟"

في الزاوية ، كان هناك صبي في نفس عمرها يرتدي قناع قطة .

نظرت آستر متسائلة ما إن كان خطأها أنها تشعر بالنظرة .

كانت العيون السوداء الظاهرة من خلال القناع مألوفتين لسبب ما .

'يُشبه نواه .'

آستر التي كانت تنظر إلى الفتى بإستمرار بقلق قررت أخيراً التحقق من الأمر بنفسها .

"دينيس أوبا ."

"ماذا ؟"

"سأذهب إلى المرحاض ."

"هل تريدين مني أخذكِ إلى هناك ؟"

"لا ، إنه قريب ."

حتى بعد أن قالت هذا ، أومأ دينيس الذي كان مستغرقاً في قراءة الكتاب الذي أحضره من المنزل .

تم القبض على چو-دي من قِبل أصدقاءه في الأكاديمية لفترة من الوقت ، لذلك كان هذا أفضل وقت المغادرة .

مشت آستر نحو الفتى الذي كان واقفاً في الزاوية ، مع اقتراب المسافة بينهما شعر بالتوتر و عض شفتيه .

ولكن عندما وجد أن آستر تقترب تحرك الصبي فجأة و دخل إلى الشرفة .

عندما اختفى صاحب القناع من أمام عينيها ازداد فضول آستر .

ركضت آستر وفتحت باب الشرفة الزجاجي و خرجت ، اجتاح الهواء البارد جسدها .

'غير موجود ؟'

الشرفة ليست فسيحة ، ولكن نظراً لعدم وجود شخص بالجوار قام شخص ما بالنقر على كتفها من الخلف .

ادارت آستر رأسها و تجمدت ، لقد كان الفتى صاحب قناع القط .

كلما نظرت عن قرب كلما كان الأمر أكثر وضوحاً .

"نواه .... صحيح ؟"

ابتسم الفتى و مد يده لآستر و كأنه يريد مرافقتها .

عندما أمسكت آستر يده بهدوء ، رفعت يدها و قبلها على ظهر يدها .

لقد كانت تحية في الحفلات .

كان الأمر عادياً مع الآخرين ، لكن هذه المرة تحول وجه آستر إلى اللون الأحمر .

"لقد تعرفتِ علىّ على الفور ، كيف علمتِ أنه كان أنا ؟"

اتسعت عيون آستر بسبب الصوت المألوف الذي خرج تباعاً .

"....لقد كنت فقط أعرف هذا ."

ارتجف صوت آستر بهدوء ، اعتقدت أنه من الجيد أن يكون على ما يرام ،لكنها شعرت بالحزن بطريقة ما .

"أين كنت ؟"

"في كل مكان ، لم أستطع البقاء في مكان واحد لذا واصلت الإنتقال ."

نواه الذي كان ينظر إلى آستر نزع القناع ببطء .

كان الإثنان يحدقان في بعضهما البعض بصمت بدلاً من التحدث .

يُمكن الشعور بمشاعر الإثنان تدفق بمجرد النظر إلى عيونهم المرتجفة .

'لقد أصبح أوسم .'

نواه الذي لم تره منذ فترة طويلة كان كما هو ، او ربما أوسم مما كان عليه .

آستر التي شعرت بالحرج إلى حدٍ ما ، قامت أولاً بتجنب عينيه و هزت يديها .

'هل شكلي جيد اليوم ؟'

لم تكن حفلة مهمة ، لذا لم تهتم بالفستان و المكياج .

ندمت لرفض كلمات دوروثي للذهاب و النظر إلى المرآة مرة أخرى .

"لقد مرّ وقت طويل ."

فتح نواه فمه أولاً بصوت منخفض .

"نعم . لقد مضى أكثر من عام بالفعل ."

كانت آستر نفسها مندهشة لأنه بدى و كأنها لديها القليل من الحقد بعد قول هذه الكلمات .

أدركَ نواه الفروق الدقيقة و اقترب بإبتسامة .

"هل إنتظرتني ؟"

"لا ، لا يُمكن هذا ."

انكرت آستر بشدة و تراجعت من أجل لاشيء .

"ولكن كيف دخلت إلى الحفلة ؟ ماذا لو كشفكَ الناس ؟"

"استخدم بالين القليل من القوة لندخل ."

وضع نواه إصبعه على شفته و خفض صوته قائلاً أن هذا سر .

"ماذا ؟ هل أنتَ مجنون ؟ ماذا لو تم كشفك ..."

"لا بأس . لن يتم القبض علىّ أبداً ."

امتلأت عيون نواه باليقين ، مهما كان واثقاً من نفسكَ ، فبعد رؤيته قررت أن تطمئن نفسها .

الآن ، كان نواه أطول من آستر و مجرد النظر إليه أصابها بألم في الرقبة .

لاحظ نواه هذا وثنى ساقيه لتلتقي بمستوى عين آستر .

ثم فتح ذراعيه على مصرعيهما و هز كتفيه بشكل هزلي .

"الستُ رائعاً أكثر الآن ؟"

بصراحة ، شعرت بسعادة غامرة لرؤية مظهر نواه الرجولي ، لكنها تظاهر أنها ليست كذلك و هزت رأسها .

"إنه نفس الشيء كما كنت من قبل ."

"حقا؟ لكنكِ أصبحتِ أجمل ."

".....هاه ؟"

بمجرد أن سمعت مدح نواه احمرّ خدىّ آستر بشكل ملحوظ .

تعمقت إبتسامة نواه عندما كان ينظر لآستر التي لم تكن تعرف ما الذي يجب أن تفعله .

"لقد اشتقت لكِ . كثيراً ."

ابتلعت آستر كلماتها ، لقد كادت أن تقول 'أنا أيضاً .' بصوت يحتوي على كل صدقها .

كان هناك الكثير من الأشياء التي أرادت التحدث عنها معه بعد الإجتماع أخيراً منذ فترة طويلة .

نظرت آستر خلفها لأنها شعرت أنها مضطرة للعودة و سألها نواه .

"هل أنتِ مقربة من صاحب الحفل ؟"

"مقربة ؟ قليلاً فقط ."

لأن سيباستيان هو الشخص الوحيد الذي يتعامل معها بخلاف عائلتها لذا أرادت أن تكون ودودة معه .

"إذاً ، هل ترغبين في الخروج معي لبعض الوقت ؟"

سأل نواه بترقب ممسكاً بحافة ثوب آستر .

"الآن ؟"

نظرت آستر إلى قاعة المأدبة بحرج و كأنها قد وضعت في مشكلة .

أرادت الخروج مع نواه الذي لم تره منذ فترة طويلة و التحدث عن الكثير من القصص .

ومع ذلك كان من المستحيل الهروب من أمام عيون أخوتها . ومع هذا ، قد لا تستطيع أن تفي بوعدها لسيباستيان الذي كان عيد ميلاده اليوم .

"أنا آسفة . من المفترض أن أكون شريكة في الرقص اليوم ."

"هل هذا صحيح ؟"

تدلت عيون نواه على الجانب . كانت آستر محرجة نوعاً ما و قدمت عذراً .

"هذا لأنكَ لم تكن هنا ...."

"هذا صحيح . أنتِ لستِ مخطئة . لأنني لم أكن موجوداً . آسف . هذا فقط لأنني شعرت بالغيرة ."

ابتسم نواه بمرارة .

"ألا يُمكنكِ القدوم لرؤيتي غداً ؟ سوف أعود إلى البيت القديم هناك شيء أريد أن أريكِ إياه ."

وافقت آستر التي لم تكن تنوي ترك نواه بعد وقت طويل بسرور .

"ألن تختفي مرة أخرى بعد هذا ؟"

"هذا لن يحدث ."

نظر نواه إلى عيون آستر و طلب منها أن تؤمن به .

عندما رأت آستر عينيه ، تمكنت من ترك نواه وهي مرتاحة البال .

"حسناً ، أراكَ غداً ."

"لا ترقصي كثيراً !"

عندما عادت آستر إلى قاعة المأدبة سمعت صراخ نواه بوضوح .

لم تنظر آستر إلى الوراء لكنها ابتسمت و رفعت وجهها .

لم يهدأ هذا الوجه بسهولة و استمرّ في الإحمرار .

يتبع ....

2021/08/27 · 667 مشاهدة · 1550 كلمة
نادي الروايات - 2025