بعد لقاء نواه والعودة ، بدأ الجزء الثاني من الحفلة .

كما وعدت ، رقصت مع سيباستيان ، لكن لم يكن عرضاً منفرداً ، ولم يكن هناك ضغط لأن مجموعة كبيرة من الناس رقصوا معاً .

في الواقع ، لم تتذكر آستر كيف رقصت .

كان ذلك بسبب امتلاء رأسها بنواه الذي التقت به منذ فترة طويلة ، ولم تستطع التركيز على الرقص .

عندما استفاقت ، توقفت الموسيقى و قد انتهى الرقص .

التفت سيباستيان إلى آستر بنظرة ترقب و تحدث .

"شكراً لكِ على الرقص معي ، لقد كان الأمر ممتعاً ."

"لقد استمعت أيضاً . عيد ميلاد سعيد ، سيباستيان أوبا ."

أنهت آستر حديثها و شعرت أن سيباستيان قد تغير كثيراً .

عندما ألتقيا لأول مرة لم تتخيل أبداً أنهما سيكونان هكذا .

مع ذلك ، لم يعد سيباستيان الذي اعترفه بخطأه يكرهها بعد الآن .

"في المرة القادمة ...."

صوت سيباستيان الذي كان مرتجفاً وخجولاً من إلقاء الكلمة التالية لم يستطع الإستمرار .

بمجرد انتهاء الرقصة ، استدارت آستر و عادت إلى مقعدها ، تناثر صوته في الهواء بلا معنى .

"ماذا . آستر ليست مهتمة بكَ على الإطلاق ؟ استسلم فقط ."

قام چو-دي بتعزية سيباستيان الذي نزل من على المسرح مبتسماً بالتربيت على كتفه .

"لقد قمتِ بعمل جيد ، آستر . لم تعودي ترتجفين على المسرح بعد الآن ؟"

أشاد دينيس بآستر التي عادت إلى مكانها قائلاً أنها كانت جميلة .

لكن آستر كانت صامتة و لم تكن تعرف ما الذي يتحدث عنه دينيس .

"آستر ؟"

عندما ناداها دينيس مرة أخرى رفعت رأسها و أجابت .

"لقد كان الأمر غريبًا بعض الشيء ، لكن ماذا حدث ؟ وجهكِ أحمر أيضاً ."

"ماذا حدث ؟ أنا فقط متعبة قليلاً ."

لطمأنته ابتسمت آستر و مشيت .

في غضون ذلك ، لم يغادر نواه ذهنها . كل ما كانت تفكر فيه هو نواه بعدما التقت به .

نظرت لترى ما إن كان نواه لايزال في الحفلة ، لكن بعد مغادرة الشرفة ، لم تجد نوان في أي مكان .

تسللت والدة سيباستيان ، السيدة روز ، إلى آستر التي كانت تنظر حولها باستمرار .

"هل هناك شيء تحتاجينه ؟ سأحضرها لكِ ."

"أيتها الدوقة . لا ، الطعام لذيذ جداً و كل شيء جيد ."

"حقاً ؟ أنا سعيدة . لا أستطيع أن أخبركِ كم أنا ممتنة لأنكِ أصبحتِ شريكة سيباستيان اليوم ."

كانت عيون روز إلى آستر مليئة بالعاطفة .

لاحظت أن سيباستيان لديه مشاعر تجاهها ولقد كان لديها شعور جيد لأنها ساعدت ابنتها .

"هل تأتين إلى منزلنا مرة أخرى ؟ سأعد لكِ شيئاً لذيذًا ."

"شكرًا لكِ ."

حتى بعد أن تحدثت لها روز و اختفت ، لم تستطع آستر التركيز بشكل جيد على الحفلة .

لاحظ دينيس ذلك و أغلق الكتاب ونهض .

"هل نتوقف ؟"

"إن ذهبنا الآن ، ألن يشعر سيباستيان أوبا بالحزن ؟"

"لا بأس . لا يجب أن يحزن لأنكِ رقصتِ معه اليوم ."

أومأت آستر التي أرادت العودة إلى المنزل بأسرع وقت .

كانت على وشك مناداة چو-دي للخروج من قاعة المأدبة و التقت عينها بعيون الدوق براونز الذي كان يقف على مسافة بعيدة .

'هاه ؟'

صُدمت آستر على الفور و كادت أن تتوقف في الحال لكنها حافظت على رباطة جأشها و ابتعدت .

ربما كانت مصادفة بسيطة التقاء عيونهم ، عندما نظرت قبل المغادرة له مرة أخرى كان ينظر في مكان آخر بالفعل .

***

كانت آستر ، التي لم تنم طوال الليل بالفعل ، منشغلة بالتحرك من الصباح الباكر في اليوم التالي ، لقد كانت تبحث عما يجب أن ترتديه .

نظرت إلى الفساتين التي كانت تريد أن ترتديها أمام المرآة لكن في النهاية لم تتوصل إلى القرار النهائي لذا نادت دوروثي.

"أيهما أفضل ؟"

"كلاهما يبدوان جيدين عليكِ ، لكني أفضل أن ترتدي الفستان الأرچواني . لقد كنتِ جميلة في آخر مرة أرتديته فيه ."

"حسناً ، سوف أفعل هذا ."

غيرت آستر الفستان بتعبير متحمس للغاية و تركت للخادمات الشعر و المكياج البسيط .

سألت دوروثي آستر التي تقوم ببذل أفضل ما بوسعها أكثر مما فعلت في حفلة الأمس .

"من الذي سوف تقابلينه اليوم لدرجة تجعلكِ تولين كل هذا الاهتمام ؟"

"صديق فقط ."

تظاهرت آستر بالجهل و هي تحدق في المرآة الصغيرة في يدها وسرعان ما قلبت المرآة .

"لا أعتقد أنه مجرد صديق فقط . هل هو الصديق ... الذي أرسل القلادة الماسية ؟"

"واا ، كيف عرفتِ ؟"

لم تخبر أحداً أنها قد قابلت نواه في الحفلة . لكن عندما فهمت الأمر بشكل صحيح تفاجأت .

"لقد قلتِ أن أخباره قد انقطعت ، لكنه قد عاد أخيراً ! هذا جيد ."

لم تكن دوروثي تعرف من يكون نواه ، لكنها كانت تعرف أن آستر كانت تنتظره منذ فترة طويلة .

كان ذلك لأن آستر كانت تخرج الرسالة التي أرسلها نواه و تقرأها كثيراً وتتحدث عنه .

"لكن لا تجعلي الأمر واضحاً أنكِ سعيدة برؤيته اليوم . إن كان يعلم أنكِ كنتِ تنتظرينه فقد يجعل نفسه مشغولاً ، هذا شيء يفعله كل الرجال ."

"إذن ماذا أفعل ؟"

نظرت آستر التي رفعت أذنيها إلى دوروثي بتعبير جاهل .

"من الأفضل الامتناع عن طرح أكبر عدد من الأسألة و الاستماع فقط . سيكون متعجرفاً و يأخذ زمام المبادرة ."

"زمام المبادرة ؟ إذن لن أطرح الكثير من الأسألة ."

أخذت آستر ، التي كانت عيونها متلألئة ، نصيحة دوروثي على محمل الجد .

كان الطقس مشمساً جداً اليوم عندما خرجت بعد الاستعداد .

عندما حاولت الدخول إلى العربة بخفة ، ركض چو-دي لها .

"ها.......ها......ها......آستر ، إلى أين تذهبين ؟"

لابدَ أنه كان يركض لذا تعرق و أخذ أنفاسه .

آستر أصابها الجنون لتخرج بعذر .

"همم ، سأذهب إلى المنجم ."

"بهذه الملابس ؟"

نظر چو-دي إلى آستر من أعلى لأسفل بإرتياب و التي تبدوا أنها قد ارتدت زينتها بعناية .

على الرغم من أنه لم يكن مبالغاً إلا أنه لم يكن مناسباً للمنجم لأنها ترتدي أحذية بكعب عال .

"لقد اعتقدت أنني سوف اتوقف عند متجر الملابس في طريقي إلى هناك ..."

كان يجب أن أقول أنني ذاهبة إلى غرفة الملابس . لماذا قلت أنني ذاهبة إلى المنجم أولاً ؟

ندمت آستر لكن لم تستطع أن تستعيد ما قيل بالفعل .

"أهذا هو الأمر ؟ فهمت ، رحلة آمنة ."

كانت تعتقد أن چو-دي سيسأل أكثر ويطلب منها الذهاب معها ، ولكنه اقتنع بسهولة أكثر مما كانت تعتقد .

وبغرابة دخلت آستر إلى العربة بعدما تركها چو-دي .

'كان يجب ان أخبره الحقيقة .'

شعرت آستر بعدم الارتياح عندما كذبت ، لكنها لم تستطع إخبار إخوتها عن نواه بعد .

عندما يتم رفع حظر نواه قررت أن تتحدث عن الأمر و تترك المشاعر المؤسفة الآن .

بدأت عربة آستر التحرك بسلاسة .

نظر ڤيكتور ، الذي تبعها كـمرافق ، إلى ملابس آستر و لقد كانت مزينة على أكمل وجه و فكر ملياً قبل أن يسأل .

"الوجهة هناك مرة أخرى ... هل عاد حقاً هذه المرة ؟"

"نعم . التقينا في الحفلة يوم أمس ."

لم تستطع آستر أن تُخفي صوتها و ابتسمت .

"لهذا السبب تشعرين بحالة جيدة ."

"أنا ؟ ليس حقاً ."

من دوروثي إلى ڤيكتور ، لقد عرفا على الفور . شعرت آستر بالحرج بسبب هذا .

بعد ثلاثين دقيقة من المغادرة ، وصلوا إلى المكان الذي كان يوجد فيه منزل نواه القديم .

نزلت آستر من العربة بقلب ممتلئ .

كان المنزل فارغاً منذ أن غادر نواه إلى القصر الإمبراطوري . عرفت هذا لأنها قد توقفت لترى ما إن كان قد عاد عدة مرات .

عندما رأت الدخان بتصاعد من مدخنة المنزل ، أدركت أن نواه قد عاد بالفعل .

"آه ، إنه سر أننا كنا هنا من قبل ، حسناً ؟"

"فهمت ."

تبع ڤيكتور آستر التي كانت تخبره أن يُبقي الأمر سراً ، ولقد كانت تبدوا لطيفة كـأخته الصغيرة .

في الوقت نفسه ، سمع نواه صوت العربة و غادر المنزل . لقد كان يحمل سيئاً بين يديه .

وجدت آستر نواه و ابتسمت لكنها حاولت أن تبقي تعبيراتها مستقيمة .

"آستر ، هل نذهب إلى نزهة على ضفاف النهر ؟ لقد أعددت لكِ شطيرة ."

تفاخر نواه بنفسه أنه من صنعها بنفسه أمام آستر و لوح بالسلة أمامها .

"هل صنعت هذه الزخارف من الدانيل أيضاً ؟"

"أوه ، لقد استعرت ذلك على عجل فقط . إنها ليست من ذوقي ."

الدانتيل الأبيض الناعم يُزين السلة .

سارع نواه بإخفاء السلة التي كان يتباهى بها خلف ظهره ، متسائلاً عما إن كان قد فكر جيداً .

"لنتمشى ."

ضحكت آستر وهي تمشي بجانب نواه .

بعد المشي قليلاً خلف المنزل رأت نهراً عبر العشب كما قال نواه تماماً .

قاد نواه آستر إلى النهر وفي اللحظة التي مرت فيها عبر الطريق المرصوف بدقة ظهر منظر طبيعي مفتوح .

"هناك ، إنه مكاني المفضل . ما رأيكِ ؟"

قدم نواه لها المكان بجانب النهر .

تقدمت آستر إلى الأمام كما لو كانت ممسوسة ، لقد كانت تلكَ هي المرة الأولى التي ترى فيها النهر بهذا القرب لذا كانت عيناها تتألق .

"إنه جيد جداً ، أشعر أنني مرتاحة بالفعل ."

مكان جميل حيث تشرق الشمس على سطح النهر الهادئ ويُمكنها سماع صوت المياه المتدفقة .

بمجرد النظر إلى النهر بدى و كأن كل مخافوها قد اختفت و أصبح مزاجها جيداً .

"اعتقدت أنه سوف يعجبكِ ."

كان نواه مرتاحاً في ذلك الوقت و بسط القماش الذي جلبه معه ، مما جعله مكاناً لآستر لتجلس فيه .

"لأنكِ إن جلستِ هنا ستتسخ ملابسكِ ."

"شكراً لكَ ."

شكرته آستر و جلست بحذر على القماش .

هب نسيم لطيف بينهما ، كان شعرها يرفرف بنعومة و عيونها نصف مغلقة .

يتبع ....

2021/09/01 · 637 مشاهدة · 1532 كلمة
نادي الروايات - 2025