الفصل الثالث: ذكريات الحلم

كانوي كان نائمًا بعمق، محاطًا بظلام غرفته المعتاد، لكن في عقله كان يعيش في عالم آخر، عالم يفيض بالرعب والغموض…

وجد نفسه واقفًا في مكان غريب، كل شيء من حوله كان قاتمًا، ضباب يغطي الأفق، وأصوات هامسة بالكاد تُسمع في الخلفية. عيناه تجولتا في المكان، باحثًا عن أي علامة على الواقع. فجأة، أدرك أنه في منزله… أو ما تبقى منه.

"أمّي؟ أبي؟ إخوتي؟ أين أنتم؟"

كان صوته يرتجف، لكنه لم يتلقَ أي إجابة، لا أصوات، لا حركة، فقط الصمت يملأ الفراغ. تقدم ببطء عبر الممرات المظلمة، قلبه ينبض بسرعة، وكل خطوة كانت تبدو وكأنها تأخذه نحو مصير مجهول.

وفجأة… رأى جثثًا ممددة على الأرض.

"لاااااااا!"

سقط على ركبتيه، الدموع انهمرت من عينيه. كانت الجثث أمامه، مألوفة جدًا، لكنها بلا حياة. وجه أمه الشاحب، يد والده التي كانت دائمًا قوية، لكنها الآن باردة ومتصلبة.

وفي وسط صدمته، سمع صوتًا… ضحكة خافتة، عميقة ومخيفة. رفع رأسه ببطء، وعيناه وقعتا على كيان يقف في الظلام.

"من… أنت؟"

كان الشخص أمامه طويلًا، يرتدي ملابس ممزقة وملطخة بالدماء، عيناه تلمعان ببريق أحمر قاتل، وفي يده سيفان تقطر منهما الدماء. لكنه لم يكن مجرد إنسان… بل كان شيئًا آخر.

ابتسم الكائن بخبث وقال:

"أنا من قتلهم… والآن، حان دورك لتلحق بهم!"

تسارعت أنفاس كانوي، الغضب اشتعل في صدره، لكنه لم يستطع مواجهة هذا الكائن. عقله صرخ "اهرب!"، فقفز إلى الحمام وأغلق الباب خلفه، جسده يرتجف بشدة.

خارج الباب، بدأ الكائن بضربه بقوة، كل طرقة كانت تهز الجدران. كان الصوت مخيفًا، ليس بسبب شدته، ولكن بسبب فكرة أن هذا الباب لن يصمد طويلًا، وأنه بمجرد أن يُكسر، سيكون مصيره مثل عائلته.

"لا يمكنني الموت الآن… لا يمكنني أن أنتهي هكذا!"

وفجأة… صوت إطلاق نار!

صرخة مخيفة ملأت المكان، ثم… الصمت.

سمع كانوي صوت شخص آخر، بدا بشريًا، مختلفًا عن الوحش الذي كان يطارده. قال الصوت:

"تبًا… لم أستطع إنقاذهم، لكن… لماذا كان هذا المصاص الدموي يحاول كسر هذا الباب؟ هل يوجد أحد هناك؟"

كانوي تجمد في مكانه، عقله يصرخ: "هل يمكن أن يكون هذا فخًا؟" لكنه في النهاية قرر فتح الباب ببطء، ليجد جثة مصاص الدماء أمامه، وشخصًا يرتدي زي الشرطة واقفًا هناك.

"هل يوجد أحد من عائلتك على قيد الحياة؟"

أجاب كانوي بصوت مرتجف: "لا…"، ودموعه لا تزال تنهمر.

حمله الرجل على كتفه وقال: "تعال معي، ستعيش."

وهكذا، بدأ كانوي حياة جديدة…

قضى عامًا أو اثنين مع هذا الرجل الذي يدعى "جوردن"، رجل الشرطة الذي أنقذه. كان جوردن يعلمه كيف يقاتل، كيف ينجو، كيف يصنع طريقه في هذا العالم القاسي.

وفي أحد الأيام، قال له جوردن:

"عليّ الذهاب في مهمة خطيرة. لا أستطيع أن آخذك معي، لكن إذا لم أعد، اهرب من هنا واذهب إلى السوبر ماركت، سيكون هناك شخص من معارفي ينتظرك."

انتظر كانوي ساعات طويلة… لكنه لم يعد.

بكى كثيرًا، لكنه تذكر وصيته، فهرب.

وفي طريقه، صادف رجلًا عجوزًا يقود دراجة نارية غريبة، مليئة بالخدوش والدماء المجففة. سأله العجوز:

"أنت ولد جوردن؟"

أجابه كانوي بحزن: "لا… أنا صديقه الصغير."

ضحك الرجل وقال: "حسنًا، تعال، سنعيش في الغابة."

وهكذا، انتقل كانوي ليعيش مع هذا الرجل العجوز في الجبال، حيث أشعلوا النار، وأكلوا معًا، وتحدثوا طويلًا. كان الرجل يُضحكه دائمًا، لكن في أعماق قلبه كانوي كان لا يزال يشعر بالخوف والضياع.

وفي أحد الأيام، تلقوا خبرًا مؤكدًا…

"جوردن… مات."

في تلك الليلة، جلس العجوز أمام النار، يشرب الكحول ويدخن، وعيناه مليئتان بالحزن.

وفي صباح اليوم التالي، قرروا الذهاب إلى السوبر ماركت لجلب الطعام.

لكن هناك… كان ينتظرهم شيء آخر.

في زاوية السوبر ماركت المظلمة، كان هناك مصاص دماء مختبئًا من الشمس، متربصًا بفريسته. وعندما هجم على العجوز، تفاجأ الأخير، لكنه وجه له لكمة قوية، ثم رماه بزجاجة مولوتوف، محرقًا إياه حتى الموت.

حلّ الليل… وأثناء تعبئة الدراجة بالوقود، ظهر أكثر من 15 مصاص دماء فجأة، محاصرين كانوي والعجوز.

نظر العجوز إلى كانوي بحزن وقال:

"اهرب… أنت تستحق الحياة أكثر مني. لكن لا تنسَ… انتقم!"

كانت كلماته الأخيرة قبل أن يُقتل.

كانوي، رغم خوفه، قرر القتال. أمسك ببندقية قريبة، وأطلق النار دون توقف، قتل 11 مصاص دماء قبل أن يتمكن أحدهم من إصابته.

وفي النهاية، بسبب مصاص دماء من مستوى عالٍ، خسر وانهار أرضًا…

لكن حينها… استيقظ كانوي من نومه، جسده متعرق بالكامل.

جلس على سريره، يلهث من قوة الحلم.

"هذا… حدث عندما كنت في الرابعة أو الخامسة من عمري."

أمسك دفتر ملاحظاته، وبدأ في الكتابة عن الحلم، كما اعتاد أن يفعل مع كل شيء غريب.

لكنه كتب شيئًا أ

خيرًا، وهو ينظر إلى السقف:

"في ذلك الوقت، لم أكن أعرف شكل مصاصي الدماء… لم أكن أعرف حتى اسمهم… فكيف عرفت كل هذا في حلمي؟"

وكان هذا هو السؤال الذي لم يجد له إجابة.

2025/03/21 · 10 مشاهدة · 767 كلمة
Kanoy
نادي الروايات - 2025