2 - توازن الروح و الجسد

الفصل 2 : توازن الروح و الجسد

كلمات الرجل العجوز ظلت تتردد فى رأس الصغير ثابت على مر السنين التى عاشها كان لديه احساس شديد بالالفة مع هذه الكلمات لكن لسبب ما فهم هذه الجملة كان مستحيل له كما لو ان ضباب كان يمنعه من الدخول فى المعنى العميق لها و كسب التنوير من خلالها.لكن احساسه جعله دائم التفكير بها حتى بعد رحيل جده و مطاردة الغرباء له لقتله فى كل مكان لذلك بداء دراستها بجد و يسأل عنها كل حكيم مر به و يصل به الامر احيانا ليسأل الاطفال و المجانين كل لديه اجابه و لكن فقط ثلاثة اجابات حركت قلبه.

الاول كانت من شيخ كبير السن كان رئيس لمدرسة التنين الاحمر لفنون الدفاع عن النفس الذى قال "يا بني لقد عشت سنينا طويل و لكن تعرف ما الذى عملتنى اياه.....لقد علمتني تجاربي ان انظر للشئ من زواية مختلفة اريدك ان تفكر فى كل شئ قاله معلمك ببطء...ما هو الطريق العظمى ربما هى طريق حياتك او احد الاسرار الغامضة لهذا الكون او حتى امر تافه ليس له فائدة لكن كل هذا يعتمد فقط على تقديرك له انظر الى ذلك الطائر البعيد فوق الجبل ما الذى تراه هل هو نسر ام عصفور كل هذا يتعلق بنظرتك للاحداث"

الاخر كان صديقه المقرب شهاب"ما الذى تقوله طريق عظيم؟خيط المصير؟وشرط؟اليست هذه احجية قديمة او ما يشبه لكن....انتظر دقيقة واحدة لقد سمعت جدى مرة يقول ان الروح شظية من الطبيعة و هى محرك الجسد اذا لم نعرف ما نريد وملاء الارتباك قلوبنا فسوف نهلك ارواحنا بالحقد و الكرهية صحيح انه يجب ان نأخذ الانتقام و لكن اولا يجب تنقية قلوبنا و الا فان الطريق امامنا سوف ينغلق و تتوقف عقولنا عن التفكير الصحيح"

الثالث و الاخير هو غراند ماستر كان يبحث فى الاسرار العميقة لجسد الانسان"ايها الصغير هل تعرف لقد مارست تمارين الكنين (مصطلح الكوين قد اخترعته و هو يعني الفنون الدقيقة للجسد) لمدة ستين سنة و لكن حتى الان لم استطع معرفة ما يكمن ابعد من تدريب الجسد فى كل كتب التأريخ فى القارات الستة لم يكن هنالك اى شخص قادر على تجاوز هذه المرحلة.ربما هنالك من تجاوزها و لكن اراد الاحتفاظ بسره.بعد ستين عام من الممارسة غير المنقطعة لقد تمكنت فقط من الامسك بخيط رقيق من الحقيقة اسرار الجسد مثل النجوم مهما نظرت لمن تسطيع سوى رؤية جزء صغير منها فى صفحة السماء انه فن عميق و غامض اذا استطعنا حقا ان نكشفه فسوف نصبح ملوك العالم"

رغم ان اى من هؤلاء الثلاثة لم يفهم الجملة حقا الا انهم تمكنوا من استخلاص حقائق تمكنهم من السير فى طريقهم العظمي وفتحت لهم افاق جديد ومنذ ذلك الحين ثابت قرر ان يعيش حياته بطريقة عادية رغم انه من وقت لاخر يبحث فى الكلمات قليلا وهكذا بعد مرور 5 سنوات اكتشف اخيرا كيفية تدريب جسده بالطريقة الانسب له لقد جمع مهارات مختلفة من مدارس مختلفة التى تناسبت مع جسده تماما.عندما دخل العمر الذى من المفترض ان يكون فيه شاب بزوجة و اطفال عزل نفسه عن العالم و بداء التدريب كانت مهاراته شبه مكتملة التى كانت تحتوى مهارات مثل مخالب التنين من مدرسة التنين الاحمر التى اعطاه اياها العجوز شخصيا بالاضافة الى مهارة الجسد العتيق التى علمه اياها جده و مهارات اغتيال مختلفة.

كان تدريبه شبه متكامل فقد اكتشف تأثير عجيب من التدرب فيهم جميعا فى وقت واحد فى العادة المقاتلين من سلالة العائلة المقاتلة ذات الجينات الوراثية الممتازة يكون تقدمه فى التدريب اسرع بكثير من العاديين عندما يبداء النوعين فى التدرب فى نفس العمر عادة ما يصل ذو الدم المقاتل الى مستوى الخبير اولا و يترك الاخر فى غباره لذلك تتصاهر العائلة المقاتلة فقط فى ما بينها ولكن ما هو المختلف فى حالة ثابت انه فى العادة باعتباره سليل من العائلات المقاتلة يجب ان يصل الى مستوى خبير فى سن الثلاثين او نهايتها على الاكثر و لكن ثابت قد وصل فقط بعد سنتين من ممارسته للتدريب عن طريق هذه المهارات الى مستوى خبير.

هذا كان بعيد عن التصديق فى عالم الكنين لانه من المعروف ان متطلبات الخبير هى التحكم المطلق فى طاقته الجسدية و الذهنية وهذا يتطلب اعوام من الممارسة و التعود ولكن عند تدربه هو استطاع عن طريق حدثه فقط ان يصل الى مستواه حاول كثيرا التفكير بسبب و لكن لا يسعه سوى التفكير فى الجملة التى قالها جده او انه فقط محظوظ كفاية لتفاعل هذه المهارات المختلفة بشكل استثنائ مع جسد من يعلم؟

بعد مرور عامين من الانعزال قرر اخيرا الانخراط مرة اخرى فى المجتمع فى البداية حاول اخفاء قوته جيدا ولكن من يعرف من المشاكل سوف تدق بابه دون سابق انزار و لانه شخص فخر و لديه كبرياء مقاتل نبيل لم يستطع البقاء صامتا فى وجه مطايقه و تقاتل مع حد الموت فى النهاية استطاع قتل خبير و سته مبتدئين مهاراته عملت بسلاسة معا مما جعل الاعداء يرتجفون خوفا ولكن فى النهاية هو مجرد خبير صغير بالمقارنة مع الماستر و الغراند ماستر الاسطوريين هو فقط حشرة صغيرة من حيث السرعة و القوة لذلك قرر الفرار بحياته من تلك المدينة.

سافر عبر القارة الارجوانية لمدة ثلاثة اشهر قطع بحارا و تسلق جبال و فى النعاية وصل الى السهول الخضراء اليانعة من اراضى القارة الارجوانية التى لم تكن هنالك مدنن هنا فقط قرى و فلاحين و بعض مدارس الفنون هنا و هنالك و لكن رؤساء هذه المدارس هم مبتدئين او فى قمة مستوى المبدئين على الاكثر.

قرر فى النهاية اقامة مدرسة صغير فى قرية كبير تسمى سانفيل و كانت اسم القرية هو اسم مؤسسها نفسه توسعت هذه القرية حتى شملت عدة مئات من البيوت اذا استمر العدد فى الزيادة فسوف تترقى لرتبة بلدة قريبا ولكن اهم من عدد السكان كان عدد المقاتلين الذين يحرسونها.

مدرسته فى اول شهر لم تتلقى سوى تلميذ واحد الذى شارك فى الدوري الشهرى للقتال و اذهل القرية باكملها بعد ذلك ازدهرت هذه المدرسة بشكل مطرد ولكن كالعادة الامور الجميلة لا تستمر طويلا حيث ان الاعداء جاؤا للانتقام بعد معركة ضارية و عنيفة استطاع فى النهاية الفرار بعد قتل رجل عجوز بعمر ستين عاما كان فى قمة مستوى الخبير.

الامر الجيد انه استقر فى قرية ضمن سلسلة جبال مخفية هنالك وجد عشقه الاول كانت مثله وافد الى القرية من مكان بعيد تزوجا و انجبا طفلة لقد عاشا معا لعام و نصف قبل ان تختفى هى و الفتاة.

فى تلك الليلة ثابت جن جنونه و اخذ يكسر اغراض البيت بكل بطش و قوة اخذ يردد فى خاطر 'لورة اين ذهبتي و تركتني وحيدا'منذ ذلك اليوم ولمدة نصف عام لم تظهر ابدا وكل ما استطاع ثابت فعله هو تفريغ غضبه فى التدريب و بالفعل كان على اعتاب مستوى الماستر.لن الاعداء لا ييأسون و قد ارسلوا بالفعل خمسة قتلة مأجورين فى مستوى الماستر كان من الممكن ان يخرج سليما اذا كان واحد فقط و لكنهم خمسة مقاتلين على مستوى الماستر كان شئ لا يستطيع تحمله هرب بنفسه عبر سلسلة الجبال بينما يهرب سمع صوت القرويين يصرخون مماجعله يخفف شدة جريه للحظة قبل المتابعة مع جز اسنانه.

عقله كان مضطرب و ذهنه منهك مما جعله يتوقف للحظة و التى عندها وجد نفسه فى جبل اسود اللون مع جو قاتم لكن فى ثانية واحدة احساس الخطر طغى على حواسه و فى لحظة ضوء فضى لمع فى عينيه و سكين صغير طار نحو رقبته لكن قبل ان تضربه انحنى برقبته للجانب مر السكين بالقرب من قربته بخيط رفيع واصلت السكين طيرانها و انغرست فى جزع شجرة سميكة.

لم يستطع ثابت اخذ نفسه عندما انحدرت يد ضخمة نحو صدره ارسلته محلاقا للخلف بينما الدم سال من زاوية فمه قاوم ليقوم من الارض بينما تجنب قبضة قادمة نحوه و بداء فى الجرى بدون اتجاه رغم ضعف مستواه الا ان سرعته قد تجاوزت مستواه لهذا لم يستطيعوا سوى جرحه بجروح صغيرة وهكذا سعيه اوصله الى نهاية مسدوة حيث وصل الى جرف سحيق.

وهكذا اختار القفز فى الجرف ووصل الى هذه الحال عندما انفلتت يده عن الصخرة.شريط ذكرياته مر فى ذهنه و لمحة من تنوير لمعت فى عقله.

عينيه لمعت وسط الظلام كنتا مثل جوهرتين تسلل خيط رقيق من الطاقة باللون الابيض اتصل ببطنه وسط هذا الظلام اصبح كالطفل فى رحم امه.

____________

الرؤاية فى بدايتها لذلك لن اتوقع الكثير و لكن اذا لحظتم اخطاء الرجاء ابلاغي

2018/07/03 · 415 مشاهدة · 1287 كلمة
yikotull
نادي الروايات - 2024