لم أعلم كم من الوقت بقيت جالسًا.

فقط تركت الصمت يغمر أفكاري ومحيطي، غارقًا فيه لأطول مدة ممكنة.

الصمت كان يحمل معانٍ مختلفة بالنسبة لي.

في بعض الأوقات، كان الصمت يعني الوحدة.

كان يعني غياب الأصوات من حولي.

لكن بعد نقطة معينة، أصبح الصمت شيئًا آخر بالنسبة لي.

أصبح علامة على السلام.

مع كل الفوضى وكل ما كان يحدث من حولي، أصبحت لحظات الصمت النادرة هي لحظات السلام القليلة.

لكن…

“أتُرى… ما الذي أشعر به الآن؟”

هل هذا الصمت… وحدة؟

…أم أن هذا الصمت سلام؟

لم أكن قادرًا على التمييز.

لكن، بدا لي أنه مزيج من الاثنين معًا. لم أعلم كم من الوقت بقيت جالسًا.

فقط تركت الصمت يغمر أفكاري ومحيطي، غارقًا فيه لأطول مدة ممكنة.

الصمت كان يحمل معانٍ مختلفة بالنسبة لي.

في بعض الأوقات، كان الصمت يعني الوحدة.

كان يعني غياب الأصوات من حولي.

لكن بعد نقطة معينة، أصبح الصمت شيئًا آخر بالنسبة لي.

أصبح علامة على السلام.

مع كل الفوضى وكل ما كان يحدث من حولي، أصبحت لحظات الصمت النادرة هي لحظات السلام القليلة.

لكن…

“أتُرى… ما الذي أشعر به الآن؟”

هل هذا الصمت… وحدة؟

…أم أن هذا الصمت سلام؟

لم أكن قادرًا على التمييز.

لكن، بدا لي أنه مزيج من الاثنين معًا.

أغمضت عينيّ، وسمحت للظلام بأن يغمر رؤيتي، ثم أخذت عدة أنفاس عميقة في محاولة لتهدئة نفسي، قبل أن أفتح عينيّ مجددًا وأحدّق في الرسالة بين يدي.

“لا فكرة لدي عمّا خططت له، لكني أعلم أنك على الأرجح ستكون بعيدًا لفترة طويلة جدًا.”

لم يكن الأمر وكأنني لم أتوقعه.

كنت مستعدًا له.

…لكن الرسالة باغتتني.

كأنني تلقيت ضربة مفاجئة منه دون تحذير.

“يا له من مزعج.”

وأخيرًا، ارتسمت ابتسامة على وجهي.

قمت بطيّ الرسالة بعناية، ووضعتها في الخاتم الذي أرتديه.

كنت أنوي تأطيرها لاحقًا.( يقصد وضعها في إطار زجاجي أو خشبي)

“هووف.”

مسحت وجهي عدة مرات، ثم نظرت حولي.

الآن وقد رحل نويل، كان علي أن أُفكر في طريقة لتبرير غيابه. الخيار المنطقي هو الادّعاء بأنه ذهب في رحلة طويلة، لكن ذلك لن يكون مقنعًا حقًا بالنظر إلى الوضع الحالي مع عائلة إيفينوس.

في هذه الحالة…

“إما أنه مات… أو أُصيب.”

عبست وأنا أسترجع محاولة الاغتيال السابقة.

“…قد تنجح هذه الفكرة.”

ذريعة إصابته في محاولة الاغتيال قد تكون مجدية.

على الأقل في المدى القصير.

كنت أعلم أنني لن أستطيع التمسك بهذه الحجة لوقت طويل.

لكن ذلك لم يكن مهمًا كثيرًا.

فهناك الكثير من الأمور التي كان عليّ أن أقلق بشأنها في الوقت الحالي.

“الآن بعد أن تم الكشف عن هويتي، لن يكون من الغريب أن يأتي أفراد من سماء مقلوبة للبحث عني. ولن يرسلوا أشخاصًا بمستواي فقط… أطلس… قد يكون هو من يأتي لي مباشرة. وحتى إن لم يكن هو، فقد يكون أحد المقاعد الأخرى.”

وهذا الجزء هو ما كان يقلقني.

صحيح أنني قوي، لكنني لست قويًا بما فيه الكفاية لأشعر بالأمان منهم.

وإن جاؤوا بالفعل… فلن يكون بوسعي فعل أي شيء.

إلا إذا…

نويل كان يعلم مسبقًا بما سيحدث، وقد أعد شيئًا لمثل هذا الوضع.

بدت هذه فرضية معقولة.

لا يمكن أن يكون نويل قد تجاهل احتمال حدوث شيء كهذا.

“حسنًا، يمكنني أن أقلق بشأن هذا لاحقًا. رغم أن الأمر مهم، لا يزال هناك بعض الأمور العاجلة التي يجب أن أتعامل معها أولًا.”

نظرت حول مكتب نويل قبل أن أمسك بالتقويم.

وأخذت قلم الحبر الذي لم يكن بعيدًا عني، ثم قمت بتحديد تاريخين بدائرة.

“جنازة الإمبراطور، وطقس السلاح.”

بعد يومين، ستبدأ جنازتا الإمبراطور والأمير. هذان اليومان سيكونان بالغَي الأهمية.

…فبالإضافة إلى كونهما بداية معركة الخلافة، فسيكونان أيضًا نهاية آخر لحظات السلام داخل إمبراطورية نيرس أنسيفا.

كنت شبه متأكد من أن باقي الإمبراطوريات ستقوم بدعم المرشحين الآخرين سرًّا في صراع العرش.

ستكون هذه حربًا طويلة ودامية.

حربٌ يجب أن أكون حذرًا للغاية فيها.

“من المفترض أن يُقام طقس السلاح خلال أسبوع، لكنه قد يتأجل بضعة أيام. ما زلت بحاجة إلى إيجاد بعض الأشخاص الإضافيين للمساعدة. حتى الآن، لدي بعض الأسماء في ذهني.”

كنتُ قلقًا قليلًا بشأن الطقس.

لكن، في الوقت نفسه، كنتُ واثقًا من قدرتي على الفوز به.

كنتُ فقط بحاجة إلى أن أكون حذرًا، فهناك احتمال كبير لتدخل قوى خارجية في الأمر.

وخاصةً الإمبراطوريات الأخرى.

وهذا الجزء بالتحديد كان يقلقني كثيرًا.

“لكن من غير المنطقي أن يرسلوا ملكًا للمشاركة في القتال، فذلك سيكون مبالغًا فيه. أفضل تخمين لدي هو أنهم قد يرسلون شبه-ملك… شخصًا على وشك أن يصبح ملكًا. سيكون ذلك هو ورقتهم الرابحة. يجب أن أفكر في طريقة للتعامل معه.”

ولم يكن هذا هو كل ما يقلقني، فقد كان علي أيضًا دراسة قوات عائلة إيفينوس بعناية. فالجميع بات يعلم الآن أن ما عرضته عائلة إيفينوس سابقًا لا يمثل قوتها الحقيقية على الإطلاق.

كانت قوتنا المالية مذهلة، وكذلك قواتنا العسكرية.

لكن…

لم أكن أعرف شيئًا عن المدى الكامل لها.

ولهذا السبب، خططت لاكتشاف ذلك الآن.

“لكن أين ترك تلك الملفات بالضبط؟”

بدأت أنقّر بأصابعي على سطح المكتب، وأقلب عدة عشرات من الأوراق التي كانت موضوعة بعناية على جانبي المكتب. كانت كثيرة جدًا، ومجرد النظر إليها منحني صداعًا هائلًا.

“لا، انتظر.”

توقفت بعد لحظة.

عند التفكير بالأمر، لا يمكن أن يكون نويل قد ترك ملفات بهذه الحساسية مكشوفة بهذا الشكل.

لا بد أنها كانت في مكان آمن.

بدأت أنقر بأصابعي على الطاولة بتفكير، قبل أن ألتفت نحو رف الكتب الضخم خلفي.

“هل يمكن أن…؟”

إن كان هناك شيء واحد أعلمه عن نويل، فهو أنه كان يعشق أفلام الجاسوسية في صغره.

كان يعشق بالأخص الأشياء مثل الغرف السرية وما شابه.

وإذا لم تكن تخميناتي خاطئة—

كليك!

ما إن سحبت أحد الكتب إلى الخلف، حتى صدر صوت طفيف، وبدأت المكتبة بالتحرك جانبًا، كاشفة عن باب صغير يبدو أنه محمي بكلمة مرور.

لم أقل أي شيء.

فقط…

حتى بعد كل هذه السنوات، لا يزال على حاله.

شعرت بمزيج من السعادة والحزن.

من بين كل الأشياء التي لم تتغير…

“لا بأس.”

نظرت إلى لوحة إدخال كلمة المرور وتوقفت. وبما أنني أعرف أخي جيدًا، أدخلت رمزًا في لوحة المفاتيح التي كانت مصنوعة باستخدام الرونات، وفتح الباب بعد بضع ثوانٍ.

”…تاريخ ميلادي. كما توقعت.”

نويل كان دومًا متوقعًا عندما يتعلق الأمر بأشياء كهذه.

استقبلني درج صغير لحظة فتح الباب، وما إن نظرت إلى الأسفل حتى أضاءت الأضواء المثبّتة على جوانب الجدران، وظهرت غرفة أمامي بعد لحظات.

توقفت ما إن دخلت الغرفة.

لم تكن هناك كلمات تصف هذا المكان بدقة.

لم تكن الغرفة ضخمة، لكنها كانت كبيرة بالتأكيد—بحجم ملعبَي تنس موضوعين جنبًا إلى جنب تقريبًا.

جدران حجرية كانت تحيط بالمكان، وأعمدة خشبية طويلة ترتفع على مسافات متساوية لتدعم السقف فوقي. مكاتب مرتبة بعناية كانت تملأ الغرفة، وكل مكتب يحوي ملفات ووثائق مرتبة بشكل منظم.

مكتبات ضخمة وقفت على الجدران الخلفية، كلها تحتوي على كتب وملفات بدا وكأن قراءتها ستستغرق عمرًا.

الهواء كان نقيًا نسبيًا، وباستثناء رائحة الحجر التي علقت في الأجواء، لم تكن رائحة المكان سيئة.

«…لم يُقصّر حقًا عندما أنشأ هذا المكان.»

ظللت أتأمل المشهد أمامي لعدة ثوانٍ، ثم توجهت نحو المكاتب. كان هناك خمسة مكاتب بالمجمل وكل واحد منها يحمل لافتة.

كان هذا مفاجئًا بعض الشيء، لكن بعد لحظة، أدركت شيئًا.

من المحتمل أنه تركها من أجلي.

كان على الطاولة الأولى مكتوب:

[التاريخ]

أما الطاولة الثانية فكتب عليها:

[عائلة إيفينوس، الأراضي، والقيمة.]

والطاولة الثالثة كُتب عليها:

[الإمبراطوريات وتوزيعها.]

وعلى الطاولة الرابعة:

[المنظمات الأربع. الهيكل، والمقاعد، والجذور.]

…أما الطاولة الخامسة، فكتب عليها:

[كل ما أعرفه عن الكائنات الخارجية.]

توقفتُ أحدّق في الملفات والأوراق العديدة الموجودة على كل طاولة، ثم نظرتُ إلى اللافتات، فتوقف قلبي للحظة.

هذا…

كان شيئًا ضخمًا.

**

مرّت عدة أيام على وفاة والدها وأخوها.

ومع ذلك… كان الأمر لا يزال يشعرها كما لو أن كل شيء حدث قبل دقائق قليلة فقط.

الصور المروعة كانت تلاحق ذهنها، تمنعها من النوم. في كل مرة تغمض فيها عينيها، كانت تعود تلك الصور. فتفتح عينيها فجأة، وقلبها ينبض بسرعة، كما لو أن ذلك وحده قد يبعدها عنها.

كان نظر اويف فارغًا.

وكانت خطواتها بطيئة.

قبل أن تدرك ذلك، وجدت نفسها أمام غرفة معينة.

كانت غرفة أخيها.

تجولت نظرتها في أرجاء الغرفة قبل أن تمتد يدها وتفتح الباب.

صرير!

صدر صوت الباب وهو يفتح، وظهرت غرفة أخيها أمامها.

كانت الغرفة مزينة بعناية. لم تكن تختلف كثيرًا عن غرفتها، باستثناء المكتب الضخم الذي كان موضوعًا بجانب النافذة.

على المكتب كانت عدة زجاجات دواء مرتبة بدقة بجانب إطارات صور. داخلها كانت صور لها… وله.

انقبض قلبها وهي تتقدم نحو المكتب.

كانت هذه أول مرة تزور فيها مكتبه.

جلست على مقعده، وشمت رائحته المألوفة، رائحة الخزامى.

ارتجفت شفتاها، لكن لم تذرف دمعة واحدة.

دموعها…

كانت قد جفت كلها.

لكن فقط الدموع.

أما الألم فلم يذهب. في الواقع، كان يزداد قوة مع كل ثانية تمضيها في الغرفة، وكأنه يحاول تمزيق صدرها.

كانت هذه أول مرة تشعر بهذا القدر الكبير من الألم دفعة واحدة.

جعلها تشعر بالخدر تجاه كل شيء.

ومع ذلك…

رغم معرفتها بأن الأمر سيء، لم تستطع أن تمنع نفسها.

مدّت يدها إلى أدراج أخيها وبدأت تتفقد كل متعلقاته.

كلما غاصت أكثر في أشيائه، ازداد الألم في قلبها عمقًا. خاصة عندما وجدت زجاجات الدواء الفارغة. كثيرة جدًا منها. ودماء جفت مخبأة على حواف الملفات. أوراقٌ متجعدة متناثرة على المكتب… كل واحدة منها كانت كأنها تذكرة صامتة بمدى الألم الذي عاشه يوميًا.

شعرت بقلبها يوجعها أكثر مع هذا الإدراك، وعندما فتحت درجًا آخر وأخرجت ورقة جديدة، توقفت اويف فجأة.

تذبذب نظرها الخالي والخدر عندما وقع على الورقة، وارتسم وميض خفيف لشيء ما يخترق الفراغ.

[جائزة جوفينك]

التصويت: اويف ك. ميغريل

“م… ماذا؟” (ياريت تعرف اخو جوليان قاتل ولا تعرف ذي حقيقة)

————-

FMS: الاشتراك غداً بيخلص وبسحب على رواية حتى اجمع اموال الاشتراك ورجع انزل

2025/07/30 · 150 مشاهدة · 1498 كلمة
AA
نادي الروايات - 2025