170 - إنّه جسدي، ملكي ولي وحدي!

170 – إنّه جسدي، ملكي ولي وحدي !

وبالطبع كانت الأفضليّة في هذه الأثناء لهدّام الضروس، كونه أصبح معافى وطاقته السحرية مشحونة بالكامل، على عكس باسل الذي كان مجروحا بجروح خطيرة وطاقة عنصري النار والرياح كانت تقترب من الوصول إلى حدّ لا تقدر فيه على تزويده بأيّ طاقة.

وما كان يعطي ميزة لظلّ الشيطان حقّا على باسل كان معرفته بأنّ ذلك الأخير لا يستطيع استخراج قدرة الرمح الخشبيّ كلّها. كان باسل قد بدأ يستخدم الرمح في الآونة الأخيرة فقط على عكس هدّام الضروس الذي كان يتدرّب عليه لمدة طويلة.

علم الآن ظلّ الشيطان لمَ تخلّى باسل عن كلّ دفاعاته سابقا وابتسم بالتفكير في ذلك. لقد كان يواجه مشكلة في التعامل مع باسل الذي يملك عنصر التعزيز بكمّيّة ومستوى كبير، ولكنّه الآن أصبح يرى طريق الفوز واضحا.

أمّا باسل، فعلم ما الوضع الذي أصبح فيه وبدأ يفكّر في طريقة تمكّنه من البقاء على قيد الحياة ريثما يصير يتحكّم في الرمح الخشبيّ مثاليّا. فهذا كان هو أمله الأخير الذي سيمكنه من قتال خصمه بتساوٍ مرّة أخرى.

لقد كان باسل يستخدم الرمح الخشبيّ منذ بداية معركته ضدّ هدّام الضروس، ولكنّ هذا الأخير اكتفى بسلاحيه الأثريين بالدرجة السابعة، وكان هذا دليلا آخرا على مدى قوّة عنصر الدمار فقط. احتاج باسل إلى مثل هذا الرمح وعنصريه بالمستوى الثامن إضافة لعنصر التعزيز بمستوى فوق الرابع عشر حتّى أصبح قادرا على مواجهة هدّام الضروس.

وحاليا، كان هناك شيء إضافيّ يشغل بال باسل. لو كان هدّام الضروس قادرا على استخدام مثل هذا الكنز العتيق، فلا شكّ أنّه يملك التحكّم المثاليّ. وحقيقة أنّه لم يرهق نفسه باستخدامه طوال المعركة قبل الآن، تشير إلى أنّه كان ينتظر هذه اللحظة بالضبط حتّى تكون له الأفضليّة بشكل واضح.

أحكم باسل قبضته على رمحه الخشبيّ، وثبت في مكانه مركّزا على دفاعاته جيّدا. وفي اللحظة التالية أدرى أنّه ضُرِب من طرف شيء بسرعة كبيرة للغاية لم يستطع تتبّعها. وعندما رأى ما كان ذلك أخيرا، علم أنّه القرص الفضّيّ الذي كان مشحونا بسحر ظلّ الشيطان.

كانت سرعة هذا القرص لا تقاس فبلغ باسل في لحظة كأنّه انتقل عبر ضوئه الخاص. وبمجرّد ما أن وصل إلى باسل حتّى تضاعف حجمه فصار كبيرا كفاية ليصفع جسده بقوّة جعلته يهتزّ ويرتجّ بشكل عنيف. ولولا دفاعات باسل لكان عنصر الدمار المعزّز قد جعله في خبر كان.

حاول باسل تثبيت نفسه من جديد بعدما حلّق بسبب تلك الضربة لعشرات الأميال، فرأى قبائل الوحش النائم تتّجه نحو ظلّ الشيطان، لذا صرخ: "إنّه لي، اهتمّوا بأمر أولئك القدماء الثلاثة الذي بقوا."

كان باسل يعلم أنّهم لو اقتربوا من هدّام الضروس فسيموتون بدون فائدة ترجى. ولو أن هناك عمل يستطيعون إنجازه فهو محاولة التغلّب على القدماء الثلاثة المتبقّيين.

كان الكبير ديميور وفضيلة كرم في حالة يستطيعان القتال بها، ولكنّ الملول طايكوتسو كان بجروح بالغة جدّا ومازال يُعالج. هؤلاء الثلاثة وبعض المتبقّيين من جيش حلف ظلّ الشيطان أصبحوا في أهبة الاستعداد بعد كلام باسل وقوّوا من دفاعاتهم متّخذين تشكيل تقوده فضيلة كرم والكبير ديميور.

عاد القرص الفضّيّ إلى يد هدّام الضروس الذي استخدم بعد ذلك فنّه القتاليّ مباشرة ملاحقا باسل بسرعة كبيرة. وفي الجهة الأخرى، أدار باسل تعاويذه الذهنيّة الروحيّة واستخدم عنصر الرياح ليطير، ثم شحن رمحه الخشبيّ أكثر. فحتّى عندما ضُرِب بالقرص لم يتوقّف عن شحن رمحه الخشبيّ.

بدأ شكل الرمح يتموّج ببطء شديد، ولكنّ ظلّ الشيطان لم يكن سيتيح الوقت الكافي لباسل حتّى ينهي عمله.

*انكسار* *انكسار* *انكسار*

تتابعت الانكسارات واختفى هدّام الضروس تماما بعد عشرات من الانكسارات فبدا كأنّه ينتقل عبر الفضاء بعدما يكسره. كانت سرعته تزداد مع الوقت ولا تنخفض أبدا. وفي المقابل، كان باسل يدور مكوّنا إعصارا ليزيد من قوّة فنّه القتاليّ، لقد بلغ الدرجة الثانية فيه ولهذا كانت قوّة الدفع التي ينتجها كبيرة جدّا كفاية ليقاتل بها ساحرا بالمستوى الثامن دون استخدام السحر.

انبثق هدّام الضروس فجأة كأنّه قدم من الفراغ، والتقى بباسل مباشرة. كانت قبضة ظلّ الشيطان مغلّفة بسحره، وعندما اقتربت من باسل كسر الهواء مرّة أخرى فانطلقت قوّة هائلة مصاحبة لعنصر الدمار المعزّز كأنّما سماء أرجوانية سقطت بثقلها، وكان هذا الثقل قادرا على دكّ أعتق الجبال وأرسخها.

أمّا باسل، فكان قد ولّد قوّة دفع كافية ليواجه بها هذا الثقل العظيم. خلقت قبضته ارتجاجا في الهواء بعدما ضرب بها، وبالطبع صاحب ذلك سحره، مطبّقا الامتداد الكلّيّ، فصنع قبضة زرقاء ضخمة جابهت تلك السماء الأرجوانيّة، فكان الأمر كما لو أنّ عملاقا جبّارا أقوى من جبال العالم وأصلب منها يحاول رفع هذه السماء التي لم تترك شيئا إلّا ودمّرته.

احتدّ بينهما الضغط، وجعل من التنفس حوله شبه مستحيل. أظهر بعد ذلك ظلّ الشيطان قرص بحيرة المائة الفضّيّ، فشعّ ضوء هذا الأخير، وكان هذا الضوء حارقا للغاية، دون ذكر أنّه صاحب معه عنصر الدمار المعزّز.

ومن أجل إيقاف هذا، اضطرّ باسل إلى استخدام رمحه الخشبيّ الذي مازال لم يتحكّم فيه مثاليّا.

*بووم* *بووم* *بووم*

استمرّت التلاحمات بينهما وكان التعب على باسل ظاهرا، على عكس هدّام الضروس الذي كان معافى كلّيّا. بدأ مستوى عنصر تعزيز باسل يتراجع فأصبح في المستوى الرابع عشر، وكان هذا دالّ على كم أرهِق بحر روحه وجسده. وبالطبع، كلا عنصراه الآخران اقتربا من حدودهما.

لم يترك هدّام الضروس أيّ فرصة لباسل حتّى يحاول التحكّم في رمحه مثاليّا، وكان فقط يلاعبه طوال الوقت منتظرا إيّاه ليرهق. كان يعلم تماما ماذا يفعل ولم يتعب نفسه أو استفرغ كلّ ما لديه، وكان يخزّن قوّته بدل أن يضيعها على باسل الذي كانت نهايته محتومة.

وبعدما نزل مستوى عنصر تعزيز باسل إلى المستوى الثالث عشر مرّة أخرى، قرّر هدّام الضروس التحرّك من أجل القيام بالضربة القاضية. استعمل كلّ ما يملك من فنٍّ قتاليٍّ وسحرٍ وتوظيفٍ للكنز العتيق.

صنع عالم ين ويانغ، ثم جعل القرص الفضّيّ يطوف فوقه كداعم له. انكسر بعد ذلك الهواء بركلة منه فحلّق في السماء، وبعد عدّة ركلات أخرى اتّجه نحو باسل بسرعة مرتفعة، بحيث لم يكن خصمه المجروح والمرهق قادرا على مراوغته.

**بووم*

ركل ظلّ الشيطان مرّة أخيرة عالم الين واليانغ عبر كسر الهواء، وكانت كلّ ركلة منه كافية لتسقط جبلا، وفي كلّ مرّة كان يركل بها كانت تزداد القوّة.

صار عالم الين واليانغ محاطا بنور فضّيّ بسبب قرص البحيرة، وانطلق نحو باسل بسرعة وقوّة لا تقاسان. كان هذا هو أقوى هجوم من هدّام الضروس حتّى الآن. لقد كان في هذا الهجوم طاقته السحريّة في قمّتها، وكذا فنّه القتاليّ، إضافة لاستغلاله قدرة القرص الفضّيّ الذي جعلت من هذا الهجوم أفتك وأمثل.

انكسر الهواء مرّات عديدة حتّى اختفى في الفضاء متنقّلا عبره. لقد كان بإمكان هذا الهجوم قمع ما يجابه ومحق ما يمرّ به. استطاع بلوغ الأعالي الأقاصي واختراق العالم السفليّ بهيمنة مدهشة.

شغّل باسل كلّ ما يملك من أجل الدفاع عن نفسه ضدّ هذا الهجوم المرعب، والذي انبثق فجأة من الفراغ فسقط بثقله كنجم ثاقب لا يستطيع شيء إيقافه من اختراق أهدافه.

*باام* *باام* *باام*

استمرّ النجم في الاندفاع تجاه باسل دون توقّف أو تباطؤ، وكان باسل يزداد ضعفا مع الوقت فقط وبدون حيلة أمام الحمل الهائل. كان هذا هو أقوى هجوم واجهه في حياته، ولم يسبق لأيّ شيء أن هدّد حياته لهذه الدرجة بهذا الشكل.

ابتسم هدّام الضروس في هاته اللحظات متأكدا من فوزه، فهو يعلم حال باسل ومدى قوّة هجومه الخاص. نزل عنصر تعزيز باسل إلى المستوى الثاني عشر، وكان عنصراه الآخران في المستوى الثامن فقط، وحتّى مع الفنّ القتاليّ، لم يكن ليستطيع أبدا إيقاف هذا الهجوم الضاري من الفتّاك ظلّ الشيطان.

*بووم*

طغى النجم أخيرا على باسل كلّيّا وجعل العديد من أنحاء جسده تتلقّى ضررا هائلا، إضافة للجروح السابقة، فصار باسل بعد ذلك غير قادر على رفع ذراعيه بالشكل المناسب حتّى ليدافع عن نفسه.

اقترب من فقدان الوعي، وفي هذه اللحظة، على بعد مئات آلاف الأميال، فتح الشابّ ذو الشعر الفضّيّ والحكمة السياديّة عينيه بقوّة كما لو أنّه سمع أفظع خبر في حياته كلها. أحكم قبضتيه بينما يجلس متربّعا مستخدما قدراته وحواسه الخارقة رائيا عبر مختلف الأشياء، كاشفا حقيقتها.

توهّجت النجوم الثلاثة بعينيه ثم تكلّم: "إنّك لمثابر لحوح يا هذا. لقد قمعت الاتصال بينك وبين ابني، ومع ذلك استطعت التغلّب على ذلك. من أنت بالضبط؟ ماذا تريد من تلميذي؟ لِمَ تحاول سلب جسده؟" كانت لهجة الشابّ حادّة للغاية وحملت هدوءا به غضب لا يُرى عمقه كظلام أبديّ بأحد البحار السوداء المحرّمة.

"لا أسلب شيئا. إنّه ليس جسده، إنّه جسدي، ملكي ولي وحدي." رنّت هذه الكلمات فجأة في ذهن الشابّ فسبّبت له الصداع من ثقل النيّة التي حملتها. جعلته يركّز كلّيّا على التخلّص منها تماما، فهرع إلى قطع كلّ ما ربطه بها عن طريق باسل. وبسبب هذا، انبثقت منه ثلاث مخطوطات عتيقة وطفت أمامه، وفي لحظة، اختفت بسرعة الضوء متنقّلة نحو مكان ما.

ومباشرة بعد ذلك، سطع جسد باسل بضوء ساطع سامٍ جعل المخلوقات تخضع لحامله وترتعب من حضوره. كان ذلك إعلانا عن ظهور مخلوق جبّار يستطيع بسلطته حكم الخلق كسلطان بأكبر طغيان.

وفي الحال، ظهرت المخطوطات الثلاثة أمام باسل، وكانت هي السبب في هذا الضوء المعمي والذي جعل من النجم شيئا من الماضي. اختفى النجم الذي كان سيقتل باسل في اللحظة التي ظهرت بها المخطوطات الثلاث متبدّدا كأنه غبار فقط.

دار القرص الفضّيّ بسرعة كبيرة للغاية بعدما جابه المخطوطات الثلاث وعاد بأقصى سرعة يملك إلى يد هدّام الضروس. بدا في تلك اللحظات كأنّ للقرص نيّة خاصة جعلته يرتعد من النيّة التي تقبع داخل هذه المخطوطات.

توهّج جسد باسل الذي كان مغمض العينين، وفي اللحظة التي فتح بها عينيه، ارتجّ الهواء وارتفع الضغط أكثر مما كان عليه، وسبّب الصداع والإرهاق لأقوى السحرة حتّى.

شدّ هدّام الضروس عزيمته ثم نطق بصعوبة بعدما حدّق إلى باسل: "من... من أنت؟"

رفع باسل يده إلى الأعلى ناويا استخدام هجوم قاتل، ممّا جعل عزيمة ظلّ الشيطان التي استجمعها بصعوبة تتلاشى في لحظة. لقد كانت هذه النيّة بمستوى مختلف للغاية. كانت سامية جدّا ولا يمكن لساحر بمستويات الربط أن يستطيع الثبوت بأيّ شكل من الأشكال أمامها. كانت تثبِّط العزم وتذعن المخلوقات دون حاجة للكلام.

رأى ظلّ الشيطان مصيره في اللحظات التي رفع بها باسل يده، ومع ذلك، لم يدر ظهره للفرار وجابه الموت بصدر رحب. كان هدّام الضروس في هاته اللحظات من المرحّبين الشجعان.

وبمجرد ما أن بدأت ذراع باسل تسقط، حتّى توقّفت فجأة، والغريب في الأمر أنّ باسل نفسه من أوقفها بيده. بدا يعاني وصنع تعبيرات تدلّ على الألم بسبب مقاومته شيء ما.

صرخ فجأة بصوت هز الأرض: "إنّه جسدي، ملكي ولي وحدي ! "

من تأليف Yukio HTM

أتمنّى أن يعجبكم الفصل. أرجو الإشارة لأيّ أخطاء إملائية أو نحوية.

إلى اللّقاء في الفصل القادم.

2018/07/28 · 1,011 مشاهدة · 1614 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024