(منظور الراوي)


أخذت والدة شهاب تحدق بابنها شهاب بعد اتمامها للمهمة التي اوكلتها اليها القائدة رايسا، رؤيته يعمل بشغف كانت مغايرة لما اعتادته من تصرفاته الفريدة

فهو لم يكن يتفاعل مع الاخرين سوى بالبرود فقط البرود، لم.. يكن يملك كل المشاعر مثل الاخرين..
و لم يكن يستطيع التفاعل مع الكثير من الامور من حوله..

فجأة ذكرى قديمة توافدت الى عقلها، في الواحة التي ملكها زوجها عند البحيرة تحديداً، مشهد الكبسولة رقم ثلاثة التي كانت تطفوا عليها...

- انتهيتي؟. صوت رايسا افاق السيدة هدى من شرودها لتومئ لها بخفه

- جيد اذا، سنتحرك بعد قليل هناك جماعة تقترب الى هذا المبنى.

- رغم انه بعيد عن الحدود!.

- اخر ما يريدونه هو ان يوجد شهود عيان على تلك المجزرة التي حدثت هناك، لحسن الحظ هذا المنزل متصل بالكهف مجرد وصولنا سنتحرك في جامعات حسب الخطة.

- حسنا اذا يبدوا ان البقية قد انهوا عملهم ساذهب لابلاغهم. أومئت رايسا

- وانا ساذهب لتجهيز بعض من الخيول ارتدوا دروعكم و جهزوا اسلحتكم و انتظروا عودتي.

اخبرت رايسا السيدة هدى التعليمات مباشرة قبل انطلاقها نزولا من باب السرداب الصغير الذي كان على الأرضية.

****


أخذوا يشقون طريقهم تحت القصف نحو المنزل الذي وصلتهم المعلومات تفيد بتواجد الافراد الناجين بداخله.


لقد كانت فرقة مكونة من ستة اشخاص بمهمة واحدة و هي الابادة فأخر ما تريد حكومتهم هو معرفة المعارضة بامر تطويرهم لنوع من الاسلحة المتطورة بطلقات موازية لطلقات (KY) الخارقة تلك، لم يكونوا سعداء بما يقومون به طبعاً فأغلب من شهد ذلك كان من الأطفال و كبار السن و سيصعب عليهم قتلهم جميعا و لكنهم بالتاكيد مجبرين على ذلك.

هل تساءلت يوما لما يقوم الجنود في الجيش بالقتال في المعارك؟

المال؟ الوطنية؟ ربما لأهداف اخرى؟

اسباب كل شخص مختلفة و اغلبها تكون لأسباب اجبارية، و لكن الاساس هو الخداع، فالحكومة تقنع جيشها بان هدف المعركة سامي و انهم يقاتلون لغد افضل، بينما تقوم الحكومة المعارضة بنفس الشيء، و بإقتناع المجند بهذه الفكرة فستجد بانه يرى بان قتاله هذا له هدف سامي و يستحق ازهاق ارواح الملايين بينما الحقيقة هي انه يقاتل فقط لتحقيق مصلحة شخصية لمجموعة من الأفراد التي تريد السطوة.

هذه هي حقيقة الحرب.
خدعة كبيرة.. و هدر للدماء بلا جدوى.

****


رغم ان والداها كانا قد تكتما بشان ذلك الامر، في يوم من الايام عندما تسللت لاحد مختبرات اتباع والدها رات رايسا اسطوانة تحمل الرقم 2 مملوئة بسائل غريب بداخلها، سائل ملون و شفاف مثل قوس المطر و ذو رائحة غريبة لم تشم مثلها من قبل.

ما تزال تذكر تلك الأسطوانة جيدا و تذكر ذلك الجو الثقيل الذي كان حولها خلال اقترابها من لمس ذلك الشعار الغريب الذي نقش على تلك الأسطوانة بجانب الرقم 2، لقد كان الشعار عبارة عن ثلاث حلقات متصلة طوليا و متفاوتة في الطول نقشت بشكل كبير وسط تلك الاسطوانة.

"مسدود؟" تعجبت رايسا فور وصولها إلى مدخل الكهف اذ انه كان مسدودا بصخرة عملاقة

"من المحال انها قد سقطت هكذا من السماء.. هذا من فعل فاعل لا بد ان هنا من قد وضعها هنا و لكن لماذا؟" اخذت تفكر للحظات قبل ان تتوسع مقلتيها بدهشة، مؤكد سيقومون بالهجوم على من في المنزل في اي لحظة!.

عليها ان تسرع نحوهم فورا لكي تحذرهم.

لعنت غبائها و هي تركض لانها لم تنتبه جيداً رغم انها لاحظت وجود شخص ما في الغابة، لكنها ظنت بانه ليس بشرا بالتاكيد، لانه بختصار لم يبدوا كبشر، و لان رؤيته فقط خلال جزء من الثانية لم تكن تكفي قررت رايسا فقط تجنب المنطقة، فقط لو انها ركزت لكانت قد تجنبت هذا الموقف ربما.

****


صوت صراخ افراد الفرقة التي كونت من ستة أشخاص وصل إلى مسامع اولائك الذين كانوا يختبئون داخل المنزل، ليدب الرعب في قلوبهم

شهاب الذي كان قد أنهى عمله بعد أن غط الصغير جهاد في النوم كان متجهزا مع بقية افراد البعثة بالدروع و الأسلحة تماما كما طلبت منهم رايسا، بدا بتجهيز مسدسه أستعدادا لأي هجوم مفاجئ قد ياتي و مع اقترابه بخطوات حذرة من باب المنزل أنبثق من اللا مكان صوت طرقات هلعة على الباب

- أرجوكم أدخلوني! لقد مات الجميع! يا الهي ارجوكم أدخلوني أرجوك.. آه!.

صوت مريب اطلق و اختفى معه صوت صراخ ذلك الجندي الفزع عندها عرف شهاب بان الوضع خطير جداً في الخارج.

(منظور الشخصية الرئيسية)


كنت أشعر بالأدرينالين يتدفق في دمائي بينما اجول بنظري على من معي في المنزل.

مع تصاعد الأصوات الغريبة في الخارج تصاعدت حدة التوتر بيننا شيئاً فشيئاً، حسب ما اشاهد من شق الباب السفلي هناك اضواء زرقاء غريبة تجتاح المكان في الخارج!

يكفي لن ننتظر تلك القزمة الحمراء.

أشرت بيدي في أشارة مفهومة للبقية لكي يتبعوني بينما حملت الصغير جهائ على ظهري بينما ساعد من يمكنه الوقوف من بين المصابين الأخرين.

نزلنا السلالم الخشبية إلى داخل الكهف حيث سرنا لمسافة بسيطة حتى تسلل إلى مسامعنا صوت خطوات ركض أحدهم و أنفاسه الثقيلة إنها رايسا بلا شك أستطيع معرفة اسلوب ركضها و طريقة تنفسها فقط من سماعها و لا تسال كيف افعل ذلك لانني لا اعلم.

حالة من التاهب ابداها من معي للاطلاق و لكنني اشرت اليهم بإنزال اسلحتهم

- إنها القائدة. أخبرتهم و عقدت زينب حاجبيها بريبة على عكس والدي و معاذ الذين يعرفان بامر تلك الميزة التي تمتعت بها من الصغر.

هي ليست صفة مميزة بالمناسبة.. أعني انت تستطيع معرفة ما اذا كان الماء بارد أو ساخن فقط برؤية طريقة أبتلاع احدهم للماء نفس الشي يمكنك معرفة صوت خطوات افراد عائلتك لانك أعدت عليها الامر فقط مطور اكثر عندي هذا كل شيء، ربما كانت احدى حواس الانسان المندثرة و التي أفاقت عندي.

عموماً كما قلت كانت القائدة رايسا من قدم إلينا و قد أبدت تعجبا من مجيئنا دون اوامر

- هناك شيء ما هجم علينا. أخبرتها بهدوء على كل أنا متأكد بانه لم يكن بشرا... و لا من صنع البشر..

إنه فقط شيء

- اللعنة و مدخل الكهف مسدود بصخرة.

أثناء حديث رايسا ألتقطت أذناي صوت خطوات ما
ليست بخطوات بشر بالتأكيد.

- إنهم خلفنا.

- لا سبيل للخروج!. قال أحد المصابين بفزع و صوت مرتفع فاشرت اليه بان يلتزم الصمت.

نظرات ذات مغزى تبادلتها مع رايسا و يمكنني أن أقول بأن نفس الفكرة تدور في رؤوسنا.

- أتبعوني. صرخت بينما انطلق صوب مدخل الكهف برفقة رايسا و البقية

- النجدة!. صرخ حد الرجال في الخلف ثم أختفى صوته لنتبادل بعدها النظرات المرتعبة.

- ساتفقد الوضع في الخلف و أحمي من في المؤخرة. أخبرت زينب رايسا التي اشارت اليها بالموافقة لتركض الأخيرة مسرعة صوب المؤخرة

صوت طلقات غير معتادة بات يتعالى الصوت اشبه بسلاح ليزر ربما، ما هذا.. الهي فقط ما الذي يحدث!

وصلنا اخيرا الى مدخل الكهف حيث الصخرة التي تسد الطريق

- تراجعوا. صرخت رايسا علينا بينما تقوم بتلقيم سلاحها برصاصة (KY)

- هل جننتي!. صرخت والدتي بينما تحاول منع رايسا من اطلاق الرصاصة

- أطلاق الرصاصة من مسافة قريبة كتلك سيقتلك، كذلك بالتاكيد سوف يهدم الكهف فوق رؤوسنا!. علق معاذ

- لا سبيل اخر، إما ذلك او الموت، عموما لقد اجريت عدداً من الحسابات سقوط الكهف سيستغرق ما يقارب النصف دقيقة اي 30 ثانية يمكننا الخروج عندها فقط لندعي بان يصل البقية باسر..

لم اتمكن من أكمال حديثي بسبب رؤية زينب !

بحرق كبير على كتفها اصابها حتى العظام كانت تركض صوبنا، و سلاحها الذي كانت تحمله قد ذابت مقدمته تماما، ما الذي حدث!

جعلت معاذ يحمل الطفل جهاد بينما ركضت صوبها بقلب منقبض، لم يعد جسدها يتحمل فخارت قواها بين يدي.

- ما الذي حدث؟ زينب هل تسمعينني؟!.

- ش- شهاب هؤلاء.. عليكم الهروب.. إنهم ليسوا بش..را.

أخبروني بانفاس متقطعة مباشرة قبل أن تبيض مقلتيها و تنقطع أنفاسها، حاولت تفقد نبضها و لكن لا فائدة... لقد فارقت الحياة.

لقد ماتت.. هكذا و ببساطة؟ فقط؟

حقا البشر يموتون بسهولة! هناك في مخيلتي في زاوية بعيدة و مهمشة كان هناك تصور سعيد لي معها، لا اعلم ما سبب تخيلي له، لكنني تخيلته تخلتني اضحك معها فوق هضبة مرتفعة نراقب الغروب، و معنا جهاد و شقيقته، تخيلتنا في القطاع ألفا... نعيش في سلام.

و الان هي ميتة!
ترى هل قتلها تخيلي لذلك؟ تساءلت باسى و انا اغلق عينيها

بعد اخذي لنفس عميق نهضت متوجهاً صوب مدخل الكهف مبعدا رايسا

- ما الذي تفعله؟!. حاول الاعتراض و لكنني اخرستها بنبرتي المرتفعة التي قلما استخدمها

- ان تعرضت للاصابة هنا فسيكون مصير المصابين و الفرقة هو الهلاك، سوف اقوم باستخدام طلقة(KY) بنفسي.

- أنا التي....

- أيتها القائدة! هذه معركة و نحن خاسرون فيها لا محالة، لذلك فكري بمنطقية، الهدف الأول هو انقاذ من نستطيع و ابلاغ الفا بامر هذه الحادثة في أسرع وقت.

صمتت رايسا و تراجعت بصمت بينما لمحت والدتي تعض على شفتيها حتى ادمتها.. إنها قلقة.

- أمي لا تخافي لست ممن يموتون بسهولة، و أنت ايها الاحمق، أحميها بحياتك. أخبرت معاذ الذي أومأ لي بنظرات غريبة بينما يضع يده على كتف والدتي

سحقا لذلك القرد... هل هو قلق بشاني؟

و هكذا و بعد أخذي لنفس عميق و إتخاذي لوضعية ثابتة و بينما ابتعد البقية للخلف قليلاً و أنحنوا يسدون أذانهم باعين مغلقة.

أطلقت رصاصة (KY) و أندفعت الصخور المتفتتة إلى وجهي بينما ضربتنا موجة من الهواء القوي و سطع ضوء حارق في المكان

صوت طنين مزعج في أذني و أعيني ترى كل شيء مشوش أنظر إلى يدي التي تحمل المسدس الى ثيابي و درعي الذي احترق إلى جسدي الذي...

لم يصب بخدش واحد!

ما الذي....

لم اتمكن حتى من التفكير بعدها، فقد ضربنا أحدهم من الخلف لافقد بعدها الوعي...

أمي!

{ليست فقط شخصيته هي الغريبة!!}


إنتهى


معلومة: رصاصة KY هي عبارة عن هواء مختلط مع تركيبة كيميائية غازية معينة مضغوطة لأقصى حد ممكن مخزنة في كبسولة تشبه الرصاص مصنوعة من معدن نادر
هذه الرصاصة فور اطلاقها على هدف معين ستسبب انفجار كبير أقوى مئة و عشرون مرة من قوة المدافع الحربية، هي تعتبر ثمرة أبحاث و دراسات سرية في قطاع ألفا.


2017/07/17 · 371 مشاهدة · 1542 كلمة
Jska12
نادي الروايات - 2024