14 - -الأزمة في الغابة-03-

فزعا من الصوت ليستديرا بحذر

كان امامهم ثلاثة رجال لم يتعرفوا على اثنين منهم في حين ان الثالث كان الشخص من المخيم سابقا

-هذا سيء !"

عض شاتس على شفتيه وهو يتخذ وضعية غريبة متمتما .

استعد ثيودور ايضا للقتال ورفع قبضة يديه الصغيرتين ينظر نحو خصومهم بحذر .

كان منظر طفلين وقد حاصرهما ثلاثة رجال ضخام القامة امرا غريبا لأي شخص لكن ايٌ من الجانبين لم يتحرك بتهور، بل اومأ الشخص في الامام متحدثا

-تماما مثل ما قاله "زيفر " تبدو شخصا واعدا ! لكن لمفاجأتي السعيدة يبدوا انني حصلت على بضاعة اخرى رائعة هنا !"

ابتسم الرجل ذو الشعر المصفر والندبة الطويلة بود نحوهما

-ماذا عن هذا ؟ استسلما ولن نؤذيكما ! اعدكم بمعاملة عادلة !"

-كعبيد.. ؟"

شخر شاتس بسخرية وازدراء على كلماته في حين همس لثيودور

-غطني ! سآخذ هذا الرجل "

- ماذا ! لن استطيع مقاومة الباقي وحدي !"

-انه بالفعل في نجمه الثاني ! اقل قوة بقليل من الرجل الملتحي ، ان اردنا الخروج من هنا فعلينا اسقاطه اولا ! "

وسع ثيودور عيناه متفاجأً ليومئ على مضض

-لكن هل انت واثق بهزيمته؟"

تجولت عيون شاتس في البيئة حوله قبل ان يتمتم

-لن يكون ايقافه لبعض الوقت مشكلة

-ماذا تعني ب..؟ "

لم يستطع انهاء استجوابه عندما هم الاخير بالهجوم نحو الرجل .

-سيد كلاوس ! "

-همف، لا داعي ! دعني اتعامل معه "

عبس الرجل المدعو كلاوس في تابعيه ليسحب سيفه فجأة ملوحا به امامه.

تفاداه شاتس بحركة سريعة ومد يده وقد ظهر فيها خنجر صغير في وقت ما ووجهه نحو وجه كلاوس .

لم ترف جفن لكلاوس لما غير اتجاه حركة يده نحو الخلف صادا خنجره بغمد سيفه

تبادل الاثنان عدة حركات بعدها مذهلين الاشخاص حولهما .

-انه بالكاد فتى مر باستيقاظه الاول ولكنه يستطيع بالفعل مجاراة السيد كلاوس! "

نفى الرجل الاخر قربه

-الشقي مذهل بالفعل ولكن هذا لان السيد لا يطبق قوى الشفق على سيفه وإلا لكان قد خسر منذ فترة طويلة "

اومأ على كلامه موافقا بعد ان بدا مستنيرا من استنتاجه

لم يتفق ثيودور مع كلاهما أكثر ، كان شاتس رائعا للغاية في صد كلاوس رغم عمره الصغير وقلة خبرته لكنه علم من تجربته مع رئيس الخدم ان هالة الشفق مذهلة ،

اذا كان متحكمو الأثير يستندون في قتالهم على القتال بعيد المدى فإن فرسان الشفق جعلو من اسلحتهم امتدادا للقوى داخلهم وتجسيدا لها .

-ايضا ، فارس الشفق في نجمه الثاني !، اخشى ان شاتس قد لا يستطيع مجاراته لو اصبح جادا "

-لا تسرح كثيرا يا فتى والا قد تخسر حياتك!"

صرخ رجل من الاثنين بهذا وهو يجمع الاثير حول يده ليتشكل في كرة نارية.

اندفعت نحو ثيودور في حين سحب الثاني سيفه وانطلق صوبه.

سحب ثيو السيف الذي حصل عليه من الرجل اسفل الشجرة ودفعه يصد خصمه بصعوبة في حين مد يده الاخرى مشكلا حاجزا بنفس المهارة السابقة إلا انه ما لبث ان ٱخترق ليترك آثار حرق طفيفة بيده ،

كان يعتقد انه محظوظ جدا لان احد الرجلين متحكم أثير في حين أن المطر كان غزيرا وقد ساعده في ابعاد شعلته .

لو كان الإثنان فرسانا فقد شك في قدرته على الصمود طويلا قبل ان يُقبض عليه .

انخفض ارضا بعد ان كاد سيف خصمه يمر عبر رأسه وتفاداه دافعا بسلاحه نحو خاصرة الرجل .

طقطق صوت المعادن المتشابكة ليشتم تحت انفاسه المتسارعة

-لماذا قد ترتدي درعا حتى ! اين العدل في هذه المبارزة !"

قاطع تذمره ركلة من خصمه دفعته بعيدا عدة خطوات للوراء.

استغل ذلك وتكور حول نفسه ليتدحرج جانبا متفاديا كرة نارية اخرى .

كان متحكموا الاثير في مراحل النجوم الاولى ضعفاء بشكل مثير للشفقة مقارنة بالفرسان من نفس المرحلة ،مالم يتمكنوا بالطبع من حبس خصمهم بالقوة!

سعل قليلا من الغبار والاتربة التي دخلت فمه وقفز من الارض رافعا سيفه يصد خاصة خصمه إلا انه ما لبث ان شهق لما أحس بوزن السيف على كتفيه المرتجفتين

-هالة الشفق!

حتى مع ضعف خصمه واستخدامه خيط قوة واحد منها إلا ان ذلك لا يزال يضعه في موقف غير مواتٍ.

على الجانب الآخر كان شاتس يواجه موقفا صعبا ايضا ، كانت حركات كلاوس تزداد ضراوة كل ثانية ،

ظل يتراجع حتى كاد يصطدم بالاشجار خلفه ،

تراجع فجأة ودفع بقدمه على احدها ليقفز مستعملا اياها لرفعه و دفع بخنجره الصغير عموديا نحو خصمه،

لم تفلت حركه من انتباه كلاوس الذي ظل يحاصره ورفع بسيفه افقيا فوقه لصده.

سُمع صوت اصطدام المعادن البارد ليتبعه مباشرة صوت تمزيق اللحم الحاد ،

نزلت قطرات الدم على جلده البرونزي لتتدفق ملطخة سطح درعه الخفيف وقد ترك صوت هسيس من الألم . شد كلاوس بيده يغطي على ندبة بشعة ظهرت على رقبته الآن .

نظر خلفه برهة بعد تراجعه محدقا في الخنجر الذي فعل هذا به ولفظ بين اسنانه الغاضبة

- كان لديك آخر !"

لهث شاتس عائدا للخلف ممسكا بخنجره في وضع دفاعي والاخرى على رأسه يشد قبعته بها . كان من المذهل انها لم تسقط حتى الآن بعد كل هذا القتال ،بدا انها عزيزة عليه ليتمسك بها حتى في هذا الوضع .

-لقد اغضبتني ايها الفتى !! "

ارتفعت هالته مع كلماته لتغطي السيف بيده بضوء احمر ناري

رفعه كلاوس ليتأرجح به نزولا وقد صار الهواء حوله خانقا ، كان وزن السيف شديدا وقد تسبب بالفعل بصوت هادر وهو يتجوه صوبه .

رفع شاتس الخنجر بيده يصد الاخير بكامل قوته الا انه ما لبث ان طار عدة امتار للخلف مصطدما بشجرة كبيره

-شاتس !! "

صرخ ثيودور وقد تخلص من حصار الرجل امامه بصوبة ليركض نحوه

-هل انت بخير ! "

حاول تحريكه إلا أن الفتى سعل الدماء بقوة متمتما بصوت مرتجف

-لا بأس ، انا لا ازال حيا .."

تفاجأ ثيودور وهو يرى أن أحد عيني الاخير قد تحولت للون الأزرق الجليدي فجاة، وكان خنجره يلمع بالضوئين الاخضر والازرق لوهلة قبل ان يخفت نورهما

-عنصر مزدوج ؟"

تساءل مصدوما لكن الاخير لم يعقب على كلامه بل شد سترة قميصه ممررا له شيئا

-رش هذا عليك ! "

-؟؟"

استغرب لكن فعل كما قال بسرعة ، كان الثلاثة يتجهون نحوهما لكن خطواتهم توقفت ينظرون في الاتجاه الأيسر نحو الغابة المظلمة في حذر .

مر صوت عويل طويل ليتبعه ضجيج كبير ،

كان وقع خطوات الشيء القادم قد تسببت في اهتزاز الارض حتى قبل وصوله

-ما هذا ؟" سأل احدهم بخوف

-رينوسوروس !" تمتم الآخر بشحوب لمّا تعرف على القادم الجديد

-مستحيل لما قد يأتي هنا !!

كان هذا الوحش المدرع الشبيه بين مزيج من قوقعة سلحفاة ووحيد قرن وحشا مشهورا جدا يعرفه كل قاطني "لويس"

نتجت سمعته السيئة بسبب درعه القوي الذي لم تستطع حتى رتب النجوم الثانية كسرها ،بالاضافة الى قرنه الوحيد الذي يستطيع اختراق اعتى الدروع ، كان الشيء اللطيف الوحيد فيه هو فقدانه التام لحاسة البصر ،

بالاحرى كان كائنا يعتمد تماما على حاسة شمه لمعرفة الفرق بين حلفائه ،طعامه واعدائه !

-رائحة ؟.."

عبس كلاوس وهو يدرك العبق الذي يدغدغ انفه

-زهرة "آوزي" !! "

كان زهرة نادرة تزدهر مرة واحدة كل عام في هذه الغابة، وكانت الطعام المفضل لهذا الوحش .

-لكن متى ؟ "

شعر بجرح رقبته الحارق ليدرك بعدها فجأة ،

ضغط بشكل اكبر على سيفه في استياء وهو يرفعه بالكاد في الوقت المناسب وقد غلفه منذ فترة طويلة بهالته.

استقبله القرن الناطح المندفع بقوة نحوه ،جرفه يرمي به بعيدا وقد رسم جرحا طويلا على ذراعه .

كان احد رجاله الذي اطلق عويلا حادا قد تم دهسه في عجينة من قبل المخلوق الضخم في حين نجى الآخر بالكاد مع ساق مكسورة فقط .

سعل كلاوس حفنة من الدماء ولم يسعه سوى الارتجاف مُقرا بقوة الوحش تماما مثل الشائعات.

فتح ثيودور الذي يشاهد كل هذا من الجانب فمه ولم يستطع سوى الاعجاب !

-ما الذي استعملته لجذب هذا الوحش ؟"

-مسحوق لزهرة آوزي ،كانت شيئا نادرا عثرت عليه مصادفة بالكهف الذي ذكرته لك ،في حين ان المسحوق الذي استعملته كان لاخفاء رائحتنا"

اومأ ثيودور في استنارة في حين رفع شاتس ليستند على كتفه بذراعه

-دعنا نخرج من هنا لن يستمر مفعول مسحوق اخفاء الرائحة طويلا !"

قال شاتس بإلحاح الا انهما بالكاد استدارا للرحيل حتى قاطعهم صوت سقوط جسم ضخم .

عادا بابصارهما في قلق مما قد يريانه وبالفعل تحققت مخاوفهما .

-كيف فعل !"

تساءل شاتس في صدمة بصوت عال

لم يكن لدى ثيودور بجانبه اي اجابة ايضا ، كان بنفسه لا يصدق ما تراه عيناه

كان الوحش المعروف بقوته راقدا على الارض مضرجّا بدمائه.

2022/01/22 · 261 مشاهدة · 1326 كلمة
Kirara
نادي الروايات - 2025