21 - وعد الٱم والإبن

°طق طق كان صوت طرق الباب

-ادخل

-حان وقت الرحيل ،السيد الشاب"

-حسنا "سيلفاتور" تردد قبل أن يناديه باسمه كما تم اخباره قبلا .

ابتسم الخادم نحوه وأومأ قبل الذهاب ولمس حقيبة صغيرة بملابسه التي اشتراها له من المدينة لتختفي فجأة .

-هل هذا تخزين مكاني ؟ "

سأل يعرف الاجابة مسبقا ، لم تكن ادوات التخزين المكانية شائعة لكنها لم تكن باهضة مثل الحجارة المستخدمة في البوابات ، ذلك لإن مجرد قطعة منها بحجم الخردل كانت كافية لتحويلها لمخزن اتساعه 10 امتار مكعبة .

- نعم ، اجابه الخادم قبل ان يتابع .

- لنذهب السيد جايدن ينتظرنا بالفعل في بهو الفندق

خرج معه ليلتقيا به امام احدى العربات التي توقفت في الطريق بجانب المبنى

ابتسم الشاب لما رأى النظرة الفضولية على وجه الطفل لما رأى العربة .

- عكس المستعمرات تستخدم المدن المنخفضة بكثرة مثل هذه العربات العائمة ، لن تحتاج الوحوش لقيادتها ويكفي تزويددها بأحجار القمر .

-المدن المنخفضة فقط ؟ تعني القطاع الثاني عشر ؟"

اجابه الشاب بضحكة

- لن يحتاج الشخص القوي لعربة في حين يمكنه الطيران صحيح ؟ لهذا تكثر هنا .

فهم إجابته ليومئ برأسه في حرج على جهله .

كان نظام القطاعات شيئا استحدث منذ قرار الامبراطور خلال الف وخمسمائة عام الماضية ولم يدرك عنه شيئا سوى ما اخبرته به "بيلما".

ركبوا جميعا فيها لتنطلق بعد نشر "سيلفاتور" الاثير مدخلا به وجهتهم .

نظر ثيودور للشوارع خارج النافذة ليرتجف فور تعرفه على خادمين آخرين

شد على قلنسوة الرداء الذي طلب من الخادم شراءه له محاولا اخفاء شعره الفضي .

لم يكن لونه مميزا لتلك الدرجة مذ ان عامة الناس ب"لونا" احبوا التجديد واتباع الموضه لكنه لا يزال خائفا من فرصة إكتشافه.

ساروا لربع ساعة قبل أن يصلوا وجهتهم اخيرا ،

كان مبنى عملاق من عشرين طابقا

كان حشد الناس في الردهة الكبيرة كثيفا للغاية واستطاع رؤية بعض الجنود الذين يرتدون شعار امبراطوية لونا يحاولون تنظيمهم .

سأل في شك

- لا ارى اي مستكشفين للاتحاد ؟ "

كان جيش الاتحاد مختلفا عن الجيش الخاص لكل إمبراطورية ، عكس الثاني الذي ميز عنصريا اتجاه الأعراق الاخرى وكان ينتمي للدولة فحسب ،

رحب الاتحاد بجميع الاعراق وكان له حكومة منفصلة دعمتها جميع الدول لذلك تمكن حتى عامة الناس من الانضمام وتم اطلاق اسم المستكشفين عليهم لاحقا ،

سمح لهم هذا بالتجوال بين البلدان المختلفة عند استلام مهامهم لذلك استغرب من عدم وجود احد.

- لا يأتون هنا كثيرا بعد كل شيء تقع محطة النقل هذه فوق الأراضي النائية لأمانيسيا وقد اكتُشفت بالفعل منذ وقت طويل ."

شعر بالحرج لجهله ثانية إلا أن الإثنين لم يعيرا هذه المسألة انتباها .

ذكر جايدن وهو يشير نحو جندي صغير يقبع خلف مكتب أمامه طابور طويل من الناس .

-لنذهب هناك .."

نظر ثيودور حول المنصات المختلفة التي تحتوي بوابات النقل الواقعة بعيدا تحت حراسة مشددة وسأل

- لماذا علينا المرور به اولا ؟ "

- للتحقق من هوايتنا بالاضافة الى وجهتنا ، يكلف تشغيل البوابات طوال الوقت الكثير من الطاقة لذلك لن يتم تغيير الوجهات بدقة من أجلك ، تقود هذه المحطة نحو 8 ممالك ، بالاضافة الى اثنتان نحو حدود جمهورية "سيرفينيا" وامبراطورية"اكوامارين" "

-سيكون علينا الذهاب الى عاصمة "زينوث" بالقطاع العاشر قبل اخذ عربة طوال الطريق للبيت"

-جمهورية "سيرفينيا" ؟؟

سأل ثيودور في شك

صحيح انه في التاريخ الطويل الذي قرأه كان هناك عدة تغييرات مثل سقوط إمبراطورية الغرول مثلا، لكنه بالتأكيد لم يسمع عن هذا البلد من قبل ..

هل ظهرت في الماضي الذي لم اقرأ عنه ؟ لماذا تبدوا الأحداث والتغييرات خلال الالفي عام الفائتة كبيرة مقارنة ببقية التاريخ ، سأل في نفسه .

- حسنا ، الكثير من الاشخاص الذين لم يخرجوا من المستعمرات لن يسمعوا عنها مذ أنها دولة حديثة العهد ، لقد تم تأسيسها فقط منذ ثلاث عشر سنة وقد احتكرت بسرعة في ظهورها القصير كل طرق التجارة وسميت فيما بعد ببلد الحرية ."

- الحرية ؟ "

- قيل إنها تستقبل أي ساكن مادام يملك المال سواء كان عامة او هاربا ، مجرما او حتى قرصانا. لم تفرق بين الأجناس كذلك ورحبت بالجميع لذلك كان تطورها سريعا ، بالطبع لم يخلو تاريخ تأسيسها من النزاعات ، لكنها وجدت موطأ قدم قوي بين باقي الدول بعد ان دعمتها شخصيات مختلفة "

فهم ثيودور مقصده واتجه مع جايدن وخادمه نحو الجندي بعد أن حان دورهم اخيرا

-اسعدت مساءا ، ضع يدك على هذا الكتاب للتحقق من هويتك من فضلك .

وضع الثلاثة أيديهم بالدور على سطحه ليقول الجندي باحترام بعد علمه أن جايدن كان نبيلا من اسمه.

- السيد جايدن ألان دي بريتيا تم التحقق ، هل لي ان اعرف وجهتك ؟"

- مملكة "زينوث"

مائن نطق بهذا حتى خرج بشكل عجيب ثلاث حجارة فضية عليها نقوش باسمهم من الكتاب .

اعطاهم اياها قائلا بعد ان دفع جايدن ثمنها

-المنصة السابعة، ..رحلة موفقة"

توجهوا نحو المنطقة المذكورة واصطفوا للدخول

صعدوا بعد أن حان دورهم لتطير الاحجار الثلاثة من ايديهم وتختفي في قوس البوابة الدائري.

-لنذهب "

دلف الثلاثة للداخل وتغير المظهر أمامهم،

كان مثل ما شاهده ثيودور من قبل ،

حاجز أثيري يحمي طريقا قصيرا بطول العشرة امتار هذه المرة .

-لن يحدث شيء ثانية صحيح ؟"

ابتلع في خوف ومشى بقرب "سيلفاتور" يكاد يلتصق به

-هل السيد الشاب خائف ؟ حسنا هذا خطئي ، نسيت انها اول مرة لك"

مد الخادم العجوز يده بلطف يمسك يد الطفل

-انه ليس كذلك ! صرخ بطفولية خارج سلوكه الناضج المعتاد بعد ان شعر بجرح كبريائه .

-هاها لا تقلق الأمن مشدد جدا بالخارج ولن يحدث شيء."

ضحك جايدن بحرارة لِتَصدُق توقعاته فقد عبروا الممر بسلام نحو الجانب الآخر .

- هوو ! زفر ثيودور مربِّتًا على صدره في ارتياح .

رمى ببصره نحو القاعة الجديدة التي صارو بها .

لم تكن مختلفة عن السابقة كثيرا غير انها احتوت على بوابة نقل وحيدة هي تلك التي خرجوا منها .

-هناك واحدة فقط ؟ "

- ههههه ماذا ؟ هل تعتقد انك في "اكوامارين" ؟ "

استهزأ الجندي على الجانب الآخر عندما ادرك أن ثيودور مجرد جاهل لما كان ينظر هنا وهناك بفضول .

لم يفهم ثيودور سبب محاولة الجندي إهانته ولماذا ذكر "اكوامارين " .

نظر إلى جايدن في طلب للمساعدة

ليجيب الاخير مبتسما

- تعرف إمبراطورية "لونا" منذ القدم بسيدة المناجم لاحتكارها تجارة احجار القمر ، في حين أن "اكوامارين" اشتهرت في الفترة الأخيرة بسيدة الأبعاد، نظرا لان عدد بوابات النقل بها كبير جدا ،

لدرجة أن يقال في إحدى الشائعات . انه اذا اراد العامة التوجه للتسوق بالمتجر بجوار منازلهم، فسيستخدمون بوابة للذهاب هناك !"

- الى هذه الدرجة ؟ فتح ثيودور فمه بصدمة . ألم تكن الاحجار المكانية ثمينة كيف حالهم يستخدمونها هكذا !

-بالطبع هذه شائعة ، عما اذا كانت حقيقية لم ازر المكان بنفسي لتأكيدها "

قال بمرح متابعا وهو يضع يده على الكتاب الآخر مؤكدا هويته يضغط على الجندي بناظريه

- السيد جايدن ألان دي بريتيا تم التحقق "

جفل الحارس يتكلم بالإسم ، ليعتذر سريعا عن سلوكه الوقح

- ارجوا من نفسك الكريمة مسامحتي فأنا جديد هنا ."

أومأ جايدن له ليغادر المبنى مع البقية

- ماذا يفعل نبيل هنا ؟" سأل بهمس ليجيبه صوت حارس آخر دخل الغرفة وهو يتثاءب .

- لقد رأيته من قبل هناك شائعة بأنه يعرف البارونيت "كاول" . لهذا سمح بإقامته هنا من الأفضل أن تراقب فمك أمامه، ..

مسح النعاس عن عينيه متابعا

-حسنا الآن يمكنك الانصراف، انها نوبتي ".

اومأ له الاخير يحمل اغراضه ليهرع خارجا ..

°°°°°°°

-انها مظلمة جدا .."

شعر ثيودور بالاسف لان جايدن قال انه مستعجل ولم يسمح له بالتجول.

لقد حل الظلام وكانت الساعات التي قضوها في السفر متعبة جدا له حتى مع كون العربة مريحة .

لم يستطع عد المسافة التي قطعوها بعد خروجهم من اسوار العاصمة .

كل ما يمكنه رؤيته هو طريق مرصوف خال تماما من علامات على اي نشاط بشري في الجوار .

امتدت الحقول على طرفيه وشك للحظة فيما اذا لم تكن لها نهاية .

- هناك كوخ قريب من هنا سنرتاح فيه وننطلق بعد حلول الفجر "

اومأ الخادم العجوز في اتفاق ليوقف العربة .

نزل ثيودور ومد يديه عاليا يزيل تيبس عضلاته الشبه موجودة .

-اخيرا .."

اجتمع الثلاثة حول نار الاثير التي اشعلها "سيلفاتور" ليسأل ثيودور في حيرة .

-ألستما فرسانا بالفعل ، هل يؤثر انخفاض الحرارة على كلاكما ؟

- بكوننا فرسانا فنحن لا نتأثر كثيرا بهذا الجو ولكن هناك استثناء "

ابتسم جايدن مجيبا ينظر نحو النجوم المشرقة

- انها تقريبا ساعة الذروة ! سيخف حاجز الحماية حول الجزيرة وتظهر السماء الحقيقية قريبا. لا يزال الأمر لابأس به لوجود حواجر اخرى حول المدن كعاصمة "زينوث" أو القرى المجاورة ،لكن الامر مختلف تماما في البرية، هنا سيصبح الجو اكثر برودة من أن نحتمله دون نيران الأثير"

شعر ثيودور بالرعب

-هل سأكون بخير ! "

- لا بأس يقوم سيلفاتور باعداد حاجز ،لن يكون الصمود لبضع ساعات مشكلة ناهيك على أن هذه الظاهرة لا تستمر سوى ساعة فقط كل ليلة ،لا بل يمكنك القول انه للفرسان أمثالنا انه افضل وقت للتدريب لأن هالة الشفق تكون في اوجها "

لم يتابع كلماته إثر شعوره بالبرد المفاجئ .

رفع بصره محدقا وتبعه ثيودور

في لحظة ما ،اختفت النجوم والقمر المشرق في السماء تماما مثل الوهم ليحل محله ظلام دامس .

شعر ثيودور بشيء زاحف في قلبه ، وكأن الظلام نفسه يحدق به ، أراد الصراخ إلا ان المنظر بعد ذلك جعله يشهق في دهشة .

من الٱفق امتدت الأضواء واحدا تلو الاخرى لتشكلا لوحة بهيجة في السماء الكئيبة سابقا.

-الأضواء الراقصة !! " كان هذا ما أطلقه الناس كوصف لهالة الشفق .

تجعدت عيناه في إبتسامة سعيدة ولأول مرة، شعر ان اختياره بالهروب كان صحيحا .

-لم اكن لارى هذا لو بقيت "...

°°°°°°°°°°

-السيد كلاود انهض لقد وصلنا ! "

هز الخادم كتفه لينهض وهو يدلك عيناه في في نعاس .

كان الوقت يقترب من الظهيرة وقد سقط نائما قرب الفجر بعد أن جافاه النوم لشعوره بالحماس الشديد .

- أين ؟ "

- قرية "إيريميا" بجوار منزل "بريتيا"

دلف خارجا من العربة محدقا حوله .

كانت كلمة قصر فخمة جدا لتطلق على هذا المكان .

لم يكن المنزل أمامه فاخرا جدا كما اعتقده سيكون بل بدى اشبه بقصر الاثرياء الخاص بالعطلات .

مبنى من ثلاث طوابق بزخارف لطيفة مع حديقة كبيرة لكنها لا تمت للنبالة بأي صلة

على الاقل حسب معرفته، لم يكن مناسبا جدا حتى بالنسبة للنبيل الساقط .

- هل وضع منزل بريتيا اسوء مما كنت اظن ؟ "

تساءل في نفسه عندما ايقظه صوت جايدن

- لا تقف هناك دعنا ندخل ..ستكون امي سعيدة جدا لرؤيتك .."آيس"

ابتلع وهو يحاول هضم هذا الواقع الجديد قبل ان يتبعه

لم يطرق "سيلفاتور" على الباب بالكاد ليُفتح على مصرعيه من قبل خادمة ذات شعر بني قصير .

-السيد الشاب لقد عدت ! كانت السيدة قلقة جدا لغيابك الطويل هذه المرة "

عادت ببصرها نحو الخادم العجوز لتتابع في تأنيب

- "سيلفاتور" كم مرة اخبرتك ان لا تدع السيد يرهق نفسه بالخارج طويلا ستكون معاقبا لاسبوع بسبب هذا ، همف ! "

شاهدهم ثيودور في دهشة لم يفهم كيف لخادمة صغيرة أن تتصرف بوقاحة مع شخص مسن هكذا .

- لا تنخدع بمظهرها الشاب انها اكبر من " سيلفاتور" بكثير .

قال جايدن بصداع وهو يفكر في سبيل للتخلص من المحاضرة القادمة .

-اكبر منه ؟ "

شعر بالرعب عند تفكيره بأنها قد تكون أقوى من الخادم العجوز، لكنه لم يلبث أن وجد نفسه يقف مباشرة في مواجهتها بعد ان ابتعد جايدن فجأة دافعا إياه للأمام .

- انت !! " شهقت الخادمة عند رؤيته وقد غطت فمها في صدمة لتمد يدها بعدها ممسكة بٱذنه

- السيد الشاب "دايان" هل عدت لألاعيبك ! عطلة الربيع لم تحل بعد وقد هربت من المدرسة بالفعل . حتى أنك قد صبغت شعرك ثانية !! "

شعر ثيودور بالإرتباك والألم الحارق من اذنه اليسرى ، لم يفهم حتى كيف انتهى به الامر في هذا الموقف .

- "كلارا " كفى انه ليس "دايان" !

سحبه جايدن بسرعة من بين يديها خشية أن يصاب بارتجاج في دماغه .

أمسك ثيودور ٱذنه في ألم وقد بدأ يفهم الموقف قليلا ، يجب أن يكون الشخص الذي يتحدثون عنه هو الأخ التوأم الاصغر لآيس .

-ليس السيد الأصغر ؟ " نظرت له كلارا في حيرة لتصرخ بعدها في صدمة

- هل هو آيس ، لا انتظر هذا مستحيل ! لقد قلت قبلا أنك ستغادر بحثا عن بديل هل هذا ما كنت تقصده ؟ "

أمسك جايدن بفمها الثرثار بسرعة خوفا من ان تؤذي مشاعر ثيودور .

- اخفظي صوتك قد تسمعك ٱمي ! "

شكى لها بهمس راجيا أن تتوقف .

أومأت ببراءة ليتركها أخيرا وقد وعدته بالصمت لكن بعد فوات الأوان .

- "ألان " هل هذا أنت ؟

سُمع هذا الصوت من صالة على يسار الردهة الكبيرة . لم يمضي وقت طويل ليظهر شكل إمرأة لم يكد العمر يحفر آثاره على وجهها الجميل .

الشعر الأشقر بالإضافة لوجه بيضاوي مع عيون زرقاء براقة ، في صورة متطابقة تقريبا مع الأوراق التي رآها عن كلاود آيس دي بريتيا.

لقد كان تجسيدا لما كتب في ناظريه ، "نسخة مطابقة لوالدته تماما " .

-كنت قلقة عندما لم أسمع اخبارك لاسبوعين ، كان عليك على الأقل ارسال رسالة "

شعر جايدن ببعض الضيق في صدره وهو يرى تلك الهالات الداكنة تحت عينيها ليجيب متأسفا .

-ٱمي انا اعتذر لجعلك تنتظرين، كان الاتصال صعبا لاني كنت اتجول بين المستعمرات "

أومأت له بلطف وهي تمضي نحوه

- لا بأس الآن ، من الجيد عودتك سالما "

توقفت خطواتها بعد لحظة وقد اتسعت عيناها في صدمة.

شعر الجميع بالفزع محدقين نحوها في خوف

-امي هل انت بخير ؟ "

- السيدة !!

صرخ جايدن بقلق قبل أن يركض نحوها تتبعه كلارا .

إلا أن الأخيرة لم تسمع كلماتهما أبدا . كان جل ناظريها وتركيزها على الصبي الواقف قرب الباب مع الخادم .

-آيس ..! " همست بهذا الإسم بصوتها المرتجف .

تداخل شكله ونظراته مع ابنها وعبرت عدة ذكريات بعينيها في لحظة ليصيرا واحدا .

-آيس طفلي !!" اغرورقت عيناها بالدموع متجاهلة الاشخاص حولها واندفعت نحوه معانقة إياه .

بكت وبكت متشبثة به بعناد وهي تشهق الكلمات من بين ثنايا صدرها وكأنها تضمد جراحها هي لا هو .

- كل شيء بخير الآن ، ٱمي هنا ! كل شيء سيكون على ما يرام ! "

صمت جادين وهو يعض على شفتيه في حزن ، بالكاد منع قلبه المنفطر حزنا ان ينهار هناك بالكاد .

لقد قد بلغ الخامسة عشر منذ مدة فقط لكنه اضطر إلى حمل عبئ هذه العائلة على ظهره ، كان هذا قاسيا لكنه السيد الوحيد هنا واحتاج للثبات !

جمع شتات نفسه قبل ان يهمس في رجاء

- ٱمي .. قفي على قدميك قد تصابين من جلوسك هكذا "

نفت المرأة برأسها مجيبة بعناد وخوف

- "ألان" ما بك ؟ انه اخوك يجب ان تأتي وتعانقه لتهدأته ايضا . أخبره أن الامور بخير الآن ، اخبره أن لا يغادر مجددا، اخبره ....انني اشتقت له جدا ! "

قالت هذا وقد احمرت عيناها من البكاء حتى آلمتاها .

اعتصر فؤاد جايدن بألم وقرر إفقادها وعيها خوفا من أن تؤذي نفسها .

امتدت يد صغيرة فجأة تربت على ظهرها بود .اندفع صوت ثيودور الطفولي قائلا

- لا بأس ، آيس لن يغادر مجددا ...ليس بعد الآن ...ٱمي "

رفع خنصر يده حول خاصتها مضيفا بمرح

- هذا وعد .."

[-هذا وعد ! ٱمي سنذهب لرؤية مباريات الشفق هذا العام معا ما ان تتحسن صحتي اليس كذلك ؟ ]

مرت الذكرى بذهنها لتجيب مبتسمة بين دموعها وقد هدأت

- انه وعد آيس سنذهب بالتأكيد هذه المرة "

قالت مغمضة عيناها في غيبوبة بعد أن خارت قواها اخيرا ...

-ٱم !!!

2022/01/24 · 276 مشاهدة · 2482 كلمة
Kirara
نادي الروايات - 2025