لهث دافعا الباب بقوة وعند تأكده من كونه مغلقا تماما انزلق عليه بتعب ينظر للصبي فاقد الوعي بجواره.
- عليك إجراء حمية بعد خروجنا من هنا "
تمتم بشيء من الإنزعاج في صوته .
كانت عضلات جسده جميعا تؤلمه بشدة وبالكاد يستطيع تحريك أصابع يده ناهيك عن عدم شعوره بقدميه بعد الآن.
بدأت عيناه الغائمتان جراء التعب في النزول ببطئ وقد خارت قواه بالكامل.
- لا يجب ان انام "
تمتم بهذا وهو يرمي بأنظاره حول القاعة الفسيحة التي هو بها .
بعد هروبهم من الممر بصعوبة انتهى به الأمر في هذا المكان وقد بحث فيه طويلا لكنه لم يجد مخرجا ،لذلك عاد وتأكد من اغلاق الباب خوفا من أن تأتي دمى التنانين خلفهم .
لم يكن بهذا المكان شيء سوى أعمدة سميكة تمتد للسقف مرتبة في تشكيل معين وقد كان بها عدة تجاويف فارغة .
وسط القاعة امتدت بركة صغيرة من المياه الشبه ذهبيةوالسوداء يتوسطها منصة عليها تابوت حجري .
كان التابوت بشكل غريب بحجم انسان بالغ ،
قربهم امتدت جثة عملاقة من العظام لما بدى أنه تنين.
- من الجيد انه لا يوجد بقايا للأثير على عظامه وإلا كنا سنموت هنا محاصرين "
نظر بخوف للكرة الكريستالية الشفافة التي تطفو فوق التابوت مباشرة .
كانت تلك آثار" إيشن" والمسؤولة عن كل الدمى بالخارج ، كان ضباب الأثير يتدحرج حولها في منظر جميل .
لحسن حظهم بدا أن التنين لا يحتوي ذرة أثير متبقية على عظامه لذلك لم تستطع تحويله لدمية .
لكنه للأسف مهما حاول مهاجمتها عند وصوله لم تنكسر أبدا حتى بعد استخدامه الشظية الاخيرة من الزجاج معه.
أغلق عيناه المتعبتين لمّا تأكد من كونهم آمنين غارقا في احلامه .
°°°°°°°°°°
- اين انا ؟ "
كان متأكدا من أنه نام منذ قليل لكنه الآن يواجه ذكرى ٱخرى من القلادة بنفس القاعة التي نام بها.
هذه المرة كان "لوغان" و"آريا" ممددين على الأرض بتعب أمام جثة تنين أسود عملاقة .
تعرف عليها على أنه الهيكل الذي رآه من قبل ،لكن عكس الأول كانت مقاييس ولحم التنين لا تزال موجودة.
زفر لوغان ليجلس داعما نفسه بيده
- من كان يظن أننا سنجد تنينا حيا هنا ! ،
لولا تشكيلات الحماية والهجوم من المعلم لكنا فقدنا حياتنا ! كان من المتهور جدا منك إحضارنا لهذا المكان "
ابتسمت مجيبة إياه
- كنت أعلم أنها معك ، في المقام الأول أعطاك الرجل العجوز إياها لأنه علم أنني طلبت منك مرافقتي لمكان ما "
-هذا فقط يدل على أن المعلم لا يثق بك ! "
-حسنا إنه يثق في كونك تستطيع حمايتي وهذا يكفي "
نظرت نحو التابوت الحجري الذي بدأت تذوب قطع الثلج عنه وعبست
- لكن " نهر الجليد" هو شيء ما كان يجب ان تحصل عليه التنانين !"
- ما هو " نهر الجليد" ؟ سأل لوغان وهو يرى الجدية في صوتها .
-انه الإسم الرمزي لأحد الآثار المحضورة، حسب الملفات ، قيل أنه عُثر عليه بالآثار في قلب أمانيسيا، لم أستطع النقب في معلوماته أكثر من هذا "
-كيف علمت ...؟"
نظرت نحوه وكأنها تشتم غباءه مجيبة
-من محكمة التفتيش بالطبع ! ..، أطول عمر سّجل لدى أكبر التنانين هو ألفي عام ضعف عمر أقوى البشر ،
من قوة التنين الذي واجهناه أشك في أن سنه يقل عن 700 عام، لذلك كان عليه أن يموت منذ فترة طويلة ،
ربما كان سبب صموده للآن بسبب "نهر الجليد" ! "
حسب اعتراف البارونيت الأول لمملكة "زينوث" قبل 1500 عام ، يمكننا استنتاج أن إثنين من التنانين قد خاضا معركة كبيرة انتهت بموت أحدهما، في حين أن الآخر تسلل نحو باطن الأرض ليقيم في هذا القصر من أجل شفاءه ،
حدث وصول زينوث فيما بعد وتم قتل فريقه بالكامل"
- اذن كيف تفسرين نجاة زينوث والأثر الذي فتحتي به المكان بيده ؟ أيضا هل تعتقدين أن المعركة قد وقعت قبل ألف وخمسمائة عام حقا ؟ "
نظر للقاعة القديمة حوله مستجوبا ، لم يكن جاهلا بتاريخ الدول كثيرا وقد فهم أن عمر القاعة التي هم بها قد يكون اطول مما يعتقدون .
نفت هي كذلك وقد وقفت على قدميها تمشي نحو البركة
- لا أضن ذلك ، المعركة بين التنينين قد وقعت على الأغلب منذ آلاف السنين !! قد تكون الجثة التي وجد البارونيت نفسه فوقها قتلت هنا !! ونقلت فيما بعد للخارج"
نظرت حولها تشير لأرضية القاعة ثم الأعمدة التي بدل أن تكون فارغة كما رآها ثيودور ،كانت بها أحجار كبيرة فضية اللون.
- أحجار القمر وهذا التشكيل يجب أن تكون للحفاظ على عمل أثر " نهر الجليد"،
لا شك أن جثة التنين الذهبي الذي قُتل هنا حافظت على مظهرها دون التحلل بسبب ذلك ،
لون الدم الذهبي للبركة عند وصولنا دليل آخر.."
حدقت في دم التنين الأسود الذي سال وصولا للبركة ممتزجا بماءها مغيرا لونه
-دم التنين الذي قتلناه الآن أسود تماما لذلك فإن اللون الذهبي يخص التنين الآخر !
كما تعلم تفضل جميع الأعراق التحول للشكل البشري لأنه اكثر راحة للتنقل.
لاشك أن التنين الأسود قد حصل على "نهر الجليد" بطريقة ما ودخل في سبات مستخدما جوهر دم التنين الذهبي وأحجار القمر كطاقة لدعمه"
شعر لوغان بالدوار وهو يستمع لتحليلاتها أمسك رأسه في ألم يسأل
- لم تجيبيني كيف نجى البارونيت زينوث في رأيك؟ وكيف نُقلت جثة التنين الذهبي من هنا للخارج إذا ؟"
صمتت قليلا تنظر نحوه بغموض عينيها الفضيتين ثم تكلمت
- اعتقد ..هذا شيء يجب أن نسأل البارونيت الأول زينوث عنه ، للأسف لقد مات بالفعل !"
فُتحت عيناه على مصرعيها غير مصدق
- ماذا تعنين ؟ هل تقصدين أن البارونيت كذب على المحكمة ! "
- على الأغلب.." اومأت قائلة بقلق :
- صحيح أن رحلتنا فشلت ولم نعثر على السلاح الثاني للتنين الحامي وأن هذا مجرد قصر أحد التنانين لكن ...
أخشى ان هناك مؤامرة هنا اكبر مما نعتقد !
قد يكون اختفاء السلاح مرتبطا بهذا كذلك"
- لما تظنين ذلك ؟ وما الذي يجنيه البارونيت من قتل رفاقه والكذب على المحكمة ؟ "
- للاجابة على سؤالك الثاني هناك ثلاثة اشياء يمكن أن يفوز بهما..رفعت اصابعها قائلة
-"المجد" و"اللقب" و"الثروة" كما أخبرتك قبلا كان زينوث مجرد عامة !
بعد اصدار قانون "أحقية نيل لقب نبيل للعامة نسبة للجدارة"
سعى الجميع لتحقيق المآثر من أجل ذلك .
لكن الإمبراطور ليونيد السادس عشر لم يكن غبيا ! أسفر قراره عن تضاعف حجم الإمبراطورية بمقدار الثلث اليوم !، في المقابل كانت شروط نيل اللقب قاسية جدا ! ....
هل لازلت لا تفهم لماذا قد يخون زينوث رفاقه من أجل الجثة؟"
-لنيل اللقب!! من المستحيل عليهم ادعاء قتل التنين الذهبي وهذا ما ستدركه المحكمة ، وقد يتم استهدافهم من قبل عش دراكوك حتى ،
لذا فإن إيجاد الجزيرة والحصول على الجثة لن يكفي لفريق من سبعة أشخاص لتجميع نقاط كافية للقب البارونيت إذا تم تقسيم الإنجاز بينهم !! "
تمتم وهو يشعر بالأسف على أصدقاء زينوث .
كان هذا العالم قاسيا وتحدث أشياء مثل هذه في كثير من الأحيان ...
الثروة ستجلب مزيدا من القوة !
موارد التدريب كان شيئا سعى الجميع للحصول عليه بحياتهم ناهيك عن السلطة..
- ماذا عن السلاح ؟ لم نجد أي شيء يتعلق به سوى صورة الحامي على الباب، وهذا ليس دليلا على ارتباط مكانه بهذا القصر"
- لا بل هناك دليل كاف !"
أشارت للتنين الذي قتلوه بجوارهم،
تُعرف التنانين أنها متحدة ولن تقاتل حتى الموت فيما بينها دون سبب ،كان هذا شبه قاعدة تحكم أعناقهم بسبب قلة عددهم !
أيضا من المعروف أن سكان عش دراكوك جميعهم بشعر وعيون ذهبية لكن الذي قاتلناه الآن كان تنينا أسود بوضوح !! شكله البشري كان مختلفا تماما عنهم !
- همم هذا غريب ربما هو طفرة ؟لا يزال هذا ليس ماسألتك عنه ؟ "
- أخبرتك أنني اقترضت ملفا من المحكمة عن اسطورة التنين الحامي ،
أخذ السلاحان اللذان صنعهما اسم إبنيه ! التنين الذهبي "كالساديان" و التنين الأسود "سيبياموس" .
فتح ثغره مصدوما لتسقط دموعه صارخا
- تقصدين ، هل قتلنا نسل أحد التنانين الاسطوريين ! وانت لم توقفيني ، هل تريدين منا حقا ان نموت!!!!
قلبت عيناها بملل
-كان هو من هاجمنا أولا ولا اعتقد أننا سنموت لا تقلق .
هل سبق أن سمعت بتنين اسود في عش التنين ! عن نفسي لا لذلك اعتقد أنهم سيشكروننا لأننا قللنا أحد مشاكلهم !
تنتمي العائلة الحاكمة الحالية لنسل "كالساديان" لذلك من الواضح أن هناك نزاعا بين الإبنين على الحكم أو لم يكن هناك تفسير لشجار هذين التنينين قبل آلاف السنين وعدم وجود تنين أسود واحدا بعش التنين الآن .
قد يكون هذا سببا في اختفاء السلاح الثاني للتنين الحامي !"
ابتسمت برضا عن استنتاجها وفي تحولات تعابير لوغان ثم أضافت
- المشكلة التي بقيت هي الختم بيد البارونيت " زينوث" وكيفية خروج جثة التنين الذهبي من هذا المكان ! السبيل الوحيد لذلك هو وجوده هنا سابقا وقد أخذ هؤلاء من هنا !
اختراق رتبته وكونه أقوى يرجع الى استفادته من جوهر التنين بالبركة ، لكن من المستحيل عليه فعل ذلك وذاك الوحش نائم في التابوت !!
سيشعر بوجوده ويستيقظ مائن تطأ قدمه التشكيل مثلما فعل معنا! "
شعرت بالحيرة في هذا الجزء لم يستطيعا قتل التنين بدون سبب! كان هذا يرجع تماما لكونه ضعيفا بشكل مثير للشفقة.
لذلك من الواضح أن الوحش كان لا يزال مصابا ولم يستعد قوته بالكامل فلماذا قد يسمح لأحد بأخذ جزء من الجوهر الذي يحفظ حياته ؟ لماذا لم يهاجم البارونيت؟
- ماذا حدث بين البارونيت والتنين حقا ؟"
كان هذا لغزا لم تستطع الاجابة عنه، لكن حدسها القوي أخبرها أنه حتى بموت الإثنين الآن لم تنتهي قصتهما بعد ،بل قد تكون المياه التي تسير تحت هذه الحادثة عميقة جدا !!
-علي إعلام "ليونيل" بهذا لاحقا ! لن يضر الحذر أحدا بهذه المرحلة .."
أخرجت غرضا من العدم ووجهته نحو التنين الاسود قرب البركة ، بالكاد مرت ثانية حتى امتص ما بيدها لحمه ومقاييسه تاركا كومة لامعة من العظام.
- بهذا لن تستطيع تلك الكرة الكريهة صنع دمية منك ! "
- ماذا عن جوهر التنين ؟ سأل ينظر نحو البلورة الصغيرة التي سقطت داخل الجمجمة الكبيرة .
استدارت باستغراب نحوه تسأل في شك
- لديك شريك جوهر بالفعل فلماذا تريد آخر ؟ أيضا لا يوجد أي مخلوق بداخله وقد تسربت طاقته بعد قتالنا .
إنه مجرد بلورة فارغة تماما الآن ويمكنك الحصول عليها بسهولة من خزانة معلمك! "
شعر بالحرج يحك رأسه ، في نظره كانت الغنائم لا تزال غنائم حتى ولو لم يستفد منها، لكنه قرر تركه خوفا من تذمر الفتاة أمامه اكثر .
-اذا ماذا عن كرة "ايشن "؟
أعادت نظرتها نحوه في اشمئزاز
-هل آذيت رأسك في مكان ما ؟ تعلم أنها أحد اكثر الأشياء كرها بالنسبة لي ناهيك أننا ومملكة " تيانوس" مثل الزيت والماء !"
انتفضت تشير الى البلورات المعدودة على الأعمدة
- تلك هي الصفقة الحقيقية أيها الأعمى! أحجار القمر من المستوى الفائق ، كم مرة رأيت واحدة منها حتى الآن ؟ ولا مرة !!
هذه الاشياء تحتكرها إمبراطورية "لونا" بالكامل ! "
عُرفت "آريا " بأنها فتاة باردة تماما لكن عندما تكون غاضبة او متحمسة تنقلب شخصيتها لتكون مؤذية ، لن يوقفها احد اذا كانت مصممة على شيء ما لذلك عمل بجد وسارع يجمع البلورات من الاعمدة بطاعة !
-المرة القادمة سٱجبر آرتي على الذهاب معك !"