فتح عيناه من حلمه الطويل متمتما
-هذا كثير ! "
امسك رأسه الذي يؤلمه محاولا تنظيم المعلومات التي يراها مهمة .
- اولا يبدو ان البارونيت الأول "زينوث" متورط مع التنانين السوداء بشكل ما ،
يوجد سلاحان اسطوريان بعش التنين وقد اختفى أحدهما ،
التابوت أمامي هو أحد الآثار المحضورة لكن نظرا لأن ٱمي لم تأخذه فلن استطيع أيضا ،
قالت ٱمي كذلك أنها تكره إمبراطورية تيانوس ولم تأخذ كرة "إيشن " وهذا غريب تماما منذ أن مربيتي سيرينا تستخدم واحدة ! "
شعر بالدوار بعلمه عن هذه الحقيقة ، فإذا كانت سيرينا خادمةً تتبع ٱمه فلماذا تستخدم اكثر شيء تكرهه.
-الكثير من الألغاز ،يبدو أنني كنت محقا بالهرب، هناك الكثير لحفره في الماضي ولم اكن لأتوصل لشيء لو بقيت بالقصر !"
نفض أفكاره يتفقد صديقه الجديد ،
كانت جراحه تتحسن ببطئ شديد لكن أنفاسه قد انتظمت بالفعل.
-"بنية العالم "هي حقا شيء فريد ! "
قال ببعض الحسد في صوته ونهض بعدها مقتربا من الهيكل العظمي للتنين .
دخل جمجمته من فتحة عينه الضخمة وجلس ممسكا بالبلورة متفقدا إياها بأسف.
- لم تشكل بيضة وحش أثير بعد ! "
عكس بقية الأعراق التي كان لها قابلية امتصاص مذهلة اتجاه الأثير او هالة الشفق.
احتاج البشر للقيام بعقد مع أحد هذه البلورات لأجل تسريع نموهم ، لم يكن شيئا الزاميا لكنه ضروري إن كنت تريد ان تصبح اقوى في فترة أقصر !
كان لكل شريك جوهر عنصر مختلف ، ذلك لأنه يعتمد على البيئة التي نشأت بها البلورة .
امتلكت اغلب الوحوش جوهرا بداخلها وعند موتهم تمتص البلورة الساقطة منهم الأثير او الشفق من الكائنات حولها مشكلة عنصرا جديدا .
بسبب هذا أغلب العناصر تكون فوضوية ومنه فإن الجوهر عديم الفائدة كذلك !
فقط البلورات صاحبة العناصر النقية كانت مفيدة حقا !
وبعد العقد مع البشر يتخذ العنصر شكلا للوحش الذي ٱخذت منه ! وكان هذا ما يدعى بشريك الجوهر .
- انها بلورة أرضية ! لكن الكمية التي تم جمعها قليلة مقارنة بكل السنوات التي مرت منذ أن جاءت ٱمي هنا .."
قال ثيودور بسعادة ،
كانت الجوهرة ذات عنصر أرضي نقي لأنها اُخذت من تنين رفيع المستوى وبسبب أنها بقيت في جمجمته للآن، وحتى بعد أن سُحب جل أثير الجسد من قبل ٱمه، لاتزال الهالة في العظام تدفع الأثير الفوضوي بعيدا مما سمح للعنصر بالتشكل دون تدخل.
- لكن لا يزال هذا غير كاف لتكوين وحش عنصر ! "
ولكن لنفس السبب فإن الأثير لا يزال غير كاف لتشكلها بالكامل .
تمتم في حزن بعد ان اعتقد انه ضرب ثروة غير متوقعة ، حتى لو أجرى عقدا معها لا يزال عليه امتصاص الأثير او هالة الشفق وتحويله للبلورة لتتعافى ببطئ .
- حسنا هذا أفضل من لا شيء ! لازلت لا أعلم إذا كان عنصري المستيقظ بالضرورة هو الأرض ! لذا ليس هناك سبب للاسف "
عزى نفسه وخرج من الجمجمة مقتربا من البركة .
جلس القرفصاء يفحص السائل الذهبي والأسود الممتزج في الماء.
- ربما يكون هذا سبب إحياء الاسطورة القديمة ! اذا كان ظني صحيحا فإن هذه البركة متصلة بالبئر في القرية ، لذا قبل عدة أعوام لما جاءت ٱمي هنا وقتلت التنين تسرب جزء من جوهره للماء وشربه القروي المحظوظ قبل أن تجمع امي هالة الوحش بعيدا !"
-الآن هذا الدم عادي جدا لأنه فقد قوته !"
لذا حتى لو شرب القرويون اطنانا منه فلن تتقدم رتبة احد ! "
قفز بعدها يسبح نحو المنصة التي جلس عليها التابوت .
كان الجو بقربه باردا حتى بعد كل هذه السنوات ،
حاول تحريكه لكن بدون فائدة واستسلم اخيرا يصعد فوقه مستخدما إياه للقفز ممسكا بكرة " إيشن".
لم تقاومه الأخيرة لأنها فقدت مالكها منذ زمن طويل .
- لا ارغب في استخدام هذا كذلك لكن فقط في حال.. ،تعلمت من تجاربي السابقة ان يكون لدي خطة احتياطية دائما ! "
لم يكن بالضرورة محتاجا لاستعمالها ، كانت الكرة مليئة بالأثير النقي وكل ما يحتاجه هو إيجاد طريقة لتفجيرها لتتحول لسلاح قاتل .
لم يستطع أمرها كذلك بايقاف الدمى بالممر لأنه ليس متحكما بالأثير .
-لكن لا يزال ..علي إيجاد مخرج لنا من هنا ! "
قال بقلق وهو ينظر حوله
لم يكن هناك أي باب آخر يستطيع رؤيته ومهما حاول استدعاء ذكرى من قلادته تتعلق بمغادرة والدته المكان لم تستجب القلادة .
- إما ان هناك ممرا سريا آخر لا أعرفه أو انهما فقط غادرا من الطريق الذي أتيا منه !"
عض شفته في تفكير وقرر الغطس في البركة لتأكيد فرضيته حول اتصال هذا المكان ببئر القرية ،
كان هذا هو حله الوحيد الذي استطاع الوصول اليه .
القى نظرة أخيرة على " ميلو" النائم ليقفز عميقا نحو الأسفل .
كان الماء باردا جدا وشعر أن عظامه تتجمد .
لم يأبه بهذا وحبس أنفاسه يبحث بسرعة ،
لم يكن قاع البركة بعيدا واستطاع رؤية الصخور الجبلية في الأسفل.
تبعها يسبح للأمام ثم اليسار وفي كل اتجاه يتردد بين العودة للسطح لأخذ انفاسه قبل الغطس مجدد حتى مرت ساعة وكاد جسمه المرتعش ينهار!
- وجدته اخيرا !!
كاد يبتلع الماء لشدة فرحه وعاد متجها بسرعة نحو القصر .
خرج من البركة لاهثا ومشى بخطواته المسرعة نحو "ميلو" .
جمع البلورة والكرة الكريستالية التي تركهما قربه ووضعهما بحقيبة الأخير
-سأستعير هذه ! "
رفع الجسد الدهني وتحرك معه عائدا للماء ،
كان خائفا أنه اذا ما استراح فسيتسلل البرد لأوصاله ولن يستطيع التحرك مجددا بسبب انهاكه .
توقف عن استخدام مهارة جدار الأثير العادية الذي كان يحمي به نفسه خوفا من استنفاذ طاقته فيها وسابق الزمن لأجل وصوله هدفه مع "ميلو" قبل ان يتجمدا .
لم تكن برودة الماء عادية بل ناتجة عن التابوت الحجري لذلك عندما توقف عن الدفاع عن نفسه مستخدما جل تركيزه على تشكيل فقاعة هواء حول رأس ميلو
شعر وكأن مئات السكاكين تنهش جسده .
- على الاقل ميلو لا يبدو متأثرا بسبب دهونه ! "
أراد الضحك في عقله لكنه لم يستطع سوى الاقرار بقوة " بنية العالم " .
منع ارتجافه وقاد الاخير الى الموقع الذي اكتشف به مدخل البئر .
سبحا عبره طويلا ليظهر رأسهما أخيرا على السطح .
شهق ثيودور يتنفس الهواء بقوة وأزال الفقاعة عن رأس ميلو
-انه مظلم بالفعل في الخارج "
دلف لٱذنيه ضجيج القرويين المألوف وصرخاتهم الصاخبة مما جعله مرتاحا لكنه
عض أسنانه بقوة وقرر عدم الصراخ للفت انتباههم .
كان سؤاله عن سبب وصوله هنا آخر ما يحتاجه بعد هذا اليوم الطويل !.
أخذ حبل البئر المتدلي بالقرب منهم و ربط "ميلو" خوفا من غرق الأخير في حين تسلقه هو بسرعة .
وصل للأعلى متفقدا المكان حوله ،
كانت المنصة التي صُمم بها البئر بعيدة بعض الشيء عن منازل القرية وتوسطت البلدة .
لحسن الحظ بدا القرويون مشغولين بشيء
ما وتجمعوا في مدخل القرية .
بذل كل ما تبقى من قوة في يديه وسحب الحبل رافعا ميلو ،
كانت قوته التي تقارن بفارس نجم أول أقوى من الشخص البالغ ولكن رغم ذلك لم تسلم يداه من قوة الشد ونزل الدم محولا أصابعه وجلده المنكمش جراء قضاءه وقتا طويلا في الماء إلى فوضى.
-هووه !! "
زفر يمشي بخطا متثاقلة يدعم الدهني متجها صوب رجال القرية .
ادار احدهم رأسه لما سمع الضجيج خلفه ليصرخ منبها الجميع بأعلى صوته
-ها هما !! لقد عادا ! "
أعاد جميع القرويين رؤوسهم للخلف محدقين في الاثنين براحة لتندفع من بينهم ثلاث شخصيات مسرعة نحو الاثنين.
- آيس !!
- شقي !
داعب أنف ثيودور رائحة لطيفة جعلته يشعر بالدفئ رغم الجو المتجمد ، نطق بتعب محاولا تخفيف ارتجافها خوفا وهي تعانقه .
- انا بخير ، ٱمي ! "
تفقدته من أعلى لأسفل ومن اليمين لليسار قبل أن تصرخ
- كلاود آيس دي بريتيا أجب الآن ! اين ذهبت لتعود في هذه الحالة المزرية ! "
حاول شرح نفسه ليندفع صوت آخر لٱذنه مما جعل شعر جسده يقشعر
- لقد تأخرت بالعودة ليس هذا فقط بل عدت مصابا في كل مكان وشكل جسمك يشبه المخلل ! هل تدرك عواقب هذا ؟ "
ابتلع محدقا في عيون كلارا التي رغم انحنائها بابتسامة كان يدرك تماما انها غاضبة .
- آسف ! "كانت الكلمة الوحيدة التي استطاع اخراجها من حلقه وهو ينظر باعتذار للمرأتين أمامه.
- لا بأس آيس ، فلنتحدث عن هذا لاحقا ! كلارا احظري بطانية من أحد المنازل، اخشى ان يصاب بنزلة برد ،
دعنى نعود للبيت الآن ويمكن لكلارا شفاء جروحك ايضا "
تحدثت بآخر جملة تخاطب ثيودور .
أومأ لها بخنوع ولم يسحب الأمر أكثر كذلك لأنه كان متعبا جدا .
- ميلو " قاطع أفكاره صوت لرجل عجوز أبيض الشعر ذو لحية غريبة وهو يصرخ يهوي بعكازه على رأس الفتى السمين الممدد أرضا
- استيقظ الآن "
- ماذا ! اين التنين ؟ أين الكنز ! "
استيقض "ميلو" يحدق حوله بارتباك يسأل بإلحاح .
ضيق العجوز عيناه ليهوي بعصاه على رأسه مجددا
- قلت استيقظ هل وصلت الشحمة لتغطي ٱذناك!
-جدي توقف !!! انا مستيقظ ! انا حقا مستيقظ الآن !"
غطى ميلو رأسه بيديه في دفاع وهو يبكي على أسنانه متوسلا الرجل العجوز لتركه.
- همف ، اشرح ماذا حدث ،لما عدت هكذا !ألم تقل انك ستلعب بجوار القرية ؟"
حدق الأخير في حيرة من كلمات الرجل .
كان بالفعل قد اخبره أنه سيبقى قريبا لكنه تسلل نحو الغابة سرا . من المستحيل عليه اخباره بالحقيقة .
نظر الى ثيودور الذي حدق نحوه بدوره وأشار إليه
- انه السبب !!
-انا ؟" رفع ثيودور حاجبه في اندهاش
- نعم إنه هو !" لقد كنت العب بسلام بجوار القرية وأتى نحوي قائلا أنه يريد التعرف علي وسيريني حولها عندما علم اني جديد هنا . تبعته لكنه أخذني للغابة وضِعنا هناك !!
-كيف تفسر إذا كونك مبللا بالكامل؟"
جفل لما ادرك أن كلا جسديهما مبتل تماما وأجاب بسرعة
- وقعنا ! كان هناك نهر وزلت أقدامنا ووقعنا !!"
- نهر بالجبل ؟ هل هناك واحد بالفعل ؟"
- من يدري سلسلة الجبال كبيرة وغريبة ولن يكون هذا مستحيلا "
ضيق الرجل العجوز عيناه أكثر لما سمع همهمات القرويين حوله ودفع بنظره أخيرا نحو الفتى الذي كان مع حفيده .
اتسعت حدقتاه السوداوان في مفاجأة ليخفيهما بسرعة محولا وجهه بعيدا
- هاه ؟ "
شعر ثيودور بتحديق الرجل العجوز فيه لوهلة لكنه لم يلتفت لذلك بل كان يهتف من الداخل فرحا لأن ميلو لم يخبر الآخرين بمغامرتهم رغم أنه جعله الشرير المتهور بقصته .
-نحن نعود !"
قالت كلارا غاضبة بعد أن اعتذرت مع هيلين للرجل العجوز وأهل القرية ساحبة ثيودور من ٱذنه .
-آه ،آه !! انتظري انا مصاب !"
- انتظر فقط، ستحظى بعقاب جيد عندما نعود ! لا بودينغ لك بعد الآن وستستمتع بالدراسة معي من الآن فصاعدا بما أن "سيلفاتور" لن يكون هنا باليومين المقبلين "
اتسعت عيناه في رعب محاولا الهرب منها وهو يصرخ.
- امي ، انقذيني !!
ابتسمت هيلين نحوه بود قائلة بمرح
- بودينغ كلارا هو الأفضل في العالم، للأسف لن تستمتع بتناوله الليلة !
-ٱمي ..ليس أنت أيضا !!!!