عاد جايدن لسلوكه الرواقي والهادئ عند رؤية موافقة ثيودور ليسأله بعدها
- ما الأمر الآخر الذي تريد سؤالي عنه ؟
انتفض ثيودور من مكانه عند سماع تذكير الشاب ليتكلم بعد أن رتب كلماته .
- أشعر أن هالتي استقرت لذلك ٱريد استخدام منصة الإيقاض بالقرية ،ٱريد منك الحصول لي على إذن بما أنك اصبحت ولي أمري
رُفعت حواجب جايدن في مفاجأة يسأل متعجبا
- بهذه السرعة !؟ لا اقصد عدم الثقة بكلماتك ولكن من الأفضل أن تدع سيلفاتور يفحصك ، سيكون الأمر كارثيا إذا حدث خطأ منتصف الإختبار "
لم يمانع ثيودور ذلك أيضا وانتظر "سيلفاتور" لاحضار أداة ما من تخزينه المكاني ليقدمها له
كانت الأداة عبارة عن كتاب مثل الذي شاهدوه بالمحطة ، لم يوضع هذا الأثر في محطات النقل فقط للتأكد من هويات الأشخاص بل لفحص جسم المسافر وإن كان به أي أعراض لعدوى ما أو إن كانت هالة الأثير له مضطربة جدا وقد تحدث مضاعفات عند دخوله المدن العائمة ،
قد يبدو الأمر غير مستحق للذكر في المستعمرات المنخفضة ولكن قد يكون الأمر كارثيا إن تم تجاهل هذه النقطة بقلب أمانيسيا
مد يده يضعها على الكتاب ليسطع تتقلب أوراقه حتى تظهر معلوماته الشخصية كآيس دي بريتيا على أحد اوراقه ،
في الاسفل تحت عنوان حالته البدنية
تحولت الكتابة التي تصف إصابته بمرض اضطراب الأثير للون الأحمر في حين سطعت كلمات جديدة تحتها .
- الحالة :"معافى تماما " ، الهالة : "مستقرة"
تذكير من محكمة المواطنة : " يجب الخضوع لإختبار الاستيقاظ قريبا"
كانت الكتب الأثرية أداة تتصل بالسجلات التي تحتفظ بها المحكمة عن كل مواطن ، يجب على كل شخص مسجل في إمبراطورية " لونا" تحديث معلوماته مرة على الأقل كل عام .
يوضع الكتاب في نفس المبنى التي يحوي منصة الاستيقاظ ويستطيع كل مواطن الوصول إليه في حين أن النبلاء مثل بريتيا كان لهم سجل خاص دون اللجوء للقاعات في كل مرة .
تنهد جايدن بارتياح عند رؤية النتيجة
- سأتصل برئيس القاعة صباح غد واحجز لك مكانا مع الدفعة القادمة ، يجب ان يتم هذا في غضون اسبوع الى نصف شهر "
أومأ ثيودور كشكر له في حين نهض من مكانه متجها نحو الخارج ، كان قد أخبر جايدن عندما التقيا أنه قد بلغ العاشرة منذ أيام لذا لم يشك الأخير بأي شيء ،
مادام أن بطاقة هوية آيس قد ذابت في دمه فإن أي فحص يجريه سيعطيه عمر الأخير عدا إن قام بفحص شامل على عظامه وهذا ما لم يكن ضروريا لجايدن أن يصل في بحثه حوله لهذه الدرجة .
أراد أن يحذر جايدن كذلك من علاقة البارونيت بالتنانين خوفا من أن الأخير لا يعلم ، قالت ٱمه أن هناك مؤامرة كبيرة في الخفاء ولم يكن يريد لمنزل بريتيا الذي استضافه أن يعلق بها ، لكنه لم يستطع قول الحقيقة مباشرة بل لمح لذلك بشكل غامض فقط .
أغلق الباب خلفه مشتتاً بافكاره ليعود الهدوء للغرفة مجددا
لبث جايدن قليلا في مكانه قبل أن يسأل الخادم خلفه
- مارأيك في ما سمعناه سيلفاتور ؟ كان جنود "كاول" هم من رسموا الطريق الآمن للقرويين بالغابة وهذه الخريطة بالتأكيد ليست هي، لاشك أن الدفعة الأولى التي اختفت ضاعوا بطريقة ما وانتهى الأمر بشقيق "بلوصن" لرسم الطريق عند عودته.
- ٱريد تذكير سيدي بأن البارونيت أبدى اهتماما بذاك الفتى وأوصى به للأكاديمية ، هل من الممكن أن الطفل حصل على الخريطة من البارونيت في الأصل ؟ "
-همم " توقف جايدن قليلا يفكر في هذا الاحتمال قائلا
- حسنا سيكون من الغريب أن لا يعلم أفراد عائلة "زينوث" بما يوجد على أراضيهم ، لذلك من المحتمل أنه يعلم عن القصر ، لكن لما قد يعطي سرا كهذا إلى طفل ؟ "
نفى الخادم في حيرة أيضا
- لست أدري أيضا ، لكن يمكنني القول ان هذا قد يكون متصلا بالآثار "
اتفق جايدن على كلامه بتعبير خطير
- يقترب الموعد المسجل في المخطوطات لذلك لن يكون غريبا تحرك " زينوث" ،يقال أن لديهم علاقة بالتنانين لكن لم يوجد أي دليل في السنوات الماضية سوى الحدث الغريب مع سلفهم الأول ! ولكن مع ظهور حكاية هذا القصر الآن ، فقد صار الأمر شبه مؤكد .
صمت الإثنان طويلا قبل أن يقطعه سيلفاتور مجددا
- اذن ؟ هل سيستمر السيد الشاب بعلاقته مع البارونيت" كاول "
- لازلنا بحاجته في خطتنا ! صحيح أن الكثير من الٱمور ظهرت فجأة لكن لا يمكننا التأخير أكثر ، سمعت مؤخرا بعض الشائعات وأخشى ان تفوتنا الفرصة للأبد ان تراجعنا !! "
همهم الخادم بفهم لأنه علم ما يقصده
نهض جايدن من مكانه آخذا سترته من يد خادمه
- دعنا نذهب ! لا يزال علينا أن نتحقق من القصر ، قد يكون هناك معلومات مفيدة لنا هناك عن الآثار ،
حسب ظني لم يستطع جنود البارونيت عبور الباب كذلك لذا بدلا من إرسال رجاله بدأ في دفع القرويين ، كان من حسن حظنا ان آيس وصديقه عثروا على الممر السري عن طريق الصدفة ! "
سأل الخادم في شك مشيرا الى نقطة ما
- ما رأيك في هذا الزوج من الجد والحفيد ؟ لقد قمت بتحرياتي عنهم بالفعل عند وصولنا وسماع ما حدث ،
حسب رجالي ،الخلفية نظيفة تماما وقد كانوا من قاطني مستعمرة "بلوسم" التابعة لسيرفينيا ، لكن أجد وقت وصولهم هنا مريبا قليلا خاصة أن السيد الأصغر قال ان الفتى هو من وجد القصر تحت الأرض"
رد جايدن على كلامه بسخرية
- من يدري ،ربما سمكة ٱخرى انضمت للحفل ، لقد تحرك العديد من الأشخاص بالفعل حتى أن عش دراكوك النائم بدأ يظهر مخالبه ...فقط ضع شخصا لمراقبتهما بالوقت الحالي "
اتفق الخادم على كلمات الشاب قبل ان يختفيا من الغرفة فجأة
°°°°°°°°°°°°
- آيس !!
لوح " ميلو" الذي يقف قرب جده لثيودور بحماس ورض نحوه قائلا
- هل ستجري الإختبار ايضا ؟ هذا جيد دعنا ندخل معا !
اومأ ثيودور له كتحية في حين أجاب مبتسما
- لقد بلغت العاشرة منذ فترة طويلة ولكن بسبب مرضي أجلت اجراء الاختبار حتى الآن .."
مال "ميلو" رأسه في عدم فهم
- مرض لكنك تبدو بخير تماما ..! انتظر لحظة أهذا يعني أنك اكبر مني ! "
- أجل يجب أن تحترمني من الآن فصاعدا "
كذب ثيودور دون أن يطرف عينه حتى قائلا هذا بفخر .
- لا زال ..! انا اطول منك بكثير أنت تبدو كطفل بالمقارنة .
رمش ثيودور ينظر له من اعلى لاسفل
- انها مخيلتك بسبب كثرت دهونك أنك اكبر "
- انت !! ماذا تعرف حتى ! "
- حسنا أيها الطفلان كفا جدالا فلتدخلا الآن، لقد سبقكم الآخرون بالفعل .
ابتسم جايدن الذي رافق ثيودور هنا نحو الاثنين في حين أومأ كتحية نحو الرجل العجوز الذي لم ينبس ببنت شفة يحدق فيهم .
لقد مر خمس عشر يوما منذ الحوار الذي دار بين الأخوين وقد حان وقت الأختبار اخيرا .
رغم كون البلدة صغيرة إلا أن عدد السكان لم يكن بالضرورة صغيرا جدا بالمثل ،
كل شهر . يخوض ما مجموع عشرة اطفال حفل الايقاظ بمتوسط عمر العشر سنوات .
لذلك كان هناك العديد من الاباء الذين يرافقون اطفالهم بفخر او بالدموع.
- انتبه على نفسك بالداخل حسنا "
- حاول ما باستطاعتك ان تصبح فارسا لاتحرج عائلتنا ! "
- لدي بعض الصلات وسأضمك لفرسان البارونيت كمتدرب لو كان ايقاضك ناجحا "
-اعدك انني سأشتري لك شريك جوهر ان استيقضت ! "
انتشر الضجيج حولهم ، استمر حفل الإيقاض يومين لذلك رغم أن نسبة الحوادث التي تقع قليلة جدا إلا أن هذا لم يمنع الأباء القلقين من تذكير اطفالهم بالحذر والحذر .
لقد تلقى ثيودور بالفعل تعليما عما يجب فعله بالداخل من " سيلفاتور" ومع ذلك لا يزال يشعر بالتوتر لأن اللحظة التي ينتظرها ستأتي قريبا .
شد على حقيبة ظهره الصغيرة التي أحضرها معه ودخل القاعة مع " ميلو" والباقي .
كانت منصة الاستيقاظ عبارة عن عدة حجرات مصطفة في شكل دائري حول مساحة فارغة تتوسطها كرة كريستالية طافية داخل عمود من النور يمتد من اسفل القاعة للسقف .
إن ضيقت عينيك وركزت جيدا يمكنك رؤية خيوط رقيقة من الطاقة تمتد من العمود الى بقية الغرف الصغيرة الاثنى عشر .
وصلوا نحو فاحص جلس وراء مكتب عليه الكتاب الأثري من قبل وهو يفحص هوية الاطفال وما إن كانوا قد حصلوا على إذن لاجراء الاختبار .
- "ميلو لوديت " " عشر سنوات " تم التحقق يمكنك الدخول.
-"كلاود آيس دي بريتيا" "عشر سنوات" تم التحقق يمكنك الدخول .
دخل الإثنان بفرح واندفعا نحو المنصة يتسابقان .
القوا نظرة على الغرف حولهم قبل أن يصل صوت الفاحص نحوهم لما عبر جميع الأطفال السبعة .
-اختاروا أي غرفة. ستغلق تلقائيا خلفكم ولن تفتح حتى انتهاء الاختبار ، سيستمر الأمر لمدة يومين لذا يرجى التأكد من حصصكم ، يتوفر حمام بالداخل بالإضافة لسرير بسيط وسجادة وسلة مهملات ، يرجى التأكد من تنظيف المكان قبل مغادرتكم ،
اخيرا يوجد قفل أحمر على الباب لا تضغطوا ذلك إلا في الحالات القصوى قد يتسبب فتح الباب بتهور الى اختلال توازن هالة الأثير والشفق بالداخل مما قد يؤدي للاعاقة ! لذلك لا انصحكم بذلك . فليتراجع الآن من ظن انه ليس مستعدا بعد ! "
قال الرجل صاحب الزي الابيض بشعار القمر الفضي والسيف الذي بدا انه ينتمي لمحكمة المواطنة هذه الكلمات دفعة واحدة وأكد على كلماته الأخيرة بشدة
- لن تتحمل محكمة المواطنة مسؤولية عن أي حادث "
ابتلع الاطفال ريقهم في خوف لكن لم يتحرك أحد ، كان الأمر مفهوما لأن جميع اخوتهم او آبائهم مروا بهذه المرحلة بسلام .
أومأ الفاحص برضى قبل أن يصرفهم متراجعا نحو مكتبه
- يمنكم الدخول الآن ! "
اختار الجميع غرفة قبل السير نحوها ودخلوا لتغلق الأبواب خلفهم مصدرة صوتا هشا لتصادم المعادن !