تركها حتى انتهت من فحصه ليسألها أخيرا عن ما يجول بخاطره .
- ماذا حدث ؟ "
رفعت حاجبها باستغراب تسأله
- هل لا تذكر حقا ؟ انفجر مكان الاختبار وسوي بالأرض تماما ، كانت تلك مأساة حقيقة ..
- ماذا !!
صرخ بدهشة غير مصدق.
لقد شعر بحدوث الانفجار قبل ان يغمى عليه لكنه لم يتخيل أن يصل الأمر لهذا الحد ! .
تابعت كلارا روايتها وكأنها تقص ما شاهدته بعينيها
- قال فاحص محكمة المواطنة أن خطأ ما حدث مع المنصة مما أدى لحقن طاقة عالية في الحجرات و أدى لانفجارها ، كان من حسن الحظ أن جد صديقك ذاك كان شخصا قويا ومنع انهيار المبنى بالكامل حتى أنقذكم !
- انفجرت جميعا ! " لهث ثيودور بصدمة ، كان يدرك بغموض أن غرفته هي مركز الانفجار وأنه بالتأكيد السبب بما حدث فلما قد تنفجر باقي الحجرات كذلك !
صحيح أن قوة الانفجار كانت مذهلة لكن علينا أن لا ننسى أن المبنى معد بطرق حماية لأوضاع كهذه، منها المعدن النادر الذي تتكون منه الغرف ناهيك عن تشكيلات الحماية .
في أقصى الأحوال لن يصيب إلا الغرفتين بجواره .
- صحيح الغرفة بالجوار ! "
كان ميلو في احدهما ! لفت انتباهه كلمات ٱخرى قالتها وهي أن جد الأخير كان منقذهم
- هذا غريب " شعر بالريبة بطريقة ما لكنه لم يستطيع وضع اصبعه على السبب ، كان فقط حدسه !
-اوي يا فتى ! هل تعافيت بالفعل ! انت تتجاهل كلماتي الآن !! "
شعر بالضربة على رأسه ليصرخ طالبا العفو من المرأة الغاضبة .
- انت اخفض صوتك !! "
حبس انفاسه وهو يشاهد "هيلين" تفتح عيناها بنعاس .
- آيس !! "
ضمته نحوها تبكي طويلا تشكو خوفها بالأيام الثلاث الماضية لإغمائه .
تركته بعد أن تحققت من كونه معافى تماما لتمسح دموعها بفرح .
- من الجيد أنك بخير ! كنت سأرفع شكوى ضد المحكمة ! كيف لهم ان يكونوا غير حريصين هكذا !"
ٱصيب بالإحراج مدركا أن ما حدث لا علاقة له بهم إنما كان خطأه.
غير الموضوع بسرعة خوفا من أنها ستقاضيهم حقا .
- اين جايدن ؟ "
اغمق وجه كلارا لتتردد قبل الإجابة
- كان يحبس نفسه بمكتبه منذ إحضاره لك هنا .. بالكاد تناول شيئا هذه الايام الثلاثه ... أنا قلقة بشأن صحته ".
لوت هيلين شفتيها وكأنها تندم على صفعها له ! لم تقصد ذلك حقا ،لكن عندما علمت انه هرب بعيدا مع سيلفاتور تاركين ابنها للمجهول كادت ان تفقد صوابها.
- اعدي صينية طعام لاحقا ، سآخذها له بنفسي ".
قالت بصوت مذنب لكلارا قبل أن تدفعها للخارج راغبة في ترك ثيودور ليرتاح أكثر.
انتظر حتى خروجهما وحاول تنظيم أنفاسه محاولا السيطرة على هالته وتنظيمها .
ركز طويلا قبل أن يهتف بفرح
- نجحت !!"
عادت حالته لطبيعتها بعد أن استطاع التواصل مع الأثير والشفق من حوله لتهدئتهما .
- اذن ما انا الآن متحكم أثير أم فارس شفق ؟"
تساءل بتعجب وقد امتلأ رأسه بعدة أسئِلة ذلك لأنه بشكل ما شعر انه يستطيع امتصاص الإثنان بنفس الوقت.
-ربما الإثنان ؟"
لم تدم سعادته طويلا لمّا لاحظ الخطأ معه .
- جسدي لا يستطيع الحفاظ على كل الهالة التي يمتصها ، هل مواهبي حقا بهذا السوء ! "
كان مثل زجاجة بفم كبير لكنها تحتوي على ثقوب بقاعها مهما تم ملؤها فبالكاد تبقي على اي مياه بالداخل .
تنهد بلا حول ولا قوة وقد شحبت ملامحه
- هل للحادث دخل بهذا ؟ هل حدثت عيوب باستيقاظي ! "
شعر بالسوء لكنه سرعانما هز رأسه مبعدا هذا التشاؤم عنه
- لا يزال لدي فرصة إن اكتسبت رفيق جوهر جيد ، يقال أن أنقى البلورات تضاعف المواهب مهما كانت سيئة"
عزى نفسه بصمت ونهض من سريره مترنحا نحو المكتب بغرفته لما لمح شيئا يعرفه.
كانت تلك " إيشن" أو ما تبقى منها ، بالكاد استطاع التعرف عليها من الشظايا المتبقية.
- انه لأمر مؤسف أنها تحطمت ! "
تذكر الآن أنه بذل آخر قوته في تفعيلها ورماها تجاه العاصفة ، كان التحفيز كافيا لانفجارها مما دفعه للخلف قبل أن تقطعه القوتان الفوضويتان إلى أشلاء .
عاد إلى مكانه بالسرير وقرر اجراء اختبار لعنصره المستيقظ .
لا يهم إن كان متحكم أثير أو فارس فإن لكل شخص عنصره الخاص .
يستطيع الفرسان امداد اسلحتهم او اجسادهم بطاقة العنصر في حين ان متحكمي الأثير احتاجو لإظهارها خارج الجسد .
حاول استخدام الهالتين لاستدعاء الأخير بعد أن لم تفلح محاولاته مع واحدة منهما.
والنتيجة التي ظهرت بعد ذلك أذهلته .
- ماهو هذا حتى ؟أي نوع من العناصر هو !! "
من يديه تجمعت هالة الشفق والأثير واندمجت مكونة سائلا شديد السواد أشبه بالفحم .
- رائحته كريهة ! "
سد أنفه بيده محاولا منع نفسه من العطاس ،كانت عيناه قد امتلأت بالدموع بالفعل .
لم يعرف إذا ما كان يجب أن يضحك ام يبكي لأنه حصل على عنصر فريد لكنه لا يدري ما هيته أو حتى استخدامه.
-كيف لي ان اجد شريك جوهر مع شيء كهذا "
قال بكلمات بائسة وصمت طويلا في صدمة ، لم يستطع تقبل أنه عديم الموهبة لهذا الحد .
عصر تروس دماغه بسرعة لإيجاد حلول لوضعه .
كان محاولة إيجاد شريك هو هدفه الأول، اذ أنه رجح أن تدريبه لن يؤول لشيء دون دعمه .
لم يكن هناك نقص في الحالات التي يتعاقد بها البشر مع شركاء بعناصر مختلفة عنهم ، رغم أن ذلك سيؤدي إلى عدم توافق في الغالب الذي من الممكن ان يعيقهم في المستقبل . لكن في المقام الأول لم يكن السعي للرتب الأعلى شيئا سهلا من البداية،
لذا كان أغلب الناس راضين إن تمكنوا من التعاقد مع واحد ايا كان نوعه.
- هل سٱضطر حقا لتوقيع عقد مع جوهر التنين الأرضي الذي وجدته ؟ "
تساءل في تفكير وقرر الانتظار عدة أيام حتى يتعافى بالكامل قبل أن يقرر مساره التالي .
دلف لٱذنه ضجيج غريب خارج الباب واصوات لأشخاص يتحدثون بصوت منخفض.
- اوصلها هنا "
- نعم قال علينا أن نتركها عند الباب "
- يا رجل انا سائق ولست حمالا مابال فتية هذه الأيام "
- شش اخفض صوتك لا يزال نبيلا بعد كل شيء "
شخر الرجل باستياء ليغادرا الممر بعدها ينزلان للاسفل.
- من هذان ؟ "
اسرع ثيودور نحو الباب بعد تغييره مريلة النوم التي يرتديها الى ملابسه اليومية قبل ان يدفعه مفتوحا .
- انه عالق ! "
رمش بغباء بعد أن أدرك ذلك ليضيف مزيدا من القوة لذراعيه الملفوفتين بالضماد يدفعه قليلا بما يكفي ليعبر إن حشر نفسه.
- لما قد يضع هؤلاء الأشخاص هذه هنا"
كان الممر مليئا بصناديق مختلفة الأحجام وبالكاد وجد موطئ قدم لنفسه .
تحرر من الممر لخارجه بصعوبة وتبع اتجاه الضجيج واقفا أعلى الدرج ينظر للاشخاص بالأسفل .
كانت كلارا تقف بملامح متوعدة خلف هيلين التي تتحدث بسعادة لأحد ما .
كانت شخصية صغيرة لم يتجاوز عمرها العشر سنوات بشعر ذهبي به خصل بيضاء وعينين زرقاوين فطنتين يومئ بسعادة هو الآخر أيضا متجاهلا نظرات كلارا الحادة وهو يمسك دميتين لفارسين يقفان بفخر بسيوفهما .
دلف لٱذنه صوت الصبي المرح وهو يتحدث بشيء من الإغاضة في صوته
- كانت الأكادمية مملة كالعادة ٱمي يجب أن تتوقفي عن سؤالي عن ذلك في كل مرة، وأنا حقا لم أهرب لقد تم تسريحنا قبل الموعد المحدد بقرار من المدير "
-ولما قد يفعل المدير ذلك أليست هناك قواعد ؟ ألم يقولوا أنها افضل مدرسة بين الممالك العشر المجاورة هل انخفضت معاييرهم ؟ "
- صحيح ٱمي يجب أن يكون كذلك ، عليك اخبار جايدن بالتوقف عن ارسالي هناك لأنه لا يوجد شيء آخر لأتعلمه بأي حال "
اومأ الصبي موافقا على كلام هيلين بجدية مضيفا العسل لكلامه محاولا تملقها لأجل الوصول لهدفه .
عبست هيلين لتكز جبينه ساخرة بلطف
- يبدوا أن سلوكك المتعجرف هذا لن يتغير أبدا "دايان"
تدخلت كلارا بينهم محاولة تحريض سيدتها بعد ان منعتها من شد ٱذن الأخير.
- لا تثقي بكلامه يا سيدتي فقد قال نفس الشيء عندما كاد يتسبب في احراق مبنى المدرسة في أكاديميته السابقة مما دفعهم لايقاف فصولهم مؤقتا ! "
- كلارا انت تظلمينني ، انا حقا لم افعل أي شيء هذه المرة "
تذمر الصبي قبل أن يسأل يحدق حوله
- أين "ألان" ؟
- لقد أرسلت "تيسا" لاخباره بعودتك ، يجب ان يحضر قريبا .
عبر "دايان" عن فهمه قبل أن يدفع احدى الدمى بيده نحو ٱمه
- كان هناك مهرجان بعاصمة "سوين" احتفالا بذكرى قيام المملكة ، لقد اشتريت هذه لأجلك إنها مجموعة الدمى لفريق استكشاف سوين الأول ، احضرت واحدة لكل شخص "
شدت هيلين على خده بحب متقبلة هديته
- كم هذا لطيف منك " دايان" لقد كبرت لتحضر الهادايا للجميع الآن "
أراد ت عناقه بعد أن شاهدته يحاول الفرار باحراج قبل أن تلمح شخصا أعلى الدرج .
ابتسمت تناديه باسمه
- آيس هل أنت بخير الآن ؟ تعال انزل ورحب بأخيك ! لم تره منذ وقت طويل اليس كذلك "
تردد ثيودور قبل أن ينزل الدرجات وصولا اليهم.
اعادت هيلين بصرها نحو الطفل جوارها قائلة.
- "دايان" لم تنسى هدية اخاك ايضا ،اليس كذلك ؟ "
صمت الفتى يحدق في ثيودور بعيون مفتوحة على مصرعيها من الصدمة قبل أن يرجع الى طبيعته ويومئَ لٱمه .
- بالطبع فعلت ، اوه انظري أليس ذلك ألان ؟"
ابتسم جايدن بوجه مرهق وهو يمشي حتى وصل إليهم .
كز شعر "دايان" قائلا
-من الجيد عودتك سالما "
رفع رأسه ببعض الذنب نحو ٱمه قبل ان يتابع .
-ٱمي لقد قال دايان في رسالته الأخيرة أنه سعد بعودتك للطبخ مجددا فهل بإمكانك الذهاب واعداد العشاء لأجله"
-نعم ،نعم امي انا جائع جدا ! "
صفقت "هيلين " على فكرته تجيبه بحماس
- بالتأكيد! انه من المؤسف أن هذا الشقي عاد قبل الموعد المحدد ولم انهي تحضيراتي لحفل العشاء حتى الآن، لكن لا يزال لدي ما يكفي لوجبة فخمة لنا ! "
أشارت لكلارا التي كانت تنظر للفتيان بتردد أن تتبعها للمطبخ قبل أن يختفيا في الردهة .
فجأة ، تغيرت الملامح اللطيفة لدايان قبل أن يعود عدة خطوات للوراء مبعدا يد أخيه عن رأسه بقوة.
فوجئ ثيودور من التحول بالصبي الذي أشار نحوه يكلم جايدن بوقاحة
- من هذا !!؟
-ماذا يحدث؟ " ،ارتبك ثيودور وهو ينظر نحو جايدن يسأله بعيناه إن لم يخبر الأخير عنه !
-آيس دي بريتيا "
أجاب جايدن بهدوء عائدا لسلوكه النبيل البارد وقد اختفت منه ملاح التعب تماما.
- انا اسألك عن هويته الحقيقة !" صرخ دايان في الشاب عاليا
-أهكذا ترحب بي بعد كل هذا الوقت ؟ لم تكتفي بالصراخ في وجهي ، لكنك تنكر اخاك التوأم الآن ؟ "
-لا تخدعني ! " رد الطفل بين اسنانه يعصر ما بين يديه يكاد يمزقه.
لم يرف جفنٌ لجادين محدقا بالدمية بين يدي الأخير
- لقد أخبرت ٱمي أنك أحضرت واحدة للجميع ، ألا يجب أن تعطي أخاك احداها للترحيب بعودته سالما "
سخر ممازحا
- لم يعد عليك وضعها في غرفته والتوجه هناك للبكاء كل ليلة "
- انت !! "رمى بالدمية لثيودور في حين سارع بخطواته نحو غرفته بالأعلى تاركا بضع كلمات قاسية قبل أن يختفي
- لا اعرف ألاعيبك الجديدة ولماذا احضرته! لكنه بالتأكيد ليس آيس ولن يكون هو . . . أبدا !! "