كاد يبكي بسبب كل الامور الغريبة التي تحصل معه

- ما الأمر الآن اين ذهب البلور ؟

اغمض عيناه يتحسس المكان وسط صدره كان من المفترض أن يستقر البلور هنا في مكان يسمى "قلب الجوهر"، كانت مساحة أشبه بالفضاء المظلم تظهر عندما يتم الاستيقاظ.

- لكن لا يوجد شيئ ؟ "

فزع ! كان هذا الشيء نادرا يتمناه الجميع على أراضي الامبراطورية لكنه اختفى بيده الآن تماما هكذا .

عادت لذاكرته حادثة مشابهة من قبل قد حصلت معه ،

كان ذاك عندما وجد كرة صغيرة فضية داخل الكيس في الحجرة السرية داخل منزله .

- لقد ذاب هكذا تماما أيضا قبل أن أتمكن من فحصه ، هل كان بلور جوهر كذلك !؟ "

فكر وقدر أنه من الممكن جدا لأن الشكل مشابه تماما .

لاحظ شيئا آخر قد فاته سابقا بسبب صدمته .

في المكان الفارغ سابقا داخل القلب ، دار الأثير وهالة الشفق معا ولكن عكس السابق حيث خرجتا من جسده بعد برهة.

امتزجا هذه المرة مكونين ضبابا غريب اللون قبل أن يتحولا إلى شيء لزج شبيه بالماء .

- أليس هذا فحم ييغرو ؟ لا ! لونه أخف بكثير "

واصل الضباب التكثف والتحول ثم انضغط عنصره على نفسه مشكلا كرة صغيرة أشبه بنجم لامع رمادي .

شعر بالطاقة تغزو كيانه ليهتف متفاجئا

- هل اخترقت ، أنا في نجمي الأول بالفعل ! "

فتح ثغره في مفاجأة، لم يسمع عن أي أحد يخترق بهذه السرعة أو الطريقة ! لم يفهم حتى ماذا حدث .

-هل من الممكن أن جوهر الرياح ذاب وانفصل مجددا مكونا طاقة لدفعي بمستوى كامل ! "

شحب وجهه في هذه الفرضية لأن ذلك يعني فقط أنه لا يمكنه استعادة بلورة الرياح بعد الآن، كما أنه يعني اختفاء وحشه المتعاقد كذلك !

- هل حدث الشيء نفسه مع البلورة الفضية ؟"

لكني لم أخترق أبدا حينها ! ربما لأني لم أكن مستيقظا بعد . لكن هذا لا يفسر أين قد تذهب الطاقة داخلها إذن ؟"

تذكر الهالة الفضية التي تحميه أحيانا وشعر أن كل شيء منطقي الآن .

-إذا أين استقرت الطاقة ؟ لماذا لم أرها داخل قلب الجوهر خاصتي ؟"

تذكر أن قلبه كان فارغا منذ استيقاظه .

فجأة شعر بشيء يحدث داخل جسده وأعاد احساسه للداخل مجددا .

- ما هو هذا ؟ "

داخل قلبه تشكلت بيضة فضية وٱخرى حمراء باهتة تبدو كأنها ستختفي بأي لحظه .

دارت الاثنتان حول نجمه الأول في اتجاهين متعاكسين ببطئ.

شعر بالدوار راغبا في إلقاء نوبة غضب !

لماذا كل شيء يحدث معه غير طبيعي تماما !

- هل هما بيضتان هل يعقل أنهما وحشاي المتعاقدان ؟! "

حاول ترتيب أفكاره الفوضوية حسب معلوماته كما يفعل عادة كلما واجه معضلة !

تمتم بهدوء شاردا

-عندما امتصصت جوهر الرياح ذاب وتحول لطاقة واخترقت مستوى نجم واحد ،

عادة ،يحول الأشخاص العاديون هالة الأثير أو الشفق إلى عنصرهم الخاص ببطئ ويضخونها في قلب جوهرهم ثم يضغطونها لتشكيل نجومهم .

من أجل اختراق الشمس الٱولى يجب تشكيل أربعة نجوم ثم ضغطها في شمس صغيرة من العنصر النقي .

كان هذا السبب في أن الارتباط بشركاء من عناصر ٱخرى قد يتسبب في خلل عند محاولة الإختراق .

المشكلة التي وجدها ثيودور أنه في حين اخترق الآخرون عبر التدريب مع امتصاص الأثير وهالة الشفق فإنه لم يستطع امتصاص الهالات بجسمه مباشرة !

- بدل أن تتحول البلورة إلى وحش متعاقد يزيد موهبتي على إمتصاص الأثير ،تفككت وعادت لكونها طاقة امتصصتها لتحويلها لعنصري ، فحم ييغرو !

-ثانيا مما أعلمه فإن الأشخاص مع أنواع مزدوجة مثلة يمكنهم التعاقد مع شريكين

يمكن استنتاج أن البيضتان هما وحشاي المتعاقدان من هذا .

لكن المشكلة أنني لم أتعاقد إلا مع جوهر الرياح ! و يمكنني القول بالتأكيد أن هاتين البيضتان ليس لهما صلة بهذا العنصر"

عصر تروس ذهنه ثانية وتذكر أخيرا أنه ٱصيب عند حمله الزجاج في القصر تحت الأرض .

-هل يعقل أن البلورة الفضية اتصلت مع دمي حينها لذا ذابت في يدي وشكلت عقدا معها ؟"

فهم أخيرا سبب ارتباطه بها لكن هذا أعاده لسؤاله الاول !

-يمكن تفسير ظهور البيضة الفضية ولكن ماذا مع البيضة الٱخرى ؟

لا أتذكر أبدا أني اتصلت مع أي بلور آخر ، في المقام الأول لم يكن هناك أي بلورات في القصر الذي أقطن فيه ! "

حاولت سيرينا ورئيس الخدم إبعاده عن أي شيء يدور حول الاستيقاظ وبالتالي لم ينسو هذه النقطة بالتأكيد خوفا من وقوع حوادث.

-فقط لننسى الأمر !! سأعرف ما إن يفقص وحشي ! "

طالما أن الشخص لم يصل شمسه الٱولى فلن تستطيع الوحوش أن تفقص من بيوضها ولكن يستغل جميع المتدربين هذا الوقت للتواصل مع شريكهم .

أراد ثيودور تجربته كذلك لكنه لم يتلقى أي رد منهما ،

ناهيك عن الفضية لقد شعر أن البيضة الحمراء يمكن أن تختفي بأي وقت وكانت هالته ضعيفة جدا .

فزع ثيودور ولم يرغب أن يموت شريكه حتى قبل أن يراه !

نظر حوله بحثا عن أي شيء يساعده وقرر أن يسرع نحو جايدن لإنقاذه، لكنه لمح الجوهر الأرضي قبل أن يعود للجلوس مقررا تجربته .

-لقد ذاب جوهر الرياح متحولا إلى طاقة لذا أتساءل إن كان سيحصل نفس الشيء معه !"

جرح إصبعه مجددا ومد يده نحوه وكما خمن فقد ذاب مندفعا للجرح مثل من قبل.

ركز احساسه هذه المرة على كامل جسده ووجد أخيرا أن جوهر الأرض يتفكك متحولا للهالتين اللتان تكثفتا لتصبحا سائلا.

لكن هذه المرة كان لون عنصره افتح مما سبق وانضغط ببطئ مشكلا شبه نجم خافت

- هل لا يزال هذا العنصر هو فحم ييغرو ؟"

فتح ثيودور فمه بصدمه !

حتى أنه أراد العودة وطلب جايدن لاعادة تقييمه ،لكنه شعر أن حالته غير عادية أكثر مما يعتقد واختار التزام الصمت بشأن وضعه حتى يفهمه على الأقل .

تسللت الطاقة المتبقية نحو البيضتين لتنتعش الحمراء ويقل بُهتانها في حين أن نقوشا ضبابية فضية ظهرت على الٱخرى .

احس ثيودور كذلك بزيادة قوته مجددا

- أنا اقترب بالفعل من اختراق نجمي الثاني !!

غمرت فرحة الانجاز رأسه ! حتى بالكتب لم يقرأ عن أحد بقدرته !

لكنه لم يلبث حتى عبست ملامحه

- لازلت، لا أستطيع امتصاص الأثير أو هالة الشفق !"

بدل أن تخرج من جسده مثل من قبل ، كان وحشاه المتعاقدان يمتصانها هذه المرة ،

جذبت الفضية هالة الأثير في حين أن الأخرى التهمت هالة الشفق بلهفة .

- من المفترض أن الوحوش ستساعدني في امتصاص الهالات لا العكس !!"

شعر بالعجز من الوضع ولكنه كان ممتنا لأنه وجد طريقة ليصبح أقوى.

- بلورات الجوهر !!! علي الحصول على المزيد منها "

قدر أنه ربما هذه هي الطريقة الوحيدة للتدريب حاليا ما لم يفقص وحشاه .

زفر بتعب وسحب إحساسه عن جسده.

ركز ثانية وقرر تجربة عنصره بعد اختراقه،

كان متحمسا لأي تغييرات ستكون به .

ظهر السائل الرمادي الفاتح خارج يده وبعد عدة تجارب لدهشته استطاع إلقاء الأخير بعيدا عنه بسرعة .

-هل هذا نتاج امتصاصه طاقة الرياح ؟ ماذا عن الأرض إذن ؟ "

حاول تكثيفه ولدهشته عندما ضربه بأرضية الغرفة ترك حفرة صغيرة .

-"ستقتلني كلارا لأجل هذا " عبس بوجهه لكنه سُعد من الداخل

كان عنصره يتحول ليجمع بين عنصرين في شيء واحد !

لكنه لم يلبث طويلا حتى ارتجفت جفونه فجأة مدركا خطبا ما !

-لا أستطيع تطبيقها علي ! "

كان الاختلاف الرئيسي بين الفرسان ومتحكمي الأثير ليس فقط أن الأول يُظهر عنصره بواسطة سلاحه .

بل بالأحرى كان الهدف النهائي للفرسان هو الاتحاد مع اسلحتهم وعناصرهم لتحويل اجسادهم لسلاح ! "

لهذا كان من المنطقي فقط للفرسان أن يستطيعوا تطبيق عناصرهم على أجزاء من أجسادهم !

مثلا ميلو الذي أيقض عنصر الرياح يمكنه دعم ساقيه ليصبح أسرع أو تطبيقه على سلاحه ليصير أكثر مرونة.

في حين أن متحكمي الأثير مع نفس العنصر، يمكنهم إطلاق شفرات الرياح بحرية لمسافات بعيدة .

لكن تطبيقها على أجسادهم سيعرضهم لضغوطات هائلة قد تنتهي باضطراب قلب جوهرهم !

حاول ثيودور مجددا التأثير على جسده لكن ما تغير بدل ذلك كان عنصر ييغرو خاصته الذي أصبح يطوف بسرعة اكبر.

- ألست فارسا لما يحدث هذا ؟ ،لماذا تتغير سرعة هذا الفحم بدلا عني ؟"

لم يستطع أن يفهم وشعر أنه يدور في حلقة مفرغة .

لو كان متحكم أثير يجلس مكانه ، لكان عنصر الرياح استجاب لطلبهم وتم تطبيقه على جسدهم ، في المقابل سيعانون من ألم رهيب.

في حين أنه كلما فكر في تطبيق العنصر سواءا الأرض بجعل جسده صلبا أو الرياح ليكون أسرع فإن ما تم تغييره لم يكن سوى ييغرو أمامه.

- هذا غريب !انا متعب من التفكير!"

استسلم عن التجريب أكثر من ذلك وصدم رأسه بوسادته غارق في أحلامه .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°

-ارفع سيفك أكثر ،لا تتراخى لأن اليوم هو الأخير ! ابذل جهدك سٱقيم جهودك لهذا الشهر ! "

سقط العرق من على جبين ثيودور في دلاء، كان يلهث محاولا مواكبة "سيلفاتور" الذي ضرب نحوه بعصى التدريب بلا رحمة.

لقد مر شهر بسرعة ، حقق تدريبه مع عنصره الغريب فحم ييغرو المتحول كما أسماه تقدما رائعا وقد استطاع تنسيقه مع اسلوب قتاله ! .

بالطبع لم يخبر جايدن عما حدث معه، وتجنب استخدام عُنصره قدر الإمكان حتى لا يلاحظ "سيلفاتور" الفرق .

كان يعود للمنزل كل ثلاثة أيام وقد احضر الخادم لوازم التخييم للبقاء هنا .

دايان الذي لا يزال يحدق حتى الآن في الباب الحجري وحوله أوراق متناثرة عليها حسابات معقده ، استمر في تجاهله طوال الشهر ولم يتحدث معه بكلمة منذ الحادثة بالبلدة .

كان هذا جيدا لثيودور لأنه لم يرغب في الدخول بصراع أكبر معه .

عاد للواقع عندما ضربه سيف "سيلفاتور" على كتفه .

عاد للخلف عدة خطوات يدلك مكان إصابته .

- إنه مؤلم " نظر للخادم بغيض .

-السيد الأصغر أنت من يواصل الشرود كل فترة ، لو كان السيد بساحة معركة لكان قتل منذ زمن طويل !"

-أي ساحة معركة في بلدة هادئة كهذه" تذمر تحت أنفاسه وهو يرفع سيفه يركض نحو الخادم .

تجنب قطع الأخير مستغلا صغر قامته وتدرحرج بين قدمي الطرف الآخر.

-فرصة !! "

رفع سيفه طاعنا خصر الخادم لكنه اختفى من أمامه موجها له ركلة أردت به أرضا .

-هذا غش !! "

تسلق يصرخ في العجوز الذي تجاهله يَشد على قفاز يده الأخرى يُرتب إياه بعد أن انزلق قليلا عن مكانه.

-لا أعذار لطرحها ، لقد مرت ساعات ولم تستطع لمسي لذلك فقد خسرت اليوم كذلك "

استدار معيدا السيف بيده نحو مخزنه المكاني ينادي على الطفل الجالس بعيدا عنهم .

- السيد دايان حان وقت العودة ، لا يزال عليك إعداد نفسك للرحلة غدا "

-لا اريد الذهاب لا يوجد ما اتعلمه بتلك الأكاديمية !"

تذمر الصبي بصوت عال، لكن ذِكر الخادم لهيلين وأنها ستحزن لتأخُره جعله ينتفض واقفا من مكانه.

-همف ، توقف عن استخدام والدتي في كل وقت ضدي ! "

جمع أغراضه التي لم يسمح للعجوز بتخزينها وحملها بدل ذلك طول طريق عودتهم إلى المنزل .

2022/01/28 · 203 مشاهدة · 1701 كلمة
Kirara
نادي الروايات - 2024