حدق ثيودور بالرقم "10" المدون بقلادته وهتف فرحا
- لهذا كان قويا جدا ! كان ملكا في مستواه !! "
حتى بين المستويات ،اختلفت القوة لدى الوحوش وانقسمت إلى جندي وملك و امبراطور وكارثة .
كانت الوحوش المصنفة كجندي اقوى قليلا من البشر في حين أن الملك كان في اقصى مستواه ويستعد لاختراق التالي .
اما عن الامبراطور فهو يعني زعيم الوحش الذي يتحكم في قطيع كامل ويكون بقوة الملك نفسه .
اما الكارثة فهي حالة قرأ عنها بالكتب ولم يوجد منها الكثير بالتاريخ لذا بالكاد ذُكرت أي معلومات .
قدرته على قتال وحش بمستوى الملك قد اذهلته، في العادة لا يستطيع المستكشفون قتاله دون مجموعة من ثلاث أفراد من نفس المستوى .
-هل أنا قوي ؟ " رمش ثيودور بسؤال .
لم يقاتل قبلا أحدا من زملائه بكامل طاقته لذا لم يعلم حقا.
-لن تُظهر القلادة تسجيلا عن قتالي لذا ليس هناك داع للقلق ، لكن فقط الإحتراس علي تغطية آثاري ! "
تمنح القلادة نقاطا وفقا الإنجاز ،و قتل ملك في نجمه الثاني شبيها بقتل جندي بالنجم الثالث !
كان قلقا من أن تثير الجثة انتباه معلمه ويأتي خلفه ، لم ينسى أن منفذ القانون لا يزال بالمدرسة ! لو أدرك أي شيء مشبوه عنه وأراد اجراء تحقيق فسينتهي أمره !
كان تزوير هوية نبيلة أمرا لا يُغتفر بموجب قوانين الإمبراطورية ، وحتى لو ٱطلق صراحه فسيُسعد النبلاء بنهش عظامه جراء هذه الجرأة ! كانت الحرب بين النبلاء الجدد والقدامى كافية بالفعل لرؤية مثال دموي عن ذلك.
قرر دفن الجثة بعد أن انتهى من إخفاء آثار معركته،
لكن رؤية الأشجار المحطمة جعلته عاجزا عن الكلام
- انسى الأمر !الغابة بها العديد من المخاطر وقتال الوحوش فيما بينها عادي كذلك لذا سأدع الأشجار هكذا فقط "
اكتشف لدهشته أن سبب عدم تحرك السحلية من مكانها أنها كانت ترقد على جحر بالشجرة تحمي شيئا ما !
-هل هذا بيض ؟ "
شعر بتقلبات الأثير الخفيفة حولهم لكن لم يثر هذا حماسته بقدر ما أثارته رؤية زهرة ببتلات مغلقة سوداء متفحمة وهي تقبع وسط البيض وكأنها حاضنة لهم !
- زهرة "ميتا" !!
مد يده يريد انتزاعها لكنه قفز بفزع للخلف عدة خطوات فجأة !
تم ثقب الجذع الذي كان بقربه بثلاث فتحات كبيرة كأن سهما مر به ،لكنه كان متأكدا من أن السهم ذاب تماما بعد أن اخترق للطرف الآخر .
-ماء ؟....من هناك ! " صرخ نحو مصدر الهجوم.
خرج ثلاثة "كاراس" بنظرة مهددة من الأشجار
-بشري سلّمها !! "
ضحك على مرأى الثلاث قبل أن يشخر بسخرية
- ومن أنت لأفعل ! وجدتها أولا ! "
-همف ، ستموت بأي حال ما فائدة الإحتفاظ بها !! "
عبس ثيودور ،لم يفهم ما قصد الشخص، كان يستخدم اللغة القديمة وكان متأكدا أن نَبرته ٱستعملت عند الرغبة الجادة في القضاء على أحد !
-هل بسبب كرههم للبشر ؟ "
فجأة شعر بإضطراب الأثير من المجموعة أمامه ثم بشعور بالفراغ حوله !
- الدرع ! اختفى !" شهق ثيودور بدهشة
كان للقلادة التي أعطاهم إياها لوبينا درع دفاعي تلقائي مشغل في كل وقت .
يمكن للدرع أن يتفاعل فقط إذا كانت حياته مهددة واعتمد هذا بالكامل على قياس الأداة للأثير أو هالة الشفق الموجهة للمالك وقدرته على التصدي لها ،
يمكن للدرع صد ضربة قاتلة لذروة النجم الرابع وكانت حرفيا كنزا منقذا للحياة للطلاب !
لكن الآن شعر أن هذا الحاجز الذي يحميه منذ وقت اختفى تماما الآن .
-انت ماذا فعلت !" أمر ثيودور ييغرو بالتحول لسيف وأمسك به يوجهه نحوهم،
بين يدي كاراس الشاب أمامه، كانت صدَفة غريبة الشكل تطلق موجات صوتية .
حتى أنه شعر بالأثير وهالة الشفق حوله تضطرب ..
امتد هذه الذبذبات نحوه و أدرك أن القلادة حول عنقه تهتز مقاومةً راغبة في نشر الحاجز مجددا لكنها لم تستطع .
ضحك كاراس
- كانت الأوامر تقتضي بالقضاء على أي بشري نلتقيه خلال عدم وجود مراقبة ، عليك أن لا تكون حزينا أنت بالفعل الضحية الثالثة اليوم "
-ماذا ! " صدم ثيودور على ما يبدو فإن عرق كاراس أراد القضاء على البشر بسرعة، حتى أنهم جلبوا أداة تعبث بالأثير والشفق.
لو كان شخصا عاديا الآن لما استطاع القتال أبدا لأنه لا يستطيع تجميع عنصره لكن ثيودور كان مختلف !
كان عنصره مزيجا من الأثير والشفق ولم يحتاج وجود اللأخيرين باستمرار للقتال .
لكنه لم يستطع إلا أن يعبس !
- كلهم في نجمهم الثاني ! لقد قتلت ملكا لذا أتساءل إن كنت أستطيع هزيمتهم كذلك "
كان جسده مرهقا قليلا ولم يكن متأكدا من قدرته على مقاومة الثلاثة. إضافة لذلك ، كان هؤلاء الكاراس يستطيعون الحركة بحرية عكس الوحش السابق.
حاصر الثلاثة طرق هرب ثيودور
امتدت الموجات من الصدفة لتحميهم وكأنها تشكل عازلا بينها وبين الأثير الفوضوي قليلا سامحة لهم بنشر هجماتهم بسهولة .
-اقتله !!"
صرخ أحدهم ليشكل الثلاثة منهم سهاماً من الماء قاذفين بها اتجاهه.
-ييغرو ! تحول لدرع . عززه بقوة الأرض لأقصى حد !"
ركض ثيودور خلف الجذع في حين نشر درعا صغيرا يحميه.
اخترقت السهام الشجرة مصيبة بعض البيض قبل أن تمر تجاهه مما تسبب في عودته للوراء عدة خطوات ودرعه منحني للداخل .
-أحمق ! احذر أن تصيب الزهرة !! "
صرخ أحد كاراس في زميله بغضب .
شعر ثيودور بطاقته تنضب
- لا أستطيع البقاء في وضع دفاعي طويلا ! سأخسر هكذا ! هل أهرب فقط من الخلف ؟"
كان الهرب من هذه الطريق بمثابة إعطاءهم ظهره لمهاجمته لكنه لم يملك خيارا !
لسوء الحظ سمع صوت هدير خلفه بعيدا وسرت قشعريرة في عموده الفقري .
- مستحيل !! "
قرر ما يجب فعله بسرعة وأمر ييغرو باصلاح الدرع قبل أن يندفع نحو الثلاثة بلا هوادة .
- ما هذا الصوت ؟ هل هو وحش ؟ "
سأل أحدهم في حين ضيق الآخر عيناه ينظر للصدفة .
- أليس من المفترض أن لا يستطيع استخدام أي عنصر !"
-كفا ثرثرة إنه يتجه نحونا ! هاجموا !!"
أعاد الثلاثة تشكيل سهام الماء وإطلاقها اتجاهه
كانت خطواته تعود عدة مرات للخلف لكنه ثبت نفسه قبل أن يأمر
- ييغرو تحول لإبرة واخترق أحدهم ! "
تضاءلت قوة درعه بشكل كبير وسرعانما اخترقه أحد الأسهم ثاقبا كتفه .
-اغغغ"
صر ثيودور على أسنانه يشاهد الإبرة وهي تقطع خصر أحدهم ! لم يرد أن يسدد له ضربة قاتلة لأن قلادته ستحميه من الهجوم.
أمر ييغرو بالعودة وتعزيز درعه ثانية ومده حاميا به ظهره قبل أن يقفز فوق الشخص المصاب للإتجاه الآخر وركض بعيدا .
- همف هل تحاول الهرب !! اترك هذه النفاية على الأرض سنعالجه لاحقا وتعال ساعدني لهجوم موحد "
أومأ كاراس الذي حاول التوجه للتحقق من إصابة رفيقه ورفع يده يجمع الأثير مع الشاب مشكلين سهم ماء مضاعفا في الحجم والقوة !
- همف ، أرني أين يمكنك الركض الآن .!!اغغغغ....."
لم يلبث الإثنان راغبين في إطلاق هجومهما حتى نزلت عليهم قوة ساحقة أردتهم ملتصقين بالأرض !
كان هذا لسانا !!
-وحش !! "
أضاءت قلائدهم مشكلة دروعا لحمايتهم لكنهم سرعانما تحطموا بسبب هجوم من لسان ثان !!
هدر الوحش نحوهم قبل أن يوجه كلتا عينيه الغاضبتين نحو البيض المحطم على الشجرة !
-اغغغ ...ٱهرب ! إنه وحش في النجم الرابع "
زاد حدة هجمومه وكأنه يفهم موقفهم ليتم سحقهم تماما !
°°°°°°°°°°°°°°
لهث ثيودور وهو ينظر للأشجار خلفه بخوف طويل الأمد ، كان قد ركض حتى انقطعت أنفاسه بعد أن أكد أن الوحش ملك في درجته كذلك !
- هل صارت ملوك الوحوش تتكاثر مثل الخس ؟!كيف يوجد إثنان بمكان واحد حتى في الدرجة الرابعة ! "
كان من حسن حظه أنه قاتل السحلية قبلا لذلك عرف كم كانت قوية، وعندما حاصره الثلاثة والوحش خلفه علم أن اختراقهم أسهل من أن يجتمع الكل عليه .
- لحسن الحظ لم ٱصب من أجل لا شيء !"
نظر لقلادته التي سجلت الرقم"35" ثم الزهرة بيده بإبتسامة .
بما أنه دخل في قتال مع الثلاثة ،حتى ولو لم يتم هزيمتهم من قبله فإن موتهم في دائرة قطرها 100 متر حوله وكونه الوحيد فيها جعل ذلك انتصارا له.
أما عن الزهرة فقد أمر ييغرو بقطفها عند اندفاعه نحوهم.
كانت الرائحة العطرية الزكية تعبث بأنفه ولم يستطع إلا استنشاقها.
- لو لم ٱدرك ماهي عليه لرغبت في أكلها !"
على النقيض من شكلها ورائحتها الجميلة كان لديها ملمس غريب كالمعدن .
مد يده نحو البتلات يفتحها ليرتمي لناظريه حجر صغير بحجم الحصى له لون لامع احمر.
-جميل !"
لم يدرك اي معدن هو لكنه كان بالتأكيد غير شائع.
-رغم أنه صغير إلا أنه يجب أن يساوي خميس حجرا منخفضا للقمر"
شعر بالفرح ممسكا إياه بين يديه وعبث به لكن الأخير سرعانما ذاب وتحول لسائل قبل أن يتسلل نحو الجرح بكتفه .
-ماذا !! "
شعر وكأن عنصر ييغرو داخل جسده يسحب السائل نحوه قبل أن يمتصه ثم يعيد توجيهه لجرحه ثانية !
سرعانما بدأ جرح كتفه الفظيع بالإلتماء حتى اختفى تماما تاركا ندبة صغيرة قد تشفى قريبا .
- مذهل !! هل لييغرو قوة إمتصاص للعناصر غير بلورات الجوهر !!
كان ممتنا لهذا الإكتشاف ولتعافي جرحه، لكنه شعر بالأسف لأن عنصرا خاطر بحياته لأجله قد ذهب هكذا .
- فقط لنبحث عن المزيد !! "
ارتفع اهتمامه بزهرة ميتا وقرر التجول للبحث عن واحدة ٱخرى.
ركض بالغابة واستطاع قتل عدة وحوش من النجم الأول بطريقه لذا فقد ارتفعت نقاطه بانتظام كذلك .
رفع رأسه يُشاهد السماء المظلمة تدريجيا وعلم أن الغروب يجب أن يكون قريبا .
- سيبدٱ المعلمان بالمراقبة كذلك، لذا علي أن ٱقيد نفسي من الآن فصاعدا ! "
لم يستطع القتال في تلاحم قريب مع أعداءه الأمر الذي أزعجه بشدة .
-استقرت هالتي كذلك لذا يجب أن أبحث عن بلورة ٱخرى لأخترق قريبا ! "
بعد عدة تدريبات فهم أن اختراقه المتسرع مرتين أدى إلى عدم توازن جسده وهالته، لذا قرر استقرار وضعه أولا قبل التفكير باختراق المرحلة التالية !
لحسن الحظ لم يتضر قلب الجوهر خاصته وكان بإمكانه العودة لرفع مستواه مجددا
- لا يجب أن أكون متهورا بعد الآن ! علي أخذ وقتي وصقل مهاراتي جيدا ! "
عزم في نفسه قبل أن يصل إلى جرف به شلال مياه كبير.
نظر حوله وبدأ تسلق الجرف قبل أن يختار إحدى الأشجار الطويلة متسلقا إياها
- اتساءل ما عناه مدرب الكاراس بقوله أن الٱمور ستسوء بالظلام !"
شدت هذه الكلمات انتباهه لذا عزم على اختيار منطقة عالية جدا فقط احتراسا من أي فخاخ !
تُعرف الآثار بأنها خطيرة وغير منطقية تماما لذا لم يستطع الحكم على الخطر بأول نظرة
غربت آخر خيوط الشمس من على الجزيرة مودعة قبل أن يحل الظلام !