44 - رحلة إلى الآثار -04-

-ما هو هذا ؟ "

شعر بقشعريرة في عموده الفقري !

امام ناظريه تحولت الغابة أسفل الجرف للون الأزرق المشع ، كان باستطاعته بغموض تمييز بعض الكائنات التي بدأت الزحف من جحورها ما إن حل الظلام .

ببطئ ، مصب الشلال الذي كان يجري في نهر صغير سرعانما ارتفع منسوبه متحولا لبركة صغيرة .

كان يرى أن أجزاءا مختلفة من أعماق الغابة بدأت تغرق في المياه !

-كيف !؟ تمتم غير مصدق ! "

كانت الجزيرة لا تزال على أمانيسيا ولم يُعثر على أثرها المختوم بعد، لذا لم يستطع فريق البارون جعلها تطفو بالرغم من تنظيفهم لها.

كانت حدود الجزيرة مليئة بالضباب لذا لم يستطع ثيودور أو غيره معرفة ما يقبع خلفها .

-هل الجزيرة وسط بحر ما ؟ أو كيف يمكن تفسير ظهور المياه فجأة.

ارتعدت عيناه وهو يحدق بالمخلوقات التي بدأت الزحف نحو المياه

-واحد اثنان ..ثلاث !!! كان هناك العشرات منهم ! وهذا بالمنطقة أسفله فقط !

- لهذا كان كل مخلوق قابلته يملك زعانف غريبة رغم أنهم في البرية "

تذكر استهزاء شيلاد الذي كان ينظر للبشر باستخفاف عند ذكره الليل على الجزيرة

-كاراس مخلوقات برمائية ،علي الحذر إن قابلتهم لأنه من الآن فصاعدا سيصبح المكان بمثابة أراضيهم .

مع أن الوحوش لا تميز بين فصيل من نفس النوع أو آخر إلا ان كاراس سيكون لهم الآن ميزة كبيرة للهرب منهم.

بعد مرور ساعة تحول امتداد بصره أسفل الجرف الذي يقف عليه الى اللون الأزرق تماما !

الغابة الغريبة المورقة من قبل صارت تبدو كطحالب شائكة ومشعة أسفل المياه النقية

معطية إياها هذا اللون رغم الليلة الظلماء .

- بدأت أفهم الآن لما بدلاتنا زرقاء ، لم تكن لكشف مكاننا، بل لكي نمتزج مع هذه البيئة أفضل واعطاءنا فرصة أكبر للحياة ! "

تساءل في نفسه إن كان كريسل والآخرون قد عثرو على مكان عال بما فيه الكفاية للمبيت اليوم .

-سيكون هناك حوادث بالتأكيد ! رغم أن المدربان قد بدأى مراقبتنا، لكن عدد الوحوش كبير جدا ! من المؤكد أن الإثنين لا يستطيعان إنقاذ الجميع بالوقت المناسب إذا لم يستطيعوا الهرب "

صر اسنانه ، لقد وافق الإتحاد بالفعل على معسكر تدريب كهذا ! رغم أنه تم توفير معدات للحماية لكن هذا لم يكن كافيا !

كانت المخاطر شديدة رغم أن الفوائد التي سيجنونها لن تقتصر إلا على الأشخاص الثلاثة الأوائل !

غضب ثيودور ، لم يكن يريد أن يكون بيدقا بأيدي البارون من أجل حربه مع كاراس للسيطرة على الجزيرة .

-من المؤكد أن كاراس جاؤوا مستعدين كذلك ! "

لم يستطع ثيودور فهم ما يفكر به البارون ! لابد أن الأخير كان يعلم أنه سيكون هناك خطب ما بشأن هذا التحدي عندما اقترحه عرق "كاراس "

- على ماذا يعتمد إذا ؟ "

تساءل ثيودور في عقله والإنذارات بدماغه ترن عن وجود شيء مريب يحدث .

انزل نظره نحو حقيبته متمتما

- طعامي يكاد ينفذ كذلك بالكاد سيستمر لليلة غد "

لم يستطع طبخ اللحم هنا لأن الأمر سيستلزم أكثر من إشعال نار أثير عادية لطهو لحم الوحوش ذات المستويات النجمية .

-لو امتصصت فقط بلورا لنوع النار !"

شعر بالأسف لأنه لا يملك هذا العنصر وقرر البحث عن واحدة حال إكمالهم هذا التدريب .

اتكأ على غصن الشجرة ما إن أنهى طعامه وجفونه تتدلى بتعب ، سرعانما نام على خلفية صرير الوحوش بالأسفل والمنظر الخلاب أمامه

°°°°°°°°°°°°°°°

-هنا واحدة !! "

حاول تثبيت نفسه على الأشجار الرطبة بعد أن انحسرت المياه من الأمس وعادت الغابة لطبيعتها .

كانت آثار نشاط الوحوش بكل مكان واستطاع شم الرائحة الملحية الممتزجة بالدم المتبقية في الهواء .

-لحسن الحظ وجدت مكانا جيدا للبقاء، أعتقد أن علي جعله مكانا للمبيت للأيام القليلة التالية "

قطع هذا الفكر عندما اقتربت مجموعة من شخصين نحوه ، كانوا كاراس كذلك !

كانت هذه ثالث مجموعة يراها وبدا أن عدد البشر قد تقلص كثيرا !

-ييغرو تحول لكرتين وعززهما إلى أقصى حد ! "

أمر عنصره قبل أن ينفصل عنه ويقفز نحو المجموعة

- بشر !! "

ابتسم الشابان وأنيابهما تهتز في ثيودور .

جمعا الأثير حولهما مشكلين شفرات مياه ثم وجهاها نحوه !

كان الإثنان في نجمهما الأول لذا لم يخف ثيودور مواجهتهما

اقتصرت هجمات كاراس على عنصر المياه وكان شيئا وراثيا بعرقهم ،لا بل بكل الأنواع المنخفضة إلى المتوسطة بأكوامارين ،

سُجل بالكتاب الذي أعطاه إياه ليوبارد أن هذه الإمبراطورية كانت تقبع في المحيط في القارة القديمة،

لكن مع عدم وجود الكثير من البحار بهذا العالم، اضطروا للتكيف مستخدمين الأثير ليتطوروا لنوع برمائي،

لكن مع هذا جاء الثمن بعدم قدرتهم للعودة إلى شكلهم الوحشي إلا عندما يكونون قريبين من المياه .

طبعا إقتصر هذا فقط على الرتب المنخفضة !

وصلت الشفرات إلى ثيودور الذي تجنبها بخفة ،

لم يكن جسده بعد كل التديب الذي خاضه متخفيا بقاعات الأكاديمية بهذا السوء، ويمكنه مجاراة المستويات الأقل منه بسهولة دون تعزيز ييغرو

سرعانما نفذت طاقة الإثنين حيث شن ييغرو هجوما مفاجئا مصيبا رأسهما ليقعا مغشيا عليهما .

ابتسم ثيودور قبل أن يصل إليهما ينزع طعامهما بحماس .

توقف كاراس بالفعل عن ملاحقة البشر بنية القتل مذ بدأت المراقبة ، لذلك لم يستطع قتلهم علانية والمدربان يشاهدانه دون اهتمام .

ذلك لأنه هزم ثلاث فرق حتى الآن، وسيصنف كمجرم مطلوب لدى أكوامارين لو قتلهم جميعا !

كان هذا آخر ما يحتاجه ! لكنه لم ينسى الرغبة برد ديونهم ما إن يصل الى الأطلال !

بحث في الحقائب وتمكن من إيجاد الصدفة التي تم استخدامها عليه من قبل ،

كانت ثالث واحدة يجدها وبدا أنها أداة منخفضة المستوى لكن لا يبدوا أن لها تأثيرا على الوحوش من المستوى النجمي الرابع .

لقد جربها سابقا صباح اليوم على تلك السحلية وكاد يُقتل بسبب ذلك !

°°°°°°°°°°°°°°°°

على الطرف الآخر من الجزيرة على ظهر الوحش الطائر ،

نظر شيلاد للكرستال أمامه بعبوس

- هل اكتشفا الأمر ؟ " لفت انتباهه أداء شابين من البشر

لأجل العدالة وتعزيز التعاون كما زعم كاراس ، طلبوا من البشر مستندات عن فريقهم تتضمن المعلومات الأساسية مثل الاسم ونوع التخصص بالإضافة للعنصر .

وهذا ما وفروه هم كذلك عن فريقهم للطرف الآخر .

كان الطلاب مجرد نقانق صغيرة ببداية رحلتهم لذا لم يرفض كلا الطرفين هذا الإجراء.

نظر للإسمين بالملف ولم يسعه إلى أن يحني حاجبيه

- اسم: "كريسل شيوود "

-تخصص: "فارس"

- عنصر: نار

-اسم :"كلاود آيس دي بريتيا"

-تخصص: "فارس ، متحكم أثير "

-عنصر: فحم ييغرو

-ما بال هذه المعلومات ! "

كان الطفل نبيلا ولكن بشكل غريب تم إيقاضه كمستخدم لعنصر قمامة !

والمدهش أنه صُنف كمستخدم مزدوج في حين أنه طوال وقت رؤيته لقتالاته ، لم يستعمل الصبي سوى مهارات بسيطة لا تمت لٱسلوب الفرسان بأي صلة .

رفع رأسه نحو لوبينا الذي ينظر نحوه بهدوء غاضبا

- هل قمتم باعطائنا معلومات مزيفة !! "

كاد أن يرفع يده يهاجم الرجل لأن هذا كان بمثابة مساس لكرامة بلده ! لن يستطيع البقاء هادئا حيث تم خداعهم !

استلم لوبينا الملف من شيلاد الذي يغلي برغبة في المعركة وتفحصه قائلا

- هذا الطفل هو نبيل حقا ، لكن حسب ما أعلمه أن والدته تم كفالتها من دار رعاية، لذا ليس من الغريب أن يكون له سلالة لعمال المناجم !

كذلك رغم أنه تم تسجيله كفارس إلا أنه لا يستطيع امتصاص هالة الشفق بسبب مرضه السابق"

صمت قبل أن ينظر نحو عيون شيلاد

-"كان لديه اضطراب الأثير وعلى الأغلب هو يستخدم عنصر شريك جوهره الآن ! ...

يمكن لك أن تطلب من فرع الإتحاد ببلدك لتقديم شكوى إن ضننت أن ما اقوله مزيف، لكني أعدك أن التعويضات التي ستدفعها ستكون أكبر عشرات المرات من مجرد حجز قمر متوسط لو اتضح أن ما أقوله حقيقي !"

سخر لوبينا ، كان معلما مسؤولا لذا كان يحفظ جميع معلومات طلابه ، خاصة هذا الصبي بسبب تذمر صديقه "هيوستن" عنه كلما التقيا ،

لذلك لم يستطع سوى استخدام هذه الفرصة لجرح كرامة شيلاد ! خاصة وأن مقاضاة بلد آخر وإدعاء تقديمهم لمعلومات زائفة ليست بالقضية الصغيرة .

انتفخت عروق شيلاد لكنه سرعانما هدَّء نفسه قائلا

- انس الأمر ! ستخسرون بالنهاية لذا لا يهم من هو طالما سينتهي ميتا ! "

ضيق لوبينا عينيه على كلمات شيلاد وشعر بالانزعاج لظنه بوجود خطب ما !

راقب ثيودور الذي يمسك الصدفة طويلا لكنه لم يجد أي خطئ بها .

لم ينقل الكرستال غير الصور فقط لذا لم يسعه سوى تقديم هذه النتيجة بناءا على بصره فقط !

°°°°°°°°°°°°°

تجول ثيودور بالغابة ليوم كامل وشعر بخيبة أمل عندما لم يجد أي زهور "ميتا" ٱخرى ، في حين أن حصاده للكاراس كان كبيرا !

لقد قضى على 3 فرق وشخصين منفردين !

حاول تجنب مطاردة البشر حتى يصل الأطلال ، خوفا من أن كاراس قد يجتمعون عليهم هناك بعد أن يقل عددهم .

عاد للشجرة فوق الجرف وجلس منتظرا حلول الليل

غابت الشمس وكما في ليلة الأمس تحولت الأشجار للون الأزرق في حين بدأ منسوب المياه بالارتفاع .

شاهد ثيودور كل هذا يحدث مستمتعا بالمنظر الجميل أمامه قبل أن يعبس فجأة.

- هناك خطأٌ ما !!"

ارتفع من مكانه مركزا على شيء قبل أن يُمسك أغراضه ويقفز من الشجرة مذعورا متجها لأعماق الجبل خلفه !

2022/01/31 · 180 مشاهدة · 1430 كلمة
Kirara
نادي الروايات - 2024