- احسنت ييغرو ! "
داعب عنصره وكأنه حيوان أليف بينما تألم صدره راغبا في نفث الدماء .
تسبب هجوم شيلاد في إصابة عنصره عندما أمره بالهرب ،ولمفاجأة ثيودور بدا أنه يشارك نصف الضرر الذي لحق بييغرو
-هل أنت حقا عنصر ؟"
سأل وهو يعلم أنه لن يتلقى إجابة . من الآن فصاعدا قرر أن لا يُعرض عنصره لمواجهة مع أشخاص يفوقونه مرتبة بكثير
وإلا قد يعني ذلك موته،
شمل هذا طرقه السابقة في التفكير باستخدام ييغرو للهجمات المتسللة .
-يبدوا أن المواجهات المباشرة تصلح لي اكثر ؟ "
سأل في نفسه بعد أن خرج أخيرا من حدود المياه وعاد لأرض الجبل الصلبة .
لحسن حظه قَتلت وينيا أغلب الوحوش في مطاردتهم التي استمرت ساعات لذا لم يجد مشكلة في العودة متسللا .
عادت قلادته لإصدار ضوء أخضر بعد أن نجح بمهمته وارتفعت نقاطه مجددا
-دعنا نبحث عن بعض الطعام بعد ان نستريح قليلا "
للأسف ، فقدَ جميع حصصه بعد هروبه ، لم يرد العودة لنفس موقعه السابق خشية أن قتالهم قد جذب الوحوش لتكمن هناك .
ارتمى لناظريه كهف صغير وقرر الدخول للراحة
-لن يرتفع منسوب المياه هذه الليلة أكثر لذا لا داعي للخوف"
ما كان يحذر منه حقا هو وجود وحوش ما بداخل الكهف ،
لم يرد المبيت فوق الأشجار ثانية لأن موقعه كان مكشوفا بالمرة السابقة وخشي أن يحدث ذلك مرة ٱخرى .
-لا يزال علي علاج إصاباتي ! "
كانت حالته يرثى لها وقد تمزقت بدلته .
توقف جرحه عن النزيف بالفعل جراء معالجته طويلا بالملح لكن أكثر ما أقلقه هو إصابته الداخلية جراء الهجوم الذي آذى ييغرو سابقا .
حتى أن عنصره الثمين لم يعد يستطيع تشكيل أحد السلاحين بالكامل وسرعانما يتداعى عند تجميعه.
وصل مدخل الكهف ولحسن حظه لم يكن هناك سوى ثلاث وحوش من المرتبة الأولى
قضى عليهم بسرعة قبل أن يجلس محاولا إشعال النار لتدفئة جسده .
لم يستطع طهو لحوم الوحوش مما جعله يشعر بالأسف لمعدته المقرقرة .
- لا بأس يا عزيزتي سأحرص على إطعامك جيدا غدا اصبري الليلة فقط !"
عزى ثيودور معدته بحزن ،
مد يده نحو جيوب سترته وأخذ الضمادات المبللة إضافة إلى المراهم التي عادة ما ترافقه بكل مكان .
جففها أولا قبل أن يضع الدواء على جرحه بألم ثم ضمده .
عندما كاد يستلقي لينام حتى شاهد شيئا ادهشه ليقفز واقفا
-زهرة ميتا !! "
ابتسم من الٱذن للٱذن وهو يندفع نحوها ، لم يسعه إلا التفكير بكون الحظ دائما ما يسير مع الكوارث .
انتزعها وفكر قليلا قبل أن يقرر بأسف معالجة نفسه أولا لأن أمامه رحلة طويلة بالأيام التالية .
- لازال أمامي عدة أيام للبحث عن زهور ٱخرى "
واسى قلبه النازف وهو يحدق بالمعدن الصغير الذي ذاب بيده ثم دخل دمه ،
لم يعالج إصابات صدره، بل أمر ييغرو بتوجيه الطاقة لشفاء إصاباته الداخلية !
احتاج ليكون بكامل قوته إن أراد الصيد غدا !
مع تحسن حالته بدأ عنصره يستعيد نفسه كذلك وكأن بينهما علاقة لا تنفصم .
غفى قرب النار بعد أن تأكد من عدم وجود زهور أو وحوش ٱخرى قريبة !
°°°°°°°°°°°°
-وصلت أخيرا !! "
إمتد المنظر الكامل للغابة أسفل الجبل لعيناه ليتذمر بخفة .
لقد مر ثلاثة أيام منذ الحادثة واستطاع جمع زهرتين ٱخريتين استخدم أحداها لشفاء جرح صدره،
في حين أنه منذ اقترابه من قمة الجبل التقى المزيد والمزيد من كاراس والبشر.
لحسن الحظ لم يلتقي بأي وحوش ٱخرى عالية المستوى .
- آيس !! "
ابتسم بفرح على مرأى من صديقه كريسل الذي بدا مثيرا للشفقة مثله تماما .
-هل انت بخير ؟"
اقترب منه يسأله بضحكة
- هل أبدو لك بخير ؟ "في المقابل رد كريسل بسؤال وهو ينزع الريش عن شعر رأسه .
- تمت مطاردتي من قبل طائر سمكة غريب لمدة ثلاثة أيام وبالكاد استطعت النوم !! "
أشار للكيسين السوداوين تحت عينيه بغضب
- كم أردت أن أنتفه وأشويه !! للأسف كان بالمستوى الرابع ولم يسعني إلا الهرب ! "
رثى بحزن عندما رأى عيني ثيودور اللامعتين تنظران نحوه
- ما بك ؟ لا تقل لي أنك قاتل !! هل تريد قتلي !! "
انتفض كريسل بفزع يُريد الهرب
- غبي ،لما تهرب ؟ أنت بمرحلة أعلى مني !"
-هذا صحيح ! " استدار كريسل مُستنيرا عندما فكر بهذا وسلَّ سيفه في ثيودور
- أنت هاجمني !! "
شعر ثيودور بالرغبة في ضرب رأسه بالأرض والتدحرج أسفل الجبل ! كان ذكاء صديقه بمستوى آخر تماما
- قف !! انا لست قاتلا ! "
-همف ، قال زميلي بالفريق هذا أيضا وفي النهاية استدار ليقتلني، لولا أن هاجمنا طائر السمكة وكاد يقضم رأسه لما نجوت"
حدق بثيودور في اهتمام ساحبا سيفه
- مارأيك ؟ "
اهتز ثغر ثيودور ورفع قلادته نحوه
- ٱنظر إنها خضراء ! لوكنت قاتلا لأصبحت حمراء اللون ! هل تصدقني الآن ؟ "
نفى كريسل ليعبس ثيودور قبل أن يومئ بسرعة ضاحكا
- امزح فحسب ! "
اعاد سيفه متقدما عنده وفحصه من رأسه حتى قدميه .
- تبدو سيئا كذلك ، ماذا حدث ؟ "
- لا تذكر هذا ، قابلت الفتاة مع بيني باساري وكدت ٱقتل لولا دهائي !"
صفق كريسل بمرح يتخيل مصيبته
- بل حظك كان جيدا ! هاها لا شك أنها قوية وإلا لما رافقت إبن رائد "
اومأ ثيودور موافقا بصمت على كلامه قبل أن يسأل جادا
- هل قابلت كاراس ؟ "
-نعم ! مجموعتين فقط . اضطررت لتجنبهم بقية الأيام لأني كنت هاربا ، حسنا بالأحرى هم من تجنبوني خوفا من أن يتم سحقهم"
-هل لاحظت أي شيء غريب عليهم ؟"
- تقصد الأصداف ؟" سأل كريستل دون اهتمام قبل أن يسحب واحدة من جيبه
-اضطررت لإستخدام واحدة على الطائر"
فهم ثيودور ، لقد كانت تقريبا نفس حيلته مع وينيا ، كان صديقه هو صديقه حقا !
تفكيرهما متشابه تماما !
-مارأيُك بهذا ؟ هل تعتقد أن البارون سوين يعلم بالأمر ؟ "
وافق كريسل على كلامه في حين جلس في ظل شجرة قريبة و أشعل النار يطهو لحما انتزعه من حقيبة ظهره .
- لاشك في هذا ! حتى لدي اعتقاد بأنه تعاون مع عرق كاراس "
رفع رأسه نحو ثيودور ينتظر شهقته المتفاجئة ، غير أن عيون الأخير غير المركزة معه جعلته يشعر بالغباء !
-في ماذا انت شارد !! "
صرخ في الصبي قبل أن يتبع عيناه المفتونتان نحو اللحم بيده .
- تريد هذا !؟ "
أومأ ثيودور ليمررها كريسل نحوه ،
امسكها يلتهما بجوع متذمرا
- انت لا تعرف ! لقد أمضيت أيامي السابقة أتناول طعام كاراس ! كانت كلها أعشاب بحر غريبة ومالحة "
ارتجف متذكرا أيامه الصعبة وكاد يبكي في مذاق اللحم الحلو بيده .
ربت كريسل بأسف على كتف صديقه وكأنه يشعر بمعاناته .
كان طعام أكوامارين معروفا بسوءه ولم تحدث أي تجارة للغذاء بين إمبراطورية لونا واكوامارين لهذا السبب !
لن يرغب أي بشري في تناول أصنافهم ثانية بعد تذوقها مرة واحدة .
حتى أنه شعر بالدهشة لأن ثيودور استطاع تحملها ثلاث ايام كاملة !
-تناول المزيد ! " حثه كريسل بدموع في حين اومأ ثيودور ممتنا بعد أن كاد يختنق في محاولته شكره جراء فمه الممتلئ.
ربت على بطنه بشبع راضيا عن وجبته .
أراد سؤال كريسل عن استنتاجه ثانية عندما اندفع صوت معركة لآذانهما
-من ؟ "
تساءلا عندما نظر أحدهما للآخر بحيرة
-لنذهب ونرى ! "
صعد كريسل من مكانه وركض نحو الجبهة.
وافق ثيودور في حين تبع وراءه
وصلو إلى إحدى التلال الصغيرة أسفل القمة عندما شاهدوا ثلاثة كاراس يحاصرون بشريا صغيرا
- هل نساعده ؟ "قال كريسل في استفسار لرأي ثيودور
- نعم ! سندخل الأطلال لذا فمن الأفضل أن تكون أعدادنا قريبة منهم و إلا حاصرونا ! لا تنسى أنه لا يوجد مراقبة لذا لا يهم حتى لو تجمعوا علينا "
-هذا رأيي كذلك " رفع كريسل كتفيه بلا اكتراث ثم سحب سيفه
- سٱهاجمهم وأنت ادعمني من الخلف !"
-حسنا " رد ثيودور آمرا ييغرو بالتحول لكرة .
انزلق كريسل من المنحدر وصولا للثلاثة ورفع سيفه مهاجما أقرب شاب إليه
- احترق ! "
حول هالة الشفق بداخله لعنصر النار ونشرها بسيفه .
ذهل كاراس والفتى البشري من التدخل المفاجئ في معركتهم
-تحول ! "
أمر أحدهم مشكلا درع ماء حوله واصطدم بسيف كريسل المشتعل
تشكل البخار جراء الإصطدام مما منع الشخصين من الرؤية بوضوح
-تشه! لهذا أكره مستخدمي المياه ! "
صر كريسل على أسنانه متجنبا شفرة ماء كادت تصيبه من خلفه بسبب رفيق كاراس
وقفز عائدا للوراء نحو الصبي البشري
-انت بخير ؟"
سأل كريسل الفتى الذي اومأ نحوه ، لكن كريسل ذهل في مكانه عندما علم هويته
-انت ! ألست الصبي الذي يرافق جوردان بكل مكان ؟ "
نظر الطفل نحوه بنظرة غريبة قبل أن يومئ موافقا
- اسمي "جيفري دي ويستلي" ابن النبيل الساقط ويستلي والذي يكون نائب البارون سوين ."
فهم كريسل أخيرا سبب كونهما معا دائما ،
كان إبن البارون بالصف الثاني بالفعل لذا لم يحضر معسكر التدريب هذا ،
لكن جيفري الذي دخل الأكاديمية بنفس الوقت مثله لم يكن سوى موهبة عادية لاتزال في نجمها الثالث .
-انا كريسل شيوود سعيد بلقاءك"
-عامِّي ؟" ارتعشت حواجب جيفري قبل أن يرسم ابتسامة مهذبة .
- هذا الصديق ، شكرا لتدخلك ، لقد تم ايقاعي بفخ وتم محاصرتي من قبل كاراس لذا اتمنى أن تسستمر في مساعدتي ،
أعدك أنه بعد خروجي سٱخبر والدي عن مساهمتك العظيمة هذه وأطلب تعويضك ."
- تعويض ؟ حجارة قمر متوسطة ؟؟" سأل كريسل بلهفة في حين لمعت عيناه بخفة .
اعتقد جيفري أن ٱذناه تخدعانه الآن ، هل طلب هذا العامي حقا حجارة متوسطة لمساعدته !
لكنه لم يفضح أفكاره بل رسم ابتسامة واثقة مشجعا
- بالتأكيد ، كل ما ترغب به !"
-سمعت أن النبلاء لا يُخلفون وعودهم "
ذكر كريسل عرضا بسخرية قبل أن يستل سيفه في كاراس المحدقين نحوهم بحذر
أشار أحد الكاراس لرفيقه بعينه وفهم الأخير ما يقصده ، سحب صدفة من جيبه منشطا إياها
امتدت الموجات نحو كريسل وجيفري مانعة إياهما من استخدام هالة الشفق
- لا ٱصدق أن الٱستاذ لوبينا لا يزال لا يتحرك رغم استخدامهم العلني لها ، ماذا يحدث ؟ "
عبس ثيودور ينظر للمعركة بالأسفل