-هل هم هنا حقا ؟ "
سأل كريسل بعدم تصديق
بشكل مفاجئ قادهم الصبي مباشرة للقصر الذي كانوا يبحثون عنه
- أليس هذا المكان الذي يتم به اخفاء حجر القمر المتوسط ؟ "
لن تنتهي المنافسة حتى ينحسر الماء تماما عن الجزيرة ويستطيعوا العودة لذا لم يقلق أحد من أن يتم أخذ الحجر أولا
بل بالأحرى تم مراقبة المكان من عدة فرق لأن أول شخص يجدها ، سيكون أول من يتم محاصرته من قبل الجميع .
لذا كانت جميع الأطراف في اتفاق صامت بالتوّجه هنا باليوم الأخير أي غدا عندما يبدأ الماء بالانحسار عن مدخل المدينة.
أومأ الصبي يطل معهم من خلف الأنقاض نحو القصر الوحيد السليم بهذه المكان .
-انهم هنا ، كنت ٱحاول الهرب من المطاردين لذا دخلت القصر وتبعوا خلفي."
تجولت عينا كريسل حول المكان قبل أن يسأل
-لكن أليس من الغريب أنه لا يجود أحد بالجوار ؟"
شعر ثيودور بالمثل أيضا ، كان من المفترض ان تقوم عدة فرق بالمراقبة قرب القصر.
فجأة شهق الصبي
- هل يُعقل أنهم بعد رؤيتي أهرب سالما قرروا اقتحام القصر خوفا من أن يتمكن هذا الفريق من الوصول للحجر أولا "
كان مفهوما إذا تركت الفرق حذرها مذ أن أشخاصا آخرين قرروا إستكشاف الطريق أمامهم.
لن يستطيعوا الجلوس بعد الآن مذ أن أحدا كسر الإتفاق الصامت الهش بينهم .
- آيس وقتي ينفذ لنقرر بسرعة !"
صر ثيودور على أسنانه
- لا يهم بعد الآن ،إذا أصدرت القلادة تنبيها عن موقعك فقد يستدير بعض الأشخاص لمهاجمتنا ، علينا الدخول كذلك إن أردنا حصة مما سيجدونه لذا من الأفضل أن نقوم بغارة عليهم أولا "
وافق كريسل والصبي على قراره وتوجهوا نحو الدرجات التي تقود إلى باب مزين بأحجار تبدوا ثمينة ،
كان عليه صور لعدة دروع و أسلحة غريبة الشكل كذلك وخلفهم هناك تخطيط غريب لما بدى أنه نقوش لتشكيل أثير .
لفت نظرهم أنه مفتوح بالفعل وهناك آثار معارك بكل مكان حتى أنهم شاهد جثة شخص ما .
-انه من الأكاديمية ! "
تمتم ثيودور قبل يقول
- يبدوا أن المعركة لم تحدث منذ وقت طويل "
تابعوا الممر الذي امتد على جانبي الباب قبل أن يصلوا قاعة مزينة بلآلئ عائمة ،
كانت قاتمة ولا يبدوا عليها أي نشاط .
أسفلها كانت أرضية زجاجية تماما وكانت تعكس أشكالهم الرقيقة ، في حين أن زوايا الغرفة امتلأت بركام لأسلحة تالفة وبدى جليا أن هناك أشياء تم نقلها من المكان تاركين هذا فقط.
دلف بصر كريسل لجثتي كاراس الملقاة على الأرض وسأل الصبي .
- الفريق الذي هزمك ،كان كاراس ؟ "
أجاب الصبي بعد صمت
- نعم ، لا يوجد بهذا القصر سوا قاعتان ، هذه والٱخرى التي هُزمت بها "
عبس ثيودور
- كاراس تركوك تذهب حيا ؟ أيضا ماذا عن الحجر هل تم أخذه ؟ "
- لا أدري ! لم تتح لي فرصة لفحص المكان جيدا قبل أن أدخل في قتال معهم ثم أهرب بصعوبة."
سمعوا صوت قتال قادم من الأمام ليهرع الثلاثة هناك خائفين من أن يفوتهم الحدث
مائن تجاوزت أقدام ثيودور الباب حتى تلقا هجوما كاد يفجر رأسه
- ييغرو! "
تصرف عنصره تلقائيا وكون خوذة حمته .
اصطدمت الكرة النارية به لتعيده للخلف بضع خطوات قبل أن تختفي.
رفع بصره الضبابي جراء الإرتجاج نحو المهاجم غير مصدق .
كان الصبي الذي أتى معهم الآن هو من غدر به !
-لما ؟" أراد أن يسأل عندما شاهد كريسل يقطع بسيفه نحو الفتى
- خائن !! "
مر السيف بيده تاركا جرحا عميقا لكنه لم يأبه له بل هاجم الإثنين بكراته النارية ثانية قبل أن يهرع للإتجاه الآخر بالقاعة .
هناك ، كانت معركة ٱخرى تجري بين عدة فرق بشرية وكاراس .
اهتزت عيون كريسل وثيودور وهما يشاهدان جثث الطلاب الملقاة حولها وكان أغلبهم من الأكاديمية في حين أن كاراس حاصر من تبقى .
- ماذا حدث هنا ؟"
- وغد !!!!!"
سمعا صوت الصبي الصارخ وهو ينظر لإحدى الجثث الملقاة على الأرض.
نزل نحوها معانقا إياها ودموعه المرتجفة لا تكاد تقف قبل أن تنزل من عينيه .
تحسس الوجه البارد بيده متجاهلا الفوضى خلفه ثم نهض ينظر بكراهية بمكان قرب الإثنين .
- قلت أنك ستدع ٱختي تذهب إن أحضرت أشخاص آخرين لهذا المكان !"
-هل فعلت ؟"
استدار ثيودور وكريسل نحو صوت قريب خرج من قاعة مخفية فُتحت أبوابها قرب المدخل الذي أتيا منه.
جال بصر الشاب في عبوس نحو المعركة التي لم تنتهي قربهم ثم فتح فمه بحنق
- ماذا تفعلون؟ لم تقضوا عليهم إلى الآن !"
جفلت مجموعة الكاراس القريبة قبل أن تعتذر
-السيد بيني ! إن معهم طفلان وصلا نجمهما الثالث !"
-همف، لا افهم لما أحضرتكم هنا إن كان علي فعل كل شيء بنفسي ، استخدموا الأصداف !!"
فعلوا كما ٱمروا وسحبوا الأصداف محاصرين مجموعة البشر قبل أن يهاجموهم بقسوة .
تعرف ثيودور على الجسد القصير الذي يقاتل بمقدمة مجموعة الطلاب المكونة من 8 أشخاص ،و كان ذلك "بلوصن" !
منذ أن دخل الأكاديمية مع "وان" لم يتحدث معه وبالكاد ألقوا التحية على بعضهم مع أنهما في فصل واحد .
-كيف وصل نجمه الثالث بهذه السرعة !!"
من المفترض أن الطفل لم يستيقظ إلا قبل شهرين وكانت سرعة التقدم هذه مستحيلة تماما !
قاطع أفكاره صوت الصبي الذي جاء معهم صارخا في "بيني" بحقد قبل أن يهاجمه.
- انت كاذب !!"
رفع يديه مشكلا عدة كرات نارية قبل أن يقذفها فيه
- انفجري ! "
انطلقت سلسلة من الانفجارات مائن وصلت قربه لتصيب آذان كل شخص قريب بالصداع .
-بشري ، أنت تهينني بهجومك التافه هذا !"
أمام بيني إمتد جدار جليدي رقيق تالف قليلا قبل أن ينهار تماما إلى ماء .
تحولت المياه مجددا لكتل أشبه بالإبر الجليدية قبل أن يأمرها بالهجوم على الصبي .
عاد الصبي بخطواته للخلف راغبا بالهرب لكن سرعانما اخترقت طلقات الجليد كل أطرافه لتثبته أرضا .
- لن تستطيع التحرك هكذا !" قال بيني بتسلية متعمدا عدم شن هجوم قاتل مستمتعا برؤية كفاح الصبي.
-قالت الفتاة قبل موتها أنك ستعود ، لم ٱصدقها ولم ٱرد الإنتظار لذا قضيت عليها . من كان ليعتقد أنك ستأتي بخراف جديدة إلي ؟ "
- وغد!! وغد!! وغغغ.."
قضم الصبي شفتاه حتى سالت دماؤها لأسفل ذقنه ،
كان يمنع دموعه المتحجرة من السقوط ينظر لجسد شقيقته القريب ثم إلى بيني يائسا من عدم مقدرته على الإنتقام.
أراد ثيودور التدخل لكن كلمات بيني التالية أوقفته
- همف،من الأفضل أن لا تتحرك ، لدينا ضعف عددكم بالفعل وسينتهي أمركم قريبا "
ابتسم بيني بشر في حين تراجع ثيودور مع كريسل بخطوات بطيئة في دفاع نحو باقي البشر .
كان بيني في نجمه الرابع وكان أقوى شخص هنا ، لن يستطيعوا القضاء عليه إلا إذا تظافرت جهودهم مع الآخرين .
-قلت لا تتحرك ألا تسمع ! "
من أسفل قدمي "بيني "، إمتد طريق جليدي حتى وصل اقدام ثيودور وكريسل مصمرا إياهما بالأرض.
-ييغرو ! "
تحول عنصره إلى سيف معززا إياه وقطع الجليد بقدمه لكنه لم يصبه سوى بخدش بسيط .
-احترق! "
قام كريسل بغرس سيفه المشتعل كذلك بقدميه محاولا تحريرهما وبالكاد نجح .
-وكأنني سأسمح لك !"
شخر بيني عندما رفع يده لتمتد عدة أشواك جليدية من الطريق مخترقة نحو كريسل .
-كريسل ! ييغرو إحميه !"
تحول عنصره لدرع لكنه سرعانما كُسر ووصلت الأشواك إلى سيف كريسل محطمة إياه !
-اغغغ"
امسك كريسل المكان النازف تحت إبطه بخوف في حين تراجع للخلف مع ثيودور الذي حرر قدميه أخيرا .
امتزجا بين الأشخاص الثمانية حين سألا بسرعة
- كيف انتهى المطاف بكم هكذا !"
أجاب أطول طفل بين الطلاب بصوت خشن وقلق
- كان فخا! بعد رؤية ذاك الفريق من كاراس يدخل القصر وراء الشقيقين، خرجنا من مخابئنا وتبعناهم خشية أن يتمكنوا من العثور على الحجر !
- لكنهم كانوا كُثرا ! كيف تبعتموهم دون مبالاة !! "
إستاء كريسل من غباء زملائه
- ليس الأمر كما تعتقد لقد تم خداعنا كذلك ! لم يكن المدعو بيني هذا بين المهاجمين حتى،
بل كانوا ثلاثة كاراس فقط وعندما تمكنا من محاصرتهم أخيرا تم الهجوم علينا من الخلف من قبل عدة فرق ٱخرى ! "
ابتسم بيني من بعيد وكأنه سعيد بما يسمعه
- كانت خطتي رائعة أليس كذلك ؟ بدل صيد الفئران المتفرقة لما لا أجمعها جميعا ثم أقضي عليها مرة وإلى الأبد"
كشف عن أسنانه في حين تابع
- للأسف لم يرضخ أي أحد وأراد الاستسلام سوى هذا الفتى وإلا كنت قد جمعت المزيد منكم "
داس على يد الصبي المتحجر أرضا ليصرخ مِلئَ رئتيه بألم يخدش ساق الأخير بمقت علَّ ذلك يخفف جرح قلبه المحتضر من فراق ٱخته.
لم يعره بيني اهتماما بل ضيق عيناه يفحص الجميع
- لكني لا أفهم ... بما أننا دخلنا في أوقات متقاربة فكيف لا أجد الحجر ؟ "
أشار بيده لتظهر عشرات الكتل الجليدية خلفه
-ٱخبركم الآن ، إذا لم تُعيدوها إلي فأعدكم أني سأدفنكم هنا معها "
مال ثغره بمكر
- سيكون شرح اختفاء غالب البشر متعبا لكني لا ٱمانع ذلك"
تحجرت وجوه الجميع بين الصدمة والخوف والتساؤل
- الحجر ٱخذ ؟ "
-متى ! متأكد أن أحدا لم يدخل قبل الشقيقين "
-نحن نراقب القصر من الأمس !!"
مالت أبصار كل الطلاب إلى الحجرة الصغيرة المخفية قرب الباب .
كانت أشبه بمخزن به عمود ٱسطواني حجري صغير لكنه كان فارغا تماما الآن .
لا ، بوقت ما تحت أنظارهم الخائفة إمتد ظل من الأرضية الحجرية مشكلا هيئة بشرية .
- معك حق ، للأسف ستدفنون جميعكم هنا !!"
جفل بيني غير مصدق ينظر برهبة نحو الخلف .
-منذ متى وأنت هناك ؟"