-هل قال القناع أنه المالك الحقيقي .ماذا يقصد ، أليس زولاديت هو المالك ؟ "
سخر الآخر
-ربما الأثر خارج سيطرة البارون ،هل يجب أن ننادي على منفذي القانون لأجل إنقاذه ؟"
ضحك صديقه على فكرته عندما رفع صوته يسأل سوين
- ما الأمر مع المباريات ، هل ستقيمها حقا بقلعتك ،حسنا يبدو ممتعا؟"
رفع البارون سوين حاجبه خلف القناع ثم شخر
-بالتأكيد ، ألستُ المنظم دائما للإحتفاليات بسوين، كيف يمكن أن تلغى الفعاليات بسبب غرق جزيرة تافهة ؟"
-تافهة ؟" عبس ثيودور وكريسل بغضب ،
كان وجه هذا الرجل سميكا ورغم عِلم الكثيرين بحقيقته لا يزال يتخفى كالحرباء بكلام وَدود وصالح.
أعاد سوين الإستقامة بوقفته عندما شاهد القناع يظهر فوقه
-فيستيفال ،قد الطريق !"
-تحت أمرك سيدي ! " ضحك قناع المهرج بشكل غريب ليشعر الجميع أن أقدامهم تبتلعها الأرض فجأة
-بارون سوين، ماذا تفعل !! "
- أنت لا تفكر بإيذائنا صحيح ؟ لست يائسا لتلك الدرجة ! "
عبس سوين قبل أن يكشر أسنانه
-بالتأكيد بارون "هاوارد" كيف لي لعب الحيل وأنت بالجوار "
ضحك هاوارد بسخرية ردا ولم يَخف من إظهار هويته علانية للجميع "
-من الجيد أنك تعرف "
سرعانما ابتلعت أرضية القلعة الجميع قبل أن تعاود لفظهم مجددا بغرفة ٱخرى .
أمكنهم رؤية المكان الشبيه بالكولوسيوم الصغير خارج النوافذ الزجاجية الحمراء ،
كانت كل المقاعد رخامية بنفس اللون، وأحاطت في شكل نصف دائرة ساحة واسعة انتهت بجدار طويل يحوي عدة أبواب .
ظهر قناع المهرج مجددا قائلا
- ضيوفنا الأعزاء ، يُرجي ممن يريد المشاركة بالمباريات النزول للساحة عبر الدرج خارج الغرفة ، يمكن للباقي التوجه للمدرجات من أجل المشاهدة .
ٱووه لأكون عادلا ، على غير العادة سأسمح لمتحكمي الأثير بالإنضمام ،أليس ممتعا ؟"
تعالت الهمهمات والهمسات بين الضيوف ، كانت مباريات الشفق حفلا يقام عبر لونا في عدة ممالك في فترات مختلفة ،
وكاسمه كان حفلا شارك به الفرسان فقط .
-ماذا عن هذه البطاقة ، هل لها دخل في اللعبة ؟"
سأل احد الرجال رافعا بطاقة برسم قناع المهرج عليها وتابع
-لقد تم إرفاق هذه بالدعوة التي ٱرسلت إلي "
ضيق القناع عيناه على شكل هلال قبل أن يجيب بإبتسامة
-بالطبع ، لقد قمنا بإرسال ثلاث منها فقط . الألعاب المختلفة تحتاج قواعد مختلفة ، ستفهمون دورها عما قريب، هذه المرة لن تكون المباريات عن المبارزات فحسب "
لم يشرح القناع أكثر بل حث المتبارين على التقدم .
شعر ثيودور بلمس أحدهم لكتفه ولم يكن سوى جايدن
-هل أنضم لهم ؟ "
سأل جايدن الذي أومأ بخفة
-هذه فرصة جيدة لك للتعلم . كذلك ، جوائز مباريات الشفق عادة ما تكون رائعة ، أشك أن البارون سوين لن يكون كريما في هذا الجانب، لا يزال يُريد سُمعته كما تعلم "
كان الكثيرون أيضا يتطلعون لهذا ،لذا تقدم عدد غير قليل من الأشخاص ونزلوا الساحة .
رافقهم ثيودور وكريسل الذي أبى إلا أن يكون جزءا من المرح .
حدقت عيون ثيودور وتفحص المكان من حوله ، كان الجدار يحوي عشرات الأبواب الرخامية باللون الأحمر والأسود وبضعف شعر بقليل من الغرابة تتخلل الأجواء.
-حسنا هل نبدأ ؟ يمكن للشخص الواحد فقط إختيار باب والدخول ،سيتم عرض مغامرتكم الصغيرة للناس بالخارج لا تنسوا هذا هاها ! "
ضحك الصوت من كل مكان وشعر الجميع بالضيق يتسلل إلى صدورهم تدريجيا .
فُتحت الأبواب فجأة وكان ما وراءها الظلام الحالك فقط الذي ينتظر إلتهامهم
-استمتعوا !"
صمت المهرج لتتوجه أبصار الكل للمداخل العديدة.
بدأ الجميع بالتفرق والتوجه نحو أحد الأبواب التي اختاروها بعشوائية إذ أنها كلها متشابهة
-وداعا ثيودور أراك قريبا !"
ضحك كريسل وهو يلوح لصديقه عندما اختفى كذلك
ثيودور الذي كان قد إختار باباً وعلى وشك الدخول ، شعر فجأة بقشعريرة خلف عنقه وكأن أحد يحدق به بنظرة قاتله .
عاد للخلف بسرعة لكنه لم يستطع تمييز لمن كانت بسبب حشد الناس .
-أنا متأكد ، كانت نفس النظرة من الممر"
ابتلع بعصبية محدقا ، من المستحيل أن يكون إحساسه خطأً لمرتين ، شخصا ما يطارد خلفه !
-لا يمكن أن يكون المقنع صحيح ؟"
لم يستطع التفكير إلا بشخص واحد قد يكون له هذه الهواية، غير أنه نفى هذا بسرعة .
-لو كان هو لتصرف على الفور وقضى علي مثلما حدث سابقا ، أو ربما لأننا على أراضي البارون الآن ؟"
-علي الحذر !!"
تساءل عن الدافع الذي قاد الطرف الآخر لمراقبته ثم دخل الظلام الدامس كذلك ليُغلَق الباب من خلفه !
°°°°°°°°
لا يزال السواد يملئ عيونه منذ الثوان القليلة التي دخل بها ولم يستطع رؤية شيء أمامه .
أراد الالتفات عندما ظهر قناع المهرج الصغير وسط الظلام بتلك الإبتسامة المؤذية مجددا
- ضيفي العزيز آسف لإنتظارك طويلا سأشرح لك القواعد الآن . هناك ثمان غرف ، عليك الهروب منها بالوقت المحدد وتحرير الضحية أليس هذا بسيطا ؟!"
رفع ثيودور حاجبه عندما سأل
-ضحية ! من ؟ "
لم يجب القناع بل تجاهله قائلا
-ٱووه ، وهناك شيء آخر !"
فجأة ، ظهرت قائمة ثلاثية الأبعاد لعدة عناصر لثيودور
-إنها الجوائز التي يمكنك الحصول عليها ، سيتم تحديدة صعوبة اللعبة حسب اختيارك "
-أي عنصر ٱريد ؟"
-نعم "
ضيق القناع عينيه بمكر
دهش ثيودور، كانت القائمة تحوي عشرات الأسماء والأشكال ويمكنه بالتأكيد معرفة أنها ثمينة للغاية حتى أنه شاهد أثرا من الدرجة الثالثة !!
يجب على المرء معرفة أن البارون سوين في الشمس الرابعة وحتى سلاح كهذا كان كنزا بالنسبة له !
-ما الذي يفكر به البارون سوين !؟"
تساءل ثيودور وهو يشاهد القناع الذي لا يزال ينظر نحوه بهدوء
فكر قليلا قبل أن يشير لعنصر ما أثار فضوله
-هذا !"
-هل أنت متأكد ؟ صحيح أن هذا العنصر وُجد بأطلال من المستوى الثالث ، لكننا لا نستطيع تقدير ماهيته بعد ! مستوى اللعبة لا يزال سيُعين على صعوبة كبيرة مذ أنك اخترت شيئا كهذا "
رفع ثيودور بصره في حسم
- لا بأس بهذا !"
لم يختر بعشوائية لأنه كان ممتلأ بنفسه بل لأن ييغرو بجسده حثه على هذا .
لم يدرك ماهية العنصر كذلك، لكن إذا دخل اللعبة فمن الأفضل أن يحصل على أفضل منفعة !
اختفت الشاشة من أمامه عندما تكلم القناع
-حسنا تم تأكيد اختيارك ، الألعاب عشوائية ...ٱوووه هذا يناسبك . ستبدٱ محاكمة قلعة زولاديت الآن !"
-زولاديت ؟"
ورد الإسم المألوف للكونت من القناع ليشعر بشيء يمتصه نحو الأرض قبل أن تتغير وجهة نظره فجأة !
ظهر جسده في وسط غرفة حجرية مزينة بشكل عتيق ،
كان مصباح الأثير الذي يشع بضوء أحمر بالكاد كافيا لثيودور لتمييز تأثيث الغرفة .
كان هناك مكتب صغير بجوار سرير ضخم قربهما وقدر ثيودور أنها غرفة نوم،
تسلل الضوء الأحمر من الستائر الثقيلة التي تغطي النوافذ مما منح الغرفة جوا غريبا وكئيبا .
سار ثيودور نحوها ونظر للخارج ليدلف لبصره ثلاث أقمار دموية عُلقت أعلى السماء الخالية من النجوم .
-هل لا أزال في القلعة ؟"
تساءل بريبة وهو ينظر للساعة المعلقة على الحائط ، كانت تشير إلى منتصف الليل وبدا جليا له أنها كانت متوقفة قبلا لأن الرقاص بداخلها بدأ التحرك توًا "
-لا يوجد تعليمات حتى ، كيف أعرف ما سأفعله ؟"
تساءل في ذهنه عنما لفت انتباهه شيئ ما .
تقدم من الساعة ليراها أقرب عندما أدرك أنه لا يوجد رسم للأرقام عليها باللغة القديمة سوى الرقم 1 و 12 ،
لا ، يمكنه التأكيد على أن مكان الرقم 1 كان في غير مكانه قليلا
-هل من الفترض أن تشير لست دقائق بدل خمس ؟ هل هذا هو الوقت الذي يجب أن أقضيه بهذه الغرفة ؟"
تجول حول المكان بعد أن لم يستطع فتح باب الخروج الوحيد الموجود هنا، حتى أنه فتح الخزانة ،
كان هناك العديد من الملابس التي قدر أنها تخص فتى في منتصف مرحلة المراهقة ، كانت أشكالها تبدو جديدة وكأنه تم تعليقها للتو.
عاد للمكتب بعدما لم يجد شيئا آخر وحاول البحث في الأدراج عن شيء ما ،
لدهشته وجد صندوقا غطائه مستطيل مزين بنقش لأجنحة خفاش .
- ما هو هذا ؟"
فتحه عندما دلف لبصره دفتر صغير عليه نفس النقش السابق يُرافقه مفتاح أحمر تبدوا عليه آثار الصدأ .
-هل هذه مذكرات ؟ "
تساءل عندنا حاول فتح الدفتر راغبا باكتشاف ما فيه !