60 - مذكرات مصاص الدماء -07-

للأسف وجد جميع الصفحات به ممزقة عدى واحدة كانت تبدو بحالة جيدة.

أنزل بصره يُراقب حروف اللغة القديمة

- إنه موسم الأمطار للسنة 1248 بتقويم العالم الجديد ...

رافقت أبي للقلعة اليوم ، أخبرته مرارا أننا لا نحتاج تغيير مكان إقامتنا ،لكنه أصر على السكن هنا من الآن فصاعدا .

لم يرافقنا الخدم ،قال والدي أنه لا يُريد أي إزعاج بعد الآن من العشيرة ،

لم استطع أخذ سوى وحشي الأليف "بوني" هذا مزعج للغاية لأني اضطررت لترك الباقي بالقصر ...

لا ٱحب هذا المكان كثيرا ٱفضل العودة للمنزل.. "

كان الخط جميلا حتى مع أن ثيودور قدّر أنه كُتب بسرعة ، رفع بصره للخزانة مجددا وتذكر كلام الصبي الذي إلتقى به قبل ساعة.

-هل هذه مذكرات كورنيليون دي زولاديت ؟"

من الواضح أن الصبي أخبره أن الكونت كان يعيش مع ابنه ،فإذا كان ثيودور لا يزال بالقلعة , أليس الوضع مطابقا جدا ؟

تساءل عندما ولدهشته وجد باب الغرفة مفتوحا في حين غطى الظلام الدامس المكان خارجا .

نزل بصره للمفتاح الصدئ في حين تساءل بحيرة

-أليس هذا المفتاح للباب ؟"

لم يفهم كيف فُتح الباب فجأة ولكنه قدر أنه نجح في تخطي أول غرفة بعد ثلاث دقائق فقط من دخوله .

-هذا للأفضل " تمتم عندما حمل المفتاح ووضعه بجيبه ثم دلف للظلام نحو المرحلة التالية

°°°°

كان الآن بقاعة فارغة تحوي عدة أعمدة قصيرة وطويلة على الجانبين .

إمتد جناحان طويلان في نهاية كل واحد وخرج بشكل بارز من بين السلاسل التي تلف كل عمود

أمكن لثيودور سماع صوت وقع خطواته الوحيدة بالمكان وشعر ببعض الخوف يتسلل لقلبه .

لم تلبث مسيرته أن انتهت عندما وصل درجات طويلة تقود لما بدى أنه عرش مزين بمعادن أثير ثمينة توسط هذه القاعة .

على مقبضيه احتوى جناحين ملفوفين بالسلاسل تماما مثل الأعمدة بالممر .

صعد ثيودور الدرجات ووصل أخيرا للأعلى

لم يجلس على الكرسي بل رفع بصره يفحص القاعة مجددا من كل الإتجاهات

كان مكان العرش هو الأطول لذا كانت وجهة نظره كبيرة عدى المكان خلفه .

عبس عندما أدرك أن الأعمدة المتفاوتة الطول لم تُصمم بعشوائية، إنما اتخذت شكل حلقة ! بالضبط ،كانت حلقة دائرية من تحوي ثلاثين عمودا !

كان العمود الذي يواجهه والذي خلفه في خط مستقيم هما أطولهم ،في حين أنه كل بضع أعمدة قصيرة كان هناك عمود واحد متوسط يفصل بينهم .

-إنها تبدو ...كساعة ،لكن لما ثلاثون عمودا بدل 60؟ "

تساءل بحيرة عندما وفجأة جفل إثر شعوره بشيء يجلد ظهره من الخلف !

قفز من مكانه وحاول الدفاع غير أن السلاسل التي امتدت من مقبضي العرش لا تزال تمسك به وتحاصره

-ييغرو !!"

تحول عنصره لسيف بعنصر الأرض ولكن مهما هاجم السلاسل بالكاد ترك خدشا ،

-استخدم الجليد !"

أمر ييغرو محاولا تجميد السلاسل وكسرها لكن من دون فائدة ، كل ما حصل عليه هو أنه أخَّر سحبه قليلا فقط قبل أن يتم جره إلى العرش ويُقيد جالسا عليه .

لم تضغط عليه السلاسل كثيرا لكنه لا يزال يواجه صعوبة في التحرك !

-ماذا الآن ؟" همس وهو يراقب إحدى السلاسل التي امتدت من خلفه وطارت إلى العمود القصير بجانب أطول واحد يقابله ودخلت فيه !!

بالكاد مرت لحظة حتى شاهد السلسلة تشتد وكأنها تسحب شيئا ثقيلا !

-سكوييييكك°°

-اغغ.."

قضم شفته محاولا تحمل الصوت الشديد الذي طار إلى مسامعه وكاد يصم ٱذنيه !

رفع بصره نحو الشيء الذي يُسحب نحوه واهتز بؤبؤاه من الصدمة.

من العمود التي تُقيده السلاسل تحركت الأجنحة خلفه . وببطئ ، بدأ الغطاء الحجري الذي يُحيطها ينكسر شيئا فشيئا مُظهرا الجلد الخشن الذي يختبئ أسفله !

سرعانما ظهر الأنف فالعيون الدموية ثم الآذان الطويلة الشبيهة بالقرون يتبعها الجسد كاملا

-سكوييييكك°°

وكأنه أحس بوجود ثيودور، لم يعد الوحش ذو الأجنحة الغريبة يقاوم سحب السلاسل بل مد جناحيه مُحلقا اتجاهه .

أمكن لثيودور من بعيد رؤية الأنياب الحادة والمصفرة التي فُتحت راغبتا في ابتلاعه

-ييغرو !"

كان من حسن حظه أنه لم يكن فارسا عاديا وأمكنه التحكم في سلاحه من بعيد وإلا كان انتهى الآن !

أخبره حدسه أن الأمر لم يعد لعبة بعد الآن ..

إن وصل هذا الشيء تجاهه فسيقضم حلقه حقا !!

لم يعد يهتم إن كان هناك مراقبة ! كانت حياته هي الأهم ،الأدهى أنه يرتدي قناعا، في أسوأ الأحوال سيعرف جايدن ودايان فقط عنه!

-إقطعه !!"

نزل السيف الجليدي على الوحش ولم تمضي لحظة حتى تم قطعه لنصفين

-هذا فقط ، هل كان بالمستوى الأول ؟"

رمش ثيودور بغباء عندما أكل كلماته بعد ذلك مباشرة !

بالكاد مضت ثانيتان حتى إمتدت سلسلة ٱخرى من خلفه وزحفت وصولا للعمود الثاني ،

مائن اندفع الوحش صوبه ،حتى خرجت سلسلة ثالثة ورابعة !

كان بامكان ثيودور فقط أن يبتلع آمرا ييغرو

-اقتلهم الآن !!"

كان لديه إحساس أنه إذا لم يتخلص من المجموعة أمامه بسرعة ،فسيندم على ذلك !

تحول ييغرو لثلاث خناجر وشق أول وحشين في حين تهرب الرابع من الهجوم ولم يصب سوى قليلا.

-النجم الثاني ؟"

تساءل وهو يرى أن العمود الذي خرج منه الخفاش بطول متوسط عن البقية

-هل طول الأعمدة يوافق قوتها ؟"

شاهد أطول عمودين ولم يسعه إلا أن يبتلع

-لنأمل أني مخطئ !"

كان مقيدا ولن يستطيع التهرب لو وصلت نحوه أي هجمات !

حتى أنه يُكافح لعدم بصق الدماء جراء الصيحات المستمرة التي تطلقها الوحوش نحوه !

كان الهجوم الصوتي شيئا حتى ييغرو لم يستطع الدفاع ضده !

سرعانما بدأت السلاسل تسحب بقية الوحوش من الأعمدة في حين استمر ييغرو بقطعها بالكاد

-النجم الثالث !"

من بين الحشد ،شاهد أحد الخفافيش التي صرخت مخترقة نحوه

-ييغرو تحول لدرع !"

انفصل أحد الخناجر عن البقية وعاد بسرعة نحو ثيودور المُقيد مشكلا درعا جليديا أحاطه

-سكوييييكك°°

فتح الوحش فمه وقضم الدرع المهتز بقوة حتى علقت به أسنانه

كان بإمكان ثيودور رؤية اللعاب المتدفق بين الأسنان المنخورة يُحاول الوصول إليه بعد أن أذاب الجليد ببطئ .

-إخترقه !!"

صرخ ثيودور في ييغرو بمُخاطرة ،والذي تحول في لحظة إلى سيف مُخترقا فم الوحش وصولا لدماغه دافعا إياه للخلف.

كافح الوحش بقوة وسحب جناحه تاركا خدشا طويلا على خد ثيودور

صر الأخير على أسنانه ولم ينتبه للجرح البسيط أكثر من فرحه بقُدرته على تحريك قدمه.

لولا هذا كانت ستُذاب جراء اللعاب الذي إنزلق تاركا حُفرا صغيرة على الأرضية تحته.

عاد ييغرو لينضم لباقي أجزائه مدافعا بالكاد عن صاحبه ، في حين أن ثيودور بدأ يُقدر الوقت الذي ستصل فيه السلاسل نحو أول عمود طويل بالغرفة !

°°°°°°°°°

عبس الجمهور على المدرجات وهم يُشاهدون الأحداث تتكشف على الشاشات العديدة التي توسطت ساحة الكولوسيوم

-بارون سوين ماذا يعني هذا ؟"

سأل أحدهم بعد أن ما عاد يتحمل النظر لأخيه المهزوم أكثر

لكن لم ترد إجابة وسط الصمت ،بل ساد الهدوء القاتل فقط والذي بدأ ينهش عقولهم ،

وبالكاد مرت ثانية بعد وقوع أول ضحية حتى انفجر !!

-زوج !!!"

صرخت إحدى النساء بخوف ممسكة فمها بارتجاف محاولة كبح دموعها .

-البارون ؟ ...هذا !! ما الذي تظن أنك فاعله بإرسال الناس لحتفهم !!"

كانت المشاهد المتغيرة على الشاشات تعكس اليأس العميق الذي وقع به بعض المشاركين ،

-البارون... أين البارون ؟!"

سأل أحدهم فجأة بعد أن قفز من مكانه وماعاد يُمكنه مسك أعصابه .

انتبه الجميع لسؤاله ولكن مهما بحثوا بأعينهم لم يجدوا أثرا له .

-في المقام الأول ، هل جاء معنا ؟"

تذكروا بغموض أن الرجل ودعهم بعد أن امتصتهم الأرض ولم يروه بعدها !

-الوغد !!"

صر الجميع على أسنانهم مُعتقدين أنهم وقعوا في فخ مُعدٍ جيدا

حتى أن الدرج الذي نزلوا به نحو المدرجات من تلك الغرفة اختفى تماما ولم تبقى سوى الساحة والأبواب المغلقة أمامهم .

-هل يُريد البارون حقا القضاء علينا ها هنا جميعا !"

كان أغلب النبلاء من الممالك المحيطة بسوين ذوي رتبة البارونيت أو الساقطون الذين إنقلبوا لدعم هاوارد هنا ،

لذلك لم يسعهم سوى الإبتلاع !

كانت هذه فرصة رائعة إن جُن جنون البارون و أراد الإنتقام !!

-------------------

نزلت فصلين كاعتذار عن عدم التنزيل هذه الأيام

ساكون مشغولة بالامتحانات بالفترة القادمة لذا قد لا تكون هناك فصول كثيرة 🌺 ادعولي بالتوفيق 👀💜

2022/02/11 · 190 مشاهدة · 1256 كلمة
Kirara
نادي الروايات - 2024