61 - مذكرات مصاص الدماء -08-

بلع °°

ابتلع ثيودور في توتر ، رغم عدم قدرته على النظر خلفه

كان بإمكان الحسابات التي أجراها بذهنه أنْ تُخبره أنّ الهدف القادم لسحب السلاسل سيكون أطول عمود .

لحسن الحظ ،قام ييغرو بعمل جيد ولم يبقى سوى وحش في نجمه الثالث لا يزال يكافح لأجل التحرر من حصار الخناجر الثلاث .

دلف لٱذنية صوت السلسلة الباردة وهي تحتك بالعمود الحجري ثم سمع صوت سقوط الحجارة شيئا فشيئا .

-لا هناك شيئ آخر ! "

لفت صوت آخر انتباهه ليحول وجهه بصعوبة في تلك الناحية

توسعت عينى ثيودور برعب عندما أدرك المشكلة !

من خلف العرش الذي يجلس عليه، لم تخرج سلسلة فقط بل زحفت خمس عشر ٱخرى نحو بقية الأعمدة فجأة !

-ما الأمر ! ألم يكن واحدا فقط كل مرة!"

لقد مرت ست دقائق منذ احتجازه هنا وقدر أن وقته قد نفذ إن كان المهلة التي ٱعطيت له هنا مثل تلك بأول غرفة.

لم يستطع التحرر ولا يزال مقيدا !

-إذن هل تبقى لي ثلاث دقائق ؟"

تساءل إن كانت الدقائق الإضافية التي حصل عليها هي بسبب اجتيازه الإختبار الأول بسرعة .

عبس ثيودور وهو يرى أطول عمودين والبقية يتم تخليص الأجنحة بهم شيئا فشيئا من التحجير .

- سكوييييككك°°

-سكوييييييكك°°

طار لٱذنيه فجأة صوتان حادين من كلا الإتجاهين تبعهما صرخات أصغر.

تصاعد الدم لدماغه وسرعانما بدأت ٱذناه بالنزيف

-أغغ "

عض شفته مُرتجفا وضرب بقوة السلاسل راغبا في التحرر لكنه لم يستطع .

لا !

فجأة، انسحبت السلاسل التي تقيده وعادت لتلتف حول مقبضي العرش .

-اغغ "

-سكويييييكك°°

عادت الوحوش للصياح ولم يستطع ثيودور البحث حوله عما يحصل عندما إلتف حول نفسه محاولا منع الصوت من تخريب دماغه .

تم ضربه فجأة وسقط متدحرجا على السلالم من وقع الصدمة .

بالكاد وقف ثيودور ورأسه ينزف عندما شاهد ييغرو يلتف محاولا حمايته من هجوم آخر

-سكويييكك°°

تسببت الرياح من الجناح العريض المليئ بالنتوءات البارزة للوحش في خدوش كثيرة على جسمه وكادت تقطعه

كان من حسن حظه أنه لم يكن الهدف أو كان ليموت

- شمس ! الشمس الٱولى !"

شهق بصدمة متكأً بصعوبة على أول درجة للسلم محاولا الإختباء خلفه من أي هجوم عشوائي قد يصيبه .

ارتمى لبصره شيء أذهله

كان خفاشان يتصارعان أحدهما أكبر حجما بني اللون والبشرة وكان من هاجم ثيودور،

في حين أن الآخر أصغر بقليل منه وذو لون رمادي كافح ضده بصعوبة .

من حين لآخر كانت الوحوش الٱخرى التي تطير بالجوار تنزل وتشن هجمة على الخفاش الأكبر وتترك ندوبا على أجنحته !

-إمبراطور ! إنه وحش في النجم الرابع !"

تساءل ثيودور عما يدور القتال وإن كان نوعا من المبارزات لإثبات الهيمنة .

كانت الوحوش التي تريد التطور لمستوى أعلى تأكل الوحوش الٱخرى من نوعها أو أي كنوز تجدها وتنطلق في حالة هياج ،

ولا شك أن الإمبراطور أمامه كان يريد الصعود وتشكيل شمسه الٱولى كذلك !

كان خصمه قويا لكن لم تكن الأعداد والهجمات التي يتلقاها من القطيع بقليلة !

-لكن ماذا أفعل الآن ! كلاهما قوي وحتى لو انتصر أحدهما فلا يمكنني هزيمته "

تساءل بقلق وهو يشاهد الصراع بين الوحشين

كاد الهجوم العرضي منذ قليل أن يقسمه نصفين فما بالك الآن إن أراد قتالهم مباشرة !

-هذه لم تعد مبارزة إنها حكم إعدام بحقي !"

لم يستطع البقاء ساكنا والإختباء حتى لو أراد ذلك !

كانت الوحوش التي تطير هنا وهناك أغلبها بالنجم الثالث وستهاجمه حالما تلاحظه .

-ييغرو"

استجاب العنصر لنداء سيده وتحول لرمح طويل ، كان سلاحا لم يجربه ثيودور كثيرا من قبل و لكنه فضّل أن يقاتل بهذا بدل أن يصل اللّعاب الحمضي جسده !

لم يكن يرتدي حتى زيّ القتال وكانت بذلته الفاخرة بالفعل ممزقة من سقوطه قبل قليل .

-سكويييكك°°

وكأنهما شعرا بنية قتال ثيودور ، انفصل إثنان من الخفافيش عن البقية وإنقضّا نحوه

تراجع ثيودور للخلف وثبت قدمه اليمنى وحاولا موازنة جسده قبل سحب الرمح في وجه أحد الوحشين .

قطع طرف السلاح جلد الخفاش الخشن لكنه لا يزال يندفع راغبا في قضم رأس ثيودور

أعاد ثيودور الرمح بسرعة للخلف وثبته على الأرض قبل أن يستخدمه لدفع نفسه وقفز في الهواء .

أمسك قرن الخفاش الثاني وحاول تثبيت نفسه فوق جسده .

-إقطع !!!! "

تحول الرمح لشفرة جليدة اخترقت بين الأنسجة الصلبة وصولا لمنتصف الظهر

-سكويييكك°°

وصل الخفاش الأول نحو رفيقه سريعا بعد أن تفادى ثيودور هجومه !

فتح فمه بسعادة مستغلا انشغال الصبي راغبا في قضم جزء من جسده .

رفع ثيودور يده لمقابلة تلك الأسنان الحادة قبل أن تُغرز عميقا فيها !

لحسن حظه، كان ييغرو قد إلتف آليا حول يده بعد أن شعر بنيَّته بالمخاطرة بذراعه

أو كانت الأسنان قد حطمت عظامه بالفعل !

ٱصيب الخفاش الذي ركب عليه بالجنون وطار بسرعة راغبا في التخلص من ثيودور على ظهره .

تخلص الأخير من أسنان الوحش التي قضمت يده وتشبث بذراعيه محاولا عدم الوقوع من على ظهره .

كان جسده صغيرا مقارنة بالوحش لكنه لا يزال يتعرض لرضوض كثيرة كلما إصطدم الأخير بالجدار أو السقف راغبا في التخلص منه .

كان أول خفاش يتبع خلفهم عن كثب وأحيانا يطلق موجات صوتٍ محاولا زعزعت ثيودور.

غير أنه لم ينجح ! علم الطفل أنه لو سقط الآن فلن ينجو أبدا !

أسفله ، كانت المعركة بين الوحشين تشتد أكثر وأكثر ، كان من حسن حظه أنهما من النوع الجسدي وليس لهما تحكم في الأثير أو كانت هجماتهم بعيدة المدى ستصيبه حتما !

بدأ المزيد والمزيد من الخفافيش بإدراك حال رفيقهم ووجهو أنظارهم نحوهما .

انسحب البعض من قتال الخصمين وتوجهوا نحوهم

- ٱوه ،لا ! "

شحب وجهه ، إن أتى المزيد خلفه فلن يستطيع قتالهم .

-ييغرو! "

استجاب عنصره وتحول لخنجر وواقِيَيْ ذراع إلتفا حول يده .

ثبت ثيودور يده الٱولى بشدة على قرن الخفاش في حين غرس الٱخرى على ظهره.

لم يُرد أذيته أو موته قَدر رغبته في السيطرة على إتجاه حركته !

ناضل الوحش كثيرا قبل أن يُصاب بالجنون مجددا وصعد للسقف بعيدا عن الوحوش التي تطارد خلفهم .

-درع !! "

تحول ييغرو لدرع غطى فوقه لكنْ ظهره لا يزال مصابا من قوة الصدمة.

كافح وهو يُحاول تغيير إتجاه الخفاش ثانية لكنه لم يستمع له ،بل هاجَ وتوجه نحو الوحشين اللذان في خضم معركتهما !

صر ثيودور على أسنانه ناظرا للأسفل ، لم يستطع القفز لأن المسافة بينه وبين الأرض كانت كبيرة ، سيُصاب حتى مع تعزيز ييغرو بكسر في ساقه أو أحد عظامه !

ولكن إن دخل وسط المعركة فلا يدري أي هجمة قد تقتله كذلك

-سكويييكك °°

في لحظة تشتيته، وصلت الخفافيش التي خلفه وهاجمت الوحش الذي يتشبه به ليُقذف أسرع نحو قلب المعركة ثم تبعوهما .

إلتف جسد الأخير كالمغزل مع ثيودور وفقد السيطرة على جناحَيه قبل أن يتم ضربه مجددا من قبل أحد الهجمات العرضية من الخفاشين المقاتلين .

-سكويييككك°°

استدعى الخفاش الرمادي باقي الوحوش لما شعر أنه على وشك الخسارة ،الأمر الذي جعل الوحوش القليلة التي تريد تتبع ثيودور ثانية تعود للقطيع .

دموع °°

كانت تلك قطرات صغيرة مالحة إختلطت وسط المذاق الحديدي الذي وصل فمه !

لم يكن لأنه إنهار من هذه الأزمة قدْر عدم قُدرته على إحتمال ألم الجروح التي أصابته.

صعد ثيودور من بين الرُّكام المتناثر للعمود الذي حطّماه عند سقوطهم ولم يسعه إلا أن تلتوي ملامحه

كادت الضربة أن تقسم ظهره الآن ،وكان شاكرا أنه لم يمت .

تلقى الخفاش جل الصدمة عنه وكان هذا من حسن حظه .

-ماذا الآن ! كيف أتخطى هذا !"

نظر ثيودور للمعركة من بعيد بمشاعر معقدة وفي وقت ما ، لم يعد يُفرق إن كانت دموعه المنسكبة حقا بسبب الألم أم بسبب اليأس من وضعه .

مسح وجهه بما تبقى من كم قميصه الممزق

لم يكن وقت الإنهيار ، كان يدرك أن خطبا ما حدث وأن البارون سوين لعب الحيل مجددا !

تساءل عن وضع جايدن ودايان وكريسل ، لم يرد أن يموت هنا !

لفت بصره شيء غريب يطير في المكان الذي كان يقف فيه العمود سابقا !

توجه نحوه وبصعوبة رغم جروحه ، قفز وتمسك به قبل أن ينسحب لطرف الغرفة خوفا من تكتشفه الوحوش مجددا !

جلس ثيودور وحاول قدر استطاعته منع بقع الدم التي على أصابعه من تلطيخ الورقة المصفرة التي يُمسكها .

كانت جزءاً من المذكرات التي حصل عليها سابقا !!

-" إنه موسم الأمطار للسنة 1248 بتقويم العالم الجديد

لقد مرت أيام منذ مجيئنا للقلعة ،

"بوني" يقول أنه لا يشعر بالراحة هنا ، يُشير دائما للسقف أو للحائط ، و دائما ما يقول أنه مُراقب .

يا له من خفاش لطيف ، دائما ما يحب إحداث ضجة للفت انتباهي ولذلك ٱحبه .

ولكن إلحاحه عليّ جعلني أسأل أبي عن تاريخ القلعة ، إنها أثر مختوم لذا يجب أن تظّل بعض الذكريات مخزنة بها عن المالك السابق.

قال والدي ، إنها كانت تخصّ عالما ينتمي لشعب الحضارة القديمة ، تُخبره العلاقة بينه وبين القلعة أن الرجل كان يعيش هنا مع ابنته الصغيرة .

ٱووه ، شرح لي هذا عن التصاميم الغريبة التي وجدنا القلعة عليها ، لقد إضطررنا لإعادة الخدم فقط لأجل تجديد المكان المُلوّن ....

اليوم ، لا يزال "بوني" يشير للجدران ودخل في حالة هياج ! هذا غريب لأنه لم يتصرف هكذا من قبل .

فجأة بدأت أشعر بالقلق ، هل وحشي يقول الحقيقة ؟ "

2022/02/15 · 181 مشاهدة · 1446 كلمة
Kirara
نادي الروايات - 2024