في الخارج على المدرجات .
كانت الوجوه المقنعه تنظر لبعضها البعض بقلق ، كان الوضع حاليا مُعقدا وتجاوز ما يُمكن أن يتم التسامح معه .
ناهيك عن إستجواب بعض الأشخاص على الشاشات حول حقيقة مشاركتهم بالإنقلاب أو فضائح ٱخرى ، فقد تم أخذ العديد من الرهائن من الجمهور ،لو تمت الإجابة بشكل خاطئ فسينتهي أمرهم !
كان ذلك عندما قطع شرودهم صوت صرخة مفاجئة
-آااااه ، زوج لا !! "
ارتفعت الأرض تحت أقدامها فجأة قبل أن تَلُفها في شرنقة ثم سحبتها للأسفل ليختفي صوتها تماما !
قرر أحد المشاركين التضحية بإمرأته على الإجابة !!!
رغم أن هذا يعني نجاته وعدم وجود أدلة لمشاركته في الحادث فإنه لا يزال سيكون وصمة عار وسيُعامل كالخائن سرا طوال حياته ، حتى أن محكمة التفتيش قد تفتح تحقيقا سرا عن كُل من تم إتهامه هنا !
بالتأكيد قد يكون هذا مخطط البارون فقط لإلقاء الشبهات عليهم !
لكن هذا لم يمنع حريق الشبهة من الإنتشار ، شيئا فشيئا ،بدأت الصدوع بين العائلات النبيلة تظهر تدريجيا وما عاد أحد يثق بحياته في أي أفراد عائلته المشاركين في اللعبة !
إنتفض عدة أشخاص من أماكنهم ووحدوا هجماتهم على الجدران وحتى الأبواب التي تقود للاعبين لكن لم يتركوا خدشا واحدا !
كان الأثر قويا ولم يستطيعوا إحداث شرخ مهما بذلوا جهودهم !
-بارووون سوين !!!"
صرخ أحد الرجال فجأة بعد أن فقد صوابه ،
كان أحد الرهائن وكان إبن عمه مشاركا ، لم يتم استجوابه حول الحادث ولكن لا يزال السؤال يلمس قضايا حساسة تتّبع فساد العائلة ، كان واثقا أن ابن عمه لن يتردد في التضحية به لأجل مصالحه !
-اخرج أيها الجبان !! كفاك إختباءً!!!"
-ٱوووه ، صاخب جدا !"
ظهر القناع فيستيفال فجأة وهو ينظر للأسفل نحوهم بعبوس
-أنت تقاطع وقتي المرح ، ماذا تريد !"
صرخ الرجل حتى إهتزت رئتاه
-أخرجني من هنا !! لا علاقة لي بالحرب بين البارونين !!"
-ٱريد ذلك كما تعلم ، أنت مزعج حقا " لوى القناع خط فمه
-لكن الأوامر تقتضي بحبسكم جميعا "
-ماذا ! حتى مع كوننا لسنا طرفا في الصراع "
لو كان للقناع عيون الآن لدَحرجها على مدى نفاق الحشد أمامه .
تململ بكآبة
-دعونا نكون صريحين ، حتى لو لم يكن لكم أيدي مباشرة فلا تزالون تسحبون الخيوط في الخفاء . نعم ... نعم ، هذا يكفي لإدانتكم "
عادت ابتسامة القناع من الٱذن للٱذن
-وسأكون القاضي !"
فتح عيناه المجوفتين على إتساعهما وكأنه نسي شيئا مهما
- ٱووه،صحيح. البطاقات الثلاث الذي ذكرتها قبلا ....."
شعر بالسعادة لمّا أدرك أنه لفت انتباه جميع الحاضرين قبل أن يُتابع بمكر
-إنها أشبه بالغش ، وجودها معك يمنحك تدخلا باللعبة ، سواءً أردت لشريكك تخطي المرحلة أو أن تُبادل موقعك كرهينة ، ٱووه أو حتى الخروج من هنا سالما ! كل ذلك ممكن ،
أليس ممتعا ؟"
ضحك القناع في مرح وكأنه قدم لهم أروع هدية في حياتهم .
وكان بالفعل كذلك !
سرعانما توجهت أبصار الجميع نحو الرجل الذي صاح أول ما دخلوا الكولوسيوم قائلا أن معه البطاقة
-أخرجها !"
بصق أقرب رجل منه هذه الكلمات بين أسنانه .
تراجع صاحب البطاقة للخلف في خطوات متعثرة قبل أن يستدير ويهرب من بين الحشود .
سرعانما بدأ يُطارد خلفه كل الرهائن وعائلاتهم و لم يلبث الأمر حتى صار تدافعا شديدا بينهم ثم تحول لساحة معركة حقيقية !
°°°°°°°°°
داخل غرفة المعيشة الفاخرة ، كان البارونيت في تفكير فيما يجب فعله عندما شاهد التدافع المجنون للحشد في الشاشات .
رمى بأبصاره في بحث هنا وهناك لكن صورة إبنته ما عادت مرئية بعد الآن ،
كان خائفا من ذكائه عندما أدرك أنها قد تختفي للأبد وسط الفوضى الكبيرة أو الهجمات العشوائية التي تقذف هنا وهناك .
- أنت !! "
شد يده على قبضة السيف حتى سالت دماءه ملطخة اللون الفضي البارد .
سأل بإلحاح وكأنه يستخلص آخر أمل تبقى في قلبه ودمجه في كلماته.
- أليس هناك طريقة ٱخرى ! هل يمكنني تغيير إتجاه اللعبة للتّحدي ؟"
-هممم" همهم القناع قليلا في تفكير قبل أن يوجه بصره لثيودور ثم إبتسم
-ربما هناك .."
اختفى ليظهر قرب وجه ثيودور وقابل عيناه الزرقاوتين مستفسرا
-إنه دورك أليس كذلك ؟ تعلم ، الفوز أقرب لمن أخذ الأسبقية. لقد اِختار الحقيقة بينما بقيَ التحدي لك ...هل تفهم ما ٱحاول قوله يا فتى ؟"
شحب وجه ثيودور عندما فهم ما يقصده ، كانت اللعبة خدعة وفي كلتا الحالتين مهما كان إختيار أول شخص سيتم جرهما بالنهاية للقتال !!
-هذا ليس عادلا !!" لم يستطع الصمت بعد الآن واعترض بغضب !
كان البارونيت في شمسه الثالثة بينما كان في نجمه الثالث فقط ، كانت الفرق بينهما كالنمل والتنين ولم يكن سد هذه الهوة شيئا يستطيعه .
-أليس كذلك ؟"
سأل القناع بتسلية ثم نظر للبارونيت الذي جحظت عيناه في ثيودور بتركيز وكأنه يُراقب فريسته المنتظرة التي جاءت لتخليصه من وضعه البائس.
لم يتردد في رفع سيفه الطويل، ولم يكبح تقدمه إلا سيطرته الرقيقة على أعصابه لأن القناع بدى أن لديه المزيد ليقوله .
- إعتراضه مقبول ، أنا شخص عادل وعادل" سخر فيستيفال متابعا
-دعنا نجعل اللعبة أكثر مرحا ،هاها!! "
مع كلماته ، شعر ثيودور والرجل أن هالة الشفق الكثيفة التي تتجول في الغرفة توقفت فجأة قبل أن تتجمع حول البارونيت وتتكثف في طبقات وكأنها تحبسه .
-ماذا تفعل !!!" صرخ البارونيت محاولا التحرر وسرعانما نجح !
لكن كان بإمكان ثيودور أن يقول أنه رغم فتح "هاليليو" لعينيه ، لم يكن الرجل يرى أو يسمع شيئا، بدى كالتّائه الذي فقد حواسه !!
حتى أنه شعر بإنخفاض هالته لتصير مطابقة للشمس الٱولى !
-هكذا أفضل، لا يمكنك إستخدام هالة الشفق ! "
سمعا صوت تصفيق يأتي من كل اتجاه وكأن القناع يمدح لوحته الفنية التي رسمها بشق الأنفس .
-كل ما عليك فعله هو التخلص منه ، سهل صحيح !"
لم يفهم ثيودور إن كان فيستيفال يشير إليه أو كلاهما معا في خطابه ، لكنه فهم أن حياته تعتمد على نتيجة قتالهم الآن !
أمر ييغرو بالتحور لشفرات جليدية قبل أن يُرسلها للرجل !
خدشت أول واحدة خده مسببة نزيفا بسيطا لكنه لا يزال يتفادى الباقي بمهارة .
كان البارونيت شخصا مُحنكا دخل في معارك عدة ووصل رُتبته الثالثة منذ وقت طويل ، وحتى بحواسه وقوته المقيدة، استطاع تمييز التخطيط العريض للغرفة عبر إتصاله بهالة الشفق حوله دون تحريكها !
اِنتفخت عضلات ساقه قبل أن يندفع نحو موقع ثيودور في لحظة !
-ييغرو! "
من بين القطع الثلاث لييغرو التي استدعاها فشلت واحدة في العودة في الوقت المناسب في حين تشكلت المتبقيتان في درع واحد مُعززٍ مرتين !
لم ينجح هذا في إيقاف هجوم البارونيت وحتى مع تهربه لا يزال يُقذف نحو الأثاث القريب !
إلتقطت جسده الأريكة القريبة وعندما فَتح عيناه بالكاد راغبا في النهوض مجددا، دلف لبصره شكل البارون الذي يهوي من السماء دافعا سيفه للأسفل نحو حلقه !
كان قيد ٱونصة منه عندما وصل جزء ييغرو الثالث وتدخل ليفصل بالكاد قليلا بين رقبته والنصل الحاد قربه .
لا يزال الزخم قد تسبب في كدمة زرقاء على عنق ثيودور في حين أن سيف البارونيت غُرس عميقا في الأريكة وقطع جزءا منها
-ٱوه يا للأسف سٱضطر لإصلاح هذا !" قال القناع بأسف
كانت هالة الشفق الكثيفة هي ما يعزز المعدن والخشب الذي صُنع منه الأثاث ، الآن وقد تجمعت حول البارونيت لتقييد حركته فإن صلابتها انخفضت كثيرا !
ركل ثيودور بطن الرجل راغبا في التحرر إلا أن الأخير لم يتزعزع إلاّ قليلا ، كانت هالة الشفق تقوم بصقل جسد الفارس لذا يُمكنك تخيل صلابة جلده !
رغم أن الحالة البدنية لثيودور كانت جيدة إلا أنها لم تكن في نفس المستوى مع الفُرسان في مرحلته دون تعزيز ييغرو .
لقد تدهور جسمه مقارنة بمستواه لأن البيضة الموجودة في قلبه لا تزال تمتص غالب هالة الشفق نحوها .
رفع البارونيت يده بعدما يئس من سحب سيفه العالق بنسيج الأريكة راغبا في لكم ثيودور الذي يُكافح للفرار.
كانت الطفل في مأزق ، حتى مع تخفيض رتبة الرجل للشمس الٱولى ،لايزال الفرق بينهما كبيرا جدا ولا يستطيع تقليصه بسهولة .
للحظة ، دلفت لذهنه فكرة مفاجئة عندما أمر جزءا من ييغرو أن ينفصل عن أحد ساقيه و يُهاجم البارون من الخلف .
تفاجأ الأخير لبُرهة لكنه لايزال تمكن من تفاديها بسهولة ولم ينسى تثبيت ثيودور برُكبته مانعا إياه من الهرب .
إندمج عُنصره في يديه مكونا واقي ذراع في حين أن الجزء الثالث والأخير من ييغرو توجه للمكان قرب عنقه !
-يُمكنك لوم حظك السيء فقط للقائي في موقف كهذا يا فتى !"
تمتم البارونيت في حين لكم بكامل طاقته نحو ثيودور
صر الأخير على أسنانه وعزز ساقة وذراعه بعنصر الأرض ورفع يده مُحاولا صد اللكمة!
كان بإمكان الجميع بالغرفة بعدها سماع الصوت الهش لتحطم العظام !!
خفّفت حواجب البارونيت القلقة مع سماعه لصُراخ ثيودور غير أنها لم تلبث أن إشتدت بعد لحظة بالكاد .
في جزء من الثانية بعد خفض حذره أمكنه رؤية العيون الدامعة للصبي وهي تقترب نحوه ! !
عزز ثيودور رُكبته مع ييغرو وركل الرجل مجددا وعندما اِنحنى بالكاد من قوة الصدمة ،قام بتحطيم رأسه على جسر أنف الأخير !
لم تكن إصابةً شديدة ولكن لم يسع البارونيت إلا التخفيف من إحكامه على ثيودور الذي إستغل الفرصة وتدحرج بعيدا عن الأريكة !
أمسك يده المحطمة مع الدموع التي لم يستطع كبحها من الألم عندما شاهد ييغرو يتسلل مع شيء لزج نحو جروحه .
كان ذاك سيف الأثير الذي أحضره معه البارونيت !!
لقد أمر الجزء الثالث من ييغرو باستغلال الوقت القصير الذي لديه لإمتصاص السيف الثمين نحوه !
سرعانما توجهت الطاقة من معدن الأثير المُذاب نحو عظامه المكسورة وبدأت بشفائها ،
كان الأمر سيستغرق بعض الوقت وهو الأمر الذي لم يكن لدى ثيودور !
أمسك بيده الٱخرى ورقة المذكرات الصفراء التي سحبها ييغرو من باطن السيف وتوجه نحو باب الصالة الذي فُتح على مصرعيه إتجاهه.
من تجربتيه السابقتين ، كانت المذكرات دائما هي المفتاح الخفي لتجاوز الغرف ! وفي الحالتين تم إخفاءهما فيما يجب أن يكون موضوع اللعبة !
كانت صالة المعيشة الفاخرة مجرد زينة ، لم يكن لها دخل باللعبة التي إقترحها القناع !! ، الشيء الوحيد الذي تدور حوله ، كان التحدي مع البارونيت .
والجسم الغريب الوحيد الذي ينتمي لقلعة زولاديت وكان على جسده ، هو السيف الذي أحضره معه !!
كان موضوع محاكمة ثيودور هو إيجاد المذكرات وتخطي المحن لإنقاذ الضحية، وليس قتل الأشخاص الآخرين !! وعكس البارونيت ، لقد إمتلك خيارا آخر للفوز بهذا التحدي !!
شاهد عبوس القناع العميق وهو ينظر له
- لا حب الأشخاص الأذكياء !" تمتم لكنه لم يمنع ثيودور من المرور عبر باب الصالة نحو الظلام .
في حين أن البارونيت وراءه بدى وكأنه أدرك أن شيئا ما كان خاطئًا . ركض خلفه ولكن سرعانما صدته قوة غريبة عزلته عن الباب وأعادته للخلف !!
-للأسف ذهبت فرصتك " ضيق القناع عيناه في أهِلة وهو ينظر لبقع الدم على بذلة البارونيت
- موضوع مُحاكمتك كان بوضوح" تحدي القلعة وتخطي الحواجز "، لكنك إخترت بغباء أسهل خيار وهو سُؤالٌ عن الحقيقة ، كنت السبب في وضعك الحالي "
تابع فيستيفال بمكر مستمتعا
-إذن هل نتابع ؟...ٱوه لا إنسى الأمر . تعلم ، لقد مرت الأربع دقائق ؟"
-انتهى وقتك !"
رفع البارونيت عيناه نحو القناع الباسم في يأس !