صورة تحتاجوها لفهم الفصل 🤣
------------------------
انه موسم الأمطار للسنة 1248 ، المطر الحمضي شديد جدا اليوم ويبعث على الكآبة ، لا أستطيع الخروج من القلعة .
أخبرت أبي بما شاهدته من خلال ذكريات "بوني"، اضطررت لإعادة سردي عدة مرات لأن أبي كان شاردا طوال الوقت .
في النهاية لم يُدلف على ما قصصته عليه لكنه إعتذر مني وغادر غرفة الطعام بمنتصف عشائنا.
في البداية إعتقدت أن الطعام لم يعجبه بسبب أنه مصنوع من خلال التشكيلات التي تؤدي دور الخدم بالقلعة ، لكن بعد تكرار الحادث لعدة ليالي شعرت فجأة بوجود شيء مريب !
ليس العشاء فقط ، كان والدي يحبس نفسه طوال اليوم بغرفته ، صار لونه الشاحب بسبب نوع عرقنا أكثر شحوبا وأخيرا بدأ بتقيء الدماء دون سبب في يوم أمس !
أحيانا كان يصرخ في الجدران والسقف كالمجنون تماما مثل ما حدث مع "بوني" وكلاهما بدأت حالتهما تسوء !
لم أستطع فهم ما يحدث وهو لا يجيب على أسئلتي ولا يريد مغادرة القلعة ،
قررت العودة للعشيرة غدا سراً وطَلب المساعدة رغم إعتراضات والدي المتكررة ،
لا أستطيع الجلوس بعد الآن علي إيجاد حل !"
-أين إختفيت ؟؟" دلف لٱذن ثيودور سُؤال فجأة مما جعله ينتفض فزعا .
أبعد عيناه عن المذكرات عندما شاهد فيستيفال يطفو فوقه وهو ينظر له بتركيز شديد ثم أعاد سؤاله
-أين إختفيت منذ قليل ؟" سأل القناع بشك ونظر حوله لكنه لم يستطع فهم كيف أن هالة الطفل إختفت من قلعته لتُعاود الظهور في ثوان .
رفع ثيودور حاجبة في دهشة ،هو لا يعلم ؟
تذكر أن الشجرة ذكرت أنها سحبته لفضاء آخر وفهم أن الأمر ليس من فعل فيستيفال حقا .
رفع المذكرات إتجاهه ثم سأل
-هل لي بسؤال ؟"
عبس القناع وشعر بالكآبة ، كان كل شيء عن هذا الطفل مزعجا ودائما ما يفسد متعته ،
-إذن لن تجيبني ؟" لم يسأل القناع أكثر لمّا لمح صمت ثيودور .
لم يكن التدخل في أسرار غيره يعنيه أكثر من كون اللاعب لم يهرب من شبكته .
-إسأل!" أراد أكثر معرفة ما يريد هذا الصبي السؤال عنه
- من أين أحضرت القفل والمفتاح هل هي لك؟"
ضيق القناع عينيه قبل أن يجيب غير مكترث
-لا ، كان القفل مع الفيكونت زولاديت عندما كان يقيم بالقلعة،إنها أشبه بجهاز تخزين لمرة واحدة من الجيد إستعماله "
تململ القناع وكأنه يتذكر شيئا لا يعجبه عندما حث ثيودور
-تقدم وقتك هنا نفذ بالفعل ،لا تنسى أن لديك ضحية لإنقاذها!"
عاد مزاج فيستيفال للإشراق مع ذكر الضحية وكأنه مستمتع بفكرة ما سيأتي تاليا .
لم ينبش ثيودور أكثر وكان ممتنا لأن القناع أجاب على سؤاله عندما دخل الباب الذي فُتح في الجدار المخضر القريب
°°°°°°
فتح عيناه على مرأى من شخصيتين صغيرتين تجلسان في زاوية الغرفة الحجرية الفارغة .
كانا يتحدثان عندما رفعا بصرهما نحو ثيودور في مفاجأة
-أنت ، مُزيف كيف دخلت هنا ؟" سأل صاحب قناع التنين الذي لم يكن سوى دايان في دهشة.
-أنت ماذا تفعل هنا ؟!" فوجئ ثيودور كذلك .
تذكر أن دايان لم يكن من بين الأشخاص الذين أرادوا المشاركة بمباريات الشفق ، حتى أنه لم يره بقاعات الإحتفالات قبلا .
بدر بذهنه فجأة أنهما إختفيا بأحد الممرات سابقا بالقلعة ولم يجدهما عندما تبعهما .
-من هذا ؟" سأل الصبي بجانب دايان عندما تعرف ثيودور على صوته وفتح عيناه بدهشة .
كان الصبي قرب دايان هو "مولان " الصبي الذي كان له صراع مع جوردن إبن البارون سوين ، تذكر أن كريسل قال أن والد مولان خان البارون وإنضم لحزب هاوارد .
كانت لكنة الصبي مختلطة ولم تحمل النغمة المميزة التي يستخدمها النبلاء عادة في خطابهم حتى عند إستخدام اللغة المشتركة ، شعر بأنه عامي أكثر من كونه نبيلا ولهذا تذكره ثيودور.
إنه شقيقي المفترض " شدد دايان على آخر كلامه في إنزعاج ، لم يكن يريد إثارة المشاكل مع هذا المزيف أمام الغرباء حتى وإن كان صديقه المقرب.
-شقيقك ؟ ألم يكن ميتا؟" عبس دايان على وقاحة أخلاق مولان لكنه لم يُعقب، لأن صديقه هذا تصرف بعفوية طوال الوقت ولم يكترث لآداب النبلاء في حديثه أبدا .
تقدم مولان للأمام نحو ثيودور ومد يده مصافحا
-مرحبا اسمي مولان هادْييل تشرفت بمعرفتك " صافح الفتى ثيودور المرتبك بحرارة
-كلاود آيس دي بريتيا يمكنك مناداتي آيس"
كان ثيودور أكثر فضولا بشأن الصبي من مولان نحوه ، ذاك أنَّ الفتى كان إبن نبيل ومع ذلك إستخدم إسما أخيرا عاميا .
تحدث مولان مُقاطعا أفكاره
-كيف وصلت هنا ؟"
رفع ثيودور حاجبه
-أليس من المفترض أن أكون هنا ؟ إنها مباريات الشفق للقلعة ،أعتقد أن اللقاء بين اللاعبين أمر عادي "
-مباريات الشفق؟"
نظر مولان ودايان لبعضهما البعض وتساءل في فزع
-ما المباريات ؟ماذا حدث في الخارج !"
عبس ثيودور قائلا
-هل يعقل أنكما عندما إختفيتما بالممر بقيتما محبوسين هنا طوال الوقت !"
راقب حرج الإثنين وإعتقد أن هذا حقيقي ، شعر بالدهشة عندما شرح لهما كُلّ ما حصل بالخارج .
-كما هو متوقع من ذاك المجنون !" شخر مولان بإستياء عندما دلف صوت ضحك وإعتراض لآذانهم
-أيايايا، لا تقل ذاك عن مُضيفي ، لقد كان كريما بإرسال إحدى بطاقات الغش إليك لكنك تطعن فيه الآن "
شعروا بالإشمئزاز من عرض المودة والظلم الذي يتباكى به القناع حين صرخ مولان بغضب.
-بطاقة غش ! لا شك أنك تمزح ،لقد تم حبسنا هنا لأكثر من ساعة بعد إتباع الخريطة على تلك البطاقة!"
عبس القناع
-أنت جاحد يافتى، همف !" إلتفت إلى ثيودور قائلا
-يمكنك سؤال ما مر به صديقك هذا في حين إستطعت أنت أن تختصر الطريق بالوصول للغرفة الخامسة دون عناء سوى الإنتظار "
رثى القناع
-كان يجب أن ٱرسل البطاقات بنفسي ،كنت لأختار مرشحين أفضل "
تمتم القناع بلوم لكنه ما لبث أن عاد لإبتسامته
-دعنا لا نضيع الوقت ، كنت كريما بما يكفي لتركِكم تُجرون محادثة لطيفة بسبب حملك للبطاقة ، دعنى نعود للمحاكمات الآن !!"
فجأة ! تكثفت هالة الشفق حول الأشخاص الثلاثة وجرتهم لبقع منفصلة من القاعة الحجرية التي توسعت بشكل طولي !
نزلت ثلاث حواجز شفافة وفصلت بينهم .
-ماذا تفعل !! "صرخ دايان ومولان لكن ثيودور ظل هادئا بشكل غير متوقع ،
لقد فهم أن لا مخرج من هذه القلعة حتى تتم المحاكمة ، على الأقل هذا ما تم إخبارهم به ! كان متمسكا بهذا الأمل حتى تصل المساعدة !
-دعني !دعني !!!"
- مزعج " تمتم القناع عندما تم تقييد مولان بإحكام أكثر وما عاد بإمكانه الحديث .
-ستكون الأول إذن بما أنك متحمس جدا "
ابتسم القناع برضى عند رؤيته الكفاح الصامت للأخير ثم شرح
-اللعبة التي سنلعبها الآن ستعتمد عليكم الثلاثة جميعا.
سيتم عرض كلمات على الشخص الأول هناك ،وعليه إخبار المرشح الثاني عن ماهيتها، في حين على الأخير فهمه وإخبار اللاعب الثالث عنها ،
كل ما على المرشح الثالث فعله هو الصراخ بالكلمات وتجاوز العقبات ثم فتح القفل الذي سينقذكم من هذه الغرفة ، سهل أليس كذلك ؟"
تلى القناع باستمتاع في نفس واحد لكن الثلاثة الذين كانوا يستمعون بالأسفل شعروا بالقُشعريرة لسبب ما !
-حسنا لنبدأ بك أنت !!"
لم يلبث فيستيفال لمنحهم وقتا للتشاور بشأن الوضع، لمّا شاهدوا مولان يتم سحبُه من قبل هالة الشفق وتم تعليقه وسط الحجرة التي هو بها مُقيدا دون إستطاعته الحركة !
-مولااان !!" صرخ دايان وأراد الذهاب لتحريره ولكنه إنتبه فجأة أنه لا يستطيع سماع صوته أو أي شيءٍ حوله ، لقد صار أصما بوقت ما !
ثيودور الذي كان مُحتجزا في الغرفة الثالثة سمع صراخ دايان فقط وليس مولان وبوقت ما، لم يعد يستطيع الرؤية أمامه تماما .
-ماذا يحدث ؟" فهم أن هذا جزء من اللعبة لكن لم يسعه إلّا التساءل.
أنتم تُضيعون الوقت بالصراخ ،لا تنسوا أن لديكم حدّا زمنيا !"
هدأ الجميع على وقع كلمات فيستيفال التي ظهرت بعقولهم ،
-سأعرض قواعد اللعبة بذهنكم ليحفظ كلٌّ دوره، لا ٱريد أن أشرح مجددا !" تمتم فيستيفال بإنزعاج قبل أن يلوي خط فمه بإبتسامة
- لتبدأ اللعبة "
شحب كل من الثلاثة عند فهم القواعد بأذهانهم !
نظر مولان لخيال الصبيين خلف الحواجز أمامه بيأس وصرخ في دايان
- أنا سيء في اللغة القديمة !!"
-ماذا ؟ " قرأ دايان بصعوبة شفاه الأخير إذ أنه لا يسمعُه وفهم ما قاله .
تذكر فجأة مشكلة ما !! قال القناع أنه سيعرض الكلمات على مولان والذي كان سيئا باللغة القديمة!!
كانت والدة مولان خادمة تنتمي لإقامة البارون سوين ، ٱعجب بها والده في زيارة غير رسمية للأخير وطلب من البارون تسليمها له .
وتزوجها قبل إثنى عشر سنة ، للأسف كان للبارونيت الساقط عدة زوجات قبلا، وسُرعانما تم تهميش والدة مولان العامية من قبل مخططات نساء البارونيت .تم نفيهم من الإقامة بالكاد لولا أن مولان أظهر بعض المواهب عند إستيقاظه !
أدى هذا بدوره إلى سوء التعليم الذي حصل عليه الصبي في صغره ،لقد كره البارون سوين بشدة ووالده جراء هذه الحادثة !
مختصر القصة الآن أن مولان لم يستطع تعلم قراءة اللغة القديمة بشكل صحيح إلا بعد دخوله الأكاديمية .لكن هذا لا يزال غير كافٍ !.
-هل إختار القناع مولان عمدا لعلمه بمُشكلته " صر دايان على أسنانه في غضب ،ذاك أن القناع بدى أنه يقوم باللعب عليهم .
-لا بأس إقرأ ، سٱحاول فهم الكلمات !!"
أومأ مولان بشفاهه المتشنجة وحاول سرد ما ظهر بالشاشة قرب وجهه
- تسعة !! " كانت قراءة الرقم سهلا لأنها كانت أول ما تم تعليمه في اللغة القديمة ، لذلك لم يواجه مشكلة كبيرة في الصراخ به.
فهم دايان الكلمة من حركة شفاه مولان وإستدار ثم صرخ لثيودور
-تسعة !!"
ثيودور الذي تغيرت الغُرفة بوقت ما حوله وصارت عبارة عن هُوة سوداء حالكة ، لم يكن يقف إلاّ على بُقعة زرقاء أشبه بدرجة مضيئة ،
صرخ كذلك
-تسعة !"
تقدم للأمام بعد صُراخه ورفع قدمه نحو الفراغ ،
إذا كانت إجابته خاطئة فسيسقط للأسفل نحو الظلام !
إبتلع بقلق لكن مخاوفه لم تتحقق إذْ أن درجة مضيئة ٱخرى ظهرت مائن تقدم بجسده .
كان الهدف من هذا التحدي هو أن يتقدم شيئا فشيئا كُلما كانت إجابته صحيحة ،حتى يصل الطرف الآخر من الغرفة ويُدخل الكلمات السرية بالباب ثم يفتحه ليتحروا من هنا .
-التالي !"
أعاد دايان بصره لمولان المُعلق الذي قرأ الكلمة التالية
-عاصمة !" إستطاع قراءتها بسهولة كذلك وصرخ في دايان ،غير أنه ما لبث أن شحب جراء ما رآه خلفه !
وكأنه شعر بخطئ ما ، إستدار دايان ولمح عدة حشرات طائرة صغيرة تخرج من جدران الغرفة وتطير نحوه ، لا بل كانوا يُحاولون تجاوزه للوصول لمولان !!
بوقت ما ، بدأت الغرفة التي كان بها مولان تغرق في سائل كثيف ،كان سائل "ليشيد"!!
-هل يُحاول البارون استخدام نفس الحيلة بالجزيرة معنا عنوة !!" تمتم دايان بصدمة .
كان قد سمع ما حدث مع الأطفال بالمعسكر لذلك علم ما يعنيه غرق الصبي في السائل.
فهم مولان كذلك المعُضلة لذا صرخ وكأنه يحُث دايان على تمرير الكلمات لثيودور.
-عاصمة !!!"
كان دايان الذي علم بالمشكلة يُحاول قراءة شفاه الأخير ،لكن الحشرات التي تُهاجمه مُحاولة الوصول إلى غرفة مولان وعبور الحاجز منعته من ذلك !