حفر اسماء هؤلاء الأشخاص في قلبه ،يوما ما قد يلتقي بهم في الخارج ، لا!! ...لقد حددّ هدفا في البحث عنهم اذا استطاع ذلك !

قال هذا بصمت في حين نظر الى زوايا الصورة ، يبدو ان احتراقها قد تسبب كذلك في محو صوت آخر شخص او شخصين كانا هناك.

شعر بالاسف الى حد ما لكن لمعان صور الاشخاص الخمس فجاة قد حاز على انتباهه

اندفعت طاقة زرقاء باهته من الصورة نحو ارضية الغرفة لتضيء بعدها بأنماط غريبة ثم تختفي فجأة

-ماذا حدث ؟ هل هذا أثير ؟ "

نظر باستغراب للأرض ثم الغرفة حوله

-هل تلك آلية مخبأة تحت الارض؟ لكن لا يبدو أن اي شيء قد تغير ؟"

لقد شعر بتهديد قوي قبل قليل من تلك الانماط لكنها اختفت بسرعة حتى قبل ان يلاحظ ماهيتها بدقة

-لا هناك شيء تغير !"

نظر نحو رف الكتب الوحيد في الغرفة الذي كان نصف ممتلئ قبلا وقد صار فارغا تماما

-انه مثل الغرفة الٱولى الان هل كان ذلك وهما ؟هل يعقل ان !

اقترب منه بحذر وهو يهمس في رهبة

-يجب ان تكون تلك الكتب فخا ! اذا كانت القلادة التي وجدتها في غرفة الدراسة الاولى في حجرة سرية خلف هذا الرف ،

فبطبيعة الحال اذا كان شخصا آخر مكاني من وجدها فلن يهتم بالمكتبة بل سيتوجه مباشرة نحو رف الكتب مثل السابق او الصورة على الحائط ظنا منه انها ستكون الطريق للخروج من هنا !"

عاد بنظره نحو ارضية الغرفة في رعب

-اذا كان حدسي صحيحا فإذا لم أجد تلك الصورة وحركت الكتب بلامبالاة فستكون نهايتي مؤسفة."

لكن هذا عاد لنفسه بسؤال آخر حيره

-لكن اذا كانت امي او من صمم هذا الفخ لا يريد ان يجد الغرباء طريق الخروج بسهولة، فلماذا ترمي مفتاح حل هذه المعضلة بلامبالاة تحت المكتب ؟

حدق باطراف الصورة المحترقة متسائلا

-هل يعقل ان احدا قبلي جاء الى هذا المكان ؟"

مد يده واستشعر حركة الاثير حول الاجزاء السوداء ،

كانت طريقة عادية يستطيع اي شخص فعلها تقريبا، لم تكن مهارة وعادة ما رأى الخدم يستخدمونها للتأكد من صلاحية المنتجات في المطبخ

كان تقليدها سهلا ولا يحتاج الى امتصاص الاثير لاستخدامها ،

مادام الشخص الذي فعل هذا بالصورة لم يخفي آثاره بنشاط وهو ما كان واضحا من رميه الصورة في الأرض بلامبالاة هكذا، فقد يستطيع تقدير وقت وجوده هنا.

تأمل قليلا وبعد بعض الحسابات هتف في مفاجأة

-لقد كان منذ اربع سنوات !! "

ارتجف من فكرة ان شخصا ما قد تسلل الى غرفة تظهر بشكل عشوائي تماما في القصر وحتى أن سيرينا ورئيس الخدم لم يشعرا به ! .

-فقط من هو ؟ "

تمالك نفسه الخائفة متمتما ، لقد كان باطراف سليمة حتى الآن لذلك لا يجب ان يكون الرجل المقنع من حلمه، وبما انه لم يزعجهم فهدفه كان بالتأكيد هذه الغرفة من البداية !

-لكن لماذا ؟ لماذا لم يأخذ القلادة بعدها ليلغي الآلية؟ واذا فعل فلماذا قد يعيدها مكانها ؟ام هو لا يحتاج ذلك من البداية ؟"

نظر حوله ولم يبدو ان أي شيء قد تحرك من مكانه

-ربما ! الشيء الموجود في الخزنة خلف الرف ؟"

حدق في الاطار الغريب الذي ظهر خلف رف الكتب ، لقد كان مصدوما قبلا ليلاحظه . بدت خلفية الاطار تماما مثل جدار الغرفة، من الواضح ان الشخص الذي صممه لم يحاول اخفاءه بنشاط، او لم يهتم بذلك لانه كان واثقا في الدفاع الذاتي عن هذا المكان سابقا .

دفع بخطواته الثقيلة نحو ذاك المكان محركا احد الكراسي معه

صعد فوقه ليصل مكان الاطار ،

حاول نزعه بحذر ليسقط من يديه نحو ارضية الغرفة محدثا ضجيجا عاليا مثل انكسار الزجاج

-ثقييل جدا !! "

لم يفهم كيف ان شيئا ثقيلا كهذا كان هشا لينكسر بمجرد لمسه الارض.

استغرب للحظة وكان يتفحصه، لكن عيناه أبتا ان تتحركا لما لمح فجأة ما كان داخل الخزنة

-انه فارغ !"

كان هناك صندوق عاجي فضي محفور بانماط زهرة الجريس عليه .

بدا باهض الثمن وكريما حتى ان اجمل المجوهرات التي عرفها ستكون كخلفية باهتة لو وضعت امامه .

لكنه كان مفتوحا وبدا ان الشيئ بداخله قد ٱخذ منذ فترة طويلة

بخيبة أمل طفيفة امسك الصندوق وتفحصه جيدا لكن لم يبدو ان هناك شيئا اخر بداخله

-يبدو ان فكرتي كانت صحيحة ، لقد جاء احد ما بالفعل هنا واخذ الشيء بالداخل "

ابعد فضوله لما كان فيه بتنهد بسيط من العجز في حين اغلق الصندوق ووضعه في حقيبته

-لا يزال دليلا ، قد يكون مفيدا لذلك سآخذه "

قفز بعدها من الكرسي بحذر من أن تصيبه أجزاء الاطار الزجاجي الذي انكسر سابقا .

توجه نحو أحدها ولمسها فاحصا اياها

-تبدو كزجاج عادي ! لكن لما هي ثقيلة هكذا ؟"

لمح آثارا لحركة الاثير مجددا على قطعة منها ، تأمل للحظة وقرر توجيه الاثير نحوها.

لم يكن توجيه الاثير للشخص العادي مشكلة بل هو من الاساسيات في هذا العالم ، لكن بالنسبة للشخص الذي لم يتعلم امتصاصها بعد فإن الأمر يتطلب جهدا كبيرا لتحريكه .

لم يلبث بعد ان فعل ذلك حتى شعر بالفرق

-انه خفيف الان !"

جفل ثيودور لحظة شعر بشيء حاد يقطع يده ليترك القطعة المكسورة تسقط ارضا مسببة خدشا شبه عميق فيها

انبهر هاتفا

-رائع !"

من الواضح ان الاحجار التي بُني بها هذا القصر لم تكن عادية بعد صموده كل هذا الزمن في هذه الغابة الملئى بالوحوش.

إحداث خدش كهذا يعني ان المادة التي صنع بها هذا الاطار الزجاجي ليست عادية.

تدفقت قطرات الدم من يد ثيودور باستمرار لتلطخ الأرض تحته

سارع ليوقفه بعد ان مزق بعض الزوائد في قميصه ولفه بسرعة

-هذا لا يساعد ! كان علي احضار بعض من القمصان الاضافية !

لم يكن الامر انه لا يريد ذلك انما خشي أن يلاحظ احد الخدم اختفاء قمصانه قبل تنفيذ خطته ، لم يكن هناك غرباء في القصر لذلك سيكون من المريب ان تختفي الاشياء فجأة .

-علي اخذها معي "

مد يده نحو القطعة التي سقطت سابقا لكنه ادرك فجأة انها عادت ثقيلة كما كانت من قبل ،

تنهد ثيودور بانزعاج

-لذلك لا استطيع اخذها كلها ، مالم استطع تزويدها بالاثير باستمرار فمن المستحيل علي حملها "

لم يفهم حتى كيف ازاحها من الجدار سابقا . كان متأكدا انها اثقل من هذا حتى! لكن بقايا الاثير من الشخص الذي اتى قبله هنا والتي حُقنت فيها لا تزال تجعله في وزن مقبول بما يكفي له لتحريكها

-دعنا نبحث عن اصغرها "

رمى ثيودور ببصره هنا وهناك يبحث بجد لينتهي به الامر بجمع بعض القطع

كان على وشك الوقوف من مكانه عندما لمح شيئا عالقا بين بعض الشظايا الاكبر

اندفع نحوه ليحرك القطع بجهد وحمله بين يديه متسائلا

-ما هذا ؟"

كان كيسا ابيض صغير مزينا برسم لزهرة الجريس أيضا في حين أن فُتحته مربوطة باحكام بشريط بنفسجي

-لا تبدو كقطعة اثرية ، انها اشبه ب ..همم لعب الاطفال ؟"

استغرب ثيودور للحظة كيف لا وهو يعرف غرض هذا الكيس جيدا

لقد كان يشبه احد الالعاب التي اشترتها له سيرينا عندما كان اصغر، رغم انه كان مطبوعا بعلامة لهلال القمر الفضي بدل الزهرة .

-اذا كنت اتذكر جيدا فهدف هذه اللعبة .."

فتح ربطة الكيس ونظر داخله ليجده فارغا ،

لم يفزع من هذا بل قلب الكيس ليصير رسم الزهرة داخله، في حين اعاد ربطه وانتظر حتى شعر باضطراب خفيف للاثير ليظهر رسم الزهرة مجددا خارج الكيس.

-همم عادة لا تشعر بالاثير من هذه اللعبة ، لكن الى الآن يبدو ان الغرض هو نفسه "

كانت لعبة مشهورة حسب اقوال سيرينا ، علامة القمر الفضي التي كانت بها ترمز إلى علم إمبراطورية لونا .

كانت هذه اللعبة عبارة عن كيس سحري إذا وضعت فيه شيئا صغيرا يختفي تماما حتى تقلب الكيس وتغلقه فيعاود الظهور مجددا عند فتحه

لم يكن صنع اللعبة معقدا ،لذلك عادة لا تشعر باضطراب الاثير منها، لهذا كان الكيس الذي امامه غريبا جدا

-لنأمل أن هذا فقط ما هو غريب "

تمتم ثيودور متسائلا عن غرض وجود هذا هنا وكيف ان الشخص الذي اتى سابقا لم ينتبه لوجوده

فتح الكيس وكما توقع فقد وجد شيئا بداخله

قَلبه بحذر لتسقط في يده كرة بيضاء بحجم قبضة رضيع صغير

-.."

لم تتح له فرصة ليتساءل عن ما هيته ويفحصه حتى ذابت الكرة في يده كالوهم واختفت تماما

فزع ثيودور محركا يده في الهواء إلا ان شيئا لم يحدث.

لبث في مكانه نصف ساعة وهو يفحص نفسه ، لما شعر بأن شيئا لم يتغير تنهد نصف مرتاح ونصفه محتارا

"كيف لشيئ كهذا ان يذوب في يده ؟"

-هل امتصصته ؟ لكن كيف ؟ حتى اني بالكاد لمسته ؟"

لم يستطع الى ان يعبس بشكل خفيف لكنه وقف بعدها

علم ثيودور ان الوقت يمر و لا يستطيع تضييعه هنا بالتساؤل عن شيئ لا يفهمه .

رفع بصره نحو المدخل الذي فتح في مكان الخزانة سابقا بعد ان ذابت الكرة في يده .

-هل كانت الزناد للعثور على المخرج ؟ اذا كانت ،فكيف خرج ذاك الشخص ؟

دارت العديد من الاسئلة في ذهنه ،منذ دخوله هذه الغرفة وهو يشعر بالارتباك الشديد للامور التي تحصل هنا

هز رأسه ينفض افكاره وتوجه نحو المكتب مجددا حاملا الصور التي كانت عليه ووضعها مع الكيس في حقيبته عدى آخرها

نظر اليها بشيئ من الاسف فقد كانت ثقيلة جدا لحملها

نقش ميزات الاشخاص الخمس لآخر مرة في ذاكرته ثم توجه نحو المخرج آملا في الهروب من هنا..

°°°

لم يسير ثيودور بعيدا بالفعل حتى همس متفاجأً

-هذا ..؟"

ضغط اصابعه على مصباح الأثير الذي وجده على الحائط لحسن حظه بعد دخوله مقربا اياه نحو الباب على يساره

-لقد كانت 5 دقائق فقط "

نظر نحو الباب محكم الاغلاق على يسار الجدار بحيرة

-ما الذي من الممكن ان يكون فيه ؟"

اشتعل فضوله إلا انه اطفأه بتذكير نفسه انه لا يملك وقتا طويلا .

لم يسر بعيدا جدا وقدر انه لا يزال في حدود القصر .

نظر للباب بتردد أخير ليحسم امره ويتابع طريقه في الممر الذي لا يرى نهايته

2022/01/22 · 336 مشاهدة · 1546 كلمة
Kirara
نادي الروايات - 2025