---------------
تردد صوت خطوات مسرعة في أروقة القصر الكبيرة. كادت أنفاس الشخص تنقطع لكنه لم يأبه بها، بل زاد الموقف فقط من حدّة التوتر الذي هو به.
إستدار بأَحد الزوايا عندما أوقف نفسه بسرعة لمَّا كاد يصطدم بشخص آخر.
-آسف !" اعتذر بسرعة وكاد يرحل لكن الشخص أمامه قاطعه ولم يسمح له بالمرور .
-سيزيا؟ لماذا تركض بتهور هكذا ؟"
كاد الصبي القصير والمتوتر الذي لم يبدو أنه يتجاوز 17 سنة يتجاهل الشخص ويندفع إلاَّ أنه توقف لمَّا سمع الصوت الذي يخاطبه.
- وليام !! متى عُدت ؟" عاد سيزيا بنظراته للرجل أمامه.
كان شخصا ذو شعر طويل أخضر وعيون خضراء ذكية ، كان موقفه النبيل الذي ينْبع من تعاليم طويلة لآداب الطبقة النبيلة يَظهر بكل تفْصيل بحركاته.
حتى مع جلوسه على كرسي عائم جرّاء عجزه على المشى لم يمنع هذا سيزيا من إحترامه ، لا بالأصح من إظهار دموعه ...
-الدوق وليام !!"
ظهرت دموع الفتى الخجول فجأة وهو يندفع لتحية الرجل بشكوى.
-ٱووه، أنت لا تعلم ما عانيته في فترة غيابك. كانت مجارات الإمبراطور في تصرفاته أمرا صعبا جدا بالنسبة لي ، حتى أنَّ البقية فرُّوا مسرعين لمّا رأوْا كُوَمَ الأعمال التّي تم إسنادها إليّ !و..."
كان سيستمر بالحديث حتى أوقفه وليام بتعبير مرتبك
-حسنا...حسنا يمكنك التوقف عن البكاء لقد عدت الآن !"
أومأ سيزيا وهو يمسح مخاطه بمنديله مرارا وكأنّ تذكُّر حقيقة وجود وليام هنا فقط تريحه.
-إذن ، هلاَّ بدأنا من البداية ؟" قال وليام بهدوء بعد تهدئة الصبي الأسمرِ ثم سأَلَ وهو يتجول ببصره في أروقة القصر شبه الفارغة.
- أولا أين الجميع ؟ لماذا لا أرى الفرسان المتجمعين هنا عادة ؟"
-آه، لقد أرسلتهم للبحث عن الإمبراطور"
-الإمبراطور ؟ لِمَا ؟ هل خرج من القصر !؟"
رفع وليام حاجبه وهو يشْعر أنَّ رأسه بدأَ بإيلامه فجأة.
كان يعلم أن صديقه "أليستر" قد رمى بكلِّ مهامه إليه مجددا وفرّ مُسرعا لمّا سمِع خبر عودته ، لقد شمَّ بالفعل رائحة الفوضى عندما شاهد سيزيا.
هدَّء قلبه المليء بالشكوى عندما سأل الصبي بإبتسامة ليست بإبتسامة.
-إذن ، ماذا حدث ؟ لما تبحث عنه؟"
توقف سيزيا قليلا وعدل وقفته قبل أنْ يجيبه
-قبل ٱسبوعين ، حدثت جريمة بإحدى الممالك الصغيرة على أطراف لونا "
-جريمة ؟" إستجوب وليام وهو يعلمُ أنَّ حدثا كهذا لنْ يدفع الإمبراطور للتحرك بنفسه لو لم يكن الأمر مهما.
-نعم. من تقرير محكمة التفتيش، قيل أنَّ باروناً من النبلاء الجدد اِنتحر في ظروف غامضة. لا بالأصح، لم يجدوا ما يدلُّ على أنّه إغتيل رغم أنَّ طريقة الموت كانت غريبة !"
-انتحار ؟" عبس ويليام عندما مد يده لتسَلُّمِ الملف الذي أخرجه الصبي من حلقته المكانية.
كان يحتفظ هناك بكلُّ الأوراق والسجلات التي تصله لكي يستطيع إنهاء العمل عليها في كل مكان يذهب إليه بسبب كمية العمل الكبيرة.
قرأ ويليام ما بيده عندما إشتد عبوسه وتمتم
- أثبتت الأدلة أنّه انتحار والأغلب أنّه بسبب شعوره بالذنب جرّاء كُلِّ الفضائح التي وجدوها مُدوّنة بالأوراق التي إخترقها السيف قُرب صدره !"
أراد وليام أنْ يضحك بسبب الدافع الذي كتبه منفذوا القانون هنا ، علم الجميع طينة النبلاء بإختلاف مراتبهم ولن يُقدِم أيٌّ منهم على الإنتحار بسبب شيء كهذا أبدا !!
لكن نُقص الأدلّة عمّا جرى بالمكان لم يترك سوى هذا الخيار الوحيد ظاهرا. إذْ أنه على ما يبدو، إختفت القلعة تماما بعد نزول جميع منْ كان على متنها بعد رُسُوِّهم قرب إقامة البارون.
حتى جثة البارون تمَّ إخراجها من القلعة وظهرت على سطحِ الجسر حسب إفادة الشهود .
كان الأَثر حسبَ استنتاجات من خاض التجارب مشؤوما ،لذا لم يكن غريبا أنْ يتصرف بنفسه ويهرب بعد موت مالكه ، بالأحرى كانوا محظوظين أنّه لم يقم بمذبحة هناك !
لذا لم يجدْ منفذوا القانون حال وصولهم أيَّ طريقة لاستنتاج الوضع وكان الانتحار هو الشيء الذي توصلوا إليه.
حتى ابن البارون "غيل" ، قال أنَّ والده كان دائما يتحدث عن تسليم نفسه. رغم أنَّ تصريحاته بدت مشبوهة ، لكن بدون أدلة كافية لم يستطع أحدٌ حجز الصبي علانية.
لم يكن أيٌّ من المدون هنا يعني شيئا لوليام. مات مئات النبلاء كل عام بسبب النزاعات ولم يكن الأمرُ فريداً ، عدى أنّ إحدى التصريحات المأخوذة من الشهود لفتت انتباهه.
-امبراطورية محكوم عليها بالمآسي، صوت غريب ؟؟"
ضيق عيناه وتوترت ملامحه الساكنة لأول مرة. رفع رأسه نحو سيزيا وهو يسأل بنبرة قلقلة كان ليتمّ اعتبارُها وقاحة لو سمعهُ أحدهم.
-هل رأى أليستر هذا ؟" سأل عن الإمبراطور بإسمه وقد أكدّ هذا للسامع العلاقة الوطيدة بينهما. في الواقع ، كان يد الإمبراطور اليمنى وممثله بالإتحاد !
أومأ سيزيا بموافقة وفمه يرتجف
-لهذا أنا قلق ، أخشى أن يقلب الإمبراطورية رأسا على عقب هذه المرة !"
هز وليام رأسه بتنهد قائلا
- إذا كانت حادثة مقتل هذا البارون مرتبطة بالأحداث قبل تسع سنوات وتلك قبل عشرين عاما. فأنا أخشى ذلك أيضا ، لنأمل فقط أنّ الشخص الذي له يٌد بمقتل أو انتحار سوين لديه فكرة عن عواقب استخدام هذا الإقتباس في جريمته.
قد لا يعيش ليرى شمس الغد لو وصلت يد الإمبراطور إليه "
أغلق ويليام الملف بيده وسأل سيزيا ثانية
-هذا ليس السبب الوحيد لركضك نحو الإمبراطور أليس كذلك ؟"
جفل الصبي وكأنه تذكر شيئا ما عندما قال بإلحاح
-ٱوه نعم نسيت !! وفدان من أكوامارين ودراكوك متواجدان بقاعة الإجتماعات الآن !"
-هل هو عن الآثار ؟" سأل ويليام وهو يعلم عما يجول الموضوع من إسم الحاضرين.
أومأ سيزيا
-نعم ، أكوامارين تُطالب بتعويضٍ عن مقتل أحد طلابها بلونا ، قيل أنّ الحادث مُفتعل ولا يستطيع فرع الإتحاد بلونا تجنب تحمل المسؤولية.
في حين أنّ دراكوك تقول أنّ الآثار تعود لعرقهم لذا يجب على لونا تسليمها"
-يُطالب قلت؟هه! من يظنون أنهم همْ ليتصرفوا بوقاحة على أراضينا، يبدوا أنهم نسوْا الدرس قبل ثماني سنوات ! دعهم يعلموا أنّ لونا لا تخشى الحرب !" لمعت عيون ويليام ببرود ليرتجف سيزيا .
كان أحد الأشخاص القلائل الذين يعلمون أنّه خلف السلوك الأنيق لهذا الرجل ، يقف رجل ماكر مجنون بالحرب! كان ويليام أوّل مخطِّطٍ استراتجي بلونا وأحد أبرز القادة العسكريين بها !
-إهدء !" عاد سيزيا خطوة للخلف وفمه يرتعد. كان الإمبراطور واحدا والآن لم يكن ينقصه أنْ يُجنّ جنون شبيهه.
-الطيور على أشكالها تقع !" تمتم تحت أنفاسه ثم قاد وليام لقاعة الإجتماعات محاولا قدْر جَهده إبعاد بصره عن الإبتسامة المُشعة على وجه الأخير.
توقفت يدُه فجأة قُرب باب غرفة الإجتماعات عندما تذكر شيئا فجأة وإستدار نحو ويليام
-آه نسيت أن أذْكر كذلك ، الأرشدوق إدوارد والأرشدوق زينرين كلاهما هنا "
إختفت إبتسامة وليام فجأة ليحل محلها تجعيد عميق بين حاجبيه
-هل قالا لما هما هنا ؟"
-ربما لنفس الغرض مثل وفد سُفراء الدولتين ؟ أنت تعلم ، الأول عم الإمبراطور والثاني إبن عمه. كلاهما لونا. لا أستطيع التدخل بشؤون العائلة المالكة ! كيف تريدني أنْ أسأل ؟" قال سيزيا بشكوى ثم دفع الباب مفتوحا على مصرعيه.
قابلته عدّة نظراتٍ مختلفة لكن أغلبها أظهر العداء الواضح نحوه. بشكل غريب لم يحبوا وجود سيزيا !!؟
لم يلتفت لهم الأخير إنما إبتعد ليسمح لوليام بالمرور.
دخل الأخير قاعة الإجتماعات الضخمة عندما تجوّل ببصره على الأشخاص الجالسين حول الطاولة الطويلة.
-أرى أنَّ الجميع يستمتع بضيافة القصر ؟" قال بوقاحة بكلامه دون تحية مناسبة وكأنّه لا يأبه بالأشخاص أمامه.
-بالتأكيد. إنه منزلي السابق ،كيف لا أفعل ؟" أوّل من تحدث كان رجلاً بملامح شابة ذو شعر أبيض ناصع وعيون زرقاء كرستالية ، سخر بهدوءٍ ثم تابع عندما نظر لوليام بإهتمام.
-دوق دويل لم أتوقع عودتك اليوم من الإتحاد. لو كنت أعلم ،كنت أحضرت هدية لطيفة لك للترحيب بك "
-هذا ، يجب أنْ أكون شاكرا للطف الأرشدوق إدوارد " ابتسم وليام بلطف ثم تابع
-لكننا لا نفتقر لشيء كوننا ممثلي الإتحاد "
أشار بآخر كلامه إلى هذه الحقيقة التّي تعني أنّه كان مساوٍ بالرّتبة مع الأرشدوق رُغم كوْن لقبه النبيل أقل شأنا.
عدى الإمبراطور ،لم يحتاج ممثلوا الإتحاد للإستماع لأيّ شخص !
-لا شكّ في ذلك " سخر الرجل ثانية غير آبه بما يريد ويليام تحقيقه بكلماته عندما سأل مجددا
-لا أرى الإمبراطور معك ، هل يعقل أنه رفض مقابلتنا ؟ "
أراد ويليام بالتأكيد الإجابة على هذا بنعم وطرد الأشخاص أمامه من القصر. لكنه لم يستطع ، كان وليام عم الإمبراطور وشخصا وقحا وماكرا ذا نفوذ كبير يصعب التعامل معه .
لوى شفتيه وأجاب بإشراق وكأنه يتحدث الحقائق
-لديه إجتماع عاجل لذا أرسلني بدلا عنه"
-اجتماع ؟" عبس إدوارد ورجلٌ يجلس قبالته كذلك لسماع هذا.
إلتفت وليام لهذا الشخص. كان رجلا هادئا بدى شابا جدا من ملامحه ،ربما لم يتجاوز 27 عاما ، وكان عمره الفعلي حقاً عكس إدوارد الذي بلغ المئة بالفعل رغم مظهره الأصغر سناً !
عكست عيونه الزرقاء الكرستالية الباردة وشعره القصير الأبيض ، السلالة الكاملة للونا التي تجري بعروقه. كان إبن عم الإمبراطور وسيد أرشدوقية كبيرة ، أرشدوق زينرين !
أومأ نحوه كتحية ليرد الأخير عليه بالمثل ، لا يزال صامتا لكن نظراته التي أظهرت بعض الحدة عكست موقفه الكامل اِتجاه وليام.
-أحم !! هل يمكننا الحديث عن المواضيع الرسمية ؟ لا يهمنا من أتى ،المهم أنْ تدفع لونا ما عليها لعرق كاراس !"
دلف صوت من خلفهم ، كانَ الأشخاص الثلاثة قد نسوْا وجودهم تقريبا لولا أنّ الرجل قاطعهم فجأة.
رفع وليام نظراته للمتحدث ، كانت رجلا بمنتصف العمر بملابس عسكرية لأكوامارين ، رغم أنَّ جسده كان يرتجف من الخوف ، إلاّ أنّ وجود المرأة الهادئة خلفه منحه المزيد من الشجاعة ليتحدث.
- ٱريد من لونا شرحاً عن موت إبني ، بيني باساري !" قال دفعة واحدة ثم لهث وكأّن أمر نطق هذه الكلمات استهلكت جُلَّ طاقته.
كان مُجرد رائد في الرتبة الرابعة في حين أن الشخصيات أمامه كانت بمستويات لم يتخيل الوقوف قربها.
في الواقع لو لم تدعمه العائلة الحاكمة لأكوامارين لما تجرأ على خُطوِ قدمٍ واحدة داخل هذا القصر!
حشد شجاعته ونظر نحو ويليام ليتبيّن ردّ فعله.
أومأ الأخير في اهتمام حين سأل
-وما الذي يريده بلدك كتعويض؟"
ضرب وليام صلب الموضوع مباشرة دون مقدمات بعيونٍ فضولية ، في حين أنّ الرجلان قبالته لم يتدخلا بحواره بل بقيا صامتين.
-نريد شرحا يليق بالأضرار التّي لحقت بنا ! رغم إشراف فرعك من الإتحاد ، لا يزال طالب من بلدي يُقتل بشكل غير عادل في أراضيك "
تدخلت المرأة خلف الرائد وهي تنظر ببرود لويليام. كانت أحد أحفاد السلالة الحاكمة لأكوامارين والتي تمّ إرسالها هنا كسفيرة ، لذا لن تتزحزح من هنا حتى تُنجز ما أتَت لأجله !
-شرحٌ تقولين؟" شخر وليام
-ليس لدى لونا ما تقوله ، مات طالبك في مسابقة وعلى الإتحاد خاصّتي تحمل المسؤولية "
عاد ببصره نحو سيزيا
-رتِّب لأحدٍ لإرسال جثة البارون سوين لقصر الرائد ، إنّه الشرح الذي يُريدونه "
-أنت !!!" غضبت المرأة عندما أشارت لويليام
- هذا ليس تعويضا كافيا ! أنت تنتهك الإتفاقية بين الدولتين ! أتريد الحرب؟"
ضحك وليام حتى ملأت الدموع عينيه ولم يستطع تمالك نفسه
-حرب ؟ مع من ؟ بلدك ؟ هل إرتفاع أكوامارين خلال العشرين سنة الفائتة أنساها ثقل هزائمها السابقة ؟"
رسم وليام ابتسامةً مرتاحة وهو يرى وجه المرأة المنتفخ بالأحمر من الغضب رغم بشرتها الزرقاء الداكنة.
-لكني لست رجلا غير معقول. السياسة هي السياسة ،لا زلت سأسمح لأكوامارين بطلبٍ واحد كما ينصُّ دستور العلاقات الدولية التابع للإتحاد.
بالنهاية، لازلت ممثلاً للسلام "
من عرف هذا الرجل المجنون حقا كان سبصق الدم على كلامه ، وتضييق الرجلين من لونا عينيهما كانَ دليلا على ذلك. وليام كان سيد الحروب ، ماذا يعني بكونه ممثّل سلامٍ الآن ؟
لم تُدرك المرأة هذا بل فتحت عيناها على مصرعيها بفرح قبل أنْ تطلب بسرعة
-نريد بقعة للتنافس على الآثار !!"
عبس جميع من كان بالقاعة ، عرفت هذه المرأة حقا كيف تقتنص الفُرص وتكون غير معقولة قليلا !
لم يرفَّ لويليام جفنٌ بل وافق قائلا
-بالطبع مثلما تريدين ، لكن ..."
-ماذا هل ستعود عن كلامك !؟" فزعت المرأة.
-لا ولكن عرق كاراس كان المتضرر ، لذا حسب الإتفاق. يحقُّ لكاراس فقط المشاركة وأعني بذلك الطلاب الذين سبق وشاركوا في معسكر الجزيرة فقط !"
أراد سيزيا الواقف قرب الباب أنْ يُصفِّق بمرح ، كان هذا الرجل يستحق سمعته !
بعد رؤيته الملف الذي سلّمه له لعدة دقائق فقط استطاع قلب الطاولات حول هذه المفاوضات.
كان موت سوين المتسبب الأول بالحادث يجعل التعويض هو الشيء الوحيد الذي تستطيعه لونا. لكن بالوقت نفسه، كان كلّ من شارك بجزيرة المعسكر من عرق كاراس قد تم قتلهم عدى فئة قليلة والتّي لم تكن موهبتها بتلك الجودة.
صرت المرأة على أسنانها وكأنّها تدرك هذه الحقيقة ولكنها لم تستطع التراجع عن طلبها أو الطعن بحكم وليام .
كانت هي من اقترحت التعويض دون شروط مسبقة وقد أدّى ذلك لتقويض فرصة أكوامارين بالحصول على الآثار!
إعتذرت بسرعة عندما سحبت الرائد معها وإنسحبت من القاعة مع الخدم تُريد العودة لبلدها لإبلاغهم عن الأخبار !
من ناحية ٱخرى ،وجّه شيخٌ كبير السن بشعر ذهبي أشيب وعيون ذهبية نظراته لوليام قائلا
-أنت تعلم ما تريده دراكوك ، سلاح سيبياموس يجب أنْ يعود للعش، هذا مكانه ! "
-ٱووه ، أنت لم تقل هذا قبل آلاف السنين ، بالكادِ سمعنا عن خيانة جُزء من عرقك هذه السنوات بفضل الأمير رايلان.
هل تُنكر تَبَرُّءَكُم من سيبياموس ؟ كيف صار الآن جزء من دراكوك ؟ هل تدرك أنَّ مقولتك قد تَنْسُبُ الخيانة لبلدك كذلك. هل تريد خيانة الإتحاد ؟"
عبس العجوز على تلاعب وليام الذكي بالحقائق ولم يسعه إلاَّ التنهد.
-التنانين لا تحبُّ الثرثرة والتعقيدات السياسية. لذا دعني أكون واضحا .." تجمع ضغطٌ مهيبٌ حول الشيخ ولكن أحدًا من الحاضرين هنا لم يهتز شعرة، ولا حتى سيريا !
لم يواصل العجوز ضغط قوّته بل نشرها بكلماته وكأنّه يُؤكد موقفه فقط
- التنانين تريد طريقا للآثار! "
-حسنا !"
بشكل غريب، وافق ويليام فورا وكأنّه شيءٌ سهلٌ عن تقرير نوع وجبة غدائه .
إرتبك الشيخ للحظة لكنّه لم يُصرَّ على الإستكشاف خلف هذا الثلعب الشاب بل قال قبل إنسحابه.
-سآخذ كلماتك كوعد شفهي ، ممثلّ الإتحاد " قال قبل أنْ يختفي من القاعة.
طوال هذا الوقت ، لم ينبس الرجلان ببنت شفة وإنمّا شاهدو المسرحية تتكشف أمام أعينهما بصمت. لكن سيزيا قرب الباب لم يستطع إمساك نفسه بعد الآن واعترض.
-لِمَا وافقت !" لم يستطع الفهم .
- حسب رسالة قائدة الفرسان الأخيرة ، الفراغ قُرب حصن الحدود يَكادُ ينهار. إنْ تسبّبنا بمعركة كبيرة مع أطراف مختلفة هناك ، فستكون لونا هي الوحيدة التي ستعاني من خسائر فادحة. بعد كل شيء، يقع الموقع المحتمل لظهور الآثار قرب أراضينا !"
قال ويليام دون إخفاء شيء عن الحاضرين. لا يزال إدوارد و زينرين ٱمراءَ لسلالة لونا ، لذا لا يستطيع إخفاء أشياء كهذه عنهما طويلا بأيّ حال.
-حسنا ، بعد تخلصنا من المزعجين ، ٱريد أنْ أعرفَ لِمَا قد يتشرّف القصر بحضور كلا الأرشدوقين اليوم ها هنا؟"
-أردت فقط لقاء إبن أخي !" شخر إدوارد بإستياء دون الإفصاح عن سبب مجيئه، في حين أنَّ زينرين الذي ظلّ صامتا تحدث لأول مرة !
-ٱريد الإذن لمشاركة شخص ما للبحث عن السلاح بالآثار.. "
-الآثار ؟ من تقصد هو ؟" سأل وليام رغم أنَّ لديه فكرة تقريبية عن من يتحدث زينرين عنه.
عادة، لن يتحرك أفرادُ العائلة الحاكمة علانية بتهورٍ دون إبلاغ الإمبراطور مسبقا. وإلاَّ سيعتبر تخطيطا للتمرد خاصة بأحداث مهمة كآثار سلاحٍ ٱسطوري ....
تحدث تاريخ لونا الدموي عن ذلك، لذا لم يكن هناك ودٌّ أو ثقة بين أفراد هذه العائلة !
- إنه إبن ٱختي الوحيد، الأمير ناثام دي لونا! "