بغرفته بمنزل بريتيا ، جلس ثيودور على السجّاد قرب سريره.

أمامه ، تم وضع شيء أحمر قاتم مستدير بهدوء على الأرض، كانت ما تبقى من الجائزة التي ربحها من قلعة الفيكونت !

لدهشة ثيودور ،في طريق عودتهم تسلّل ييغرو من جسده تلقائيا وإلتف حول الكرة السوداء الّتي كانت جائزته.

لشهر كامل تقريبا ، استمر عنصره على هذا الوضع الرّاكد قبل أنْ ينسحب تدريجيا ويعود لجسده قبل أيام!

ما تركه ييغرو بعد هذه العملية لم يكن سوى الكرة الحمراء القاتمة اللون وقد كانت بلّور جوهر !

قدّر ثيودور أنّ الشيء الأسود الذي كان يحيط بها سابقا هو معدن أثير ما وقد إمتصه عنصره.

عندما عاد ييغرو لجسده، شعر فورا بالفرق ، الطاقة التي فكّكها الأخير من تناول المعدن ، تم تفريغها بكامل جسده وانسجته وعضلاته !

جسمه الّذي دربه بشق الأنفس ولم يستطع مواكبة تقدم مستواه ، صار الآن بمرحلة متقدمة جدا. حتى أنّ حركاتِه صارت أكثر خفة ولم يحتج لسحب الكثير من الجهد لتنفيذ ٱسلوب سيفه .لا ،بل رمحه الآن !

مالت عينا ثيودور في أهلّة وهو يتذكر هذا. كان ٱسلوب السيف هو الشيء الوحيد الذي يجيده حقا عكس باقي الأسلحة.

ذلك أنَّ حُلمه من القلادة لم يتناول سوى ٱسلوب التعامل مع هذا السلاح. وأمّا معرفته بباقي الأسلحة ،فقد كانت من التدريبات التي خضع لها بالأكاديمية لذا لم يكن مستواه بها جيدا حقا.

لكن قبل أيام وبعد تحسن جسده ، تغير حلمه وصار يعرض ٱسلوبي التعامل مع السيف والرمح.

بدل القتال بسلاحٍ واحد كلّ مرة ، أراهُ حلمه كيفية التغيير بين السلاحين وخصائص عناصرهم بومضة.

لذا فقد حقق تقدما كبيرا هذه الأيام ، لكن ما أسعده حقا هو بالضبط البلّورة التي أمسكها الآن بيده .

لم يكن مكوثه الأيّام السّابقة بالمكتبة كما قال لكريسل للبحث عن رايلان فقط ، بل كان للتحقق من نوع بلور الجوهر هذا!

لمفاجأته ، كان شيئا نادرا للغاية لم يحلم بإمساكه قبلا ، باللّورٌ من النوع الغامض. استنتج هذا من خلال مقارنتها بخصائص البلورات النادرة ولكن يبدو أنّ طاقة الأخيرة وهالتها أعلى شأنا !!

لمعت عيناه بخفة وهو يأمر ييغرو بفتح جرح بإصبعه قبل أنْ يقطر دمه عليها !

سرعانما ذابت في سائل رفيع ثمّ وَلَجت جرحه ثم دمه .

في لحظات و ربما دقائق ، تكون نجمٌ مشع آخر قرب باقي الثلاثة ولمع في فضاء قلبه.

-النجم الرابع !" تمتم بفرحة

ييغرو الّذي كان له لون أبيض ثلجي تحول للأزرق القاتم تماما وكأنه يُقلّب مزاجه بتغيُّر المواسم.

-أيَّ عنصر ستحمله يا ترى ؟" تساءل بفضول كبير وكانت توقعاتها في أوجها.

عكسَ الأنواع الثلاث الٱولى العادية والنادرة والمختلفة، تميزت البلورات التي ٱخذت من الوحوش الغامضة بقدراتٍ غريبة مثل عنصر الرّعد ،أو الصوت ،أو حتى النبات ! كانت أشياء غير شائعة تماما !

أمسك ييغرو الذي تحول لسيفٍ أزرق بيده وأمره بإستخدام العنصر الجديد ، في حين هاجم هو نحو دمية التّدريب الصغيرة عديمة الوجه التي تقف بزاوية غرفته.

لقد كانت شيئا أحضرته له هيلين بعد شكوى كلارا المتكررة حول إيجاد الحفر بغرفته.

مائن لمس حدُّ السيفِ المزود بقوى العنصر المجهول سطح الدمية، حتى إنفصل جزء منها مُكونا سيفاً خشبيا صغيرا سقط على الأرض !

-ما ؟؟؟؟!"

توقفت يدُ ثيودور وهو ينظر بدهشة

للدمية الخشبية.

تم تمزيق نصف جسد الأخيرة بقطعٍ أنيق جرّاء سيفه ،

لكن بالمقابل فإنّ الجزء الذي إنفصل، تحوّل بشكل عجيبٍ لسيفٍ صغير مطابقٍ تماما لشكل ييغرو غير أن لونه كان مختلفا مثل الخشب !

-ما هو هذا ؟" اقترب من السيف وحمله.

كانت الحرفة دقيقة جدا ويبدو كما ييغرو تماما .

اعتمدت تحولات عنصره لأسلحةٍ على مخيلته ثيودور الكاملة ،لذا كان من المستحيل أنْ يكون هذا التطابق بينهما مجرد صدفة .

عبس بعد ُبرهة لَمّا فحص قلب جوهره ، لم يلاحظ ذلك قبلا لأنّه كان مشدوها لكن أحد نجومه الآن خافتٌ جدا وهذا يدُل على نضوب طاقته.

الضربة الوحيدة الآن اختزلت ربع قوته!

-أي عنصرٍ هو هذا !" فتح فمه بصدمة ، لم يكن يفهم ماهو العنصر الذي حصل عليه.

-لازلت أستطيع استخدام 3 ضربات ٱخرى كأقصى حدٍ قبل أنْ يستسلم جسدي للإرهاق .

-دعنا نحاول ثانية !"

أعاد الإستقامة بجسده وهاجم نحو السيف الخشبي الذي رماه بالهواء هذه المرة. أراد أنْ يجرب صلابته !

مائن لمس سطح ييغرو إيّاه حتى إرتد للخلف وكادَ يجرح ثيودور!

عاد للوراء خطوة بصدمة وهو يسمع صوت الإرتطام القويّ الذي حدث جرّاء سقوط السيف الخشبي ! لقد ترك حفرة عميقة بالأرضية !!

-ألمْ يكن خفيفا فقط للتو ؟ كيف حدث هذا ؟"

تساءل بدهشة عندما دلف لآذانه فجأةً صوتُ خطوات تقترب مسرعة نحو باب غرفته .

انفتح الباب على مصرعيه ودخلت تيسا الخائفة وخلفها جايدن .

-سيد كلاود هل أنت بخير !؟" سألت بقلق في وضعٍ دفاعي وهي تنظر هنا وهناك بتوتر .

-أنا بخير " تحدث ثيودور بعد أن أعاد ييغرو لجسده خِفيةً وطمأنها بسرعة.

-كنا قرب الممر عندما سمعنا صوتا قويا ! إعتقدنا أنّه قد حدث شيء لك لذا سارعنا بالمجيء"

قالت تيسا دفعة واحدة وهي تفحص ثيودور من الأعلى لأسفل ، لم تكن هيلين وكلارا بالمنزل ، لذا كانت خائفة من حدوث مشكلةٍ بينما هي المسؤولة هنا .

-تيسا، إنه بخير ...يمكنك الخروج الآن " قال جايدن وهو ينظر لثيودور ثم السيف الخشبي المغروس عميقا بالأرضية.

تردّدت الأخيرة لثانية لكنها لازالت تتبع أوامر صاحب المنزل وخرجت من الباب قبل أنْ تغلقه .

عمّ الصمت لثوان عندما سأل جايدن الصبي .

-إذن هل دمية التّدريب لا تكفي الآن ؟" مازح ثيودور محاولا تخفيف الجوِّ بينهما.

رمش الأخير بغباء لكنه ما لبث أنْ أعقب

-أظن ذلك "

ضحك جايدن ثم مشى نحو الحفرة. رفع السيف الخشبي قائلا بدهشة في صوته

-إنه ثقيل بالنسبة للمادة المصنوع منها "

فحصه ثم الدمية بفضول ،

كان يعرف نوع الخشب ، كان مادةً صلبةً ولكنها خفيفة جدا وقد ٱستخدم لأغراضِ التدريب ، فكيف أصبح وزنه ثقيلا فجأة؟

أخفض عيناه وبوقت ما تحول بؤبؤاه للّون الأسود تماما مع شق أصفر قبل أنْ يحبس شكل السيف ، سرعانما عادت عيناه لطبيعتها عندما تحدث.

-مثير للإهتمام...هناك قوى غريبة تمتص هالة الأثير بإستمرارٍ وتدعم السطح الخشبي للسيف "

ثيودور الذي لمح المشهد قبل قليل ،لم يسعه سوى حك عيناه ثم النّظر لجايدن مجددا ، لقد رآى عيناه تتغير ؟ هل هذا خياله ؟

قاطع تفكيره صوت جايدن المستفسر

- هل تريد إخباري بما حدث هنا ؟"

سأل وكأنّه ينتظر شرح ثيودور ، فهم الأخير أنّ جايدن لن يسأل أكثر إذا رفض الحديث.

لقد علِم أنّه قد شاهد قتالاته بالقلعة التي بُثّت لجميع المتفرجين أو هذا ما ظنه...

شرح ما حصل معه. بالنهاية، يظن جايدن أنّه يستطيع الإرتباط ببلورتين أولَّ ما علِمَ أنه فارس ومتحكم أثير .

- تعلم أني شاركت بألعاب الشفق بالقلعة صحيح ؟ حصلت على بلّورِ جوهر كجائزة ، لا أعرف نوعه لكنه بدى جيدا ليكون شريكي الثاني لذا قمت بعقدٍ معه "

أشار للدمية

-حصل هذا عند محاولتي تجربته! "

قال ثيودور كلّ ما حصل بالتفصيل لجايدن الذي ظلّ صامتا وهو يستمع .

عندمى انتهى ، وضع جايدن يده قرب ذقنه مفكّرا ثم قال

-حاول مهاجمة السيف مجددا كما فعلت الآن ،لكن هذه المرة فكِّر بشيء خفيفٍ جدا ،ريشة طير مثلا. تخيل الخاصية ولا تُركز كثيرا على الشّكل "

-الآن ؟"

جعد الصبي حاجبيه بقلق، عنى الهجوم استخدامه لييغرو.

ليس الأمر أنّه لا يريد سحب الأخير أو شرح ماهيته لجايدن كونه لا يثق به. بل لأنّه هو نفسه لا يدري لِما تحول فحم ييغرو الذي كان شيئا شائعا كعنصرٍ قمامة ،ليصبح فريدا بخصائص غريبة فجأة ..

-نعم الآن، إذا كان العُنصر الّذي تستخدمه الآن هو ما ببالي ، فيجب عدم اظهارك له بلا مبالاة ! " قال جايدن بصوتٍ حازم ولم يسع ثيودور إلاّ أنْ يبتلع.

-هل الأمر خطير فعلا ؟ ما هو العنصر؟

لم يلبث أنْ حسم قراره، سيهاجم مع ييغرو ثم يُخبر جايدن عن خائصصه بإمتصاص البلورات واستخدامِ أكثر من عنصر.

ربما يستطيع الأخير معرفة ماهيّته ، لم يعتقد بعد العيش معه طوال هذه المدة أنّ جايدن سيخون ثقته .

استدعى ثيودور ييغرو في شكل سائل من جسده ثم حوّله لسيف ، نظر جايدن له باهتمام لكنه لم ينبس ببنت شفة ولم يقاطعه .

أمره باستعمال جزءٍ آخر من طاقته وتحويلها للعنصر الغريب .

لبث لحظة ثم هاجم السيف الخشبي الثقيل الذي ألقى به جايدن نحوه ، لم ينسى تخيل ما أمره به عندما ضرب !

-شيء خفيف كالريشة °°

مجددا لم يحدث شيئ للسيف! ولكن لدهشة ثيودور، طفى الأخير في الهواء مثل ريشة ونزل ببطئ شديد وهدوء نحو الأرض!

-ماذا !!!" أمسكه وتحقق من وزنه ولم يسعه سوى الصراخ ، لم يكن هناك ثقلٌ أبدا على يده !

رفع بصره نحو جايدن بإستجواب

-ما هو ؟"

ضيق الأخير عيناه بتركيز قبل أنْ يجيبه

-قوة القانون ! "

-عنصر القانون ؟ ما هو هذا ؟"

تقدم جايدن للأريكة الموجودة بالغرفة وأشار لثيودور بالجلوس مقابله.

فعل الأخير كما ٱمر ثم دلف له صوت جايدن الجاد

- أولًا يجب أنْ تعلم أنّ منفذي القانون الذين ينتمون للإتحاد قد ورثوا هذا الإسم جرّاء حصولهم على هذا العنصر "

-أليست البلورة الغامضة نادرة جدا؟ كيف يعقل ؟"

-هذا هو المقصد ! يحتل برج الإتحاد عدّة جزُرٍ خفيّة من أمانيسيا ويحتكر العديد من الموارد بإسم الصالح العام.

قوة القانون جاءت من وحش "نوموس" الذي يتكاثر بجزيرة وحيدة بالقارة والتي يسيطر عليها الاتحاد.

يتم توزيع هذه البلورة على تابعيهم الأكثر ثقة بعد عدّة اختبارات وتوقيع عدة عقود مع إجبار البلورة على تفجير نفسها حال موت صاحبها ، إنه لمن الغريب أنك وجدت إحداها"

رفع جايدن حاجبه ، لم يكن يدري أن عنصرا كهذا كان بالقلعة ، تساءل من أين حصل البارون سوين عليه ؟

لن تختفي الجواهر مع موت أصحابها مباشرة بل تتبدّد قواها شيئا فشيئا ،

يمكن لعناصر خاصة أنْ تحفظ هذه القوة وتستخرج الجوهرة الكاملة مجددا !

ييغرو على سبيل المثال ،كان مثل حافضة للطاقة واستطاع امتصاص بلّورة بيني كاملة قبل أنْ تتبدّد طاقتها وتصير عديمة النفع .

عنى هذا أنَّ الإتحاد بتفجير الجواهر منع أيَّ سبيلٍ لتسريبِ هذه القوة للغرباء .

نظر ثيودور لجايدن بقلق ، كان يظن أنّ المعدن الذي لفّ الكرة الغريبة هو ما منعها من الإنفجار !

- هل تعني بكلامك أن هذا العنصر قوي لدرجة أنّ الإتحاد مُصمم على عدم مشاركته ؟"

أومأ جايدن

-قوة القانون كما إسمها ، تستطيع تغيير المواد والهجمات وحتى القوانين تبعا للحالة.

بالطبع هناك حدود تتعلق بكينونة المواد ، لا تستطيع مثلا تغيير الخشب للمعدن ، لكن يُمكنك تغيير القوانين بإجبار هالة الأثير على دعم الخشب وتقويته عدّة أضعاف...

وهناك الكثير من القدرات غيرها ،لم يتمّ تصنيف العنصر على أنه غامض للاشيء!!"

-لكن أليس من الغريب أنْ يمتلك جميع أعضاء الإتحاد شريك الجوهر هذا، ألا يحُدُّ ذلك نموهم ؟" سأل ثيودور

عنى الإرتباط بشريك جوهر مع عنصرٍ مختلف عن عُنصر الشخص المستيقظ به، أنْ يتمّ جعل الطاقة بقلب الأخير مختلطةً وغير نقية.

- هذا ما أقوله ، قوة القانون هي عنصرٌ لا يلتزم بالمبادئ المتعارف عليها ،

إنها تتناسب مع أيِّ عنصرٍ يتمُّ إيقاظه ولا تتعارض معه. "

رفع جايدن بصره للصبي

-لن يسمح الإتحاد بتسريب قوة كهذه لغير رجالهم ، الأدهى من ذلك أنّ هناك قيودا يتم رسمُها على الشخص حال تسليمه هذه البلورة.

لن يتم رفع هذه القيود إلاّ عندما يصعد الشخص بالرُّتب في سلم الإتحاد ، لا أعلم التفاصيل لكن قيل أنّ البُرج يسيطر تماما على تابعيه "

تصلب وجه ثيودور عندما فهم

-تقصد أنني حصلت على هذه القوة دون المرور بأيّ عقود ؟ هل سيتم مطاردتي؟"

نفى جايدن

-لا أعلم ، صحيح أنّ البرج ينتمي للدول العشر لكنه يظل منظمةً منفصلة وحيادية ، عدى الأباطرة وممثلي الإتحاد لا يعلم أحدٌ كيف تسير الٱمور بالداخل .

حتى أنّه قيل أنّ المنظمة بالواقع لا يترأسها ممثّلوا الدول كما هو مُتداول !"

تابع:

-ما ٱحاول إخبارك به الآن أنْ لا تظن أنّ منفذي القانون هم هيئة بسيطة للحفاظ على القانون داخل الدول فحسب ! لذا لا تخذل حذرك عند مقابلة أحدهم"

إبتلع ثيودور ، كان العالم خطيرا وليس بسيطا كما يبدوا له ، فكر بهيوستن الموجود بالأكاديمية وقرر الحفاظ على مسافة آمنة منه ابتداءً من الغد .

شاهد ثيودور جايدن على وشك الوقوف بعد إنتهاء حديثهم وإنتفض !

لقد ٱبهر حقا من كل المعلومات التي يملكها الأخير ولا يستطيع الحصول عليها. لذا قرّر إخباره عن ييغرو ، ربما قد يعلم حقا ما هو ؟

-انتظر !"

إلتفت الشاب نحو بتساءل عمّا يرغب بإخباره عنه

-ذلك.. عن ييغرو عنصري هو..."

-ما به عنصرك ؟" سأل جايدن بفضول وشيء من التوقع.

لكن ثيودور حتى بعد بضع دقائق، ظلّ صامتا بوجهٍ شاحب ولم يُجبه .

-ليلة سعيدة ..."

تنهد جايدن قليلا عندما رأى أنّ الصبي لن يُضيف شيئا.

غادر بخيبة أملٍ بسيطة على ملامحه لمّا سمع ضوضاءَ من الطابق السفلي ، ربما والدته عادت مع كلارا ؟

مائن خرج الشاب حتى سقط ثيودور على الأرض وهو يتنفس بقوة بحثا عن الهواء !

-ماذا حدث لي !!"

الآن عندما حاول إخبار جايدن عن عنصره، شعر فجأةً بشيءٍ يندلع من أعماقهِ مُثبتا كل جزء من أعصابه وعضلاته !

كان ييغرو داخل جسده !!

كان لديه إحساسٌ أنه لو لفظَ شيئاً لجايدن، فإن ييغرو لن يتردد بتدميره إبتداءً من قلب جوهره وصولا لكل ذرة منه ! لقد شعر أنه سيموت حقا !

اختفى تقييد ييغرو فجأةً مع خروج جايدن وإندفع من جسده مُقتربا من ثيودور مُحاولا مداعبة يده.

-ما أنت !؟ "

سحب ثيودور يده من الأخير بخوف طويل الأمد على وجهه!

°°°°°°°°°°

بمكان آخر على جزيرة غريبة يحيطها الضباب الأحمر طوال العام .

كان هناك شخصٌ بأرديةٍ حمراء قاتمة تُغطي كامل جسده.

قُربه ، كانت كُتلة غريبة وضخمة جدا من الأشياء اللزجة تتحرك وتنبض.

كان حجم الشخص مقارنة بالشيء صغيرا جدا. لكن ملامحه المخفية تحت رداءه ، لم تُظهر حتّى تجعيدا بسيطا يُعبر عن الرهبة.

-أحد الثمار عادت للظهور ؟" سأل الرجل وكأنه يتواصل مع الكتلة.

-لمن هي؟ " سأل بإهتمامٍ في صوته وقد وجد الأمر غريبا.

مدت الكتلة قُربه جزءاً يشبه الفرع الأحمر من جسدها وقرّبته نحو الرجل.

من الفرع ، تدلى شيء أشبه بفاكهة حمراء قاتمة وكأنّها تنتظر أحداً لقطفها.

مد الرجل يده نحوها عندما تجمعت الطاقة نحو أصبعه.

- هذا العقد ! إنه لزاريل ! كيف ظهر مجددا ؟؟"

كاد يلمسها لكن الفاكهة احترقت فجأة في نار حمراء مسودة وتحولت لرماد !

-القيود إختفت !" أثبت الصوت الخشن أنه ينتمي لرجل ،لكن المزاج به لم يبدوا سعيدا بما حصل معه توا.

-إما أنّ أحد الثمار تسربت أو أنّ ذاك الرجل لا يزال حيا !" أغمقت العيون التي تشبه الهاوية تحت الرداء قبل أنْ يتحدث نحو الكتلة.

-أرسل فرقا للبحث عن الثمرة ، إذا وقعت بالفعل بيد شخص غريب فقط دمرها ! إذا كان زاريل، اسحبه لبرج الإتحاد بأيّ طريقة !"

2022/03/09 · 170 مشاهدة · 2297 كلمة
Kirara
نادي الروايات - 2024