-----
-هل حزمت كُلَّ أغراضك ؟" سأل كريسل بصوت قلق.
-نعم، جميع ما قد أحتاجه " أجابه ثيودور وهو يرفع حقيبته ثم دَلَف إلى باب غرفتهم.
-دعنا نذهب !" فتحه وخرج تَبِعه كريسل من الخلف.
لقد مرّ ٱسبوعٌ منذ الإعلانِ الكبيرِ للمدير، كان الجو بالأكاديمية وحتى بالقطاع التاسع كَكُلّ متوترا جدا.
خلال هذا الٱسبوع ومن مصدرٍ غير معروف، تمّ تسريب أخبار آثار التنين سيبياموس وإنتشرت كالحريق في الهشيم حتّى بين عامة الناس !
كانت عيون الجميع الحسودة والمُتطلّعة تُراقب الأكاديميات التي تمّ إختيارها للمشاركة بهذا الحدث.
لم يستطع ثيودور فهم رغبة الإمبراطور الغريبة بإرسال طُلابٍ من المستوى التحضيري لخوض مخاطرة كهذه!
نعم ! لم يعتقد أنّ الحصول على الأثر الٱسطوري سيكون بهذه السهولة، خاصة بعد سماع كلمة "حربٍ مُصغرةٍ" من فم المدير!
تساءل عمَّا تعنيه هذه الجملة ، من سيحاربون ؟ ولماذا هم ؟
-إصطفوا !!" صرخ لوبينا في مجموعة الطّلاب أمامه.
لم يسع ثيودور وكريسل إلاّ الإستقامة أكثرَ مع بقية التلاميذ وهم يشعرون بثقل ما سيأتي لاحقا .
قال لهم المدير أنّ التضحيات بهذا الإمتحان قد تكون ضرورية ولا مفر منها، لذا عليهم إختيار المشاركة من عدمها بحكمة وإستشارة عائلاتهم.
شجَّعتهم الأكاديمية على التوجُّه للحصن ثم تقرير رغبتهم ، قالوا أنّ السماح لهم بالمُكوث يوما واحدا هناك سيساعدهم على الإختيار.
عن نفسه ودايان ، لم يمنعهم جايدن من الذهاب، لكنه قال أنّه سيسبقهم لحصن الحدود للتّحقق من جدية الوضع قبل أنْ يُقرّر إنْ كانوا سيلتحقون بالإمتحان أو لا.
لذا كان وضع الإثنان محلّ شكٍ حتى وصلا وقابلا جايدن .
-إصعدوا الحافلة العائمة ! كلٌّ في فريقه !"
عند سماع كلمات لوبينا تجمّع ثيودور وكريسل ومولان ودايان وبلوصن و وان وجوردان معا !
كانوا فريقا !
نظراً لطبيعة الإختبار غير العادية، قامت الأكاديمية بتقسيمهم لفرقٍ من سبعة أشخاص. تماما مثل مُستكشفي الإتحاد، حيث كان ثيودور ووان ومولان متحكمي أثير في حين الباقي كانوا فُرسانا !
قال لهم المعلم لوبينا أنّ المعلوماتِ من الأعلى غامضة ،ولم تحدّد الوضع الفعليَّ للإمتحان، لكنهم اشترطوا تكوين الفِرقِ قبل إرسالها للحصن.
سيتمُّ ملؤُ البقع الشّاغرة التي قد يُسبِّبها إنسحاب البعضِ بأفرادَ من أكاديمياتٍ ٱخرى.
لم يفهم أحدٌ معنى التّرتيب، ولكن كان المرسوم الإمبراطوري هو أحد الأشياء التي يجب تنفيذها بغض النّظر عن الأسباب والنتائج.
هبط بصرُ ثيودور على الثّلاث مجموعاتٍ الٱخرى، لم يتعرف فيها إلاَّ على "زوروا".
كان هذا الصبي محظوظا جدا ، لأنه فاز بمبارتان فقط الٱسبوع الماضي وتم إقصاءه ، لكنّه كان عنيدا بما يكفي ليُحاول الإختراق خلال هذا الٱسبوع وقد نجح بالوصول لشمسه الٱولى مِمَّا أهَّله ثانية للمشاركة .
شعر ثيودور بالتعقيد في قلبه، لا يزال لا يستطيع الإختراق حتّى بعد عدة محاولات هذا الٱسبوع. كان يأمل أنَّ رحلتهم هذه، قد تُكسبه بعض الأفكار وحلاًّ لمشكلته!
انطلقت الحافلة العائمة خارج حدود الأكاديمية ثم إلى شوارع العاصمة "سو" قبل أنْ تصل بوابة النقل .
سيتوجهون لحصن الحدود من هنا !
-هيه! جوردان، إعتقدت أنّك ستختفي بجُحرك بعد موت والدك ؟"
صعِدت نظرات الفريق بالكامل نحو المُتحدث ، كان مولان !
-كلمات كبيرة من شخصٍ لا يزال في نجمه الرابع " شخر جوردان وهو يعيد بصره للأمام.
لا أحد يفهم، لكنّ الصبي الذي وصلَ سنته التاسعة منذ بعض الوقت فقط، تغير ليُصبح باردا ومُنعزلا منذُ وفاة والده .
-هل يجب أنْ أقول أنّه نضج ؟" تساءل ثيودور بذهنه وهو يرى التغير الجذري بسلوك الأخير .
-أقولها مُجددا ! أنا فقط ٱؤَخِّر إختراقي ! إنْ كان الوضعُ على الحدود كما سمعته من والدي، فستكون لي ميزةٌ أكبر منكم !"
-ماذا يعرِف مجرّد نبيلٍ صغيرٍ ساقط. معلومات والدك صحيحة، لكني أعتقد أنّك ستُصاب بخيبة أملٍ أكبرَ عندما تعرف الحقيقة "
صمت جوردان بعيون باردة ولم يوضح أكثر للجميع.
كان النبيل الوحيد هنا ذا مرتبةٍ رفيعة بما فيه الكفاية لتصل إليه عدة أخبار وشائعاتٍ عن الحدود.
في الواقع، بعد موت والده وعندما إعتقد الجميع أنّ البارونية ستسقط. مدَّ أحدُ النبلاء الرّفيعين يدهُ وساعد "غيل" على الإستيلاء على مِلكيّة والده وأبدى رغبتهُ في دعم نموّ شقيقه إنْ مثَّلَهُ في الآثار .
نظراً لأنّ بعض الأكاديميات من القطاع التاسع فقط هي من ستشارك ، فقد قام العديد من النبلاء بالإتصال بالأطفال وتقديم وعدٍ بدعمهم مستقبلا .
كان ذلك لأن الإمبراطور منع بأيِّ شكلٍ مُشاركة النبلاء بهذه الحادثة. بالطبع ،لم يلتفِت للحيلِ الخفية التي يُحاولون سحبها من خلال المشاركين.
-ماذا تقصد ؟!" كان مولان سينهضُ ويبدأ شجاراً مع الصبي لكن دايان بجانبه منعه.
- لا تنسى أنّه القائد "
-تشه، لولا ذاك المزعج !!" هدأ مولان ورمق جوردان ووان بنظراتٍ نارية قبل أنْ يعود للجلوس بمكانه .
تم إخيار أعضاء فريقهم إستناداً على نتائجهم بالتدريبات وتقارُبها.
نظراً لأنّ نتائج دايان هي الأعلى، فقد تم اختياره ليكون قائد الفريق.
لكن وان الذي لم تكن نتائجه بذلك السوء عدى إمتحاناته النظرية، قام بالتّمرد وطالب بمُبارزةٍ مع دايان على هذا المنصب.
لم يمانع الأخير وسرعانما تحوّل الأمر لمعركة فوضوية.
لم يستطع الٱستاذ لوبينا الذي إختِيرَ كمُشرفٍ عليهم أنْ يفصل بين الإثنين، وبالنهاية إختار جوردان كقائد!
لا تنظر لسلوكه المتعجرف قبلا ، رغم أنّه كان الأصغر سِنا بين الجميع فقد كان الأقوى والأكثر موهبة بينهم.
لذا بعد إيقافِ الصبيين المشاكسين إختاره لوبينا وسلّمه زمام الٱمور. كان بلوصن أو ثيودور خيارين آخرين له، لكن للأسفِ لم يستطع الموافقة على جعلهما قائدين بعد أنْ شاركا بمُعسكر تدريب واحدٍ فقط.
-أهذا هو حصن الحدود !!"
لفت انتباه الفريقِ المضطربِ صراخُ الطلاب الذين نهضوا جميعا من أماكنهم محدقين للأمام برهبة !
كإجراءٍ تفتيشيٍّ صارم، بُنيت محطة النقل التي تنقلُ المدنيين السائحين أو التُّجار خارج حصن الحدود في شكل مدينةٍ صغيرة .
كان هذا لتجنُّب أيِّ إنزلاقات غير محمودة أو فوضى متعمدةٍ داخل الحصن .
في الواقع ،لم يُسمح سوى للجنود أنْ يتواجدوا بالداخل .
حتى مع كون العربة العائمة التي أقلّتهم طافيةً في ساحة المحطة. أمكنهم بوضوحٍ رؤية جُزُر الحصن العائمة من بعيد .
كانت جميعها بحجم ثلاث محطات نقل كالتي هم فيها، توزّعت هذه الجُزر بشكلٍ مستقيمٍ من كِلا الإتجاهين نحو الٱفق وكأنّها تفصل حدود الإمبراطورية عن الطرف الآخر .
يمكنهم بغموض، تمييز حقلِ طاقةٍ مضيءٍ ينطلقُ نحو السماء من كل حصن، ويتّصل مُكونا شبكةً تشبه الجدار الدفاعي الذي يفصل الحصن عن التشوهات الفراغية التي تنتشر بعده.
كان ذلك المكان يُسمى بمحيط الفراغ! وكإسمه، إمتلىء بالتشوهات المكانية على مدار العام، لن يسلم أيُّ شيء أو أحدٍ يدخله قبل أنْ يتم تمزيقه!
-هوووه! إذا هذا هو محيط الفراغ المشهور !"
-يا له من مكان مخيف ، يشعر جسدي بالقشعريرة كلّما حدّقت أكثر ! "
حتّى من مكانهم البعيد عن الحصن ، أمكنهم سماعُ صوت التّصدعات المكانية وهي تهزُّ الٱفق مثل الرعد. حتّى أنهم شعروا أنّ العالم فوق رؤوسهم على وشك الإنهيار !
-لا أفهم كيف أنّ الجنود يُمكنهم الصمود هنا طويلا !!"
أحسَّ الجميع بالخوف والرّهبة من مُجرد النظر ،فما بالك أنْ يُكلّفوا بالوقوف هنا طوال الوقت .
انسحب بصرُهم عن الحصن بعد سماع صوت لوبينا الذي يأمرهم بالنزول .
نزلت الفرق الأربعة من الحافلة وتجمعوا بمجموعاتٍ وهم يتّبعون معلمهم.
-واااه هناك الكثير من الطلاب !"
-والعديد من الناس أيضا ! هل كل هؤلاء هنا لمشاهدة الإمتحان ؟"
لفَّ الجميع عيونهم حول الغرباء المنتشرين بكلّ مكان ، حتّى أنّه كان بإمكانهم رُؤية الزيِّ الأحمر والأسود الذي يُميز منفذي القانون المتجوّلين بين الحشود هنا وهناك .
لا داعي لذكر فرسان الإمبراطورية، حتّى مُستكشفي الإتحاد كانوا هنا !!
-ماذا يفعل كل هؤلاء هنا ؟" تساءل الطلاب.
دلف لذهنهم أنه من المستحيل وجود كل هؤلاء الناس فقط لمشاهدة إمتحانهم. بالواقع ، لقد بدوْا مثل قططٍ صغيرة دخلت وكْر النمور !
إبتلع الجميع بعصبية قبل سماع صوت لوبينا المهزوز كذلك.
-لا تثيروا الفوضى ، سيأتي المدير لإصطحابنا بعد قليل !"
لم يُتِمَّ كلماته بالكاد حتّى سمع صوتا صاخبا من الأمام .
بالواقع، لم يكنْ تلاميذه من أحدثوا الضجيج بل الطلاب الآخرين من الأكادميات الٱخرى !
حتى أنَّ الشخصيات المختلفة بمحطة النقل ، إستدارت وأوْلت هذه البقعة إهتماما خاصاً وكأنهم يرَون شيئا مثيرا للإهتمام !
-دعنا نذهب ونرى !!" أمسك كريسل النشيط يد ثيودور وجرّه بسرعةٍ بين الحشود.
-وأنا أيضا ٱريد أنْ أعلم ما يجري !!" جرّ مولان دايان كذلك ولم يسع جوردان والبقية إلاّ إتباعهم والتحقق من الفوضى .
-لم أتوقع مجيئك !"
مائن وصلوا للأمام ،حتى دلف صوت محادثةٍ لآذانهم ، بالكاد استقاموا بأجسادهم عندما لمحوا المتحدث.
كان صبيا يبدو بالثانية أو الثالثة عشرة مع شعر ذهبي مشرق كالشمس وعيون ذهبية.خلفه وقف ستة أشخاصٍ مع شكلٍ مماثل.
لكن لا يسع الرائي إلاّ القول أنَّ الفتى بدى ملحوظا جدا بينهم. سواء وقفته أو الهالة حوله ، مهما إختلط وسطَ الحشود فلا تستطيع العيونُ سوى تمييزه عن البقية!
توجه بصر الفتى الثابت نحو الجانب. إلى وفدٍ آخر نزلَ من عربةٍ فاخرة حطّت رحالها تواً ،وقد لفت الشعار المنقوش على بابها إنتباه الجميع بالساحة .
كان هلالُ القمر مع سيفٍ أزرق ورمحٍ يقطعه ! كان شعار لونا، أو بالأحرى شعار أرشدوقية "ألديليا" !
-فرد من العائلة الإمبراطورية!! " شهق الجميع مع هذا الإستنتاج. كان آخر ما توقعوه هو رؤية فردٍ من العائلة الحاكمة بحصن الحدود.
-لم أتوقع أنْ تأتي بنفسك كذلك " أجابه صوتٌ من بين من نزل.
عندما تفرّق الفرسان قربه، ظهر شكلُه الصغير الذي حدّق بعيونٍ زرقاء كرستالية نحو الفتى بالجهة المقابلة بتحدٍ .
-شالينريزر دي كَالْساديان !"
-لم أتوقع أنْ تتذكر إسمي، سمو الأمير ناثام" ابتسم شالينريزر نحو الصبي بمرح.
-لا داعي للرسميات عندما تكونُ سلالةَ كالساديان المباشرة، أليس كذلك ؟" سأل ناثام بعبوس.
-ٱووه الأمير يتملّقني. رغم أنّ عدد التنانين صغيرٌ، لكن أحفادُ السلف كالساديان ليسوا بتلك القلّة ، يمكنك القول أنّني مجرد موهبة متواضعة " رفع شالينريزر كتفيه بلامبالاة.
-حقا؟ ليس هذا ما سمعته " قال ناثام ببرود وكأنّه يتطلّع للرُّؤية خلف جلد الضُّعف الذي يرتديه الأخير.
-هاها، حسنا الأمر ينطبق عليك كذلك ؟"
رفع شالينريزر عيناه نحو شعر ناثام الأصفر، حيث عبس الأخير من لفتته غير المهذبة برأيه ،عندما تابع .
-قيل أنّك لست لونا كامل. أرى الآن بعينيّ، أتساءلُ إنْ كانت الشائعات عن سلالتك الخافتة حقيقية، أم أنَّ مواهِبك هي الصفقة الحقيقية تماما مثل الإمبراطور "
-هوووه !!!!"
إنقطعت أنفاسُ جميع من حولهم تماما ، حتّى الوفد الذي جاء مع شالينريزر عبس!.
تقدّم فارسٌ من خلف ناثام ورفع سيفه بوجه الفتى صارخا.
-ماذا تُحاول قوله بنعتك الأمير بلونا غير الكامل !!حتى لو كنت أميرا من دراكوك ، أتجرؤُ على إهانة السلالة الحاكمة على أراضي الإمبراطورية !!"
-أنا أقول فقط ما سمعت !" رسم شالينريزر عبوساً غير راضٍ على وجهه.
-أنت لازلت لا تعتذر !" كان الفارس على وشك مهاجمة الشاب دون مقدمات عندما أوقفه صوت ناثام .
-سان توقف ! معه حق بالنهاية !"
وسط ذهول الجميع من ردّ فعل الأمير الصغير الذي لم يبدو أكبر من أحدى عشر عاما، رفع الأخير عيناه الكرستالية ببرود لشالينريزر قائلا
-قد لا أكون لونا كامل لكن يُمكنني إخبارك بالتّطلع إنْ كانت مواهبي مطابقةً للإمبراطور أم لا !!"
-ٱووه ، كلامٌ كبير أيها الأمير " توقف شالينريزر عن عدم مبالاته وسخريته عندما إبتسم
-أتطلع بالتأكيد لذلك !"
وسط ضجيج الحشود المجاورة، كان ثيودور يراقب الجدال الغريب بين الصبيين بدهشة ، نكز كريسل الصامت عندما سأل
- لماذا يقول أنّه لونا غير كامل ؟"
رفع كريسل المتفاجئ بصره ليُقابل عينا ثيودور بذُهولِ لحظة قبل أنْ ينفي برأسه ضاحكا .
-حسنا أنت آيس بالنهاية !"
-ماذا ؟؟" لم يفهم تعليق صديقه الغريب عندما تابع الأخير وبصرهُ مركِّزٌ على ناثام
-تتميز السلالة الإمبراطورية بخط دم القمر أنت تعلم ذلك صحيح؟ بالحقيقة، لا أحد يعلمُ قدراتهم بالضبط سوى أعضاء هذه العائلة، لكن يُقال أنَّ من ورثوا السلالة الكاملة سيكون لهم شعرٌ أبيضٌ وعيون زرقاء كرستالية!
إن إختل أحد الشرطين، فسيكون هذا الحفيد غير المحظوظ هو منْ لم يرث القوة الكاملة لدمائهم.
ناثام هو أحدهم! يُقال أنه ورث صفات والدته والتي كانت لونا كذلك، لكنها لم تحصل على سُلالة كاملةٍ أيضا.
تزدادُ صعوبة إنجابِ أفرادَ مع دماءٍ نقيةٍ مع ظهور إختلالٍ بأحدهم وهذا يسري مع كل السلالات المعروفة كذلك."
-لكن هذا غير صحيح !؟ أتذكّر من حكايات النبلاء بالقلعة الّذين أحبوا الثرثرة، أنّ الإمبراطور كان ذو شعر أسود بوضوح !! "
-وهذا ما كنت أقوله لك ! إمبرطورُ لونا هو وحش بالكامل !! لقد ورث السُّلالة الكاملة للونا رغم شكله، وحتى أنُّه كان الأقوى بين أفراد العائلة الإمبراطورية!!"
لم يدري ثيودور إذا كان هذا خياله، لكن صوت كريسل بدى مُهتزا وكأنّه شهد الرجل بنفسه. كانت هذه المرة الثانية التي يتحدث عن الإمبراطور بهذه النبرة. وبغرابة، بدى أنه يُكنُّ له مشاعر كراهية عميقة ؟
قاطع فِكره شهيق كريسل الّذي سحبه من يده فجأة عائدا للحشد.
إختلط بينهم عميقا وبعد أنْ ما عاد مكان وُقوف الصبيين يظهر ، زفر براحة !
-ماذا حدث ؟" سأل ثيودور بإرتباك.
نظر له كريسل بتوتر عندما أجاب
-هاها ، فقط دعنا نذهب للبحث عن الٱستاذ لوبينا. أنا مُرهق، ومن الأفضل أنْ نصل الفُندق باكرا لأرتاح !"
لم يفهم ثيودور سلوكه لكنه لا يزال أومأ بموافقة قبل أنْ يتجهوا للوبينا !
°°°°°°°
- إنّه لمن الرائع أنْ أراك ، سموَّ الأمير ناثام " هبطت الفارسة ذات الدرع الفضّي بهدوءٍ على الأرض الحجرية وهي تتكلم بإحترام .
رغم كونها أرشدوقةً بمرتبة مرتفعة، فقد ألقت التّحية المناسبة بمقام الأخير.
لم يكن الأمر لأنّها استصغرت نفسها أو أرادت تملُّق الصبي، بل فقط لأنه كان واجبها وواجب عائلتها على مرّ الأجيال !
أرشدوقية فارامير. كانت سيف العائلة الإمبراطورية وحاميتها، لن تتغير هذه الحقيقة مهما كان موقع أو مكانة أحفاد لونا أمامها .
-إنه لمن الرائعة أنْ أراك كذلك، أرشدوقة شيليدريا "
كانت ابتسامةً صادقةً ظهرت على وجه الصبي لأولِّ مرة قبل أنْ تختفي بسرعة كما ظهرت.
أبعد بصره عن المرأة ونظر للصبي الصغير في عمره الذي وقف بإستقامة كالنصل خلفها ولم يطرف أبدا عند لقاءه، إنّما أدى التحية المناسبة نحوه بصمت وهدوء.
-سمعت أنّك أخذت تلميذا آخر "
نظرت جينيفر للصبي قربها قبل أنْ تعود لناثام قائلة بفخر.
-أجل، وأنا فخورة به جدا. لقد حقق تقدما كبيرا في فترة قصيرة، قد يصبح خليفتي بالمستقبل !"
-ٱووه، مدح كبير، هذا نادر !" لم يسع ناثام إلاّ إلقاء نظرة ٱخرى على الصبي! لم يستطع رؤية أيِّ شيءٍ مميز به مقارنة بكلِّ الجنود والفرسان الذين رآهم بقصره، لكنه وثق بعيني جينيفر .
-أتطلع لرؤية ما سيؤول إليه "
-بالتأكيد، سأتأكد من كوْنه عند حسن ظنّك سموك "
قال ناثام كلمات وداع بسيطة قبل أن ينسحب مع الفرسان تاركا جينيفر تقف وحيدة مع الفتى .
تقدم فارسه سان للأمام وهو يقوده للعربة التي ٱعدت خصيصا لهم .
لم تكن هذه المحطّة جيدا جدا ويُمكن رؤية التآكل على بعض المباني والطرقات بالفعل. هذا جعل الفارس يعبس قائلا
- لا أفهم لِمَا لا يسمحون لسمو الأمير بالتّوجه مباشرة للحصن، عليَّ إعلام الأرشدوق بهذا عند عودتنا، سيتصرف و..!"
-كفى يا سان ! كنت أعلم بالفعل عندما طلبتُ من خالي القدوم هنا أنَّ الٱمور ستكون هكذا " قال ناثام بهدوء وكأنه لا يشعر بخيبة الأمل.
-بالواقع، هذا يجعلني أشعر بالسعادة ، هذا يعني أنَّ الإمبراطور لم ينسى أنْ يكون حذرا حولي حتى الآن. سيكون من المؤسف الإنتقام بالمستقبل وقاتل والدايَّ لا يتذكر إسمي حتى !"
لمعت عيون ناثام ببرود وهو يتمتم بهذا بين أسنانه!
-----------------
حوار الكاتبة والإبداع
الكاتبة: لدينا تنين مجددا اووه ماذا نسميه ؟
الإبداع: بالتأكيد شيء غريب كالعادة !!
الكاتبة : متأكد ؟ مثل ماذا ؟
الإبداع : شالين + ريزر = شالينريزر
الكتابة: شا شا ماذا !!؟
الإبداع : شالينريزر!! انه سهل !
الكاتبة:. شالترزنرز...زززز
الإبداع : زز ؟؟؟ شالي !! قولي شالين !!
الكاتبة : شالين !
الإبداع :ريزر !
الكاتبة : ريزر
الإبداع : صحيح !! الآن بهدوء ! شالينريزر !
الكاتبة : شاليزنزرز..ززز ..!! زززز !!!!!! لساني علق !! لساني علق !!
الإبداع يدير عينيه : هه،فقط انسي الأمر !