78 - هدوءُ ما قبل العاصفة...

-معلم، لا زلت لا أفهم لما اختار الإمبراطور مدارس المستوى التّحضيري لأجل المنافسة على الآثار ؟"

عندما رحل ناثام و شالينريزر ، تقدّم شاتس للأمام وهو يسأل جينيفر .

بدت عيناهُ الخضراوان مختلفتان تماما عمّا كانتاهُ قبل عام تقريبا... لقد صار يبدوا واثقا وحتّى أكثر جرأة.

كان زيُّ فُرسان لونا قد منحه المظهر القياسيَّ للجندي، وقد أضاف ظهرُه المستقيم لفتةً نبيلةً لم تكن هنالك من قبل .

-لقد كنت معي بحصن الحدود طوال السّتة أشهر الماضية وأنت تعلم الوضع،

من المستحيل دخول الآثار من قبل الرتب العليا.

ستقوم التّشوهات المكانية للمدخل بضغط الطّاقة بأجسادهم بالقوة، مما يتسبّب في إصطدامٍ بين القوتين. قد يؤدي هذا لإنهيار الفراغ حولهم وتمزيق الحصن ! "

-إذا سيتم منح الطّلاب فرصةً للدخول لأن قوّتهم ضعيفة ؟ لماذا لا يدخل الجنود المدرّبون بدل ذلك !؟"

-حسب تقديرات علماء الإمبراطورية سيبقى المدخل لوقت قصيرٍ فقط ،قد يستمر بضعة أيام.

لن يكفي الوقتُ الجنود لأخذ مخاطرةٍ وختم قواهم لأجل الدخول.

في الواقع، الآثار المختومة التي تستطيع القيام بعزلٍ كاملٍ لقوى الشخص عن بنية محيط الفراغ هي نادرة جدا بالأصل."

-إذن هل سنخاطر بإرسال الطلاب إلى موقعٍ مجهول دون عناية !!" إعترض شاتس فجأة وكأنّه لا يوافق على هذا القرار.

-إنه ليس كذلك ! الآثار نادرة لكن هذا لا يعني أنّ لونا لا تملكها ، سيتم إرسال بعض الجنود مع الأطفال."

-لماذا لانرسل الجنود فقط ؟" لم يستطع شاتس الفهم.

نظرت له جينيفر بنظرة تعقيدٍ قبل أنْ تحدّق نحو الٱفق. همست مع صوتِ الرياح وكأنّها تأمل أنّ كلِماتها مجرّد سرابٍ لن يتحقق بالمستقبل.

-إنها تضحياتٌ ضرورية، على هذا الجيل أنْ يستعدَّ للحرب القادمة، الإمبراطور لم يتّخذ هذا القرار بتسرع. لا أعلم ما يُخطط له حقاً، لكنّي ٱدرك أنّه لم يضع أيَّ أملٍ على هؤلاء الأطفال منذ البداية "

°°°°°°°°°°°°

-وااااو ! ٱنظر إلى كلِّ هذه الشخصيات القوية يا جدي !!" رفع الصبي السمين يده عن كيس الخُبز وهو يحشر القطع في فمه متكلِّماً بصعوبة.

- الطعام هنا لذيذ كذلك! ...مضغ° مضغ°

لكنّي لا زلت لا ٱصدِّق أنَّ صديقك هذا سمح لي بالإنضمام لفريقٍ من طلاَّبه بعد أنْ رآك مباشرة "

-فقط إفعل شيئا واحدا ! تكلم أو إمضغ الطعام بشكل صحيح !" ضرب العجوز رأس ميلو بعكازه بإنزعاج .

تذمّر الأخير وهو يُبعد العكّاز عن رأسه وهو ينظر بشوق هنا وهناك .

-جدي ، بما أنّ العديد من أكادميات القطاع التاسع حاضرة ، ألا يعني ذلك أيضا حضور آيس ؟"

-ربما ؟" تمتم العجوز بشيءٍ من التجاهل وعيناه تنقلبان أيضا بحثا عن شخص ما.

توقف ميلو كذلك وهو يحدقُ بنظراتِ جدّه المظلمة ولم يستطع إلاّ ان يسأل

-عمّن تبحث ؟"

-شعرت بوجود صديق قديم.... ربما هو خيالي بعد كل شيء ؟"

ضيق العجوز عيناه قبل أنْ يأمر

-حسنا، إذهب وإندمج مع الطلاب ،لا يزال عليك التعرُّف على أفراد فريقك. لدي ما أفعله الآن !"

قال هذا قبل أنْ يختفي في لحظة تاركا "ميلو" الوحيد يحدِّقُ بمكان رحيله بغباء !

°°°°°°°°°°°°°°

-السرير هنا غيرُ مريح !" قفز كريسل على سريره وهو يتذمّر بإنزعاج.

-لا يُمكن المساعدة بهذا، تتجمّعُ العديد من الشخصيات القوية بمحطة النقل هذه. لم يستطع المدير توفير غير هذه الغُرف" لم يكن ثيودور راضيا جدا على المكان كذلك لكنه شرح أزمة مديرهم لكريسل بكرم.

-نعم، من كان يظنُّ أنَّ كلَّ هذه الشخصيات ستأتي. الأمير، دراكوك وحتى كاراس يحشرون أنفهم بهذه المنافسة !"

-أتساءل إنْ كنّا المشاركين الوحيدين " قال ثيودور بإنزعاج.

لم يتمَّ شرحُ الأمور حول المنافسة لهم بعد، لكن إنْ شاركت القوى التّي رآها طوال الطريق نحو الفندق ،فقد كان متأكدا أنَّ الطلاب أمثاله لنْ تكون لهم فرصة في الآثار !

دق° دق°

قاطع حديثهم صوتُ قرعٍ على الباب!

قفز كريسل من السرير وفتح الباب بإنزعاج

-من يُحاول مقاطعة راحتي ! "

رفع بصرهُ الغاضب ليُقابل العيون الزرقاء التي تنظر له بتسلية.

-ٱووه !!" عاد كريسل للخلف عدة خطوات ثم أدار بصره لثيودور.

-أليس هذا شقيقك ؟"

وصل ثيودور بالفعل خلف كريسل عندما رأى من أتى.

-نعم هو !" نزل بصر ثيودور إلى الشخص خلفه ، كان دايان يقف هناك.

-أتسمحون لي بمُقاطعة استراحتكم الثمينة لدقائق ؟" مازح جايدن وهو ينظر لكريسل بضحكة .

-آه! بالطبع !" شعر كريسل بقليل من الحرج لأنه كادَ يطرُد شقيق صديقه.

ابتعد عن الباب سامحا بدخول الإثنين.

تجول بصره جايدن حول الغرفةِ بسيطةِ الأثاث، قبل أنْ يجلس على الأريكة الوحيدة الموجودة هناك.

-هل أتيت لمناقشة قرارِنا ؟" سأل ثيودور جايدن وهو يجلس على سريره.

لم يكن حجم الأريكة كبيرا واِتسع فقط لجلوس شخصين عليها.

-نعم !" أجاب جايدن بنبرة متأملة

-لكن ٱريد معرفة رأيكما حول هذه المنافسة أولا"

تكلم ثيودور بسرعة عما شعر به

-أعتقد أنّ الأمر برمّته غريب ! لِمَا يُسمحُ لنا بالمشاركة !! "

وافق دايان على سؤاله بصمت وانتظر ردّ شقيقه

-كنت أعلم أنكما ستطرحان هذا، لذا دعني ٱخبركما ما يحدث من البداية....

بدأ الأمر منذ 60 ألف سنة. قيل أنّ التنين سيبياموس خان الإتحاد، لا أعلم التفاصيل، لكن عشُّ دراكوك حاول التغطية عن هذه الخيانة وإقتلاع جُذور المشكلة بأنفسهم .

لكن بسبب القيدِ الذِّي يحضُرُ تماما الحرب الشاملة بين بني جنسهم، قام القادة سراً بإعداد فرقة سرّية من مختلف الأعراق. سُمِّيت هذه الفرقة "بصيّادي التنين " من قِبل الأتحاد عندما انكشف الغطاء عنهم قَبل سنوات قليلة!

كان هدف وجودهم الوحيد هو المطاردة والتخلُّص من سيبياموس ونسله !

وهنا يكمن الأمر، قبل أربع سنوات. بإحدى الآثار التي تنتمي لإمبراطورية لونا، تمّ إكتشاف عدَّة مخطوطاتٍ حول المدينة الّتي مكث بها التنين سيبياموس وتمّ الإغارة عليها من قبل هذه الفرقة.

حسب ما تمّ تدوينه عندما شعر سيبياموس أنّه سيخسر، ختم المدينة مع كلِّ من فيها وإقتحم معها مُحيط الفراغ!

بشكل غريب ، تم إيجادُ حساباتٍ عديدةٍ تدلُّ على موقع ظهور هذه المدينة ثانية مع المخطوطات!

لا أحد يدري من قام بهذه الحسابات أو كيف علم بوقت ظهورها!

لكنْ بعد عدّة دراساتٍ قامَت عليها، وعند مقارنتها والموقع المذكور وتقلبات الفراغ به، قدّروا أنّ مدخلاً ما، سيتمُّ فتحه هنا بحصن الحدود بعد عدّة سنوات !"

شعر ثيودور بالدهشة لِمَا يسمعُه لكنه لم يسعهُ إلاَّ أنْ طرح المُشكلة مجددا

-هذا يبدوا أخطر حتى! فلِمَا يتمُّ إرسالنا !؟"

إبتسم له جايدن ردّا

-إنه بسبب مدير أكاديميتكم والبارون سوين !"

-ماذا !!" لم يستطع ثيودور ودايان إلاَّ أنْ يُذهلا.

- قبل أربع سنوات، تم إيجادُ مفتاح الختم الذّي يقود للمدينة مع المخطوطات، لكن بسبب حادثةٍ عندما كان يتمُّ نقله نحو العاصمة "لومينا"، تم فقد الأثر ولم يتم العثور عليه بأيّ مكان .

قبل سنتين ، قام البارون سوين ومدير الأكاديمية في إتفاقِ تعاون، برحلةٍ لإستكشاف إحدى الجزر بأمانيسيا.

عثرا على مفتاح الختم هناك، وبعد أنْ نشراهُ بمزادٍ بغية بيعه، تعرَّف عليه أحدُ العملاء السريين لشبكة الإستخبارات الإمبراطورية وكان سيشتريه!

تنهد جايدن

-وهنا المفاجأة، لا أحد يعلم من سرَّب الأمر، لكن سوين والمُدير علِما قيمة ما يحملانه وإنسحبا من المزاد ،

إضطرّت شبكة الإستخبارات لإعلام الإمبرطور الذي أرسل أشخاصاً للتّفاوض بشأن مفتاح الختم .

لم يتزحزح الإثنان ولم يرغبا بالتخلي عنه بعد معرفة أنّه قد يقود لأثرٍ ٱسطوري. ومع صوت النبلاء الذين دعموهما من الخلف، لم يستطع الإمبراطور إتخاذ خطوة على الإثنين في العلن .

لذا قَبِل شرْطهُما بفرصة لدخول الآثار مائن يتمُّ فتحها !"

رفع ثيودور حاجبه قائلا

-لكنهما لم يستطيعا الدخول ؟"

أومأ جايدن

-حسب تقديرات علماء الإمبراطورية ، سيتمّ ضغط طاقة أيّ شخصٍ سيتجاوز المدخل لرتبة الشمس الٱولى.

سيكون الأمر بخير مع الرُّتب المنخفضة ، لكن ما إنْ يتجاوز الشخص الحدّ، سيُصبح الوضع مثل نهرٍ يتمُّ ضغطُ الماء به في كرة بحجم القبضة !

سيحدث ردُّ فعل عنيف، ولن تسمح طاقة الشخص بذلك مهما تمَّ مُحاولة السيطرة عليها "

فهم الصبيان أخيرا ما يجري عندما تابع جايدن

-بعد عِلم سوين و المدير بهذا ، دخل الإثنان في شجارٍ عميقٍ مع المفاوضين.

لم يملك مدير الأكاديمية أحداً كخليفة ولا حتى تلميذا شخصيا، ولكنه لم يستطع التخلّي عن فرصة كهذه.

بالمقابل ،كان للبارون سوين ابنه جوردان الذي كان موهبة صاعدة !

في النهاية، طالب الأول بدخول طُلاب أكاديميته والتي كانت الشيء الوحيد الذي يملكه، خاصّة بعد علمه أنَّ سوين حاول إغتياله في الخفاء.

في حين أنّ الثاني لم يرضى بهذه الفكرة وأراد كلَّ الفرصة لإبنه !

تسبب هذا في انحياز بعض النبلاء الجدد للمدير والبارون هاوارد الذي دعمه من الخلف وصبّ الزيت على النار بقول أنّ سوين أراد إحتكار الفُرصة وعدم تركِ أبنائهم الذين ينتسبون للأكاديمية يشاركون بدخول الآثار.

بالنهاية، تدخّل الإمبراطور وقرّر أنْ يشمل الأمرُ أغلب الطلاب الموهوبين من القطاع التاسع.

من جهة أراد الحصول على دعم الشعب عندما تنفجر القضية لتركِه حتّى العامّة يشاركون بالأمر. ومن الإتجاه الآخر ، كان لإسكاتِ النبلاء وتكبيل أيديهم وحدِّ تدخّلهم بهذه القضية !

لم يستطع الإثنان إبداء إعتراضات أكثر ولم يسعهما سوى الموافقة على القرار."

نظر جايدن للصبيين قبل أنْ يسأل بهدوء

-هل فهمتما الأمر الآن ؟ إنّ وجودكم هنا هو شيءٌ أبعد ما يكون عن مجرّد اختبارٍ للتخرّج فقط !"

-إذن هل نحن مُجرد بيادق مجددا ؟!"

رثى ثيودور بهدوء ، لم يُحبَّ هذا الشعور بالسيطرة على خياراته من قبل أحد ما أبدا ! سواءً هنا أو على جزيرة كاراس !

-يمكنك قول ذلك " صمت جايدن قليلا ولم يدحضه ثم استجوب

-إذا ؟ ما هو قراركما ؟ هل ستشاركان ؟ يُمكنكما القول أنّ المنافسة تعتمد على الكثرة أكثرَ من القوة الفردية ، سيكون سقْفُ القوة داخل الآثار عند رتبة الشمس الٱولى المنخفضة.

حتّى لو إمتلك شخصٌ ما شريك جوهرٍ نادر، مع مُحاصرته من قبل العديد من الأشخاص، سيخسر حياته فقط !"

فكرّ ثيودور بالأمر مليا، يُمكن القول أنّ الأمر كان خطيرا فعلا. لكنّه أراد المشاركة بالتأكيد، البقاء بالخلف والإختباء لن يصنع منه أبدا شخصا قويا بالمُستقبل !!

-أريد المشاركة !" قال بحزم وكان هذا رأي دايان كذلك، لم يُرِد الإنسحاب، ليس فقط لأنّه أراد دخول الآثار واستكشافها، ولكن لأنّ الأمر إمتد لأكثر من ذلك...

تاريخ عائلته السرّي !

رفع بصره نحو جايدن مُحدقاً به بشدة، لقد علم أيَّ طينةٍ هو هذا الشاب، عكس ما ظنَّه أخوه السخيف المزيف. جايدن لم يكن أبدا شخصا لطيفاً ! بالمقام الأول، كان هو من تسبّب في حادثة مقتل أخيه التوأم !

لمعت عيناه ببرود عندما وقف

-سٱغادر أولا ! "

انسحب من الغرفة وسط إرتباط كريسل وثيودور.

-لا شكّ أنه متوتر !" ابتسم جايدن بلطف عندما نهض.

-إذن، بما أنّك اتخذت قرارك ! فأنا أتمنى منك الحذر وأنْ تعود سالما !"

نكش شعر ثيودور بخفة قبل أنْ يخرج من الغرفة.

-هل عائلتك تابعةٌ لنبيل عالي المستوى؟" سأل كريسل من الخلف فجأة.

-ماذا ؟" استدار ثيودور إليه بدهشةٍ قبل أن يجيبه

-لا ، لا أعتقد ذلك "

-تعتقد ؟" رفع كريسل حاجبه بإرتباكٍ قبل أن يُتابع وهو ينظر لمكان مغادرة جايدن بشك

-المعلومات التي قدّمها الآن، كانت شيئا لا يجب أنْ يعرفه مجرّد نبيلٍ ساقط !"

تمتم آخر كلماته بهمس وكأنه لا يُريد أنْ يسمعه ثيودور.

°°°°°°°°°°°°°

-هل حقا لن ترسل أيًّ من تابعينا للداخل؟"

سأل سيلفاتور الذي ظهر بوقت ما خلف جايدن وهو يسير في رواق الفندق الطويل.

-لا " أجابه جايدن الذي توقفت خطواته فجأة وعيناه تُحدقان بشخصين دخلا إحدى الغُرف بآخر الرّواق .

تابع بعد أنْ إختفى الإثنان أخيراً عن خطِّ بصره.

-لدي ترتيباتي الخاصة " لمعت عيناه بدهاء وهو يتابع

-أظن أنّ هذا الشخص قد وصل محطة النقل الآن "

°°°°°°°°°°°°°°

-سأخرج وأدعُكُما تُنهيان حواركما! " قال صبيٌّ فجأةً نحو شابٍ وفتى آخر دخلا غرفته.

نهض بسرعة وهو ينظر لهما بهدوء قبل أنْ يغلق الباب خلفه بقوة.

-هل أتصرّف معه ؟" سأل الشاب بهدوء وكأنّ الأمر عاديٌّ بالنسبة له.

-لا، دعك منه لديّ خططي لأجله. بدل ذلك، هل الترتيبات جاهزة ؟" سأل الفتى بصوت رقيق خالَفَ تصرُّفاته المعتادة قبل أنْ يجلس بعشوائية على الأريكة بغرفته.

-نعم !" أخرج الشاب خاتما من حلقته المكانية ورماه بقوٍة نحو الفتى.

أمسك الصبي بها في الهواء قبل أنْ يُّحدق في الشاب ببرود.

-لا تتحدّى صبري كثيرا بارونيت كاول، لن أتسامح مع أيِّ اختباراتٍ تقوم بها نحوي بعد الآن! "

ضيق كاول عيناه قليلا قبل يجيبه بإعتذار.

-أستسمحك عُذرا سُموّك ، لم أقصد هذا !"

-من الجيد أنْ تعلم حدودك " إبتسم الفتى نحوه بشكلٍ عريض قبل أنْ يتابع.

-كانت إقامتي بزينوث ممتعة بفضلك ، لن أنسى لك هذا لذا لا تقلق ، أنا لا ٱعامل تابعِيَّ بشكل غير عادل "

-أشكرُ كرمك نحوي سموّك. لكن بشأن ذلك، عن دايان آسف، لكني لا أستطيع الإقتراب منه بسبب جايدن! "

-همف ! لا تذكر هذا الفتى الكريه أمامي !" صرّ الفتى على أسنانه قبل أنْ يُتابع.

-ما إذا كانت لديه سلالة سيبياموس أمْ لا سنعرف ذلك بالآثار ! أتساءل إنْ كان سيُظهر ألوانه الحقيقية، ويدعُني أرى ما تحت ذلك القناع ! " لمعت عيون الفتى بكراهية عميقة الجذور وهو يذكر إسمه !

°°°°°°°°°°°°°°°°

-لما أنتي هنا !؟"

تحت مصباح الأثير الذي يُضيء الغرفة الفخمة بشكلٍ مشرق، تحدّثت جينيفر الّتي كانت تُحدّق خارج نوافذ غُرفتها فجأة بعد أنْ استدارت للخلف .

بمكانٍ ما تحت الضوء المشع ، كان بإمكانها بضُعفٍ تمييز شكلٍ لشخصٍ واقف هناك. لكن مهما نظرت، لم يكن جسد المعنيّ بسؤالها ظاهرا.

خرج صوتٌ من الفراغ وأجابها في نبرة هادئة كان من الواضح إنتماءُها لإمرأة.

-أوامر الإمبراطور"

-لماذا يأمرك بهذا ؟!" كانت جينيفر ستطرح المزيد من الأسئلة عندما تذكّرت شيئا .

-إذا كُنتي أنتِ هنا ؟فذاك يعني ؟ هل باقي "الآرِثْم" هنا كذلك !!"

عندما لم ترد إجابةٌ عبست بوضوح قائلة

- لا تقولي أنكم ستشاركون بهذا !"

-نعم " كان ردا قصيرا ،لكنه واضح بما فيه الكفاية.

-كيف ؟ من المستحيل دخولكم الآثار.." وسعت عيناها في ذهولٍ عندما أمسكت الشيء الذي تمّ رميه نحوها من الفراغ.

كانت مجرّد قلادةٍ بسيطة وعادية ، لكن ما استشعرته منها جعلها تعبس وتعض أسنانها في غضب !

-هل لهذا أرسلني ذاك الأحمق هنا !! هل أراد إستخدام قوّته عندما لا أكون موجودة !"

رفعت بصرها نحو الفراغ بإستجواب

-لماذا لم تمنعيه !"

- لا أستطيع التدخل بقرارات سموّه " صمت الصوت قليلا قبل أنْ يُتابع .

- كذلك، أراد حلَّ الموقف بنفسه دون تدخُّل الدوقِ وليام بالأمر كثيرا "

هدَّأت جينيفر غضبها عند سماعها ذكر وليام

- هل لا يريد منه المشاركة بسبب ما حدث قبل أربعِ سنوات ؟"

-نعم" عادت المرأة للصمت قبل أنْ يخرج صوتها ثانية

- لا يُريد للدوق الشعور بالمسؤولية أكثر لفقده مفتاح الختم. بالنهاية ، لقد كانت قدماه الثمن وراء تلك الحادثة !"

----------------

مصطلحات ✨

الآرِثْمْ = الأرقام

معلومة ✨

احجار القمر موجودة بالفعل في الحقيقة وهي معدن نادر ✨

2022/03/13 · 153 مشاهدة · 2252 كلمة
Kirara
نادي الروايات - 2024