-------------------
-سننطلق الآن، يُرجى من الجميع تذكُّر قوانين الحصن.
يُمنع للرُّتب الثالثة فما فوقها استخدام قواهم وإلاّ سيَعتبرُه الحصن نشاط عداء وستتصرّف المصفوفات وفقاً لذلك!
هذا كل شيء رحلة آمنة !"
-وااه! يمكن للحصن صدُّ الرتب الثالثة ؟هذا مذهل " فتح الأطفال خلف لوبينا ثغرهم بصدمة.
كانوا الآن بمركبة عائمة تعتمد على أحجار القمر للطّفو، كانت الأخيرة مصمّمة بالكامل منْ معدن الأثير الثمين وقدّر ثيودور أنَّ سعرها يجب أنْ يكون باهضا جدا.
عكس أمانيسيا التّي تحضُر سماؤُها استعمال أحجار القمر بشكلٍ صحيح ، استُخدِمت هذه الأحجار على نطاقٍ واسع خارجها واعتمدت أغلب المركبات عليها.
مع صعودهم المركبة أمرهم لوبينا بالإنصراف نحو مقاعدهم والجلوس في أماكنهم المخصصة لهم.
حملت هذه المركبة عشراتِ الطلاب في حين أنّ الٱخريتان، كان بهما مستكشفو الإتحاد وضيوف دراكوك وكاراس مع وفد أمير لونا.
بعد أنْ تمّ إعادة تنظيم فِرَقِ الطلاب حسب الذين رغبوا بالمشاركة من عدمها ، تم إخبارهم بقوانين المنافسة أخيرا من قِبلِ المدير.
كما قال جايدن ، ستنخفض قوة أيِّ شخص يدخل الآثارَ، للشمس الٱولى المنخفضة.
إبتداءً من متوسط الشمس الثانية، أيُّ أحد فوق هذه الرتبة يحاول المرور سيتمزّقُ لأشلاء !
سمع ثيودور أنَّ البُلدان الثلاث استعملت عدّة آثار ختمٍ لإرسال أكثر جنودهم كفاءة بهذه الرحلة، بدل إرسال الجنود الأقل خبرة ذوي رتبة الشمس الٱولى والثانية فقط.
لكن الأمر اقتصر على الفرسان ما دون الرتبة الرابعة فقط، لأنّه كلّما زادت قوة الشخص صعُب ختمها عن استشعار محيط الفراغ.
كذلك، سمع أنَّ بعض المستكشفين من الإتحاد الذين لا يزالون بهذه الرتبة المنخفضة سيشاركون أيضا.
حسب القوانين الدولية ، كان لمستكشفي الإتحاد القدرة على دخول أيِّ آثار يرغبون بها مادام أنها لم تكن قواعِدَ سرِّية للدول أو شيئا مشابه .
بما أنَّ دراكوك وكاراس سيُشاركان ،لم تمنع لونا المستكشفين أيضا من الدخول.
لكن بالمقابل، كانت مُهمتهم تقتصر على تنظيف المدينة من الوحوش أو الأخطار إنْ وُجِدت، وليس التنافس على الأثر الٱسطوري .
أيُّ فردٍ من المستكشفين يخالف هذا سيتعرّض لعقوباتٍ قُصوى من الإتحاد إنْ لم يكن الموت. لذا، لم تُشكِّل مشاركتهم عبئاً على الطلاب بل بدوْا مثل المساعدين أكثر ؟ .
لاحظ ثيودور أنّ الجوَّ بين البلدان الثلاث إزداد توترا بكلّ لحظة كلّما اقترب موعد المنافسة!
لم يُرسل كلٌّ منهم الكثير من الأشخاص مقارنة بعدد الطلاب، يرْجع الأمر للإتفاقات الدولية كذلك ، لن يرغب أحدٌ بقيام حربٍ قد تؤدي لموت الكثيرين دون سبب.
بالأحرى، لقد بدى كلٌ من البلدان حريصين بشكل غريب على عدم تدمير المدخل الّذي قد يؤدي للأثر.
-فلينزل الجميع بالدّور !"
قاطع شرود ثيودور صوت لوبينا وهو يحثّهم على النزول.
كانت المركبة العائمة قد رَسَت بإحدى الأماكن المخصصة للمركبات بعد أنْ فَتحت المصفوفة التي تُحيط بالحصن لهم طريقا للدخول.
نزل الجميع ،كلٌّ في فريقه وتبعوا الجنود الذين ٱرسلوا لكل مجموعة لقيادتها نحو مكان المنافسة .
عبروا عدّة ممرات واسعة وعندما اعتقد ثيودور أنَّ رُبع ساعة قد مرّت ، وصلو أخيرا لمنطقة مفتوحة .
بالواقع، لقد بدى مكان وقوفهم الآن مثل شُرفة كبيرة تُطّل على محيط الفراغ .
للحظة ،تراجع جميع الأطفال بخوف وهم يشاهدون التقلبات المكانية التي تعصف خلف الحاجز ، كان لهم فكرة مُفادها، أنه سينتهي بهم الأمر دون جثة كاملة لو أنّ الحاجز انكسر ولو قليلا.
بدأ القليل منهم بالندم، ماذا إذا تراجعت المُستويات العليا عن اتفاقاتها وقرروا القتال فيما بينهم !؟ ألن يكونوا شبيهين بلحمٍ على لوح التقطيع حين إذنٍ !!؟
إبتلع الجميع بخوفٍ من هذا الفكر عندما سمعوا صوت الجندي
-من هنا !!"
ساروا خلفه حتى وصلوا منصة طويلة تقود نحو بوابة معدنية تطفو في الفراغ .
بعد رُؤية ما كان هناك ، أطلقوا نفسا طويلا من الرعب.
أدركوا الآن أنّ شكل هذا الحصن كان شبه دائري ومختلفا عن البقية لأنه كان يُحاول الإحاطة بالشيء أمامهم !
عند نهاية المنصة الّتي تمتدُّ من الشرفة ،
كانت بوابةٌ من معدن الأثير النادر تحيط تشوُّها مكانيا شبيها بالصدع محاولة إحتواءه .
أمكن للجميع ، رؤية مصفوفات كثيفة نُقشت على المعدن وتمَّ ربطها بحجارة صغيرة عديدة للقمر .
كان لون حجارة القمر هذه هو الأكثر إبهارا الذي رأوه بحياتهم ،بدى جليَّا لهم أنه يحوي طاقةً مذهلة بالداخل !
- فلتُجهّزوا أنفسكم ، سنبدٱ بالدخول بعد بضع دقائق !"
صرخ الجندي نحوهم ثم رفع رأسه موجها عينيه المتوترتين نحو الشخصيات التي تطير فوق البوابة .
هناك، وقفت جينيفر بسيفها الطويل وهي تحدّق بتحدٍ في رجلٍ عجوز ذو شعر وعيون ذهبية، بالإضافة لعشرات القطرات من الماء التي تجمّعت مُشكِّلة رجلا أزرق اللّون مع حراشف بجانب وجهه.
-لم أتوقع مجيئك رجل السمكة! وأنت أيها العجوز لماذا أتيت بنفسك ؟ ماذا عن التنين بدون أجنحة ؟ أليس من الأفضل لدراكوك إرسالها هي ؟"
لم ينبس رجل السمكة بحرفٍ وهو يحدِّق بلامبالاة كعادته ، في حين أنَّ الرجل العجوز ابتسم بهدوء قائلا
-لدى حاميتنا بعض المهام العاجلة ،هي لا تستطيع المجيء !"
رفعت جينيفر حاجبها
-شيء أهمُّ من سيبياموس؟"
شخرت فجأة وكأنها وجدت ذلك مضحكا.
-ما كنت لٱصدق هذا حتّى مع سماعه بٱذني. بعد كل شيء، ما يجري اليوم هو بسبب فشل فِرقتك الرّائعة في إيقاف التنين عن الرّمي بمدينته في محيط الفراغ "
عبس الرجل العجوز للحظة ثم رثى بحسرة
-هل تظُنّين ذلك ؟ في رأيي، حتى لو ختم سيبياموس المدينة، لقد خسر بالنهاية!
حسب السجلات عن أسلافنا ، لقد تمّ تدمير جيشه ونسله بالكامل قبل أنْ يقوم بختمها بالفعل ، ومن إصاباته من المستحيل أنْ يظلّ حيا دون موارد.
محيط الفراغ كان مقبرته !"
-لكنه نجح بإخفاء سلاحه كل هذه المدة عن دراكوك، برأيي إنه فشلٌ ذريع "
لم يطرف العجوز من سخريتها لكنه عاتب بهدوء
- إنه لمن المهين كيف تحدثينني عن فشلِنا في حين أنّ لونا خسرت سلاحها منذ عشرين سنة "
صرت جينيفر على أسنانها وكانت أعصابها ستنفجر عندما دلف صوت خفي خلفها.
-إهدئي "
توقفت ولم تنظر للخلف بل نقلت صوتها لذهن المتحدث.
-أنتِ لن تدخلي مع البقية ؟"
-لا ، قال الإمبراطور أنه إذا ما حَدثتْ مشكلة يمكنني التخلِّي عن الحصن والقضاء على هاذين "
-التخلي عن الحصن !" فتحت جينيفر عينيها على مصرعيها للحظة.
-هل عاد ليصاب بالجنون مجددا !!"
لم ترد إجابة من الأخيرة لذا لم يسع جينيفر إلاَّ التنهد .
كانت عائلتُها مسؤولةً عن حماية العائلة الإمبراطورية وكذلك هي. لا تُهم أيُّ قراراتٍ أو أيُّ دِماءَ تمّ سكبها عن طريق هذه الٱسرة ، لم يكن هذا شأنها.
كل ما عليها فعله هو القيام بواجبها فقط !
استقامت بجسدها ونظرت للرجل والعجوز أمامها ثم حدقت للأسفل وتحديدا بأحدِ الفرسان التّابعين لها .
فهم الأخير نظراتها وتقدّم فوق المنصة يتبعه شاتس من الخلف حتى وصلا لنهايتها.
أخرج أثراً شبيها بالشعار المعدني من خاتمه المكاني وجعله يطفو حّتى وصل نحو الشرخ بداخل البوابة ودخل به .
كان ذلك مفتاح الختم !!
إبتعد بسرعة للخلف ومعه شاتس عندما أحسَّا بخطبٍ ما من الشق أمامهما .
بدى للجميع الذّين توجّهت أبصارهم بترقبٍ نحو المكان. أنَّ الصدع بدأ بالنبض !
انكمش الأخير فجأة وتقلص إلى حجم كرة صغيرة قبل أنْ ينفجر ويتوسّع لعشراتِ الأمتار في لحظة !!
كان من حُسن الحظ أنَّ علماء الإمبراطورية توقعوا هذه النتيجة، لذا فقد صمِّمت البوابة لتتناسب مع حجم الشرح وتوسعت كذلك لكي تحتويها ولا تتمدّد أكثر !
أمكن للجميع رؤية إنكساراتٍ غريبة للضوء وهي تتدفَّق من الصدع وكأنها تقود لعالمٍ حالم بالداخل !
-فليتوجه الجميع للبوابة ! تذكّروا أنَّ المصفوفات التي تحمي مدينة ظلِّ السماء ستُكسر شيئا فشيئا بعد أنْ فُتح ختمها !
لديكم بضعة أيام قبل أنْ يبتلعها محيط الفراغ ! "
صرخت جينيفر نحو كل من بالأسفل قبل أن تعطي إشارة إنطلاق المنافسة !
تمسّك ثيودور بالسِّوار الصغير بيده بقوة !
لقد تم إعطاؤهم هذا منْ قِبَلِ المدير ، تم إخبارهم أنها بوابة نقل لمرة واحدة.
يمكنهم استخدامها للخروج من مدينة ظلِّ السماء نحو الحصن عندما يشعرون أنها على وشك الإنهيار .
كان جميع المتنافسين مُجهّزين بواحدةٍ، حيث أنَّ أكوامارين عرضتْ على لونا تصنيع هذه البوابات اعتمادا على مخطط الحسابات الذي وجدته الإمبراطورية، مُقابل أنْ تسمح بمزيدٍ من الجنود لمرافقة طُلاّب كاراس.
وافقت لونا على هذا في حين أنّ الإتحاد ٱضطر لشراءِ البوّابات من أجل مستكشفيهم.
كان الغرض منها بالإضافةِ لحالات الطوارئ، إعطاء المزيد من الوقت للجميع بالداخل بدل إضاعته بالبحث عن المخرج الذي تحميه المصفوفة المحيطة بالمدينة.
-لنذهب !" ربّت كريسل على كتف ثيودور وهو يسير معه ومع الفريق نحو المنصة .
كان الطلاّب هم آخر من سيدخل بعد الجنود والمستكشفين !
°°°°°°°
-وينيا دعينا نذهب !" قال أحدُ طلاب كاراس إلى فتاة بجانبه .
أبعدتْ الأخيرةُ بصرها الثابت في خطٍ مستقيم نحو رجل السمكة الذي يطفو بالجو قائلة
- نعم !" سارت و قد حزمت مشاعرها عميقا بقلبها وهي تهمس
- سٱغير حياتي هنا يا عمّي ! انتظرني سأعود للإنتقام !"
دون أنْ تُدرك وينيا، عندما تقدمت للمنصة. نظر لها الرجل السمكة بشكلٍ مُعقدٍ وكأنّه يسمع همسها عنه قبل أنْ يُبعد بصره عنها ثانية.
°°°°
-هوهوهو !! آيس دعنا نلتقي بالداخل !!"
وسط تمتمات فريقه المستغربة والمُزدرِية ، صرخ ميلو بصوت عالٍ نحو مجموعات الطلاب المنتشرة بكل مكان آملا أنْ يسمعه الأخير .
-دعنا نصطاد التنانين معا مثل من قبل ،آيس !!"
تابع الصراخ غير آبه بأحدٍ حتّى تلقّى ضربةً من العجوز الذي وقف خلفه بوقت ما.
-لا تصرخ ! "
-إيك!! جدي متى عُدت ؟"
- لا يهم ، عليك أنْ تنتبه لنفسك بالداخل. لا تنسى ما أخبرتك به، ٱبذل جهدك للحصول على السلاح !"
-حاضر ، السلاح بالتأكيد سيكون ملكي !" ربت ميلو بيده السمينة على صدره بمسؤولية قبل أنْ يتوجه للمنصة !
°°°°°°°°°°
-هاه؟ هذه الهالة ؟؟" جينيفر التي كانت تطفو بالجوِّ وتُراقب الوضع، لفت انتباهها فجأة هالةٌ قد شعرت بها من مكان ما.
أسرعت ونشرت إحساسها نحو المصدر متتبعة إياه حتى إنتهتْ إلى فوجِ مستكشفي الإتحاد الذين كانوا على وشك المرور عبر البوابة بعد الجنود.
هناك، لمحتْ شخصيةً صغيرة ترتدي رداءً بغطاءِ رأسٍ أسود يخفي ملامحه!
وكأنّ الشخص شعر بنظاراتِها، رفع رأسه نحوها ثم إبتسم بسخرية قبل أنْ يدخل البوابة !
-هذا الشيء، كان لدي توقعٌ لكنّي لم أظُن أنّه سيتحقق، لقد أتى فعلا !!"
إهتزت شفاهها وارتجف كيانها بغضب وهي تتذمر وكأنه تم خداعها !
°°°°°°
من ناحية ٱخرى وبالأسفل وسط فريقه الذي كان على وشك دخول البوابة.
إتسعت إبتسامة أحدِ الفتية وهو ينظر للصدعِ وسط البوابة المعدنية بحنين.
-أنا هنا أخيرا !"
تمتم وشخْصه كلُّه متحمسٌ متجاهلا نظراتِ الصبي قربه الذي يرمقه ببرود.
-منزلي، لقد عدت !"
----------------------
قد ارفع فصل او فصلين بالمساء. بالواقع ،انا كاتبة الفصول أشعر بالكسل فقط لتصحيح الأخطاء الإملائية 👀💔
فضول فقط لكن من لديه نقد للرواية 👀 احب سماع النقد البناء لأجل التحسين بالمستقبل💜