- هل لي أنْ اسألك ؟" تقدّم ثيودور نحو أحد المستكشفين الشباب قُربه.

لقد مرّت ليلتُهُم الٱولى بالأطلال بسلام ، كانوا يتناوبون على الحراسة حتى ارتاح الجميع. وبعد ساعات ، جمعوا مُعداتهم وقرروا الإنطلاق مجددا نحو المدينة .

لقد واجهُوا عشرات الظلال طوال مسيرهم منذ ساعتين ، وحتى مع تظافُر جهود الجميع لايزال التقدم صعبا.

-نعم ؟" لم يرفض الشاب استفسار ثيودور ، من البداية اختار سُؤاله لأنه بدى ودودا عكس بقيّة فريقه ذَوِي الوُجوه الجادّة والمتجهِّمة.

-هناك !" أشار ثيودور بعينيه نحو المستكشف ذو الرداء الأسود الذي يسير بالمقدمة .

-ما اسم ذاك الشخص ؟"

-اسم ؟؟" إرتبك الشاب للحظة قبل أنْ يرى منْ يُشير إليه .

-تقصد ذاك الفتى ؟ لا أعلم !"

-فتى ؟" ذهل ثيودور ،صحيح أنّه إعتقد أنَّ الشخص كان قصيرا لكنّه لم يتوقع كونه صغيرا لدرجة أنْ يُناديه الشاب هكذا.

رفع رأسه مُظهرا عدم فهمه جواب الآخر

-كيف لا تعلم اسمه وهو في فريقك ؟"

-في الواقع ،إنه لا ينتمي لفريقنا، لقد فقدنا عُضوا قبل مجيئنا هنا في حادث، وقد عرض هذا الصبي مُرافقتنا بعد أنْ أظهر شارةَ مُستكشف الإتحاد عند إلتقاءنا إياه بطريقنا للحصن"

-فتاً كمُستكشف ؟" جعد ثيودور حاجبه في حين ضحك الشاب

-هاها ، هل تشعر بالغيرة ؟ رفض إخبارنا عن هوّيته لكن من صوته، لم يبدوا أكبر من عمرك كثيرا لكنه قويٌّ جدا بالفعل!

بالبداية، أخذناه لمجرّد ملئِ الأرقام بسبب ضيق الوقت لطلب عضوٍ آخر لمرافقتنا من الإتحاد ، لكن مُنذ دخلنا الآثار ،كان له دورٌ فعال بقتال الظلال "

رفع ثيودور بصره وهو يشاهد حركات الفتى ذو الرّداء الأسود .

منذ أنْ خرجت الظلال ، كان الوحيد الذي تحرّك، وحتى بدون استخدام سلاح أو عنصر، قام بكسر رقاب الظلال وقتلها في لحظات معدودة .

كانت ماهرا بشكلٍ مخيفٍ للغاية !

نظر جانبا عندما شاهد جوردان يُحدق بعبوس في الفتى كذلك ، بدى وجهه متوترا أكثر منه مستغربا.

- ماذا يحدث مع هذا الصبي؟" شعر ثيودور بالريبة أكثر فأكثر.

بالبداية منذ أنْ أظهر جوردان سلوكا باردا خلال تشكيلهم الفريق ، إعتقد أنّ هذا نتاجَ الصدمة عن موتِ والده مما أدى لنضوجه ، حتى أنه لم يعد يتشاجر مع مولان !

لكن الآن باتَ ثيودور يشكُّ بإستنتاجه. أظهر جوردان منذُ دخولهم الآثار قيادةً رائعة وكان حكيما بما يكفي للتواصل مع قائد المستكشفين بدل القتال معه.

همهم في نفسه أنّ الأمر غريب لكنه سُرعانما نسي الأمر ، كان مهتما أكثر بالصبي أمامه ! هل لديه بالفعل عيون حمراء ؟ أم أنه خياله فقط ؟

لم يستطع للحظة إلاَّ أنْ يضحك على نفسه ، ربما كان شدِيدَ التوتر حول ماضي ٱمه حتى إعتقد أنّه سيلتقي بأحدِ معارفها هنا.

حتى لو كان "كايل" قد دخل الآثار حقا ، فلن يكون بسنِّ هذا الفتى بل رجُلا في الثلاثينات من عمره !

توقف الفتى بعد أنْ أنهى آخر ظلٍّ قربه مُشيرا لهم بالتقدم للأمام.

ظنَّ ثيودور أنَّ الأخير بدى مُستعجلا جدا وحتى في لحظات، كاد يتساءل إنْ كان ينوي الإنفصال عنهم والترحال وحده.

لكنه عَلِم أنَّ هذا مستحيلٌ تماما ، لن يستطيع أيُّ أحدٍ النجاة بمفرده.

عرف هذا خاصة بعد أنْ رفع بصره للأمام !!!

طول مدِّ البصر بعيدا عنْ عينيه ! إمتلأ المكان حول مدينة ظلِّ السماء بالسواد تماما. كان حشدُ الظلال كثيفا حتّى غطى المدخل !

-ٱوه، يا رجُل لا تقل أنّ علينا المرور من خلالهم " ارتعش فم كريسل ولم يستطع إلا التعليق بسخرية .

لم يستطع ثيودور إلاَّ أنْ يهُزّ رأسه ، من غير الممكن لفريقهم الصغير العبور وحده.

لحُسن الحظ، بدى أنَّ جنود الدول الثلاث مدركين لخطورة الموقف وكانوا يتجمّعون على عدّة نُجومَ سليمَةٍ في الأمام .

-هايزر !!"

صرخ أحدُ المستكشفين، الذي خَرَج من بين الحشد وتقدّم نحو هايزر .

-كيف هو الوضع ؟" سأل هايزر الرجل الذي كان صديقه .

-كما أخبرتك ، لم يتغيّر شيء ،لا نزال ننتظِرُ تجمُّع العديد من الأشخاص معا قبل محاولة اختراق المدخل "

-فهمت " عاد ببصره للخلف نحو الطلاب معه.

-يُمكننا الإفتراقُ هنا إنْ شِئتُم الإنضمام لباقي الطلاب من أكادمياتكم الخاصة، لكني أنصحكم بالبقاء معي مُذْ أنَّ البحث وسط هذا الحشد سيأخذ وقتا طويلا دون أجهزةِ اِتصال مناسبة "

نظر الجميع لجوردان في إنتظار قراره ، كان صحيحا أنَّ العُثور على الفرق الثلاث من أكاديمية "إمبرا" سيستغرق وقتا هم في غناً عن إهداره.

-سنبقى " قال جوردان وهو ينظُر للفتى الواقف بعيداً عنهم.

-حسنا هايزر، يُمكن لفريقك اختيارُ مكانٍ والإستعداد هناك أوّلا ، عليك مُرافقتي لإعلام قادة الجنود الثلاث بتعدادكم.

على الأغلب لن يأخذ الأمر وقتا طويلا قبل أنْ يأمروا بالهجوم !"

وافق هايزر على كلام صديقه ورحل بعد أنْ سلَّم زِمام الٱمور لنائبه ، الشاب الذي تحدث معه ثيودور سابقا !

-حسنا ، دعنا ننظمّ لفوج المستكشفين هناك وننتظر عودة القائد ! " أشار الشاب لنجمٍ قريبٍ وسط الحُطام.

اتجهوا هناك ولم يمضي وقت طويلٌ حتى وصلت العديد من الفرق الٱخرى وكان عددهم لا يزال في تزايد.

نظر ثيودور لمجموعات الجنود والفرسان الذين تباينت ألوان دُروعهم بالأمام.

كان لفرسان لونا شعارُ هلال القمر والسيف على أرديتهم الفضية. في حين تمّيزت دروع جنود دراكوك باللون الذهبي المشع. أمَّا عن كاراس ، فمُرافقوهم كانوا جنوداً لأكوامارين بالزيِّ الأزرق البحري مع شعار ذيل حورية .

أمكنه كذلك رؤية شالينريزر وناثام اللذان يُحيطُهما الجنود بكلِّ مكان وهما يتناقشان حول الوضع عن المدخل.

إبتلع ثيودور وهو يستشعِرُ القلق والتوتر الذي نشب بالهواء مع مرور كُلِّ دقيقة تفصلهم عن الهجوم الفعلي .

كان سيسأل كريسل عن رأيه حول ما يحدث، عندما شعر فجأة ببُرودة في خلفية عنقه، كانت تلك مثل حاسة سادسة إمتلكها وحدسٍ دائما ما لا يُخطئ في تنبيهه !

هناك أحدٌ يستهدفه مُجددا !!

إستدار بسرعةٍ نحو من ينظرُ إليه ويبدوا أنّ المعنيّين تفاجؤوا بحدوث ذلك.

سرعانما أبعدوا بصرهم عنه وركضوا للإختلاط مع الحشد، لكن ثيودور لا يزال يرى شعار الإتحاد المُعلّق على أرديتهم.

كانوا مستكشفين !!؟

-لما يستهدفني المستكشفون ؟" لم يتعرّف ثيودور على أيٍّ منهم ، واعتقد أنّه لم يلتقيهم قبلا.

- بأي وضعٍ يتمُّ استهدافي ؟ كآيس أم كثيودور ؟" تراجع وسط فريقه وهو يُفكّر بحذر .

لم ينسى ما حصل آخر مرّة معه بالقلعة.

عندما عادوا للمنزل وسأل جايدن عن القاتل الذي حاول إغتياله، أخبره الأخير أنّه يجب أنْ يتلتزم بالحذر فقط ، لأنه بالحقيقة لا يعلَمُ لِمَا يتِمُّ استهداف أخيه آيس كذلك !

نعم، جايدن لم يكن يعرف ! صحيحٌ أنه لم يُرِد إخباره عن ماضي منزل بريتيا بالتفصيل ،لكنه أكدَّ له أنّ استهداف آيس دائما كان شيئا حتى هو لا يعْرِفُ سببه !

لهذا لا يُريدُ لأعدائه أبدا المعرفة بموت أخيه ! لم يُرِد لهم أنْ يشعروا بالراحة حتى يُنفِّذ انتقامه ! كان هذا ما سمعه ثيودور منه!

-استعدوا للمعركة!!"

إنتقل فجأةً صوتٌ قويٌّ عبر الفضاء المظلم لجميع آذان من تجمّع بالمكان قُرب مدخل المدينة .

هدأ الضجيجُ للحظة مع كلماته، ولكن سُرعانما عادت الفوضى مع صعود التوتر بالجوّ.

عاد هايزر نحوهم بهذه اللحظة قائلا.

-إتخذ قادةُ الجنود القرار بالهجوم ، ستكون الطليعة للفرسان من البلدان الثلاث ، سينفصلون لثلاث جبهاتٍ ويُهاجمون الظّلال لفتحِ مدخلٍ نحو بوابة المدينة .

سيتبع المُستكشفون بعد ذلك ويقودون الطلاّب للداخل .

قال أمير دراكوك أنّ تخطيطَ مدينة سيبياموس حسب سجلاتهم تمنع الظلال من دخول المدينة ، لذا لنْ يكون الداخل خطيرا جدا كما الخارج !

يُرجى تذكُّر استعمال أساوِرِكم للهروب نحو الحصن عِندَ الشُّعور بأدنى فرصة للموت !"

-حاضر !" قال الطلاب لهايزر بإنصياعٍ و لم يسعه سوى الإبتسام .

كانت مُرافقة الأطفال شيئا شاقًا بالنسبة له ، لكنّه فهم كيفية الإعتناء بهم على الأقَلِّ وتذكيرهم بالحفاظ على حياتهم لأنَّ لديه شقيقاً أصغر.

عاد ببصره للأمام وأعصاب يده قد توسعت وهو يضغط بشدّة على سيفه ودرعه . كان ذلك عندما أمر

-إذن استعدوا للإقتحام !!"

-------------

دايان يقول أنوا جايدن السبب بموت آيس .

لكن جايدن يقول أنه لا يعلم سبب استهداف أخيه همم ماذا يحدث هنا اتساءل ✨ 👀

2022/03/19 · 151 مشاهدة · 1227 كلمة
Kirara
نادي الروايات - 2024