-أين هذا المكان ؟" بالكاد كان ثيودور يُمسك وعيه وهو ينظر حوله.
كان المكان مظلما ولكنّه مُشرق في نفس الوقت.
يُمكنه لمسُ المادة المُظلمة بأطرافِ أصابعه ولكن مثل الخيال ، لم تلبث أنْ تتفكّك بلحظة.
كان بإمكانه الشعور أنَّ الأجزاء المُشرقة عبارةٌ عن تجمُّعات مُكثَّفة لهالة الشفق والأثير.
-هل هذا داخل تيارات النجوم ؟" قال بهدوء وهو يرى تدفُّق الطاقة الغريب حوله.
-لِما لا أزال حيّا ؟" تساءل وهو يشاهد العظام المتآكلة قُربه.
رفع يده، وعندما لاحظ الهالة الفضية التي تُحيط به تنهد براحة.
-إنها أنت؟ أخيرا عُدتي للعمل "
لم تحميه الهالة الفضية منذ استيقاظه، تساءل عمَّا جعلها تتفاعلُ الآن.
لكن حتى لو حمته، لم يُغيِّر هذا شيئا!
كان لا يزال عالِقا هنا، حيث لا يدري أين يسير به التيار، في حين أنَّ جسده لا يزال يتصلَّبُ بكلّ دقيقة تمر. لقد خَشِيَ أنَّ الأمر سيصل أعضاءه الحيوية قريبا!
-كيف أهرب ؟"
تساءل عندما شاهد ييغرو يندفِعُ من جسده .
-إلى أين أنت ذاهب ؟" صرخَ نحوه دون أنْ يَلْحق به لأنه لم يعُدْ يقوى على تحريك أطرافه.
بعد دقائق، عاد ييغرو وهو يلتَفُّ حول جسم غريب.
-ما هذا ؟" شاهد بلَّورة سوداء كالحبر توضع أمامه.
-هل هذه بلّورة جوهر ؟ " ذهل ثيودور، كان من الواضح أنَّ البلّور كان غير طبيعيٍّ من كميّة الطاقة المُخزّنة حوله.
بدى جليّا له عند مقارنته بجوهر الرياح ، أنّ هذا الأخير ذو سمةٍ نادرةٍ كذلك.
بعد التحديق حوله للظلام، فهم أنَّ البلّور يجب أنْ يكون جُزءا من المصفوفة التي تحافظ على سير التيار.
-لكني سأخترق قريبا ؟ ما نفع هذا الآن ؟" سأَلَ وهو يشعر بثقلِ لسانه، كان يعتقد أنّ وعيه سيذهب بأيِّ لحظة والآن.
لم يُجبه ييغرو لكنّه وضع البلورة بجيبه قبل أنْ ينسحب عائدا لجسده.
تنهد ثيودور بعجز، كان عنصره اللطيف مثل شيءٍ جائعٍ يبحث عن الطعام و لم يهتم كثيرا بوضع مالكه .
إعتقد بنفسه أنهُ سيكون من اللطيف لو كان ييغرو دائما مثل شويا .
عندما بدأت جفونه تنزل، دلف لذهنه فجأة صوتٌ ماكر.
-هل تُريد أنْ ٱنقذك ؟"
-من ؟" فتح ثيودور عيناه مجددا ولم يسعه إلاّ السؤال.
-أين أنت ؟ لِما تختبئ !" مهما نظر حوله كان الظلام والإشراقُ هو الشيء الوحيد الذي ينتشر بالمكان.
- لا تُتعب نفسك بالبحث، لن تستطيع رُؤيتي بأيِّ حال !"
-لا أستطيع ؟" لم يستطع ثيودور الفهم.
- إنه شيء لن تستطيع فهمه بمستواك المتدني ، همف. لم تُجبْ على عرضي، ما رأيك ؟"
-وما هو المقابل ؟" استجوب ثيودور، لم يعتقد أنَّ الشيء أو الشخص سيساعده دون سبب .
-لا يوجد !" أجاب الصوت.
-أتسخر مني ؟" إعتقد ثيودور هذا.
- همف، وعيك يُسحب بعيدا الآن، إمَّا أنْ تدَعَني ٱساعدك أو أترُكُكَ لتموت هنا !"
نظر ثيودور حوله، لم يكن هناك طريقة للخروج من هذا وحده. أراد الموافقة والتفكير بعواقب هذا بعد الخروج من هنا! كانت المصفوفة بالخارج على وشك الإنهيار ولا يعلم متى قد يبتلع مُحيط الفراغ التيارات التي هو فيها .
- حسنا ، أنا موافق لكن أخبرني أوّلا! من أنت ؟" أجاب بثباتٍ رغم دُنوِّ صوته.
- للوقت الحالي يمكنك مناداتي زاريل، حسنا الآن كفى كلاما الوقت يمر !، إسحب كلَّ قُوَتك لجسدك، لا تقُم بتحريك الأثير أو الشفق أبدا!"
- ماذا ؟ ألاَ يعني ذلك أنني سأموت !؟"
-تسه !ما الذي يعرفه شقيٌّ مثلك ، إنْ أردت أنْ تعيش ففعل ما قُلت !"
بالواقع ،لم يكن لدى ثيودور خيار. قد يفقد وعيه الآن بأيِّ لحظة ويموت بكلتا الحالتين لذا فعل كمَا قال له زاريل وهدَّء فِكره وهالته .
لم يستطع التّحكم بوقت ظهور الطاقة الفضية التي تحميه حول جسده ، لكنه كان يستطيع سحبها بسهولة ومنعها من التأثير عليه.
مائن سحبها حتّى بدأَ يشعر بالدغدة على جِلده وأطرافه ، كان الظلام من حوله يحُاول أنْ يتآكله. لكنه لم يملك أيَّ قُوّة لصدّه ، كل ما يمكنه الآن هو الإعتماد على الصوت الذي قال أنه سيساعده .
-شكرا لك طفل !" كانت هذه آخر كلماتٍ سمعها ثيودور من زاريل قبل أنْ يَفْقِد وعيه بشكل مفاجئ !
°°
في الظلام الدامس إلتفَّت الظّلال حول جسد ثيودور شيئا فشيئا حتى إلتصقت بأطرافه ، كان ذلك عندما فتح عيناه الزرقاوين الباردتان فجأة .
-هاهاها ، أخيرا ! خرجت ! من كان يعتقد أنَّ تلك القلادة الغبية ستمنعُني من تآكُلِ عقله، لكن ٱنظر لحماقته لقد سلّمني جسده بنفسه!"
إبتسم ثيودور أو ما صار كذلك من الٱذن للٱذن بفرحٍ عندما إستقام بجسده
- ٱضطرِرْت لتجميد جسده شيئا فشيئا أو ما كان سيسمح لي بإنقاذه المزعوم ، كلّف هذا منّي كثيرا من الطاقة !"
قام جسد ثيودور الصغير بحركاتٍ غريبةٍ لتحريك أطرافه وكأنّه يُجرِّبها لأول مرة!
كانت الهالة المظلمة لا تزال تُحاول تآكل جسده، لكنّه لم يأبه لها.
ركَّز عيناه الزرقاوين فوق في الظلام وإبتسم بمكر.
-سيِّدَ البُرج انتظرني ! سأعود لأخذِ إنتقامي !" ضحك بجنونٍ عندما حاول استدعاء ييغرو. لكنه لم يلبث لحظة أنْ عبس.
-عُنصرٌ غبي لماذا لا تستجيب !"
حاول مرارا استدعاء ييغرو لكنّه لم يُرِد الخروج من جسدِهِ وكأنه قد فهِم أنَّ مالكه لم يكن هو .
-همف، لقد أثرتَ إهتمامي وأردتُ تجريبك. حسنا لا يُهِم ، لا زلت أستطيعُ استخدام سُلطة القانون بهذا الجسد كوسيط، لا تزال لديَّ بعضُ الطاقة المُخزَّنة !"
رفع زاريل يده وبلحظة تَفرّق الظلام من حوله .
-دعني ٱريك كيف تكون السيطرة على هذه السُّلطة حقا !"
مع كلماته، إهتز جُزءٌ من تيّار النجوم كاملا قبل أنْ يلتف حوله وكأنه يرفعه.
-القانون يعني اللعب تحت القواعد، لكنه قد يكون سيفًا لِكسرها كذلك. القانون هو السيطرة، وهذا ما أنا عليه !"
تحرَّك جزءُ تيار النجوم هذا وانفصل عن التيار الرئيسي رافِعًا ثيودور نحو درب الحطام مُجددا وبلحظات ، كان الحشد المتدافِعُ قد عادَ لعينيه.
-الأجناس الغبية! دائما ما تتسبّبُ بالفوضى !" قال زاريل بإنكار قبل أنْ يبتسم بسعادة.
-لكن عليهم التنحي جانبا الآن ، هذا دوري أنا !"
نظرت العيون المليئة بالجنون وفحصت الحشد عندما لمحت مُرادها .
-إذن أنتم تختبؤون هناك ! حشرات الإتحاد. لا ٱحب أنْ يتِّم استهدافي !"
رفع يده وأشار نحوهم قبل أنْ يتبع التيار أوامره ويغوصا عميقا مُستهدفا الحشد .
-أغغ ماهذا !"
-تيارات النجوم عادت !"
-لماذا تتحرَّكُ نحونا!"
عَلَت الصرّخات المندهشة للطلاب والمستكشفين الذّين لا يزالون عالقين على دربِ الحُطام قبل المدينة.
ومع مرور ثوان، سُرعانما سُمِعَت عِدّة صرخاتٍ مُعلنةً موتَ العديد من الأشخاص وقد إلتهمهُم التيار المُظلم.
-حسنا تخلَّصْتُ من أوّل إزعاج !" ابتسم زاريل بمرحٍ قبل أنْ يرمي عيناه لبوابة المدينة المفتوحة .
أمر التيار أنْ يضَعه على الطريق مجددا وإنطلق بين الحشد ثمَّ فوقَ رؤوسهم بعد أنْ لم يجد سبيلا للتقدم.
-آيس !! أنت حي !"
دلف صوت كريسل لٱذنيه بعد دقائِق مع وصوله لمدخل البوابة الضخمة شبه المنهارة.
حاول الأخير الوصول إليه. لكن زاريل تجاوزه ببساطة دون إلقاءِ نظرةٍ عليه أو على الفريق معه.
-مابه ؟" سأل كريسل بدهشة وهو ينظرُ لجسد الصبيِّ الذي يسيرُ فوق الحشد مُبتعداً عنهم.
لم يستطع أيُّ أحدٍ من الفريق إجابته فيما حصل لثيودور وسبب إندفاعه فجأة وحيدا، بالواقع لم يروا وقوعه من على دربِ حُطام النجوم بسبب الزحام لذا لم يفهموا ما حصل.
في حين أنَّ "وان" وسطهم، ضيّق عينيه.
لقد شعر بشيءٍ غريبٍ من الأخير، لم يتمكّن من مشاهدة كيفيّة هُروب الصبي من القتلة لكنّه لا زال يشْعر ببقايا عُنصر الظلام عليه.
جوردان قربه، كان أيضا يتساءل عما حدث، لكنْ تركيزهُ حول ثيودور لم يستطع إلا أنْ يُشغَلَ بعد أنْ بحث حوله.
-أين ذهب ؟"
الفتى ذو الرداء الأسود الذي كان معهم، تركهم بعد وُصولِهم البوابة كذلك !
°°°°°°°°°
-أين هذا ؟" رمش ثيودور بحيرة.
لقد تذكَّر بغموضٍ أنه كانَ مُحاصرًا في تيار النجوم بعد أنْ ما عاد جسمه يستجيب له، فكيف وصل هنا ؟
-أليست هذه غرفة الدراسة بمنزلي ... أو الغرفة السرّية ؟ ، لا ؟ هل كلاهما ؟"
نظر حوله بإستغراب ، كانت بالتّأكيد غُرفة الدراسة بمنزله على مستعمرة سيڨ. لكن بدَتْ مختلفة في الوقت ذاته ؟
كانت زهرتيْ جريس موضوعةٌ على كِلا جانبيْ المكتب ، في حين أنّ هناك بابان يقودان للمكتبة الآن. الرُّفوفُ شِبه الممتلئة ، كانت هي نفسها تماما كذلك.
بدى وكأنَّ الغرفتين تمَّ دمجهُما معا !
اعتقد ثيودور في نفسه ، أن هذا الإستنتاج صحيحٌ تماما. لكن لماذا وصل هنا ؟ بالواقع ما كان زاريل هذا ؟ ماذا فعل له ؟
لقد شعر بطريقة ما أنه تم خداعه !
- يُمكنني فهم إذا مِتُّ بسبب تصديقي لشخصٍ غريب ، لكن لماذا أنا هنا الآن؟"
تساءل بحيرة عندما دلف صوتُ وقعِ خطواتِ أقدامٍ لٱذنيه فجأة. كانت من خارج الغُرفة وبدى أنها مستعجلة!
- من هناك ؟" صرخ نحو الشخص المتجه صوبه خوفا من أنْ تكون سيرينا.
لكن الأخير لم يَرُّد إنّما طرَقَ البَابَ لثوانٍ قبل أنْ يدفعهُ مفتوحا على مصرعيه .
-سمُوّك ؟ هل أنتَ هنا !" كانت الكلمات التّي خرجت مِنَ الرجل عريض البنية والمنكبين مِثْل هدير الرعد حتّى أنها حرّكت الأثاث بالغرفة من قوة الصدمة.
كانت عيناه الخضراء وشعره الأسود القصير يُعطِيَانه مظهراً أكثر كرامة وصرامة حتّى مع أنّه بدى شابا جدا، ربما عمره لم يتجاوز الثلاثينات؟
- سموك ؟" أعاد خطابه وهو يتجول ببصره حول الغُرفة كأنّه يبحث عن شخص ما .
-هل هو لا يراني ؟" ذهل ثيودور، كان واقفا في وسط الغرفة، لكن يبدو أنَّ الرجل تجاهل وجوده تماما.
حاول التّحرُّك أمامه، لكن الأخير لا يزال لا يراه حتى أنه عبر من خلالِه ودخل الغرفة.
-ماذا يحدث ؟!" نظر ثيودور ليديْهِ الشفافَتين في ذهول. أدرك فجأة أنَّ موقِفاً كهذا حصل معه من قبل. كان عندما رأى أوَّل ذِكرى له بالقلادة عن والدته !
لكنه لم يُذعر حينها لأنّه عَلِم أنها ذكرى من خلال ما قاله معلمه .
-اذا هل هذه ذكرى ٱخرى ؟ هل هي عن والدتي ؟" سأل في نفسه بإستغراب.
كانت الغُرفة مألوفة ، لكن الرجل أمامه ليس كذلك ! أيضا بدى أنه يخاطب ذكراً ؟
-ها أنت ذا !!"
إستدار ثيودور بسرعةٍ ليلمح الرّجُل وقد تنهد براحة بعد أنْ بدى أنّه وجدَ أخيرا مُبتغاه . والذي كان بشكلٍ غريبٍ تحت المكتب ؟
- هل تختبئ هنا ثانية ؟" سأل الرجل بقِلَّة حيلة.
- آسف !" دَلَف فجأةً صوتٌ ثانٍ من تحت المكتب، كان يبدو صغيرا جدا وناعسا في خطابه.
سار ثيودور قُربهم ليرى من وجده الرجل حين ذهل ! هل هذا كايل ؟
تحت المكتب، خرج وجهُ طفلٍ لم يبدو أكبر من أربع سنواتٍ ، ذا شعرٍ أسود وعيون حمراء مُشرقةٍ وهو ينظر للرجل بحزن .
-لقد نمت هنا بالخطأ "
تنهد الرجل بزفير بعد أنْ فحصَ الصبي ثم ضَحِك وهو يمْسح بقايا الدموع على وجنته المنتفخة.
- لا بأس سموك ، ليس خطأً أنْ تبكي حين تشعر بالحزن "
صمت الطفل وأنزل بصره للحظة قبل أنْ يرفعه وسأل بصوت رقيق
-جيرارد ؟ هل من السيء أنِّي مُختلف؟ لماذا يكرهني الجميع ؟"
توقفت يد جيرارد للحظة قبل أنْ يرسم ابتسامة لطيفة.
- لا أحدَ يكرهك سموك ، لا شك أنك مخطئ "
لوى الصبي شفتيه حين أبعد وجهه عن يد جيرارد قائلا بغضب
-أنت تكذب، أخي الأكبر قال أني من سلالة شريرة، قال لي أنْ لا أعود إلى القصر بلونا أبدا !"
اندهش جيرارد للحظة حين سأل بعبوس
- هل الأمير الثاني قال ذلك عندما زُرت القصر اليوم ؟"
أومأ الطفل ثم أدلف وهو ينظر نحو الباب بسؤال.
-جيرارد متى ستعود ٱمي ؟"
خرج الرجل من شروده عندما أجاب
-قالت سمُوها أنها ستعود هذا المساء لبُرج أرشدال "
أظهر الصبي ملامح عدم الصبر حين أمسك يد الرجل
- لماذا أنا وٱمي فقط من نبقى في مملكة جريس، لماذا لا نعود للونا ؟"
ربّت الرجل على رأس الطفل حين سأل
-هل لا يعجبك المكان هنا ؟ إنّه موطن السيدة ؟ "
نفى الصبي
- لا بالواقع الجميع لطيفٌ معي ، حتى أنَّ العم بافيليوس أهداني هذا القصر، رغم ذلك " بيتي" تكره مُرافقتي ودائما ما تواصل النوم لهذا أشعر بالملل!"
أشار لباب المكتبة وكأنّه يشكو مْن أحدٍ يقبعُ هناك .
من الباب المُغلق ، أطلَّ وجهٌ بعيون متقلبة الأشكال وشعرٍ أخضرَ طويل وهي تتذمر
-هذا لأنك تُزعج بحثي دائما !"
قالت هذا بجفون متعبة قبل أنْ تعود للداخل.
-رأيت !" رمش الصبي بعيونه الحمراء في إنزعاج قبل أنْ يَرفَعَه جيرارد.
-يبدو أنه من الأفضل لسموِّه ترككُ "بياتريس " وشأنها هذه الفترة. بدل ذلك لديّ مفاجأة"
-مفاجأة ؟ لي ؟"
دلف لٱذنيه صوتُ طرقٍ على الباب ليرفع بصره نحو الطّارق ، تبع ثيودور أيضا نظره وفحص من يُريد الولوج .
كان صبِيّا يبدو ب17 من العمر بلون جلدٍ أسمر وملامح خجولة قد أوضحتها نظراتُه المرتبكة وهو يُحاول جاهدًا كبت إبتسامته .
-سيزيا !" نادى الطفل ونزل من حضن جيرارد عندما إندفع نحوه في سؤال.
-أنت عدت !؟"
-نعم !!" رسم الشاب إبتسامة سعيدة قبل أنْ ينزل على رُكبة واحدةٍ ليُطابق طول الصبي.
-هل كنت بخير طوال فترة غيابي ؟"
-نعم !"
دلف لهما صوت ضحك جيرارد من الخلف وهو يتذمر فجأة.
-ٱنظر إليك سموك ، لقد تجاهلتني تماما بعد أنْ عادت مُربّيتك "
رفع سيزيا حاجبه وكأنّه يستنكر وصْف جيرارد له، لكنه لم يدحضه. لقد شاهد نموَّ هذا الطفل منذ أنْ وُلِدَ وكان مثل الوصي عليه. لذا نعم ، كان أشبه بمُربية له خاصةً في هذا المكان الوحيد حيث لا يوجد سوى أربعتهم !
-سَمِعت أنّك زُرت القصر اليوم ؟" سأل سيزيا.
-نعم " أومأ الطفل قبل أنْ تتقلّب نظراته لتصبح مظلمة، كان هذا عندما فَهِم سيزيا أنه قد حدَث شيءٌ من ملامح وجهه.
- هل قال لك الأمير الثاني شيئا آخر مجددا !؟"
سأل سيزيا بصوتٍ لطيف، لكن جيرارد الذي كان يَقِفُ قبالته إرتعش! لقد علم أنَّ الأمرَ لن يؤُول للخير إن تابع سيزيا هذه الإبتسامة ،لقد فهم أنه غاضب تماما ! عرف هذا بعد مكوثه معه لأربع سنوات منذ أنْ أمَرَهُ الإمبراطورُ "آرثر" بمُرافقة السيدة لمملكة جريس.
-سيزيا ؟ جيرارد يقُولُ أنَّ لا أحدَ يكره اختلافي ؟ هل هذا صحيح ؟"
أظلمت نظراتُ سيزيا وكأنّه فهِمَ ما قد سمِعَه الصبي عند زيارته القصر بإمبراطورية لونا .
رسم ابتسامة حين أجاب
-بالتأكيد ، ٱنظر لهذا !!" سحب يده المُختبئة خَلْفَ ظهره ثم أعطى ما يحمله بها للأخير.
-ما هذا ؟"
حملها الطفل قبل أنْ يُربت عليها، كانت قطة جميلة ذات فروٍ أسود وعيونٍ حمراء كالجوهرة .
-لاقِطَة أحلام !" أجاب سيزيا
-ماذا ؟ لكن لِما هي سوداء، أليست لاقطات الأحلام قططا بيضاء ناصعة؟" سأَلَ الصبيُّ بفضولٍ في صوته وهو يُداعب رأسها.
-هل هي هي جميلة ؟"
أومأ الطفل في حين إبتسم سيزيا بلطف.
-حتى مع كونها مُختلفة وطَرْدِها من قطيعها بسبب ذلك، لا تزال جميلة في عينيك!
هل تفهم ما ٱحاول قوله سموك؟ بالنسبة لي ولجيرارد والسيدة ، مهما بدى شكلك فلا شيء يُغيِّر أنك مُهّم بالنسبة لنا "
كانت ابتسامة الطفل المشرقة على كلامه هي آخر ما بدر لعيون ثيودور قبل أنْ تخْفُتَ الذكرى شيئا فشيئا ثم تختفي من نظره !
-----------------------
تنبيه بشأن البلورات .
البشر يمكن يستيقضوا على اي عنصر حتى لو كان نادر او غامض.
لكن بلورات الوحوش بعناصر نادرة مثل الظل وكذا تُصنف على أنها نادرة بسبب صعوبة تشكُّلها لذا
.البلورة العادية : تحمل وحش ذو عنصر متدني مثل فحم ييغرو ...وعادة سكان المستعمرات يلي يعملون بالمناجم يرتبطون معها.
البلورة المختلفة : تحمل وحش لعنصر النار /الماء /المعدن (لسهولة تشكل هذه العناصر بأمانيسيا)
النادر : الأرض / الرياح / الجليد/ الضوء/الظل.. (بسبب الأثير المضطرب صعب تتشكل)
الغامض: عناصر نادرة جدا وغريبة عادة : الصوت ، الخشب ، الرعد ، القانون ......
الٱسطوري : لسة ما ظهر بالرواية +-+ 💜
.
اجناس الوحوش بالرواية هي من تسقط الجواهر حال موتها لكنها تتفرق بسرعة ان لم يوجد ما يحتويها او كان لمالكها سلالة خاصة يلي تخليها تتشكل فبلورة وحش مجددا.
عكس الإنسان اذا ارتبط بجوهرة فرح تتفرق طاقتها اسرع وتختفي إذا مات . إلاّ اذا كانت نوع نادر وما فوق ، يكون وقت تحللها ابطأ وتقريبا مثل أجناس الوحوش.
يعني تقريبا ما في فرق بس هذا يشرح ليش الأشخاص يلي ماتوا قرب البطل مثل جنس كاراس بأول الرواية ما تركوا شيء عند موتهم عكس بيني باساري. :)