-------

فتح ثيودور عيناه بإرهاق وهو يتأمَّل ما حوله بشرود.

كان ذهنه لا يزال عالقاً في الذكرى أو الحلم قبل قليل .

-هل كان "كايل" أميرا لإمبراطورية لونا ؟"

لم يستطع سوى إستنتاج هذا لأنّ لقَب "الٱمراء" بلونا لا يحمله إلا أبناء هذه السلالة.

-لكن لِمَا قد يقطن أميرٌ للونا في مملكة مستقلة كجريس !"

بسبب ما قاله له كريسل، بحث بكلِّ الكتب بالمكتبة وحتى بمنزل بريتيا وسأل جايدن عن هذه المملكة، في النهاية تلقَّى فقط قليلاً من المعلومات.

مثلما قال الأخير، دُمِّرت هذه المملكة التي إمتد تاريخها لألفي عام منذ عشرين سنة، وتمَّ تَقْسِيم جُزُرها التّي كانت كبيرة نسبيا بين لونا وأكوامارين، في حين أنَّ ما تبقّى منها، شكَّل جُمهورية سيرفينيا التي ٱسست منذ 13 إلى 14 عاما.

ما لفت اِنتباهه بالحلم حقا ، هو ما ذَكَره الرجل المدعو بجيرارد !

- هل قال بُرج أرشدال ؟"

كان برج أرشدال اليوم هو أهمَّ مكانٍ بسيرفينيا وعاصمتها ، قيل أنَّ البُرج صُمِّمَ ليكون مُشابها لبرج الإتحاد رغم أنَّهُ لم يصل إلى إرتفاعه.

-علي زيارة هذا المكان !"

كانت عيون ثيودور مصمّمة. لم ينسى ما قاله الطفل .

-أهداني العم بافيليوس هذا القصر !" من قصد كايل بكلماته هذه ؟ هل هو جدي ؟ أم أحدُ أقربائي ؟"

كانت مشاعره الآن مُضطربة تماما وبالكادِ كان يُحافظ على هدوءه، خاصة بعد معرفته أنَّ القصر الذي مكث فيه والقط خاصته كانا ينتميان في الأصلِ لكايل !

نعم ! القطُّ الذي إختفى من منزله قبل أربع سنوات ولم يجده بأي مكان ، كان هو نفسهُ ذاك الِّذي أمسكه الطفل بحلمه.

-لكن هذا لا يزال لا يشرح ؟ لماذا أرى ذكرى لكايل ؟"

رفع يده يُمسك القلادة حول عنقه بتساؤُل !

حسب كلماتِ مُعلِّمه، كان من المفترض أنْ يرى ذكريات الحامل السابق للقلادة والتي من المفترض أنْ تكون والدته لأنَّ النقش على ظهرها أثبت أنها تنتمي لها .

سؤال آخر حيرَّه! ببحثه عن الأمير السادس رايلان بالمكتبة، كان قدْ عثرَ على جميع أسامي أفراد العائلة الإمبراطورية وبالتأكيد كايل لم يكن من بينهم ، فهل هو حقا لونا ؟

-غريب ..." تمتم وهو يرفع رأسه ، كان ذلك عندما خرج من شروده ونظر حوله ، أدرك مُتأخرا أنَّه لا يعرف أين هو !!

-أين هذا المكان ؟!" إرتفع منْ مجلِسه قبل أنْ يتأوَّه بألم .

أنزل بصره للأسفل عندما شاهد جُرحا شبه عميق بخصره.

-متى حصلت على هذا !؟" ذعر ، لم يفهم كيف ٱصيب فجأة .

أمسك مكان إصابته وتقدَّم في الظلام شبه الحالك حوله.

كان الآن في غُرفةٍ صغيرة مليئة بالأنقاض ذات اللون الأسود تماما، وكانت الإنارة الوحيدة التّي تُضيء المكان تأتي من الخارج.

تحرّك مُتَّبعا مصدر الضوء حتى وصل لفُتحة بالغرفة التي هو فيها .

أطلَّ للخارج عندما ذُهل !

على مدِّ البصر، إمتدَّ الحطام الأسود للمباني في حين انتشرت الهياكل العظميّة للتنانين ومختلف الأجناس على الأرض بالإضافة لعدة أسلحة مختلفة.

بعيدا، كانت هناك صورة ظلّية خافتة لنجم ضخم يطفو بالهواء وكان مصدر الضوء قبل قليل!

-ساحة معركة !" إبتلع في فوضى المشهد أمامه ولم يسع عيناه إلاَّ أنْ تَثْبَت على الأسلحة.

-آثارٌ مختومة !" بالإضافة أنها لم تبدوا كأشياء بسيطة من الرُّتب الدنيا ، كان هذا مفهوما عند معرفة أنَّ سيبياموس وجيشه كانوا أقوياء جداً ناهيك عن خصومهم.

تراجع للخلف ونظر لمكان استيقاظه سابقا. قُربه، رأى كومةً كبيرةً من الأسلحة التي تم رميُها بعشوائية.

-هل هي آثارٌ مختومة كذلك !؟"

اقترب وحمل فأساً من على الأرض.

لم يكن للأخير هالةٌ مثل تلك الِّتي بالخارج وبدى عاديَّا تماما.

لوَّح به مرارا في الهواء ثم ضرب الجدار قربه تارِكاً حفرة عميقة.

-إنه سلاحٌ متين، لكنه عادي ؟" تساءل بإرتباك. من الذي قدْ يُحضر أسلحةً عادية لساحة معركة كهذه ؟ كان الأخير خاليا تماما من الأثير !

لكن ما أثار استغرابه أكثر هو أنّ هذه الأشياء كانت مُلقاةً بكُلِّ مكانٍ حوله، لكنها لم تكن بالأجزاءِ الٱخرى للغرفة، كان واضحا أنه تمّ وضعها هنا منذ فترة قصيرة.

-من أحضر هذه هنا ؟ بالأحرى كيف وصلت هنا ولماذا حصلت على هذا الجرح ؟"

صمت قليلا قبل أنْ ينادي في الهواء.

-زاريل !؟"

تردَّد صدى صوته في الغرفة الفارغة ولكن لم يُجبه سوى صوتِ الرياح الباردة الذي تسرّب لجلده مِمّا جعله يقشعر .

-زاريل هل أنت هنا ؟ هل أنت من أنقذني !" صرخ مُجددا لكن لم يكن هناك رد .

تنهد وهو ينظر للسِّوار المُضيء بيده.

عندما كان داخل التّيار، كان الأخير خافتا مِمَّا يدلُّ على أنَّ بوابة النقل لن تعمل!

كان هذا شيئا عاديا مُذْ أنَّ التيارات كانت عبارةً عن مصفوفة مُغلقة لِحَبْس كلِّ مصدر للطاقة بالداخل، ممَّا يمنع فتح أيَّ بوابة نقل.

-علي إلتزام الحذر أكثر، إذا وقعت بتشكيلٍ مُغلق مجددا فلنْ يستطيع حتى السوار إخراجي !"

استدعى ييغرو و حوَّله لرُمح، لكنه لم يلبث أنْ فتح عيناه بدهشة بعد أنْ أدرك شيئا مختلفا به ! تغيّر لوْنُ الأخير مجددا وصار أفتح من قبل !

سارع بفحصِ قلب جوهره عندما رأى شيئا أذهله !

-نجم ؟ هناك نجم خامس في فضائي!!"

لم يستطع استوعاب هذا، كيف ظهر نجمٌ آخر داخل قلبه فجأة ؟! والأدهى أنَّه شيء ليس من المفترض أنْ يكون !

-كيف يعقل ؟ ألاَ تنتهي المُستويات الٱولى بالنجم الرابع !؟" لم يستطع ثيودور الفهم.

ومع ذلك حتّى مع كون ما حصل غريبا. استطاع بما شاهده قَبْلا وبمعرفة طريقة تدريبه الفريدة، أنْ يستنتج أنَّ البلورة التي سرقها ييغرو من المصفوفة التي تتحكم بالتيارات كانت السبب في إختراقه.

لا شك أنها ذابت بالجُرح بخصره عندما كان فاقدا للوعي ودخلت دمه !

- دعنى نخرج من هنا، عليَّ إيجاد باقي الفريق، يمكنني التفكير بما حصل لاحقا! "

لم يكن يعلم مكانه لكنه كان متأكدا أنه داخل المدينة، كُلُّ ما عليه فعله هو الإتّجاه صَوْب النّجم الوحيد والضخم الذي بدى له من بعيد عندما أطلّ نحو ساحة المعركة الآن.

-إنه أكثر شيئ واضح بهذه الأطلال حتى من بعيد ، رُبما يكون الآخرون اتجهوا هناك كذلك "

تقدّم نحو الفُتحة بالجدار مُجددا وقفز للأسفل مُستخدما الخرسانات المتهدّمة للنزول نحو الأرض.

كانت المباني المُدمرة غريبة الشكل بقُبّة دائرية لكنها لم تكن غير مناسبة لعيش الإنسان العادي. يبدو أنّ سيبياموس صمَّم هذه المدينة بحيث تبقى التنانين في شكلها البشري بالداخل، عكس طريق النحوم بالخارج حيث أنّ النجوم تُناسب حجم التنانين الكبير جدا.

كان اللّون الأسود لمعدن الأثير يكسو المكان ولولا الهالة المُشرقة للنجم لما عثر على طريقه.

إتّجه بخُطوات بطيئة وحذرة نحو جثة أحد الأجناس الأقرب إليه. كان واضحا أنه من عِرق الٱورك بإمبراطورية شورين .

إعتمدت دراكوك عند صُنعها فرقة صيادي التنين ، على تدريب أطفال من مُختلف الأجناس، ربما لأنهم أرادوا فريقًا ذا قُوة متكاملة لأجل هزيمة سيبياموس.

لفت إنتباهه فجأة سؤال لم يُفكّر به من قبل.

-بما أنّ سيبياموس كان حامل سلاح ٱسطوري فكيف هُزم ؟ "

لم يكن الأمر أنه قلّلَ من شأنِ صائدي التنين، ولكن من غير المعقول أنْ يستطيعوا هزيمة حامل سلاحٍ ٱسطوري دونَ قوة مماثلة !

هل شارك كالساديان بالأمر؟ لكن هذا مُستحيل مع قانون عرقهم الذي ينُصُّ على عدم القتال فيما بينهم. لا يزال كالساديان سيُحاول الحفاظ على وجهه بعدم مهاجمة أخيه علانية !

تمتم بإستغراب وشعر أنَّ هناك حلقة مفقودة بالأمر، لكنه لم يستطع قول ما هي.

رمى بصره نحو المطرد الثقيل الذي كان رجُل الٱورك يحمله. يبدو أنه عدَّل على الأثر المختوم وزيَّنه بأنياب على حوافه فقط لمُطابقة مظهره البربري.

كان سيلمسه عندما تحوَّل الرُّمح بيده إلى درعٍ فجأة! حتى أنَّ ييغرو قام بإخراج باقي أجزائه من جسد ثيودور وعزّز نفسه لأربع مرات متتالية بعنصر الأرض!

لم يكد ثيودور يُواكب ماجرى عندما تمَّ إطلاقُ هديرٍ من المطرد أمامه وتمَّ الرميُّ به مثل قذيفةٍ نحو المبنى خلفه.

-اوه !" تأوه بألم!

حتى مع حماية ييغرو لا تزال الإصابة في خصره تتأذى وتؤلمه.

-ماذا حدث الآن ؟!" صَعَد من مكان سقوطه ورفع نظره ناحية المطرد الذي هدأ ثانية .

-هل يُعقل أنَّ الآثار المختومة لا تزال تحتفظ بطاقتها حتَّى بعد كُلِّ هذه السنوات ؟ بما أنَّ مالكها ميت الآن يُمكنها التحرُّر من تقييده !"

شحب عند إدراكه إمكانية وجود عشرات الآثار المختومة الطليقة بهذه المدينة. حتى مع ختم قُواها للشمس الٱولى. بدون فريقٍ كامل، لن يستطيع حبسها وحيداً.

-من قال أنَّ داخل المدينة آمنٌ أكثر من الخارج !" لم يسعه إلاَّ التذمر تحت أنفاسه.

-علي ايجاد فريقي !" رفع بصره نحو النجم المشرق بعيدا، كانَ الشيء الوحيد الظّاهر بساحةِ المعركة هذه لكنّه كان لا يزال بعيدا جدا !

كانت مدينة ظلِّ السماء ضخمة !

-زاريل، هذا الشيء ! كيف أحضرني هنا حتى ؟"

لم يستطع رُؤية مدخل المدينة وكانت أسوارها تبدوا بعيدة عنه كذلك، لذا فقد قدَّر أنه بقِيَ فاقدا للوعي لمدة طويلة!!

-أنت هنا !! أخيرا عثرنا عليك !"

رفع ثيودور رأسه نحو الصوت الذي دلف نحوه.

كان اثنان من مستكشفي الإتحاد يتقدمان لموقعه.

-مرحبا ! هل تعلمان أين ..؟" كان سيُتابع سؤاله عمّا إذا كانوا رَأوا أيَّ طلاب بالأنحاء، إلاَّ أنهُ صمت مع رُؤيته وجوههم التي تقدح شررا نحوه .

عبس وهو يتساءل إن كان هؤلاء المستكشفون ينتمون للقتلة من قبل. لكنه ما لبث أنْ غير رأيه بعد سماعه كلماتهم.

- أنت أيها الصبي الشرير أعد ما سرقته !!"

-سرقت؟ أنا ؟" نظر إليهم بإرتباك بالكامل.

تقدم أحدهم إليه قائلا بغضب

-اسمع يا طفل ! صحيح أنَّ إتفاق الإتحاد مع البُلدان الثلاث يقتضي مساعدتنا الطلاب قليلا، لكن هذا لا يعني أنْ تسرق غنيمتنا ! أعد الأثر المختوم وسٱفكر بتركك حيا !"

-أثرٌ مختوم ؟" لم يستطع ثيودور فهم ما يقوله الرجل وظنَّ أنه مجنون! لقد كان غائبا عن الوعي فكيف له أنْ يسرقه .

أعاد تشكيل ييغرو لسيفٍ ونظر للرجل بانزعاج

-أنا لست سارقا ،لا شكَّ أنّك حصلت على الشخص الخطأ !"

-هاها طفل ،أنت مُضحك ! حتى مع عيْنيَّ مغمضتين أستطيع تمييزك ! تشاكا !"

مع كلمات الرجل، خرج وحشٌ بأنفٍ طويل وملامح شبيهة بآكل النمل لكن مع قشرة صلبة وأشواك على ظهره.

حطَّ الوحش تشاكا على مخالبه الثلاث الخلفية ومدَّ أنفه الطويل الشبيه بالخرطوم للأرض.

شم °شم°

كان يُصدر أصوات غريبة من أنفه وكأنّه يتقصى رائحة شيئٍ ما. رفع رأسه بعد ثوانٍ عن الأرض ونظر لثيودور ثم مالكه.

-رأيت !! يقول تشاكا أنك نفس الشخص الذي سرق آثارنا ! توقف عن اللعب في الأرجاء وإلاَّ سنتصرّف !"

وقع ثيودور في ورطة. هو حقا لا يفهم عن أيِّ أثرٍ يتحدث الرجل. لكن بعد رُؤية وحشه، علم أنه مهما شرح للأخير فلن يستمع له!

فحص الرجُلين بحذر، وضغط يده على سيفه في حين تراجع للخلف بضع خطوات.

كانت لديه فرصة للفوز إذا كان خصما واحدا فقط بشمسه الٱولى ودون استخدام وحشه، لكنه الآن في مواجهةٍ مع إثنين ولم يعتقد أنه يستطيع هزيمتهما معا. ليس الآن على الأقل ! ٱوه أوْ لا ؟

تذكر فجأة أنه اخترق لنجم جديد !

قاطع شروده صوتّ الرجل الحانق وهو يأمر وحشه!

-لا تلومني بعد تجاهلك لي! تشاكا أحضره!"

أصدر الوحشُ صوتاً غريباً من أنفه وكأنّه يقبل أمره. إلتفَّ في كُرة مُبرزا قشرته الصلبة وأشواكه المعدنية للخارج وتدحرج نحو ثيودور.

-سيء !" رفع ثيودور سيفه واندفع للوحش كذلك !

كانت خُطته تقتضي الهجوم لأجل الدفاع عن نفسه ، كان يبحث عن ثغرة إذا إستطاع ويهرب! بالطبع، كانت هذه خطته قبل أنْ يكتشف إختراقه الغريب للنجم الخامس ، والذي كان مستوى غيرَ موجودٍ بالأصل !؟

-دعنى نرى بأيّ قوة أصبحت ! "

سلَّ سيفه وقفز مُهاجما قشرة آكل النمل الصلبة!

إذا كان بقُوة نجمه الرابع يستطيع مواجهة الشمس الٱولى دون استخدام وحشهم المستدعى ، تساءل الآن عمّا إذا كان قادِرًا على صدِّ وحش مُدرج تحت بلّورة ذاتَ تصنيفِ "مختلف".

ذاك أنَّ أغلب بلورِّ الوحوش "العادي" كانت وحوشا غير قتالية !

لكن لدهشته لم يستطع صده فقط إنّما أوقفه !

-ماذا !" صرخ الرجل قبالته بذهول كذلك. كان مُدركا لقوّة وحشه ولم يعتقد أنّ الفتى سيصُدُّه بسهولة !

-هل النجم الخامس مذهل ؟ أنا أستطيع قتاله ! " أحس ثيودور بالإنتعاش وهو يشعر بالطاقة التي تتدفق عبر جسده !

مهما كان ما حصل معه فقد أحبَّ ذلك !

-ييغرو !"

مع أمرِ ثيودور، إنتشر الصقيعُ من سيفه نحو القشر الصلبة . وبتلويحٍ من شفرته، ترك جرحا عميقا بها !

شم شاا °°

إرتجف الوحش مُتألما قبل أنْ تندفع مخالبه الثلاث من الجهتين راغبا في غرسها بهذا الصبي الذي جرحه.

ركض الرجل كذلك لثيودور ولحق به صديقه بعد أنْ استدعى قِرداً يفوقه حجما ذو فرْوٍ أحمرَ مُلتهب.

-بما أنكم تتجمعون عليّ، دعني ٱجرب عنصري الجديد إذن !"

-ييغرو !

شوااااااا°

بعد كلماته ،صدر صوتٌ خانقٌ من الوحش آكل النمل قربه فجأة!

ثم وبلحظة بدأ يتلاشى شيئا فشيئا إلى أنْ اختفى وصار وميضا عاد لجسد المستكشف !

أمسك ثيودور الرُّمح الذي إتجه صوبه من مكانِ اختفاءِ الوحش !

الآن فقط إستخدم عنصره الجديد المكتشف ! كانت البلورة التي إمتصها تخصّّ عُنصر الظلام !!

تقليدا لحركات وان من قبل ! تحرَّك نحو الوحش ليتَّحِد ظلُّه مع خاصته، واستخدم ذلك كغطاءٍ لييغرو ليختفي بالظلِّ ويظهر تحت بطن الوحش المكشوف واخترقه!

-دعنى نقاتل !" رسم ثيودور إبتسامة مُشعة وهو يتّجه نحو المستكشف !

هاجم بسيفه تارة وبالرمح تارة ٱخرى، ثم إنقلب في الهواء وتجاوز الرجل مُحاولا الوصول للقرد المشتعل خلفه.

في رأيه ، كانت الوحوش المستدعاة هي الأكثر إزعاجا من البشر أنفسهم!

لأنه في حين أنَّ الجميع كان برُتبة الشمس المنخفضة، تحدّثَ نوعُ وحشك عن أيِّ مدى ستكون مُتفوقا على أقرانك بنفسِ المستوى .

كان من حُسن حظّه أنَّ وحْشيْ الرجُلين كانا ذا نوع بلورٍ "مختلف"، أو كان ليواجه مُشكلة !

- تجمّد !

قطع سيُف ثيودور يد القرد المُلتهبة التي حاولت منع تقدُّمه .

تلاشت اليد المقطوعة في غُبارٍ من الأثير في حينِ هاجمَه القِردُ بيده الثانية، لكن شفرتان جليديتان إخترقتا صدره من الخلف !

استخدم ثيودور الظلَّ ثانية وهاجم مع ييغرو !

-أنا ٱحب هذا العنصر أكثر وأكثر ! "

ضيق ثيودور عيناه في أهلةٍ وقفز مُتجنبا عدَّة كُرات ناريةٍ إتجهت نحوه . كان مالك القرد الذي تلاشى الآن، مُتحكم أثير !

كان للرجل خطٌ طويلٌ من الدم بفمه وأدرك ثيودور أنه مُصاب!

كان هذا هو تأثيرُ العقدِ بين صاحب الجوهرة والوحش فيها ! سيُصاب إذا تضرر وحشه !

-بطريقة ما هذا يُذكرني بييغرو ؟" تمتم بريبة، كانت خصائص ييغرو مُشابهة للوحوش المتعاقدة في مشاركته الألم مع صاحبه ، لكنه كان عُنصره الخاص وليس بلور وحش!

تفادى زوبعةً ناريَّة ٱخرى وأرسل اتجاهها شفراتٍ جليديّة وجمّدها ثم ركض نحو الرجل الأول صاحب آكل النمل .

كان الأخير يُشهِرُ بسيفه صوبه كذلك! وعندما كان ثيودور مُستعدا للقضاء عليه، دلف صوتٌ عالٍ نحوه

- ٱنظر السارق هناك ! أمسكوه !"

توقف ثيودور بخطواته في ذهول وهو يرى حشدا من الناس تتجه نحوهم ، أو بالأحرى، كانوا يستهدفونه؟

-اللص الصغير !"

-ستندم على سرقتي أثري !"

-أعد ما أخذته !"

فتح ثيودور عيناه على مصرعيها بدهشة. هل جُنّ جنون الناس بالأطلال ؟ هل وقع في وهم ما ؟ وإلاّ لِمَا كلُّ هؤلاء الناس بدوا غاضبين منه !

ليس حتّى المستكشفين فقط، بل الطّلاب من البُلدان الثلاث وجنود لونا وأكوامارين ودراكوك !

-ماذا حدث ؟" لم يسعه سوى السؤال في صدمة .

2022/03/23 · 172 مشاهدة · 2337 كلمة
Kirara
نادي الروايات - 2024