كيكس، وهي فرقة فتيان جديدة، اطلقت من قبل وكالة الترفيه المعروفة متوسطة الحجم “نيوبورن”. كانوا قد ظهروا لاول مرة قبل نصف عام من اول ظهور لنا. وقد نجحت كيكس في اثارة الكثير من الضجة قبل عرضهم الاول، كما ان اغانيهم والفيديو الموسيقي اظهرا استثمارًا كبيرًا من شركتهم.

كانت “نيوبورن” ثاني تجربة اداء لي بعد ان غادرت ساحة الاندرغراوند.

للمعلومية، كانت اول تجربة اداء لي لدى وكالة كبرى. لقد رفضوني، مدعين ان رقصي كان غريبًا. وكما هو متوقع من وكالة رائدة، كانوا يفضلون المرشح الجاهز تمامًا بدلًا من من يملك مجرد موهبة واعدة.

اما الفتيان الذين دخلوا الان ااى منطقة الانتظار فكانوا اعضاء فرقة كيكس الذين ظهروا لاول مرة بدعم كامل من وكالة نيو بورن.

“لقد مضى وقت طويل،” قلت وانا ارفع يدي ردًا عليهم.

وبدا ذلك الشاب سعيدًا للغاية.

نظرت الى تعبير هاجون. ذلك الممثل الايدول، المعروف بموهبته، كان يمتلك مهارات استثنائية. اداءات هاجون كانت تضاهي اداء الممثلين المحترفين في إخفاء مشاعره خلف ملامح جامدة. وحتى بعد ان قضينا وقتًا طويلًا معًا، كنت اجد صعوبة في معرفة ما يدور داخله.

لكن، في تلك اللحظة…

هل علي فقط ان اطلب منهم ان ينقلعوا؟

كان واضحًا من تعبير هاجون انه يشعر بعدم الارتياح. وكان ذلك متوقعًا، خاصةً واننا كنا في نفس الفريق مع اعضاء كيكس في وكالتنا السابقة. كنا انا وهاجون على وشك ان نصبح عضوين.

لكن، بدقة اكثر، انا فقط من كان ضمن فريق الظهور الرسمي في النهاية. اما الشاب الذي القيت عليه التحية للتو، فكان اول من قطع علاقته بهاجون. والطريقة التي حياه بها اوحت بأنه لا يزال نفس الوغد الذي كان عليه قبل تراجعي.

لاحظت شابين، كلاهما بدا غير مرتاحين ويتجنبان التواصل البصري، الى جانب الثلاثة الاخرين الذين بدوا غير مبالين.

“هل اصدرتم البومًا جديدًا مؤخرًا؟” سألت.

“لقد صدر منذ مدة! لم تكن تتابع اخبارنا، اليس كذلك؟ انا محبط، يا إيدن!” رد احدهم.

اتابع اخبارهم؟ ذلك اضحكني.

كنت قد نسيت امرهم تمامًا. كان كل تركيزي منصبًا على تجنب التراجع ومحاولة منع مجموعتنا من الفشل مرة اخرى. في السابق، كانت الغيرة تمنعني من متابعة اخبار كيكس، رغم انني غادرت الفرقة بمحض ارادتي، لكن كان من المستحيل تجنب رؤية اخبارهم.

وبما انني اعرفهم، كنت مترددًا بين اتخاذ نبرة ودية وطلب مغادرتهم. لكن تعبير هاجون جعل الامر صعبًا علي لأن اتركهم يرحلون ببساطة.

“سمعت ان البومكم الاول حقق أداءً جيدًا للغاية”، اضفت.

“واجهنا صعوبة في التكيف من التشكيلة الاصلية ذات السبعة اعضاء الى فرقة مكونة من ستة اعضاء. اوه، لست الومك يا إيدن. انا افهم. لقد كنت انت وهاجون قريبين جدًا من بعضكما. افهم لماذا اخترت الرحيل”، قال ذلك الشاب.

كنت اعلم. الناس لا يتغيرون بسهولة.

ابتسامة الشاب كانت تناقض حدة كلماته. اما بقية الأعضاء الذين كانوا يحاولون إخفاء ابتساماتهم، فقد جعلوني اكشر.

عندما تم اختياري لفريق الظهور الاول مع اولئك الفتية، كنت واثقًا بأن مستقبلي يبدو واعدًا. كنا قد مررنا بالكثير سويًا كمتدربين. لكن المستقبل المريح الذي تخيلته تحطم عندما انضم متدرب جديد الى مجموعتنا. ذلك المتدرب الجديد كان ابن اخت مدير الوكالة. بعبارة اخرى، لقد حصل على مكانه في الفرقة عن طريق الواسطة.

ومع ذلك، ما كنت لأمانع لو كان يمتلك ادنى قدر من المهارة في اي مجال. لكن للأسف، لم يكن جيدًا في الرقص، او الغناء، او حتى الترفيه. بالاساس ، كانت قدراته مشابهة لقدرات ييهيون، باستثناء أنه لم يكن يتمتع بأي جاذبية. وجهه كان عاديًا جدًا ولا يجذب اي اهتمام داخل هذه الصناعة.

في الاصل، تم تصميم فرقة كيكس لتضم سبعة اعضاء، لذا كان لا بد من خروج احدهم لإفساح المجال لذلك بالواسطة. وذلك الشخص الذي اضطر للمغادرة كان “هاجون”.

لم استطع استيعاب القرار اطلاقًا. فقد زعمت الوكالة ان هاجون هو من خضع لاقصر فترة تدريب، لكن في الواقع، كنت انا من قضى اقصر فترة تدريب. كنت قد انضممت بعد هاجون بشهر. وما زلت اذكر تلك اللحظة.

(ذا الكلام بالماضي حقهم )

“واو، انتم حقًا لا تبالون؟”

“لا يمكنني فعل شيء يا إيدن. اريد ان اظهر لأول مرة واصبح آيدول. الا يمكنك ان تغض الطرف هذه المرة فقط؟ هل هذا صعب فعلًا؟”

رغم ان شخصًا واحدًا فقط هو من تكلم، الا ان الباقين ابدوا موافقتهم بلغة الجسد. كانت مشاعر الارتياح بادية في عيونهم، وكأنها تقول بصمت “انا مرتاح لأنني لست من طُرد“

بسبب الواسطة، تم اجبار هاجون على الخروج من فريق الترسيم، وغادر لاحقًا وكالة نيو بورن. اما انا، فلم استمر بعدها بكثير.

“اهه، تبًا لهذا كله. حظًا موفقًا لكم. لا يمكنني ان ابقى في نفس الفريق مع ذلك الشخص واتظاهر بأن كل شيء بخير“

كان من غير المحتمل تحمل رؤية ذلك الواسطة وهو يحل محل هاجون بكل سلاسة، وكأنه كان عضوًا في الفريق منذ البداية. هذا ما دفعني الى ترك فريق الظهور الأول ومغادرة نيو بورن ايضًا. ان كانت الشركة مستعدة لاستبدال عضو كفؤ فقط بسبب الواسطة، فإن افاقها لم تكن واعدة على أي حال.

بعد خروجه من الفريق، كان هاجون يتجنب الرد على اتصالاتي، لكنه رد بسرعة حين علم انني قد غادرت الوكالة ايضًا.

“لماذا ضيعت فرصتك للترسيم؟” سألني.

“لا احد يغني اغنياتي كما تفعل. نبرة صوتك لا يضاهيها شيء، يا هاجون”، اكدت له.

بالطبع، لم تكن مغادرتي طريقًا الى الجنة بالضبط. لقد انتقلت من منظمة عاجزة الى اخرى اكثر عجزًا. كنت قد اتخذت قرارًا واعيًا بترك نيو بورن والانضمام الى L&L، لذا لم اكن احمل ضغينة تجاه هاجون لاختياره L&L بدلًا من وكالات اخرى.

مشاعر الامتعاض التي بقيت لدي تجاهه كانت مبنية على عدم دعمه لمسيرتي كمنتج قبل التراجع، رغم ما كان بيننا.

على اية حال، تلك كانت القصة بيني وبين هاجون وفرقة كيكس.

نظرت للحظة الى ذلك الواسطة، وابتسمت ابتسامة خفيفة وقلت بنبرة ساخرة

“آه، فهمتني، اليس كذلك، يا ابن اللعنة؟ هل استمتعت بالسخرية مني لأني انسحبت وتظاهرت بالولاء، ثم ترسمت بأغنية كارثية؟”

انكمش ردًا على كلامي.

[تم رصد الفاظ بذيئة]

[مستوى الإخلاص -2]

وخز النظام اللعين جعلني انكمش أيضًا، لكنني تمكنت من حفظ ماء وجهي بينما حول ذلك الشاب نظره الى رفاقه في التوقيت المناسب تمامًا.

“هل صدمك انني اعلم بكل الاحاديث والنكات التي قيلت عني من وراء ظهري؟ حتى انا مصدوم، لأنني لم اتخيل يومًا انكم جميعًا تحملون في انفسكم مثل تلك الافكار،” اضفت.

ابتسمت بسخرية وانا اراهم يتبادلون نظرات الشك. كان من الواضح انهم يتساءلون من الذي سرب المعلومات، لكن للأسف، لن يعثروا عليه ابدًا.

كيف سيعثرون عليه وقد عدت بالزمن الى الوراء؟ اوه، حتى دون سفر عبر الزمن، كان ايجاد الفاعل ليكون امرًا بالغ الصعوبة. لن يخطر ببالهم ابدًا من هو.

قبل التراجع، لم اشعر بالحاجة الى ابقاء مسافة بيني وبين فرقة كيكس لأنهم كانوا ودودين تجاهي. وبينما كانوا ايدولز ناجحين الى حد ما، كنت انا انتمي إلى فرقة تعاني قد تتفكك في اي لحظة، لذا كنا في وضعين مختلفين تمامًا من حيث المسيرة المهنية.

مع ذلك، كنا في السابق زملاء نتجاوز العقبات سويًا في غرفة التدريب. لكن علاقتنا بدأت تتدهور بعد الشهرة المفاجئة التي نالها “فان كام”*الخاص بييهيون، ومع تذوق فرقتي لقليل من الشهرة.

وفي احد الايام، اخبرني المدعوم بالواسطة والذي كنت قد التقيته لفترة قصيرة عندما انضم لأول مرة بما كان يقوله اعضاء كيكس من خلفي.

“ما خطبك؟ هل سئمت من ان تكون ايدول او شيء من هذا القبيل؟ هل تطلب مني ان افضح فرقتك بأنهم يثرثرون كثيرًا؟” سألته

“اخبرك هذا لان سلوكهم مثير للاشمئزاز،” قال.

“واشعر بالخزي لكوني جزءًا من تلك الفرقة. اعلم تمامًا كم هو شعور فظيع، لأنني عشته ان يتظاهر الناس بالود امامك بينما يسيئون اليك من وراء ظهرك.”

كنت استطيع تخيل الرضا الذي شعروا به حين رأوا شخصًا قد طرد، وآخر قد انسحب، وكلاهما فشل فشلًا ذريعًا. كم كان الامر مضحكًا لهم ان يسخروا من رجل لم يدرك أنه يسخر منه، بل وكان يضحك معهم دون ان يدري.

وكم كان مؤلمًا لهم الان ان يروا شخصًا كانوا يعدونه ادنى منهم يرتقي ليبلغ مستواهم.

“هي، إيدن، من الذي اخبرك بذلك؟” سألني أحدهم بابتسامة زائفة.

“ولم تريد ان تعرف؟” رددتُ عليه بحدة.

قبل التراجع، كانت ردة فعلي الوحيدة ان الكمه في وجهه، لكن الامور اختلفت الان. اصبحت استطيع إلحاق ضرر اكبر بزرع بذور الشك.

وبما ان جميعهم كان لديهم معلومات التواصل الخاصة بي، فقد كان اي واحد منهم هو المُخبر المحتمل.

هل كان ما جمعكم هو الضحك على حسابي؟ امل ان تنتشر اخبار مشاكل فرقتكم كالنار في الهشيم، وان تتفككوا قريبًا.

انا حقًا لا ارغب في رؤيتكم مجددًا.

“آسف لأن اغنيتنا الثانوية لم تفشل كما تمنيتم. من المؤسف ان الشخص الذي غادر الفرقة يبدو انه يسير افضل مما اعتقدتم،” واصلت.

هبط الجو فجأة الى الحضيض، لكن الشاب الذي كان يقف خلف صاحب الابتسامة الزائفة حاول تلطيف الاجواء.“هاي، لنحافظ على الود. نحن فقط سعداء برؤيتك بعد فترة.”

“اوه، سعيدون برؤيتي؟ الهذا السبب كنتم تتحدثون بالسوء عن الوكالة التي اعمل بها، وكيف انني جسدت مفهوم المصحة النفسية بإتقان؟”

كررت اشرس نميمة قالها الواسطة، كأنها الضربة القاضية الاخيرة.

غادروا، مهزومين وهم يتبادلون النظرات المريبة فيما بينهم.

كان التوتر المحيط بفرقة كيكس ملموسًا لدرجة انهم سيعتبرون محظوظين ان تفادوا الشجار في منطقة الانتظار.الوحيد الذي بدا هادئًا كان ذلك الواسطة الذي لم يشارك في الاحاديث القذرة.

لم اتخيل يومًا انني سأحمل رأيًا مختلفًا تمامًا عن ذلك الشخص.

في السابق، لم اكن اراه إلا كطفلٍ مدعوم بالواسطة، مزعج وبلا خجل، هو من اطاح بهاجون واخذ مكانه.

“هل هذه هي الفرقة التي كنت على وشك ان تترسم معها؟” سأل ييهيون بمجرد ان اصبحت فرقة كيكس خارج نطاق الرؤية.

اومأت برأسي.

“ضمك اليهم كان سيرفع سمعتهم الى مستوى جديد تمامًا من السوء، من حيث شخصيتهم المنفرة،” قالها مضايقاً لي.

“سئمت من كل هذا الهراء، جديًا. انقذني من هذا يا هيونغ” توسلت.

بالطبع، اصر ييهيون على انه كان صادقًا فقط، وانه لم يقصد استفزازي بأي شكل. اما هاجون، الذي كان يتدخل عادةً لمنع اي شجار، فقد جلس صامتًا

دفعتُه بخفة.“الست على وشك ان تقول لي انني كان يجب ان ابقى هادىء اليوم؟”

“اليوم، انا سعيد بما فعلته” قال هاجون واضعًا يده على كتفي.

“شكرًا لأنك لقنتهم درسًا.”

“هذا يستحق اكثر بكثير من مجرد (شكرًا)، الا تظن ذلك؟ عليك ان تقدم شيئاً ” الححت.

“حسنًا، ماذا تريد؟” سأل.

“ان كنت ممتنًا حقًا، فاعدني بأن تغني اغنياتي دائمًا،” قلت بابتسامة.

“انا احب صوتك اكثر من اي صوت اخر.”

ضحك هاجون واومأ برأسه. كان واضحًا انه يتذكر حديثنا السابق.

“وماذا عني؟ ماذا عن صوتي، هيونغ؟” قاطعنا جايهي.

“هاي، جايهي، هذا ليس الوقت ولا المكان المناسب لتتدخل“

كان يفسد لحظة صادقة بيني وبين هاجون. وبينما كنت امد يدي نحو رأس جايهي، حذرتني منسقة المكياج من ان افسد تسريحته.

سحبت يدي وجلست في مقعدي وانا اتمتم“حتى وان كان فقط لأتجنب اولئك الحمقى، فسأدفع بريف نحو النجومية.”

“اوه، يبدو انك واثق جدًا.”

“مع الالتزام والعمل الجاد، فذلك ممكن تمامًا”، اكدت بإصرار.

كان نجاحنا يعتمد على تنفيذ مجموعة من المهام الترويجية، والسهر حتى وقت متأخر، والاختلاط ببعض الشخصيات المؤثرة الذين سيصبحون منتجين موسيقيين لاحقًا.

كنت بحاجة للاستمرار في الضغط على نفسي بعقلية انني استطيع النوم عندما اموت.

ارتبك دوبين من كلماتي. لاحظت انه يتبادل النظرات مع جايهي، وادركت انني اغفلت عن ذكر الموضوع في كلامي السابق.ومع ذلك، ظل الامر لا يريحني.

لم اكن اتحدث عنكم انتم. لكن حين يكرس القائد نفسه لنجاح الفرقة، اليس من المفترض ان يكون الاعضاء الاصغر سنًا مستعدين لتقديم دعمهم الكامل؟ تسك

2025/07/19 · 17 مشاهدة · 1754 كلمة
Sylvia
نادي الروايات - 2025