وجدت نفسي برفقة كريم و نحن نشق طريقنا إلى الحي الجنوبي، كان حيا من العمارات الشاهقة التي تجاوز عدد طوابقها ال12 طابقا، بدا ذلك المبنى خاليا من سكانه لكن المتسكعين حوله كثر، يترصدون أي مؤخرة للحصول على رقمها، هواية هذه الأيام لم تعد البحث عن عمل أو الإنشغال بشيئ مفيد بل إتباع و نكح المؤخرات و إمتاع الشهوات.

كنت فتى بريئ صغير في عمر العاشرة أنظر إلى الحيات بوردية و آخد أفعال الناس بسطحية و أعتقد أن ما يبدونه هو مثل الذي يخفون، فشيخ الحي المحافظ على العبادات لابد و أنه شيخ فاضل و الفتاة التي تذهب للعمل لابد و أنها تتعب و الشاب الذي يساعد زميلته في الدراسة لن يجرأ على النظر لمفاتنها و الشاب الذي يطلب سيارة والده لنزهة خفيفة مع الأصحاب لن يحصل على متعة جنسية من بائعة هوى... لكن هؤلاء كلهم أو جلهم خيبوا ظني حين اكتشفت زيفهم ما جعلني ألعن العالم و أصدم بنفاقه فكرهت ما بدا لي من الحياة و صرت أمقت عيشتي.

شققنا ظلام الدرج، كان المصعد معطلا، و شعرت بالإرهاق و سألت النفسي اللعنة ماذا أفعل مع كريم "بن زيمة الجنس هذا" قلت له: أوي أنت إلى أين هكذا مهرولين في غير هدى أجب قضيبي أيا اللعين ابن ****؟

إلى طاطا يا حبيبي . قالهكانت هناك لمعة في عينيه استطعت التقاطها رغم الظلام.

بلغنا الدور الأخير و تسمرنا أما باب شقة ، رفع كريم هاتفه القديم و اتصل بسرعة، سمعت الهاتف داخل الشقة و صوت خطوات ناعمة و امرأة تقول: أنا قادمة.

كان هناك صوت ماء يجري كالشلال و كريم اللعين يعلم جيدا مالذي ينتظره، كنت لازلت احتفظ ببعض بلاهتي و حمقي الصبياني من سن العاشرة، و لعنت حظي «ما الذي أفعله هنا مع هذا الأحمق بحق كريستيانو»

عندما سألته سابقا و أخبرني أننا ذاهبون إلى "طاطا" إعتقدت أنه يقصد خالته أو زوجة عمه فنحن نطلق هذا اللقب على المرأة التي تجاوزت الأربعين و في غالب الأحوال تحوز على جمال جذاب و قوام سكسي، لهذا لابد و أنني أبله.

فتحت الباب و انبثقت يد جذبت كريم إلى الداخل بعنفوان، كان البخار يتصاعد من داخل الشقة و صوت الشفشفة إنطلق معلنا عن موعد جنسي، قبلته مباشرة من الفم ، لن اكذب إنه أفضل من المصافحة و قول مرحبا حيث ستبدو كالأبله، قبلها مباشرة و ستعشقك سيبدو لها أنك مسيطر إنه شعور كالجنون.

و لمن يتساءل فهذه ليست رواية جنسية أو تحث على فعل هكذا أشياء أنا فقط أخبركم ما الذي زاد من إصراري على شنق نفسي داخل غرفتي خلال مئة يوم اللعينة هذه، الأمر كان يعمل بشكل عكسي حيث من المفترض أنني سأحاول إيجاد معنى لوجودي خلال هذه المدة لكنني لم أتفلجء بحصول العكس....

يتبع أيها الماذافكرز

2019/06/21 · 378 مشاهدة · 424 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024